بطاقة الشهيد:
الاسم: علي محمد ماضي.
الاسم الجهادي: سلمان.
مكان وتاريخ الولادة: مشغرة – 15/6/1962م.
الوضع الاجتماعي: متأهل وله طفلة.
المستوى العلمي: الخامس الابتدائي.
مكان وتاريخ الاستشهاد: مشغرة / النبي نون – 12/6/1986م.
نبذة عن حياة الشهيد:
هو ابن ميدون البقاعية، حلّ مولوداً ضيفاً عزيزاً على مشغرة في حزيران عام 1962، وغادر شهيداً من على أعتابها في حزيران 1986.
تربّى في كنف أسرةٍ مؤمنةٍ عشقت الأرض فعشقها منذ الطفولة، يحرث ترابها ويرعى كرومها ويشكّ تبغها ولو اخشوشنت يداه الصغيرتان الناعمتان.
لم تستهوه صفوف الدراسة رغم ذكائه، فتركها مبكِّراً متمماً المرحلة الابتدائية منها فقط، حيث بدأ تحصيله العلمي في مدرسة ميدون عام 1967 وصولاً للصف الرابع، ثم تابع في مدرسة عين التينة منهياً الصف الخامس عام 1974.
لم يحتمل رؤية العدو يسلب لبنانه الأرض ويسحق الأحلام والورد، وهو الذي علّمه والداه أن تراب وطنه ممنوعٌ أن يمسّه لصٌ جبان، وإن مُسّ فقطع يده هي القِصاص، فانخرط في صفوف "حركة أمل" مختاراً درب الجهاد، وما لبث أن انتقل إلى صفوف المقاومة المؤمنة ثم المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها.
عُرِف بشجاعةٍ قلّ نظيرها وهمّةٍ وصلابةٍ جعلته جديراً بتنفيذ مهام دقيقةٍ وصعبةٍ رغم صِغر سنّه. وضُرب المثل بالتزامه العالي بالتكليف الذي وصل لدرجة أن يقدّم الطعام للعميل الأسير الذي قتل أخاه صابراً منتظراً أمر القيادة، وفي نفس الوقت تميّز بحنانٍ عجيبٍ وإحساسٍ مرهفٍ، فكان لا يملك نفسه عن البكاء إذا ما رأى دمعةً أو حزناً في وجه من يحب.
تزوّج في أيلول عام 1985، لكن منزله كان بيتاً قلّما يقطنه. فقد اتخذ الجبال والوديان مسكناً، وإذا ما جاءه زائراً فيُسمع صوته من أول الزقاق يصدح بلطمية "في درب الحسين نعشق الشهادة"، ويخرج الأطفال المنتظرون لاستقباله، فهو صاحبهم الذي يلعب معهم عند كل عودةٍ في الحواكير، ويتهلّل وجه المسجد فرحاً، فالليلة سيعلو الأذان بلحن علي ويأنس المصلّون بطيب دعائه.
كان ينتظر بفارغ الصبر رؤية وليدٍ له قبل شهادته لأنه كان يشعر أنه لن يُعمّر طويلاً، وهذا ما جرى. فقد ترك طفلته شاه زنان ابنة الـ40 يوماً لأداء مهمةٍ جهاديةٍ في منطقة النبي نون على تخوم مشغرة، حيث جرت مواجهةٌ استخدم فيها العدو القصف المدفعي، فأصيب الشهيد بشظايا واستراح على التلّة التي كان يقف عليها كالمارد. غفت عيناه هناك بعدما أودع مشغرة أمانة إيصالِ سلامه لميدون، وأن يطبع قمرها قبلةً على خد طفلته ويحرس فؤادها وكلَّ رفاقه الصغار!