الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل هذا اليوم من العام 1981 قامت قوة كوماندوس صهيونية بنسف منزل في بلدة الطيري جنوب لبنان على رؤوس ساكنيه فاستشهد ثلاثة أطفال وجرح بقية أفراد العائلة وعددهم سبعة.
شاهد عيان روت تفاصيل هذه الجريمة الفظيعة.. إنها أم الأطفال الشهداء: "في سنة 81 ، قلت لزوجي يا ويلي هذه الضربة مقصودة لعندنا في االدار، نادي على الأولاد كي لا يتحركوا، إبني عماد يقول يا أبي جاءوا ليفجروا علينا البيت فإلى أين نذهب، وهو لا يزال يتحدث قمت وأنرت اللمبة حتى لا يتحرك الأولاد فإذ طلع فينا الانفجار. دمر علينا البيت وسالت عليّ الدماء ، قلت راحت عيني ، أتيت إلى البنت التي عمرها سنتان وهي تنام بقربي على السرير، حملتها عن السرير، عندما وضعتها في حضني ثم أخذوها مني، ظنوا أنها هي التي أصيبت لأنها مجبولة بالدم، ثم قاموا بنقلي أنا وزوجي إلى المستشفى. لم نرَ أولادنا ولم نعرف شيئاً حتى عندما قاموا بدفنهم لم نكن حاضرين، كنا في المستشفى (تبكي) أنا وهو غائبين".
شاهد آخر من جيران العائلة المنكوبة يتحدث عن عملية إنقاذ المصابين: "عندما طلع الانفجار بالليل عندما أتينا نظرت لم أجد مكاناً يمر منه الواحد، رجعت وأتيت بالبطارية من البيت وفتحت الطريق للأولاد الذين كانوا يصرخون تحت الركام عليهم ولا يجدون طريقاً، فتحت الطريق للأولاد وبدأوا يزحفون تحت السقف واحداً تلو الآخر".