21 آذار/ مارس 2004: إغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين
في مثل هذا اليوم من العام 2004 اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي والمؤسس لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في غارة بالمروحيات أشرف عليها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أرييل شارون الذي أضاف الى سجله الاجرامي الحافل جريمة نكراء جديدة أثارت غضب العالمين العربي والإسلامي وردودا دولية شاجبة.
وروى شهود عيان أن الشيخ ياسين واثنين من مرافقيه كانوا يهمّون بمغادرة المسجد القريب من منزله في حي الصبرة في مدينة غزة عندما تحولت أجسادهم أشلاء بثلاثة صواريخ أطلقها الطيران "الإسرائيلي" فجراً.
وعلى الفور انتفض سكان غزة من أسرتهم وخرجوا في مسيرات حاشدة عفوية تعبيراً عن حزنهم وغضبهم دون أن يأبهوا باستمرار تحليق المروحيات الحربية "الاسرائيلية" التي ارتكبت الجريمة.
ووسط مشاعر الحزن والغضب والثأر خرج اكثر من 200 الف فلسطيني الى شوارع غزة لتشييع الشيخ الشهيد ورفاقه الثمانية الآخرين الذين سقطوا في العدوان فيما كانت شوارع مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة ساحة معارك مختلفة بين قوات الاحتلال وآلاف المتظاهرين الفلسطينيين الغاضبين الذين توعدوا برد مزلزل يحمل الموت الى كل شارع ومنزل في "إسرائيل".
واثارت جريمة اغتيال الشيخ ياسين غضب القيادة والشعب الفلسطينيين. وخرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات بجميع مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة منددة باغتيال "إسرائيل" الشيخ ياسين، وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن فتى فلسطينيا استشهد وجرح أربعة آخرون عندما فتح الجيش "الإسرائيلي" النار على تظاهرة للتنديد بالاغتيال, في حي الأمل في خان يونس جنوب قطاع غزة.
من تصريحات الشهيد الشيخ أحمد ياسين:
في آخر حديث أدلى به قبل اغتياله، قال الشهيد الشيخ أحمد ياسين إن (التهديدات "الاسرائيلية" بتصفية قياديي (حماس) تعبير عن حالة الفشل والإفلاس التي تعيشها "إسرائيل".
وقال الشيخ ياسين في حديثه: إن التهديدات "الاسرائيلية" لتصفية قيادات حماس وقوى المقاومة الفلسطينية ليست جديدة وهي تتجدد في كل عملية تنكأ هذا العدو فيتوعد ويثور... والعدو يحاول بذلك تهدئة الشارع "الإسرائيلي" ليقول له نحن سنرد، وهذه التهديدات هي للتعبير عن حال الفشل والإفلاس التي يعيشها.
ورداً على سؤال حول العمليات العسكرية التي تقوم بها حماس بوجود خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة، أكد الشيخ ياسين ان "العمل العسكري هو الذي سيجبر العدو على الرحيل عن الأراضي الفلسطينية". وأضاف ان "الاسرائيليين" ليسوا بحاجة الى مبرر لارتكاب المجازر ولا يحتاجون الى مبررات للاستمرار في القتل والتدمير، فالعدو "الإسرائيلي" لا يعيش الا على القتل والدماء".
وتابع ان "العدو يطالبنا بوقف المقاومة، لكننا نتساءل لماذا لا يطالب العالم بوقف الاحتلال "الإسرائيلي" ومن الذي يجب أن يتوقف? مَن يدافع عن نفسه ومَن يحتل الأرض?".
وأعلن: "انني مقاتل ومطلوب للعدو الصهيوني ومطارَد من العملاء والطائرات الصهيونية، وأريد الاختفاء عن العدو وأضع السواتر وغيرها على زجاج سيارتي للاختفاء عن أعين العملاء... وهناك مَن يريد إزالة هذه السواتر ليكشفنا للعملاء. الخلل موجود في السلطة، نحن مع الأمن لكن ليس ضد المجاهدين".
وفي آب عام 2002، تحدث الشيخ ياسين عن المعلومات التي تسربت حول عزم حكومة شارون على اغتياله هو وقيادات بارزة في الجناح السياسي لحماس وقال: لا مشكلة لدي على الاطلاق، واذا كان الموت قادماً فأهلاً وسهلاً، فأنا طالب شهادة منذ 40 عاماً.
وأضاف: ("الاسرائيليون" يريدون اغتيال الشعب الفلسطيني بأكمله، وحكومة شارون تمعن بقتلنا ولقد اغتالت وما زالت قيادات من حركتي حماس وفتح وهذه التهديدات لن تثنينا عن أهدافنا بالتحرر. ونحن الآن أمام خيارين إما النصر أو الشهادة وأي خطوة يقدم عليها العدو الصهيوني في هذا السياق سيتحمل مسؤوليتها وسندافع عن أنفسنا بشتى الوسائل والطرق.
وأعلن الشيخ ياسين: "كيف يطلب مني إعلان الهدنة وأنا الذي أتعرض للقصف والقتل والتدمير? "إسرائيل" هي الطرف المعني بإعلان الهدنة وبدون ذلك فإن المعادلة تكون مقلوبة. لن نوقف المقاومة تحت أي ظرف وعندما يندحر الاحتلال لن تكون هناك حاجة للمقاومة".