13 أيار/ مايو 1974: أطفال الكفير.. وطائرات الحرب الصهيونية
أغارت تشكيلة من الطائرات الحربية الصهيونية ولمدة عشر دقائق على مزرعة بيت نوفل ووادي الخريبة وصنوبر عين قنية ووادي الكفير والخلوات في منطقة حاصبيا في الجنوب اللبناني. أدت الغارات الوحشية إلى استشهاد أربعة مواطنين في بلدة الكفير بينهم أم وطفلاها، أولهما عمره ستة أشهر والثاني ثماني سنوات. كذلك أدى القصف إلى جرح ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين وثماني سنوات، جراح بعضهم خطيرة.
سلمان عواد ـ من أبناء الكفير ـ يقول: "الصبح الساعة سبعة، كنا لا زلنا نايمين في الساعة التي نذهب فيها إلى المدرسة، لم نشعر إلا والطيران الإسرائيلي جاء وأغار على بيت جيراننا، بيت خزاعي نوفل، وقصف البيت. كانت الناس لا تزال نائمة، هم نائمين في البيت عزّل، امرأة معها أطفالها. بدأ الصراخ، أسرعنا إليهم فوجدناهم تحت الردم. الأم ماتت وعلى يدها ابنها ترضعه من صدرها، وابنها الآخر اسمه عاطف كان إلى جانبها أصابته شظية وقتلته، وابنها الثالث ياسر أصيب ونقلوه إلى المستشفى. عمل بربري إجرامي، ناس نايمة في بيوتها، جاء الطيران وقصفها".
سعيد الدمشقي ـ من سكان الكفير أيضاً ـ يقول: "فجأة حام الطيران، كنا نتعرض كثيراً لقصف مدافع وطيران وما أشبه، العدوان الإسرائيلي كان مركز عندنا تلك السنة. جاء الطيران حام وما لقينا إلا انفجار قوي والطيران عندما رحل ركضت الناس وقالت إنه ضرب بيت خزاعي نوفل. صارت الناس تنبش في التراب فوجدوا امرأة خزاعي استشهدت، طفلين معها وولد جرح، كان في حالة الخطر ومن ثم شفي ولا زال حياً إلى اليوم..".