التقى آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، ظهر اليوم (الأربعاء) 23/10/2024، القيّمين على مؤتمر 15 ألف شهيد في محافظة فارس.
وتطرّق سماحته خلال هذا اللقاء إلى المستجدّات الإقليمية، مؤكدًا أن أحداثَ المنطقة وصمودَ المقاومة وجهادها؛ عوامل ستغيّر مصير المنطقة وتاريخها.
وشدّد قائد الثورة الإسلاميّة على فشل الكيان الصهيوني في القضاء على المقاومة، رغم قتله أكثر من 50 ألف إنسان بريء، موضّحًا أنّ الفشلَ الأكبر يمثْل في فضح ثقافة الغرب وحضارته وسياسييه، وأضاف: «سيكون النصر حليف المقاومة في اصطفاف جبهة المقاومة مقابل جبهة الشر».
كما لفت الإمام الخامنئي إلى أنّ القضايا الجارية في المنطقة، وأحداث غزة ولبنان والضفة الغربية، تخطّ مسار التاريخ، قائلًا: «لولا بروز أمثال الشهيد السنوار، الذي قاتل حتى الرّمق الأخير، لكان مصير المنطقة على نحوٍ ما، لكن مع بروزهم الآن صار على نحوٍ مختلف. ولولا بروز شخصيّات عظيمة مثل الشهيد السيّد حسن نصر الله، الذي جمع الجهاد مع العقل والشجاعة والتضحية والفداء، وجسّدها في الميدان، لكانت الحركة على نحوٍ ما، لكنّها مع بروزهم صارت في اتجاه آخر».
كما رأى قائد الثورة الإسلامية أن النتائج الحالية للأحداث في المنطقة تُعدّ هزيمة كبيرة، ليست للكيان الصهيوني فقط، بل للحضارة والثقافة الغربيتين أيضًا، وتابع: «يعتقد الصهاينة أنهم يستطيعون القضاء على فصائل المقاومة بسهولة، لكن اليوم، ورغم استشهاد أكثر من 50 ألف مدني أعزل، وعدد من قادة المقاومة البارزين، وكذلك على الرغم من التكاليف الهائلة، والدعم الأمريكي، والعار الذي لحق بهم على مستوى العالم، والكره الذي تشكّل ضدهم، والذي أدّى إلى خروج التظاهرات في الجامعات الأمريكية ضد هؤلاء المجرمين؛ تُواصل جبهة المقاومة والشباب المجاهدون في حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وغيرها من فصائل المقاومة النضالَ بعزمٍ وقوة، مما يشكّل هزيمة كبيرة للكيان الصهيوني».
ولفت سماحته إلى أن الهزيمة الأكبر تعود إلى الثقافة والحضارة الغربيتين، وأضاف: «أدّى قتل 10 آلاف طفل بريء باستخدام قنابل تزن طنّين ومختلف أنواع الأسلحة، في حين لم يقطّب فيه السياسيون الغربيون حاجبًا، إلى انفضاح السياسيين الغربيين الكاذبين والمُدَّعين لحقوق الإنسان، وأثبت عدم مصداقية الحضارة الغربية للعالم كله، وهذا يعدّ أكبر هزيمة لهم».
ووصف الإمام الخامنئي الجبهة الداعمة للكيان الصهيوني بجبهة الشر، وتابع: «بتوفيق من الله، سيكون النصر حليف جبهة المقاومة في مواجهة جبهة الشر هذه».
كرّم قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء، ذكرى الشهداء البارزين من محافظة فارس، وخصَّ بالذكر الشهيدة معصومة كرباسي وزوجها الشهيد رضا عواضة، اللذين استشهدا في الأيام الأخيرة على يد الكيان الصهيوني في لبنان.