وُلد الشهيد حسن عبد الحسين فحص سنة 1973م في منطقة الشياح / حي المصبغة، في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو من بلدة جبشيت الجنوبية المجاهدة.
نشأ وسط عائلة مجاهدة، ملتزمة، متواضعة، لم تمنعها معاناتها المادية من مواجهة الصعوبات، حيث كان لدى أفرادها روحية عالية وعناد حالا دون الاستسلام.
تعلّم الشهيد في مدرسة "الريحان / الأسعد" وفيها أتم المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة "ابن سينا" لينهي المرحلة المتوسطة، لكنه ترك دراسته لينتقل إلى ميدان العمل ويساعد أهله في ظلِّ ظروف الحياة القاسية.
منذ طفولته وقبل أن يتم العاشرة من عمره، كان الشهيد يتردد إلى المسجد، ولهذا اتصف بقوة الإيمان، وبالمستوى العالي من الروحانية، فكانت صلاته صلاة العارفين، ودائماً كان يصوم شهري رجب وشعبان.
عُرف بالأخلاق الحسنة، فكان صادق اللسان، مخلصاً، وغالباً ما كان رفاقه يلاحظون في وجهه نورانية بارزة، وقد عبّروا له عن ذلك، معتبرين أنها من أثر صلاة الليل.
التحق الشهيد في صفوف المقاومة الإسلامية منذ بداية شبابه، فخضع للعديد من الدورات العسكرية الرفيعة، وشارك في عمليات بطولية واقتحامات عديدة.
بعد تفرّغه في العمل الجهادي وزواجه سكن في عيترون حيث كان يعمل، ومع أنه لم يكن من البلدة، إلاّ أن تعامله الطيب مع أهلها، وزيارته للإخوان، واختلاطه مع أهلها جعله واحداً من أعزِّ أبنائها.
مع بداية عدوان تموز 2006م، كان الشهيد حسن يؤدي تكليفه في منطقة مارون الراس الحدودية، وعندما استشهد الأخ الذي كان برفقته، اضطر إلى ترك موقعه لينقل جثمانه إلى عيناثا، وهناك التقى بمجموعة من المجاهدين، فانضم إليهم بعد أن سلّم الجثمان. واشتبكت هذه المجموعة مع العدو، فاستشهد حسن تاركاً ولديه وزوجته التي ما إن سمعت نبأ استشهاده حتى زغردت فرحاً لزوجها الذي أصبح في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، يشفع لها يوم القيامة عند الله...
ترك المجاهدون جثمان الشهيد بعد أن منعوا الصهاينة من أسر جثمانه، لكن من دون أن يتمكنوا هم أيضاً من سحبه إلى الخط الخلفي للجبهة، لأن مكان تواجده كان مكمناً للعدو من جهة، وللإخوة المجاهدين من جهة أخرى. وبعد انتهاء الحرب كان جثمان الشهيد قد اختفى من مكانه، فظنّ الأهل ورفاق الدرب أنه بحوزة العدو، ولكن، بعد التبادل غير المباشر الذي حصل بين حزب الله والصهاينة في تموز 2008م، تبيّن أن الجثمان ليس محتجزاً لدى اليهود، ولا يزال مصيره لُغزاً يُحيّر المعنيين وأهل الشهيد.