علي الموسوي (موقع الانتقاد)
تطوّرت حركة الصراع الاستخباراتي بين مختلف دول العالم ولاسيّما
بين العرب وفي مقدّمتهم لبنان والعدوّ الإسرائيلي، تماشياً مع الحداثة
الهائلة التي شهدها عالم الاتصالات والتقنيات والإلكترونيات والتكنولوجيا،
وغيّرت وجه الكرة الأرضية وقلبت مجريات أحداثها السياسية في الدرجة الأولى
والأساسية، رأساً على عقب.
ولم
يعد العملاء والجواسيس يكتفون في التواصل مع مجنّديهم ومشغّليهم، في
استخدام الحبر العادي والحبر السرّي لتدوين معلوماتهم ورفع تقاريرهم بخطّ
اليد، واستعمال ألسنتهم وأفواههم وذاكرتهم في الحفظ والتدوين والحديث في
المقابلات واللقاءات والاتصالات الهاتفية، ورسم خطيطة وخريطة لمكان ما
وكتابة معلومات ورقية ونظرية وتنظيم برقيات مشفّرة، وما شابه من وسائل صارت
مع مرور الزمن قديمة وبالية وبطيئة ورتيبة وبدائية.
كما أنّ العملاء لم يعودوا يعتمدون على المراقبة القريبة واللصيقة والبعيدة
بالعين المجرّدة، ونقل المعلومات شفهياً خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي
للجزء الأكبر من الجنوب والبقاع الغربي، بل طوّروا أدواتهم ومستلزماتهم بما
يؤمّن لهم المزيد من الحماية والضمانة والغطاء والوقاية والعمل الخفي،
ويحفظ لهم الديمومة وتأدية الخدمات بسهولة تامة وتقديم الإخباريات
والخبريات بطرائق وأساليب متنوّعة مقرونة بسرعة قصوى قدر الإمكان، ويقيهم
الانكشاف والانفضاح والاستدراج والاعتقال والمحاكمة والسجن وصولاً إلى
الإعدام.
وشكّلت الحرب العلنية بين لبنان ممثّلاً بجيشه وأجهزته الأمنية والمقاومة
من جهة، والعدوّ الإسرائيلي من جهة ثانية، النموذج الأوضح لاستمرار الحرب
الأمنية الخفية باعتبار أنّهما متلازمان ومنسجمان، لا بل أنّ الحرب تستند
في الدرجة الأولى إلى ما تكوّن لديها من ملفّات أمنية ساخنة جمعها العملاء
والجواسيس في مراحل متقطّعة، وتدرّجت من الرصد الدقيق والعشوائي والمعلومات
والمعطيات والمؤشّرات الظاهرة والمتوافرة والمضمرة، وصولاً إلى الوقت
المحدّد للاستعمال بما يؤدّي إلى نجاح العدوان وتحقيق الأهداف المصبو
إليها.
وبمعنى آخر، فإنّ العمل المخابراتي مسخّر دائماً لنجاح أيّ حرب أو عدوان،
على أنّ التكتيك العسكري هو الميزان الحقيقي لرجحان الكفّة ميدانياً، بغضّ
النظر عن أهمّية المعلومات والخدمات المقدّمة أمنياً، ولكن في حال
استعمالها بالوجهة السليمة فإنّها تساعد كثيراً في إحداث خرق عسكري ما على
الأرض.
ولم
يترك جهاز الموساد وسيلة واحدة إلاّ وجرّبها لاصطياد أهدافه وتحقيقها،
بدءاً من الاعتماد على الشبكات والمجموعات والخلايا والأفراد والعملاء
والجواسيس والمصادر والمخبرين والخونة (والعواينيين والداسوس إلى ما هنالك
من تسميات وأسماء باللغة الفصحى واللهجة العامية الشائعة بين الناس)،
وانتهاء بطائرات التجسّس "أواكس"، وطائرات الاستطلاع "أم.ك." وبالونات،
ومناطيد غازية مزروعة بالكاميرات وأجهزة الاتصال من نوع "بومباردير"،
وأقمار اصطناعية.
والمنطاد "بومباردير"، هو بالون ينفخ بالغاز ويحلّق عالياً مدعوماً بحركة
الهواء الذي يتقاذفه من مكان إلى آخر يقوم خلالها بتصوير كلّ ما يقع تحته
من خلال كاميرات وأجهزة اتصال ويوصلها إلى مراكز المراقبة وغرفة العمليات
الإسرائيلية.
ويملك العدوّ الإسرائيلي الذي دخل نادي دول الأقمار الاصطناعية في العام
2002، عشرة أقمار اصطناعية للتجسّس يجري كلّ واحد منها دورته حول الأرض في
مدّة ساعة ونصف الساعة قبل أن يسلّم المهمّة للقمر التالي. وقد سمّيت هذه
الأقمار: "أوفيك ـ 5" ( أيّ أفق 5)، و "أوفيكـ 7"، و"أوفيكـ 8"،
و"تكسار"، و"سار 1"، و"أوفيك ـ 9"، وهذا الأخير على سبيل المثال، مزوّد
بكاميرا "رادارية" يمكنها التصوير من خلف السحب والتقاط الصور بجودة عالية،
كما أنّه مشابه للقمرين "أوفيك ـ 5" و"أوفيك ـ 7" من حيث التقاط الصور
لأجسام موجودة على الكرة الأرضية بحجم 70 سنتيمتراً.
ولا يمكن إغفال الدور الهام الذي يلعبه العملاء على الأرض وإنْ كان يتكامل
مع مهام طائرات التجسّس والأقمار الاصطناعية، إلاّ أنّه لا غنى عن اللجوء
إليه لضرورته وفرادته وقدرته الذاتية في القيام بالمهام والحالات التالية:
1ـ استطلاع الطرقات وإجراء مسح شامل لحركة النقل عليها وتمشيطها وكنسها
لتسهيل عملية انتقال عناصر من وحدة " الكوماندوس" إلى مكان ما، بغية تنفيذ
مهمّة أمنية أو جريمة محدّدة، وذلك خشية وجود حواجز أمنية للقوى الأمنية
اللبنانية، كما حصل مع العميل علي ديب الجرّاح.
2ـ رصد الاتصالات.
3ـ
تصوير أماكن وثكنات عسكرية ثابتة بكاميرا مثبتة داخل سيّارة بحيث تلتقط
الصور المطلوبة من دون أن تثير ريبة أحد، بالإضافة إلى ملاحقة الشاحنات
العابرة عن طريق المصنع باتجاه لبنان وخاصة تلك التي تسلك الخطّ العسكري
لمعرفة نوعها ورقمها وحمولتها وما إذا كانت فيها أسلحة مهرّبة لمصلحة حزب
الله، كما فعل العميل علي الجرّاح.
4ـ تقريب المشاهد الملتقطة جوّاً وقراءة الخرائط والصور الجوّية لتحديد
مواقع عسكرية( ثكنات وحواجز ومقرّات) ومدنية( منازل ومحال تجارية ومدارس)
بوضع دائرة حول كلّ منزل مع إعطائه رقماً معيّناً، وتحديد الإحداثيات (نظيم
وقطوع أوXـ Y).
5ـ العثور على المعلومات السرّيّة في المواقع والمراكز والغرف المغلقة والأماكن المحروسة والمحمية.
6ـ تأكيد معلومات قيد الدرس والبحث والنقاش.
7ـ جمع أكبر كمّية من المعلومات عن المقاومة بتيّاراتها وحركاتها وأحزابها
المختلفة لبنانياً وفلسطينياً، وعن مسؤوليها ومراكزها وتجهيزاتها العسكرية
وتحرّكاتها الأمنية وعملياتها العسكرية.
8ـ تقديم معلومات عن نتائج غارات الطائرات الحربية الإسرائيلية على
المدنيين العزل، والمراكز الحزبية وتحديد حجم الإصابات والأضرار المادية
والمعنوية.
9ـ التجسّس على الجيش اللبناني والجيش السوري خلال وجوده في لبنان وتتبّع أسماء القطع المتمركزة وعمليات التبديل.
10ـ استقاء المعلومات عن مكان وجود الطيّار الإسرائيلي رون آراد الذي
أسقطت حركة أمل طائرته خلال شنّه إحدى الغارات على قرى الجنوب في 16 تشرين
الأوّل/أكتوبر من العام 1986، وجمع المعلومات عن العسكريين الإسرائيليين
الثلاثة الذين قتلوا في المواجهة بين الجيش العربي السوري والمنظّمات
الفلسطينية والأحزاب اللبنانية من جهة والقوّات الإسرائيلية من جهة ثانية
في محلّة بيادر العدسـ السلطان يعقوب في البقاع الغربي، ودفنت جثثهم في
مكان مجهول يواصل الإسرائيليون تجنيد العملاء للبحث عنهم ومعرفة مكانهم،
ممّا يدلّ على أهمّية العسكري والجندي لهم حتّى ولو كان رفاتاً وبقايا جثّة
وعظاماً مهترئة. وقد قال الضابط الذي جنّد العميل زيّاد الحمصي:" إنّ أيّ
عظمة عند اليهود تساوي الكثير" بحسب ما ورد في القرار الاتهامي الصادر عن
قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر في 29 أيلول/سبتمبر من العام 2009.
وتؤكّد
قراءة الصور الجوّيّة تلازم دور العميل على الأرض مع طائرات التجسّس، لأنّ
"نيغاتيف" الصورة يتضمّن شوارع ومنازل مرقّمة، وعندما يقوم العميل بجولة
ميدانية على الأرض يمكنه معرفة القاطن في هذا المنزل، أو ذاك ويقارنه
بالصورة الجوّيّة ويعرف الرقم المعطى له لتسهيل القراءة والعمل.
وخلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الجنوب والبقاع الغربي، كان التواصل
بين العملاء وضبّاط " الموساد" يتمّ أحياناً، عبر محرّكين أمنيين في
ميليشيا العميل أنطوان لحد، ويجري إيصال المعلومات من خلال اللقاءات
والاجتماعات التي تعقد في منطقة " الشريط الحدودي المحتل"، أو في فلسطين
المحتلة، أو في دول أوروبية، وذلك بحسب الضرورة وإمكانية التواصل. والشواهد
على هذا الأمر كثيرة، وقلّما انتقل عميل نجح في خطوته الأولى على طريق
العمالة، إلى خارج لبنان لتلقّي التدريبات والتعليمات وهو ما تحكيه ملفاّت
شبكات التجسّس المتنوّعة.
وكان العملاء يقومون بدور التنصّت على الناس واستقاء المعلومات منهم بغضّ
النظر عن مدى جدّيتها وصوابها، وتقصّي المعلومات والتحرّي عنها، ورفعها
شفهياً لمن لا يجيد مثلاً تحديد أيّ موقع عسكري على الخريطة كما حصل مع
العميلة نجمة طانيوس العلم التي حكم عليها في 3 حزيران من العام 1997
بعقوبة الأشغال الشاقة مدّة خمس سنوات وجاهياً.
ومن مهام بعض العملاء، الانتقال إلى مرحلة التنفيذ في تهيئة الأرض ووضع
المتفجّرات المعدّة سلفاً والمجهّزة مسبقاً، واستقبال ضبّاط وعناصر "
الموساد" وإيواؤهم ونقلهم وتسهيل تنقلاتهم وفتح الطرقات أمامهم والمشاركة
في عمليات الاغتيال عبر الضغط على زرّ جهاز التفجير، والانسحاب من مسرح
الجريمة بهدوء تام وأعصاب باردة، وعدم ترك آثار خلفهم تدلّ عليهم، أو تقود
إليهم.
وقد يكون العميل بقّالاً، أو ساعياً للبريد، أو معقّباً للمعاملات (نجمة
العلم)،أو عسكرياً في قوى الأمن الداخلي( هيثم السحمراني، محمود رافع،) أو
الجيش اللبناني، أو الأمن العام، أو أمن الدولة ( حسام سمعان)، أو ضابطاً
عاملاً أو متقاعداً ( منصور دياب، شهيد تومية، أديب العلم، أنطوان أبو
جودة، غسّان جرجس الجدّ)، أو طالباً جامعياً، أو مدرّساً، أو عاطلاً عن
العمل، أو تاجراً، أو رجل أعمال، أو راعياً، أو مقاوماً سابقاً تخلّى عن
بندقيته( ناصر نادر، أحمد الحلاق، حسين علي عليان، علي ديب الجرّاح، زيّاد
الحمصي)، أو صاحب معرض سيّارات (مروان فقيه)، أو موظّفاً رسمياً، أو
مهندساً، أو عامل سنترال أو صاحبه، أو رئيس بلدية( زيّاد الحمصي)، أو مرافق
وزراء ونوّاب وسياسيين، أو صاحب مكتب لتخليص معاملات في الدوائر الرسمية،
أو .. أو .. أو.. إلى ما هنالك من وظائف ومهن في مختلف مجالات الحياة.
فما
هي وسائل الاتصال وأجهزة الإرسال التي استخدمها العملاء في وظائفهم
المختلفة وزوّدهم بها " الموساد" لمساعدته في فوز قوّاته، وذلك من خلال ما
اعترف به هؤلاء العملاء سواء أكانوا يؤلّفون شبكة فردية قائمة بذاتها، أو
شبكة متفرّقة ومشتّتة يجمعها ويشرف عليها ضابط إسرائيلي متخصّص، أو شبكة
جماعية مترابطة وموحّدة، مع الإشارة إلى أنّ استعمال الجهاز اللاسلكي يسرّع
في إرسال المعلومة للاستفادة من آنيتها وأهمّيتها القصوى، وإذا كانت تحتمل
التأجيل والتأخير إلاّ أنّها لا تفقد وهجها؟. وما هي الأدوات التي تتضمّن
مخابئ سرّيّة وضّب فيها العملاء هذه الأجهزة عند استلامها أو للحفاظ عليها
خوفاً من الانكشاف؟.
1ـ جهاز إرسال لاسلكي يشبه في الشكل منفخ عجلات السيّارة الكهربائي وهو
يرسل ولا يتلقّى، وقد استعمله العميل حسين علي عليان المحكوم بعقوبة
الأشغال الشاقة المؤبّدة بصورة وجاهية، في بداية مشواره التجسّسي.
2ـ جهاز إرسال لاسلكي لإرسال المعلومات بطريقة مشفّرة يعمل بواسطة بطارية تسعة "فولت".
3ـ إرسال المعلومات بواسطة الحبر السرّي الذي لا يكتشف بالعين المجرّدة ولكن لا يمكن قراءة المعلومات المدوّنة في الرسالة.
4ـ جهاز لاسلكي عبارة عن آلة طابعة لطبع البرقيات باللغة العربية ومزوّد
بشاشة يتلقّى عليها المطلوب منه باللغة العربية أيضاً ويضمّ آلة أخرى
لإرسال البرقيات والمعلومات من خلال الجهاز الطابع ويزوّد بقطعتين
إلكترونيتين لتقوية أجهزة التلقّي والإرسال. ومع هذا الجهاز لا يعود العميل
بحاجة إلى استخدام الطريقة المشفّرة لإرسال المعلومات ويستغني عنها
نهائياً.
5ـ جهاز إرسال عبر الأقمار الاصطناعية على هيئة راديو ومسجّلة ولا يمكن
التفريق بينهما من حيث الشكل الخارجي، ولكنّ تركيبتها الداخلية تحتوي على
تقنية عالية تسمح باستقبال وبثّ رسائل مشفّرة عبر موجات الراديو القصيرة
"AM"، ويعرف العميل بوصول الرسالة من خلال ضوء أحمر مثبت في الجهة الخلفية
للراديو، فيتلقّفها، ويقوم بقراءتها باللغة العربية بواسطة جهاز ثان هو
عبارة عن طابعة موصولة بالجهاز الأساسي، ومزوّدة بشاشة، ويردّ على الرسالة
بواحدة مماثلة بعد طبعها على الطابعة نفسها، ويرسلها بشكل اعتيادي عبر
مفتاح إرسال موجود في الطابعة.
6ـ جهاز بثّ لاسلكي لإرسال البرقيات السرّيّة مع آلة طبع ومركّب موجات مع لائحة ومحوّل أسلاك وأوراق "شيفرة".
7ـ
جهاز "(لاسلكي)" (Wireless) يستعمل لتحسين عمل الانترنت، وهو مزوّد بتقنية
تسمح لمستخدمه بتلقّي الرسائل وبثّها عبر الأقمار الاصطناعية من خلال وصل
الجهاز بحاسوب بعد تزويده بحافظة معلومات محمولة (Flash memory USB) غير
عادية تحتوي خرائط مفصّلة للبنان ومقسّمة بحسب المناطق، وتظهر الرسائل على
الشاشة متضمّنة الأسئلة المنوي الاستفسار عنها كأنْ تضمّ على سبيل المثال،
طلب معلومات عن أشخاص ومواقع وإحداثيات، فيلبّي العميل الرغبة الإسرائيلية
بتحديد الموقع على الخريطة عن طريق (قطوع ونظيم أو Xـ Y) إذا كان لديه
الجواب الشافي، وذلك عبر بثّ رسالة مطبوعة على الحاسوب يتمّ إرسالها بواسطة
الجهاز الموصول على الحاسوب.
8ـ منظار مكبّر للخرائط الجوّيّة بشكل كاميرا.
9ـ جهاز لاسلكي يعمل للبثّ بواسطة " الشيفرة" مع أرقام وأحرف وكلّ
تجهيزاته من أسلاك وبطاريات ومآخذ توصيل. وقد ضبط مع العميل أكرم سليمان
سوني الذي أصدرت محكمة التمييز العسكرية في 16 آذار من العام 1999 حكماً
قضى بوضعه في الأشغال الشاقة مدّة خمس عشرة سنة.
10ـ جهاز لاسلكي من نوع " موتورولا" وهوائي صغير وسمّاعة.
11ـ زرع برنامج إلكتروني في كومبيوتر نقّال ونسخ المعلومات الموجودة فيه.
12ـ التواصل عبر هاتف إسرائيلي من خلال تسليم العميل شريحة "أورانج"، أو عبر هواتف أمنية أخرى.
13ـ التواصل عبر الهاتف من أرقام تطلب من "تل أبيب" ومناطق أخرى في فلسطين المحتلة، بواسطة دول أوروبية وإفريقية.
14ـ استخدام شبكة الانترنت بشكل طبيعي من دون إثارة أيّة حساسيات، ويتلقّى
العميل رسائل مشفّرة يعمل على تفكيكها بواسطة برامج خاصة يُزوَّد بها،
ويتبع الطريقة نفسها لإرسال رسائله ومواده وخطاباته وكتاباته وما يشاء من
صور إذا ما اقتضى الأمر.
15ـ أقلام رصاص للكتابة السرّيّة.
16ـ مايكروفيلم لخرائط مصغّرة تشبه " نيغاتيف" صور الكاميرا.
17ـ جهاز إرسال واستقبال يتمّ تخبئته داخل مفروشات لإرسال رسائل مكتوبة تظهر على شاشته. ويوضع ضمن جسم بطارية فارغة من الداخل.
18ـ جهاز " GPS" متطوّر يستطيع " الموساد" من خلاله معرفة قيام العميل
بتنفيذ المهمّة الموكولة إليه، ومعرفة الطرقات التي سلكها لتحقيق هذه
الغاية حيث يضعه العميل خلف المقعد الخلفي للسيّارة ويتجوّل في الشوارع
والطرقات والأحياء والمناطق ويتواصل في اللحظة نفسها مع " الموساد" عبر
الرسائل المشفّرة لكي يتوقّف في مكان ما أكثر من غيره، فيركن السيّارة
لالتقاط الإحداثيات بشكل سريع وواضح ومفهوم والتقاط الاتصالات الهاتفية
الجارية بين الأشخاص المنوي التجسّس عليهم، كما حصل مع العميل جودت محمّد
خير الله الخوجة. وهذا الجهاز مجهّز بـ" فلاش ميموري" لتخزين المعلومات.
19ـ
تصوير الأماكن من خلال جهاز"GPS"، وهو جهاز حديث ومتطوّر يلتقط الذبذبات
اللاسلكية ويعمل على هاتف السيّارة، وصغير الحجم بقياس 25*20 ويوضع تحت
مقعد السائق ويزوّد بهاتف من نوع "سوني اريكسون" مع فلتر لتنقية الإرسال،
ووظيفته قراءة ترددات لاسلكية ملتقطة بواسطة الهوائي المركّز على السيّارة.
20ـ جهاز "GPS" لتحديد موقع وجود السيّارة ويعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية.
21ـ ذاكرة إلكترونية، أو حافظة معلومات، (USB Flash memory) خاصة
بالخرائط، وثانية للإنترنت، وثالثة للالتقاط من الأقمار الاصطناعية ويمكن
جمع الثلاث في واحدة لمزيد من الحماية. وتكون سعة الحافظ الواحدة كبيرة
بحيث تتسع لنحو 40 جيغابايت.والملفت للنظر في هذه الحافظة أنّها تبدو عند
فتحها بإتباع تعليمات معقّدة وكلمات مرور خاصة (Password) فارغة ولا تحتوي
شيئاً، أو ربّما تحتوي صوراً عادية وأغان وما شابه، ولكنّها في واقع الحال،
ومن خلال الكشف الفني عليها تحتوي خرائط مفصّلة ودقيقة لكلّ الأراضي
اللبنانية، ويستطيع العميل قراءة إحداثيات أيّ مكان من موقع وبناء تظهر في
أسفل الشاشة.
22ـ جهاز ستريو متقدّم ومشفّر يعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية( ضبط مع العميل زيّاد الحمصي).
23ـ كاميرات رقمية "ديجيتال" فوتوغرافية أو للفيديو.
24ـ إعطاء " الموساد" عميله كيس هدايا خاصاً بعيد الميلاد يضعه في
السيّارة للتمويه، وهو يحتوي في حقيقة الأمر على إحداثيات تجنّب السيّارة
القصف كما حصل مع العميل جودت الخوجة في حرب تموز/يوليو من العام 2006.
25ـ استقبال البرقيات من الإسرائيليين على جهاز الراديو العادي عبر الموجة
القصيرة "SW1" مع أخذ الاحتياطات اللازمة والواجبة للحؤول دون سماع
الآخرين لصوت الراديو، وذلك عبر توصيل قطعة هي عبارة عن سمّاعة. ويقوم
العميل بفتح الراديو في وقت محدّد ويتلقى الرسائل على الشكل التالي:
الفاـ باتاـ تانغو، ثمّ يجمع هذه الحروف وفقاً لكتاب مسلّم له سابقاً
لمعرفة ما هو مطلوب منه، ويردّ عليها برسالة شفهية أو خطّية.
26ـ محفظة جيب بداخلها مخبأ سرّي.
27ـ ربطة الخبز مخبأ سرّي، وأيضاً بعض أنواع الفواكه والخضر مثل الأناناس
والبطيخ والشمّام، وذلك بعد تفريغها من الداخل وتنظيفها وإعادة لصقها،
ويمكن الاكتفاء بتنظيف جزء بسيط بحسب الحاجة.
28ـ حقيبة يد "جزدان" بداخله مخبأ سرّي يمكن أن يحمل رسائل لعدم قدرته على
إضافة حمولة أكبر بسبب صغر حجمه ولئلا يلفت الأنظار ويثير الشكوك، كما
أنّه قد يحمل الأموال المدفوعة من الإسرائيليين إلى العملاء كما حصل مع
العميل حسين عليان.
29ـ حقيبة عدّة حلاقة مزوّدة بمخبأ سرّي لوضع المعلومات فيها.
30ـ حقيبة جيب مصنوعة من الجلد أو القماش وبداخلها مخبأ سرّي.
31ـ صفيحة زيت معبّأة بزيت الزيتون وبأسفلها مخبأ سرّي ويتمّ فتحها من
الأسفل بواسطة مفتاح علب عادي ولا تتأثّر المعلومات، أو الصور، أو المادة
المرسلة عبر هذه الصفيحة، ولا تتضرّر، لأنّها مفصولة كلّياً عن الزيت.
32ـ تنكة أو علبة زيت أو شحم للآليات والمحرّكات من سيّارات وشاحنات، مع
الإبقاء على ماركتها لإبعاد الشبهات، ويمكن تهريب أشرطة فيديو أو أقراص
مدمّجة فيها. ولدى رجّها وتحريكها وخضّها يتضح أنّها تحتوي سائلاً كما
يستدلّ من ماركتها، وعند فتحها وثقبها بشكل طبيعي، تنساب منها المادة
اللزجة والرطبة المحفوظة فيها، بينما توجد طريقة خاصة لفتحها من الجهة
العليا لا يجيدها أحد إلاّ العميل نفسه والذي درّب عليها فينزع غطاءها
ليحصل على المواد المهرّبة إليه، أو وضع تلك التي يريد تمريرها خفية.
33ـ إبريق شاي حافظ للحرارة يوجد في أسفله مخبأ سرّي. وقد تدوّن عليه
عبارة قرآنية لإبعاد الشبهات مثل:" إنّ الله على كلّ شيء قدير" تماماً مثل
الإبريق الذي استلمه العميل حسين عليان من الإسرائيليين.
34ـ غالون مياه ملوّن وغير شفّاف ومرئي، ويمكن اقتطاع جزء منه لتمرير
الأغراض المراد تهريبها أو إخفاؤها، وترك الجزء المتبقّي للمياه.
35ـ جرّة المياه، أو "الجاريكان" باللغة العبرية، وهو وعاء وبرّاد مخصّص
لحفظ المياه باردة عند الخروج من المنازل إلى الطبيعة في نزهات ورحلات
برّية أو بحريّة. ووضع في غطائه الأعلى وتحديداً تحت طبقة من النايلون
السميك، جهاز متطوّر لنقل الصور وإعطاء إحداثيات وتخزينها، وإجراء مسح شامل
للمناطق التي يمرّ فيها والتي لا يمكن لطائرات الاستطلاع والأقمار
الاصطناعية الوصول إليها وتحديدها بسبب صغر حجمها كالتضاريس والأنفاق.
ويتمّ تشغيل هذا الجهاز الحديث جدّاً عبر الضغط على حرف من حروف الماركة
التجارية المثبتة عليه بصورة غير نافرة "IQLOOـ Drinking Water" كونها
تخبّئ تحتها أزرار التشغيل، فيعطي ضوءاً محدّداً على الحرف الآخر إيذاناً
ببدء عملية التشغيل ووصله بالأقمار الاصطناعية. وأكثر العملاء استعمالاً
للجاريكان هو العميل العميد في الأمن العام أديب العلم.
36ـ لوح خشبي صغير الحجم مقعّر يستخدمه العاملون في تربية النحل.
37ـ قد ترسل الأجهزة بواسطة رفّ خشبي، أو صندوق خشبي يحوي دُرجاً مخفياً،
أو علاّقة ثياب "زاوية" وتكون عادة مدهونة ومصبوغة بلون الغرفة التي ينوي
العميل أن يضع فيها الجهاز للتضليل والتمويه وعدم إثارة الشكوك، وبمعنى آخر
تكون جاهزة على آخر طراز، ولا تكلّف العميل قرشاً واحداً، وما عليه سوى
حملها وانتقاء المكان المناسب لها لوضعها فيه.
38ـ حقيبة جلدية تعلّق بالكتف "باك" مجهزة بمخبأ سرّي في أسفلها مثل
الحقيبة التي استعملها العميل أحمد الحلاّق لنقل جهاز تفجير تسلّمه من
الإسرائيليين في مستعمرة " المطلّة" تمهيداً لاستخدامه في ارتكاب مجزرة
صفير في منطقة الضاحية الجنوبية في 21 كانون الأوّل/ديسمبر من العام 1994
وأودت بحياة ثلاثة أشخاص بينهم فؤاد مغنية شقيق القائد الجهادي الكبير في
المقاومة الإسلامية الحاج عماد مغنية " الحاج رضوان".
39ـ طاولة صغيرة بداخلها مخبأ سرّي.
40ـ تمثال للسيّدة العذراء مجوّف من الأسفل بقعر سرّي، وهو الذي استلمت
عبره العميلة نجمة العلم جهاز اللاسلكي للتواصل مع الإسرائيليين.
41ـ تغليف الرسائل ووضعها في حجاب، أو تخبئتها داخل راديو صغير، أو جهاز تسجيل "وكمن"، أو آلة حاسبة.
42ـ صندوق خشبي مربّع يحتوي فواكه وفي أسفله جهاز اتصال مخبأ بشكل سرّي.
43ـ علاّقة مفاتيح بداخلها جيب سرّي يحتوي على شريحة هاتف مكتوب عليها
"SIM" مثل تلك التي ضبطت مع العميل روبير ادمون كفوري. وتستخدم هذه
العلاّقة لإخفاء أشياء صغيرة الحجم.
44ـ خزانة خشبية معلّقة بشكل "ميني بار".
واللائحة تطول ولا تنتهي على امتداد هذا الصراع الذي سيحاول العدو باستمرار
تسخير كل التقنيات الحديثة لخدمة معركته، وبالمقابل فإن المعنيين في
الجبهة الثلاثية المقبلة لن يغمض لهم جفن كي يفككوا شبكات العدو ويكشفوا
ادواته.