العميد عطوي شارحاً الفرق بين صور طائرات التجسس وصور الأقمار الإصطناعية:
خاص الإنتقاد ـ قاسم ريا
أكد العميد المتقاعد محمد عطوي أن المعلومات والصور التي إعترضتها المقاومة
والتي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي
الاخير، هي إشارات لا سلكية تعتمد على الإشارات التجانسية Analog signal ،
لافتا الى انه بعد الـ2006 ، اصبحت "اسرائيل" تستعمل الإشارة الرقمية
Digital signal والتي تم تشفيرها بشكل يصعب تحليل محتواها.
العميد عطوي، أشاد في حديث لـ"الإنتقاد" بالإنتصار الكبير الذي حققته
المقاومة في ما يسمى بالحرب الإلكترونية وبإعتراض البث عندما أقدمت على
اعتراض الإتصالات اللاسلكية للصور الجوية التي كانت تبثّها طائرة الإستطلاع
الإسرائيلية التي تعمل بدون طيار، وهي تعمل بمستشعرات فائقة الحساسية، أي
Sensors هذه الطائرة هي MK 150 و تسمى باللغة الجنوبية " أم كامل".
وأشار إلى أن عملية نقل الصور الجوية التي قامت بها المقاومة، بنيت على
ثلاث مراحل أساسية هي إعتراض الإشارة مبدئياً، تحديدها، وإعادة جمعها
لاحقاً، كما لفت العميد عطوي إلى أنه لا بد أيضاً من الإضافة الى ما قدّمه
السيد نصرالله، ان دور طائرة "الأواكس" وظهورها في منطقة حدوث الاغتيال هو
بهدف التشويش على كافة الأجهزة الإلكترونية بما فيها أجهزة الإتصالات
المتطورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
العميد عطوي يشرح عمل طائرات الإستطلاع والفارق بينها وبين الأقمار الإصطناعية
واوضح العميد عطوي ان " طائرات الإستطلاع كانت تقوم بالتصوير بواسطة
الكاميرات البصرية أو الحرارية، وذلك بواسطة المستشعرات الفائقة الحساسية،
بحيث تستطيع تغطية مساحات تفوق 20 كلم مربع عبر "الزومينغ"، وهذه الصور هي
أهم من الخرائط الجغرافية المصنّعة لحداثتها ودقة المعلومات وخاصة إظهار
الأبعاد الثلاثية 3D، بينما صور القمر الصناعي تتناول الأبعاد الثنائية 2d
أي الإحداثيات بما يسمى الـ X والـ Y او القطوع والنظيم.
ولدى سؤاله، إذا ما كان للدولة اللبنانية قدرة على تسجيل فترات التشويش
وكشفها، والعودة إليها، أشار العميد المتقاعد والخبير في الإتصالات
العسكرية محمد عطوي، إلى أنه لا يوجد أي أجهزة مراقبة وإعتراض الإشارات
الصادرة عن طائرات الإستطلاع المعادية لدى لبنان، لأن التقنيات الحديثة
والمطلوبة لا تعطى للجيش اللبناني وذلك لأهداف يعلمها القاصي والداني.
ضباط صهاينة يشغلون طائرات إستطلاع من نوع MK 250 في غرفة تحكم خاصة
ورد العميد عطوي على بعض الأفواه التي شككت بالقرائن التي قدّمها سماحة
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكدا أن فبركة هذه الصور غير
ممكنة علمياً إطلاقاً لأن مصدر هذه الصور بالذات هو الإشارات اللاسلكية
التي تحتوي المعلومات عن الصور الجوية، بالإضافة إلى الموجة التي حملتها
إلى داخل الأراضي المحتلة، واستطاعت المقاومة أن تخترق هذه الصور، وهذا
يختلف كلياً عن الصور التي تقدمها الصور الصناعية كـ google earth.
وتابع العميد عطوي قائلا "لا بد من الإشارة إلى أن كفى هؤلاء السياسين
كذبا، حتى ملّ الكذب منهم، وبالتالي عندما يقول أحدهم أن هذه أفلام "جيمس
بوند" وأنها مركبة، فهذا أمر غير صحيح أبداً"، لافتاً إلى كون أي قراءة
بسيطة لصور القرائن المعروفة، مع صورة جوية من مصدر آخر وفي زمان معين،
تمكّن القارئ من تحديد التطابق أو التناقض، وبالتالي لا نستطيع أن نبرز شيء
سهل كشفه.
وأضاف ان "البرامج التي تسمح بمشاهدة هذه الصور على أجهزة الكمبيوتر، هي
برامج تختلف بقراءتها عن الصور التي نأخذها عن طريق الأقمار الإصطناعية،
مشيرا الى أن صور "غوغل" يمكن أن نقرأها ونشاهدها ونخزنها وبعدها نشاهدها
بواسطة برامج كالـ PDF.
الإنتقاد سألت إذا كان "غوغل ايرث" Google Earth يعطي إمكانية البث المباشر
لمتصفحيه، فنفى ذلك العميد عطوي نفياً قاطعاً، موضحاً طبيعة عمل "غوغل
ايرث"، كونه عبارة عن مجرد معلومات مخزّنة في جهاز "غوغل"، يستطيع الناس
مشاهدتها فقط داخل "غوغل"، وحتّى لو تم تكبير الصورة المأخوذة من "غوغل"
كسيارة مثلا، تراها غير واضحة، أما الزوم الذي يأتي من طائرة الإستطلاع
فيبقى دقيقاً حتى بعد التكبير، وهذا هو هدف طائرات الإستطلاع "إعطاء صورة
للمشغّل وكأنه أمامها".
كما
أكد العميد المتقاعد عطوي أن هذه القرائن والمعطيات والبيانات الحسّية هي
أفضل ما لدى المحكمة الدولية حتى الآن من معطيات يبنى عليها، "خاصة أن هذه
المعلومات جاءت حسية وملموسة ومثبتة بعملاء إسرائيليين تنفيذيين كان لهم
دور أساسي في تنفيذ عمليات عديدة، وللأسف الشديد غادر هؤلاء الأراضي
اللبنانية، ويجب على المحكمة الدولية أن تستدعيهم من الدول الموجودين فيها
وتعمل على التحقيق معهم لكشف الحقيقة".
وخلص العميد عطوي الى القول انه " بالإضافة إلى هذه القرائن التي طلبها
السيد بلمار، يجب أن يبدأ اولا ويعيد تحقيقاته بالنسبة لشهود الزور، يجب
إصدار تعليمات لإستدعاء كافة شهود الزور، وهذا يدل إذا كانت المحكمة
الدولية هي جادة بالفعل في الإستحصال على هذه القرائن والإستفادة منها. أضف
إلى ذلك إستدعاء ملقنيهم والعملاء الذين أشار إليهم سماحة السيد وخصوصاً
العميل الجد".