30 آذار/ مارس 1976: يوم الأرض.. الثبات بالرغم من الإ جرام الصهيوني
كان ذلك يوم 30/3/1976 عندما هب فلسطينيو 48 للتظاهر في يوم الإضراب العام احتجاجا على سياسة مصادرة الأراضي وتطويق بلداتهم ببلدات يهودية استيطانية التي تم تنفيذها ضمن مشروع تهويد الجليل. وقد شمل الإضراب جميع البلدات والقرى العربية التي شهدت آنذاك مظاهرات شعبية انتهت باستشهاد ستة من المتظاهرين.
لقد كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض إقدام السلطات "الإسرائيلية" على مصادرة نحو 21 الف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعدة وغيرها لتخصيصها للمزيد من التجمعات اليهودية في نطاق مخطط تهويد الجليل، وكانت حكومات "إسرائيل" قد صادرت بين 1948-1972 اكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث بالإضافة الى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي العربية التي هجر أصحابها عام 1948 وقد جاءت أحداث يوم الأرض تتويجا لتحركات ونضالات جماهيرية طويلة تكثفت بشكل خاص في الشهور التسعة التي سبقت ذلك اليوم. وجاء قرار الإضراب ضمن نشاطات جماهيرية متعددة منذ أن أعلنت الحكومة مشاريع المصادرة الكبرى في الجليل في مطلع 1975.
وفي 15/8/1975 عقد اجتماع جماهيري كبير في الناصرة، ضم مئات الشخصيات العربية واليهودية ورؤساء السلطات المحلية العربية وعمالا وفلاحين وطلابا وخريجين وأعضاء كنيست. وفي هذا الاجتماع تأسست لجنة الدفاع عن الأراضي العربية وانتخبت لجنة تحضيرية تعد لمؤتمر شعبي كبير، عقد بعد ذلك في يوم 18/10/1975 في الناصرة.
وفي 6/3/1976 عقدت لجنة الدفاع عن الاراضي، اجتماعا موسعا في الناصرة، دعت فيه إلى إعلان الإضراب العام في يوم الثلاثاء 30/3/1976 احتجاجا على سياسة مصادرة الأراضي. ومع انتشار قرار الإضراب والتجاوب الجماهيري معه وبدء التنظيم الواسع له، اشتدت مجابهة سلطات الاحتلال للإضراب، بالتحريض والتهديد من جهة، وبتجنيد الأعوان للدعوة لالغاء الإضراب.
من جهة أخرى، وفي ظل هذه المجابهة، عقد رؤساء السلطات المحلية العربية اجتماعا في شفاعمرو تقرر فيه عدم الرضوخ للضغوطات والإعلان عن الإضراب. عندها شنت السلطات "الإسرائيلية" حملة من الاعتقالات والتحريض وصلت الى تهديد وسائل الاعلام العربية التي نشرت عن الاضراب.
لكن قادة فلسطينيي الداخل رفضوا الخضوع ولقوا تجاوبا جماهيريا واسعا انعكس يوم 30 آذار/ مارس في التجاوب مع الإضراب.
في ذلك اليوم حاولت السلطات "الإسرائيلية" كسر الإضراب فعززت من قواتها داخل البلدات العربية وقامت باستفزاز المواطنين إلى أن وقعت مواجهات عنيفة بين المواطنين العرب والشرطة كان أعنفها في قرى سخنين وعرابة ودير حنا وبلغت حصيلة "يوم الأرض" ستة من الشهداء وجرح 49 واعتقال أكثر من 300 شخص.