بطاقة الشهيد:
الإسم: عبد الكريم قاسم قانصو
البلدة: الشهابية
العمر: 30 سنة
تاريخ الإستشهاد: 10-1-1989
من وصية الشهيد:
إخوتي المؤمنين الأعزاء... أخواتي المؤمنات العزيزات...
أينما كنتم وبأي بقاع مكثتم وبأية حالة مررتم وعلى أي جنب توسدتم.
السلام عليكم جميعاً وعلى قلوبكم الطاهرة النقية التي لم تدنسها أرجاس الشهوات وبوائق المغريات.
السلام على القلوب المحزونة والصدور المتألمة والجوارح الخاشعة.
إخوتي وأخواتي...
حيث ينتابنا الحزن يكمن النقاء، وحيث تلمّ بنا الآلام يكمن الحق، وحيث نحس بالأذى في الله تكمن الراحة، وعندما نكون وحدنا في الساحة يكون الله معنا، يؤنس وحشتنا، في دنيا واهية البناء، متزلزلة الأساس، خدّاعة غدّارة متقلبة الأحوال، تسير بأهلها إلى الهلكات، وتقيد عقولهم بالشبهات، وقلوبهم بالأمنيات، صم وهي صماء، عمي وهي عمياء، بكم وهي بكماء، ساقت روادها إلى شفا جرف الهلكات، حيث لا يستطيعون رجوعاً عن ذنب ولا توبة إلى رب، ألعقتهم بعض حلوها الزائف، لتذيقهم بجهلهم مرارة التبعات، عصمكم الله منها ومن حبائلها وخدعها وغرورها.
تحملوا قليلاً من العناء والعذاب، فمهما طال بنا المقام فليس كيوم القيامة الذي كان مقداره خمسين ألف سنة، واصبروا على بلاء الدنيا الزائلة لتدركوا سعادة دار البقاء، ولا تخافوا مهما كثر الأعداء، فإن أكثر ما يمكن لعدونا أن يفعله هو قتلنا، وفي ذلك لقاء الله ومجاورة النبيين والعاقبة للمتقين.
هونوا عزائمكم بالإيمان، وجوارحكم بالتقوى، وقلوبكم بالموعظة، وبطونكم بالحلال، وفروجكم بالعفة، ولا تتولوا ظالماً، ولا تودوا مفسداً، فالحق أحق أن تتولوه، والعدل أولى أن تتبعوه.
( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ... ) إنما هي ميتة واحدة بعدها السعادة، فاجعلوا أول همّكم ساعة لقاء الله تعالى، وتوجوا حب قلوبكم بحب الله، وأعلى هممكم بالاجتهاد في أمر الله، وباركوا جوارحكم بالجهاد في سبيل الله، وطهروا تفكيركم بذكر الموت، وأمنياتكم بتمني الشهادة، واختصروا السبيل إلى الله، السبيل الأقرب واللقاء الأسرع والمنهل العذب الأوفر.