بطاقة الشهيد:
الاسم: عباس ديب الوزواز.
الاسم الجهادي: درويش.
اسم الأم: نزيهة أحمد عيسى.
مكان وتاريخ الولادة: ميس الجبل – 3/4/1972.
الوضع الاجتماعي: أعزب.
مكان وتاريخ الاستشهاد: الناقورة / قلعة جون – 18/8/1994.
نبذة عن حياة الشهيد:
وُلد الشهيد عباس في منطقة النبعة في مدينة بيروت عام 1972، وتوفي والده وله من العمر خمس سنوات، فاضطرت الوالدة للعمل لتربي أولادها.
نشأ الشهيد في جو ديني وبيئة صالحة خصوصاً أن الوالدة كانت تدعم أولادها للالتزام بخط الإسلام، وقد بدأ الشهيد عباس بالصلاة والصوم من عمر ثمانية سنوات، وعُرف بحبه ورعايته للأولاد، فأُطلق عليه في الحي لقب أبو الأولاد.
تلقّى الشهيد علومه الأكاديمية في المرحلة الابتدائية في مدرسة الزهراء (ع)، في منطقة الخندق الغميق، لغاية عام 1983، ثم ترك الدراسة من دون أن يلتحق بأي عمل لصغر سنه، وأخذ يساعد والدته في الأعباء المنزلية بهدف التخفيف عنها، ثم بدأ بعد سنة تقريباً في مجال تذهيب أغلفة الكتب وكان له من العمر حينها 11 سنة، لكنه لم يبقَ ضمن هذا العمل فترة طويلة، إلى أن عاد إلى مقاعد الدراسة عام 1990، ملتحقاً بمهنية الحسين بن علي (ع).
استُشهد الشهيد عباس في عملية العلقة في منطقة الناقورة داخل الشريط الحدودي، بعد مواجهات عنيفة دارت بين المجاهدين والعدو الصهيوني، حيث جهد العدو بدايةً في أسر الشهيد عباس حياً، ولكن عندما لم يستطيعوا ذلك، عمدوا إلى قتله، وأسروا الجثمان لمدة سنتين حتى العام 1996 عندما تمت عملية التبادل، وكان جثمان الشهيد عباس من ضمن الجثامين التي أُعيدت.
شُيِّع الشهيد عباس مع رفاقه في موكب مهيب وحاشد ووري الثرى في روضة الشهيدين.
وصية الشهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم.
أبدأ وصيتي بهذه الآية الكريمة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (([1]) صدق الله العليّ العظيم.
أولاً أرجو من جميع الإخوة والأخوات السماح لي، نظرت إلى هذه الدنيا فما رأيت إلاّ أناس يتقاتلون عليها ويبنون قصوراً وجاهاً، فنظرت إلى القرآن الكريم وإلى الخلق وإلى الكون فعرفت أن هناك مكاناً يقدر الإنسان أن يعيش فيه أبداً وأن هذه الدنيا فانية، فكيف الوصول إليه بأسرع وقت فرأيت الشهادة )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ... (([2]).
إلى إخوتي في المقاومة الإسلامية، وأمة حزب الله: لن أعطيكم مواعظي فأنتم الذين علمتمونا، فقط ابقوا على هذا النهج وعلى هذا الطريق، طريق محمد (ص) رسول رب العالمين، وأهل البيت والأئمة عليهم أفضل الصلاة والتسليم.
لا تنظروا إلى من يعمل للدنيا ) وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (([3]) فقط أوصيكم بأن تسامحوني، وأن تقرأوا القرآن العظيم وأن تفهموا ما معنى الآيات الكريمة، وأن تدعوا الله في الليل والنهار، وأن تزوروا قبور الشهداء، أن تقرأوا الفاتحة عليّ وعلى جميع الشهداء الذين مضوا على خط أهل البيت (ع) وفي سبيل الله عزّ وجلّ، ولن أطيل عليكم الكلام فعذراً.
أريد أن أقول للناس الذين يفتشون عن الدنيا ولا يبالون بالآخرة، فقط هذه الآية العزيزة ) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (([4]).
أنتقل إلى أهلي وإخوتي في البيت، إلى والدي المتوفي: الله يرحمك ويتوب عليك ويجعلك من الصالحين.
إلى أمي: كلمة "الحنون" تقال إلى كل الأمهات، فماذا أقول عنكِ؟ تعذبت كثيراً وعلمتِنا وتعبت كثيراً علينا، فلك الأجر عند الله الكريم، وافرحي لشهادتي على خطى الإمام الحسين (ع)، فعذراً لطالما عذبتك وخالفت بعض كلماتك، سامحيني، سامحيني، سامحيني...
عند سماعك خبر شهادتي ابكِ ولكن ليكن البكاء على الإمام الحسين (ع)، لن أقول لا تبكِ فإنني أعرف عاطفة الأم مثلما قال الشهيد علي طعمة "سراج": "اجعلي بكاءك على الإمام الحسين (ع)، وأهل البيت (ع) "، ولا تتعبي نفسك ولا تفكري بي، أوصيك أن تقرأي لي الفاتحة، وأن تثبتي إيمانك بالله القدير، وأن تقوي صلاتك ودعاءك، وأن تستمعي إلى القرآن.
وأخيراً لن أطيل معكِ، لأن الكلام معكِ لن ينتهي فعذراً والسماح لي.
إلى إخوتي: سامحوني ولا تحزنوا عليّ، ولا تفكروا بي، اقرأوا القرآن والدعاء وزوروا قبور الشهداء، وربوا أولادكم على خط الإسلام المحمدي العلوي الحسيني عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولا تنظروا إلى الدنيا وأعمالها، ) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (([5]) وإن شاء الله يجمعنا وإياكم في الجنة، وأرجو منكم أن تسامحوني لأني عذَّبتكم كثيراً، وإن كانت هناك لي جثة فزوروني يوماً في الأسبوع، وتصدَّقوا عليّ إن استطعتم.
وأخيراً؛ أرجو أن يتكرم الله علينا وعليكم وعلى جميع من آمن بالله الكريم بالمغفرة والرحمة، وأن يكفّر عنا سيئاتنا، وأن يجمعنا على الخير والرحمة.
أخوكم العبد الفقير الذليل الحقير عباس ذيب الوزواز - درويش