بطاقة الشهيد:
الاسم: محمد عباس فقيه
البلدة: مجدل زون
العمر: 25 سنة
تاريخ الإستشهاد: 22-4-1996
نبذة عن حياة الشهيد
ولادته : مجدل زون 15/نيسان 1961
الوضع العائلي : متأهل وله تسعة اولاد (ذكور 4 هم: حسن - مهدي- محمد حسين- راغب، ِاناث 5 هن : آمال-آيات- زهراء- جنان - ملاك)
تاريخ الاستشهاد: 22/نيسان/1996 حرب نيسان (عناقيد الغضب أثناء مواجهة العدوان الصهيوني في بلدة السماعية – قضاء صور)
طفولته : ترعرع الشهيد في أسرةٍ ملتزمة فقيرة كباقي أسر جبل عامل متنقلة من بلدته مجدل زون الى بيروت والعكس في عدة مراحل بسبب الاحداث الامنية والحرب الاهلية اللبنانية .
تلقى علومه الدراسية في مدرسة الهداية – بيروت ثم مدرسة مجدلزون الرسمية ثم مدرسة عمر حمد – بيروت ثم انتقل للدراسة المهنية في مؤسسة جبل عامل – صور ثم معهد اللاسلكي المدني – بيروت حيث نال شهادة فنية في العلوم الالكترونية لكن الظروف المعيشية والحرب الداخلية اِضطرته لترك الدراسة ( بالرغم من نجاحاته الباهرة وتفوقه العلمي) والتفرغ للعمل بدخل محدود لمساعدة أهله نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي كانت سائدة آنذاك حيث عمل في عدة مطاعم كمعلم للفلافل والحمص والفول .
سلوكه : تميز الشهيد في طفولته بوعيه المبكر وسعة أفقه واجتهاده في الدراسة وكان محبوبا" من رفاقه كافة وجميل المعشر بينهم وهو محبا" للغير عطوفا" يتمتع بنخوة وشهامة واِيثار ولديه قدرة مميزة على بناء العلاقات والصداقات مما جعله محورا" بين رفاقه، أما مع أهله فكانت علاقته مميزة بهم خاصة مع والدته التي كانت تنظر اليه نظرة خاصة ومميزة منذ نعومة أظفاره .
اِلتزامه : بدأ اِلتزامه منذ الصغر متأثرا" بجو أسرته المتدين الى أن بلغ سن المراهقة حيث تأثر بالظروف التي رافقت الحرب الاهلية والاحزاب والجبهات الناشطة آنذاك فانخرط باحدى المنظمات الفسطينية (القيادة العامة) وخاض من خلالها عدة عمليات تصدٍ للعدو الاسرائيلي أثناء الاجتياح الاسرائيلي عام 1978 في منطقة صور – شاطئ الرشيدية، وفي نهاية العام المذكور ترك العمل النضالي مع القيادة العامة وهاجر الى ألمانيا بعدما ساءت الاوضاع الامنية والاجتماعية والمعيشية .
مع بداية انتصار الثورة الاسلامية في ايران في العام 1979 تأثر الشهيد بهذه الثورة وبقائدها الامام الخميني ( قدس سره) وكان قد تعرف الى أفراد متدينين أثناء هجرته في ألمانيا حيث حصل من خلالهم على الكثير من التوعية والثقافة الدينية وفهما" جديدا" للاسلام الحركي والجهادي وعاد الى وطنه لبنان بعد أن قضى حوالي سنة تقريبا" في ألمانيا بشخصية جديدة على أهل معرفته عاد الانسان الملتزم المؤمن الواعي هو غيره قبل هجرته.
عام 1980 تأهل الشهيد من السيدة زينب علي ابراهيم ثم هاجر مجددا" الى ألمانيا مع زوجته التي أنجبت له ولدا" أنثى (آمال) وعاد الى وطنه عام 1981 ليتابع مسيرته الايمانية فأخذ ينهل من ينابيع الايمان عبر النشاطات الثقافية المتواصلة والمواظبة على حضور المحاضرات في المساجد ( بئر العبد – الغبيري – رأس النبع) حيث انه ملأ أوقاته كلها في مجال العلم والعبادة وتنمية الثقافة لديه واصبح لديه من الروحانية والثقافة الاسلامية ما يؤهله لنقل ما تعلمه وعرفه الى محيطه الاسري أولا" ومحيطه الاوسع ثانيا" .
مع اِنطلاقة مسيرة حزب الله الى العلن واعلان "الرسالة المفتوحة" عام 1984 كان من العاملين الاوائل في انطلاقة هذه المسيرة حتى قبل ظهورها الى العلن عبر اتحاد الطلبة المسلمين ومركزه في الغبيري حيث كان عمله سريا" جدا" خاصة أثناء الاجتياح لاسرائيلي للبنان ووصوله الى بيروت عام 1982، مع الاشارة الى انه اثناءها كان موظفا" لدى المستشارية الثقافية الايرانية ومركزها برج ابي حيدر آنذاك .
اعتقل من قبل جيش العدو الاسرائيلي أثناء انتقاله من بيروت الى الجنوب على حاجز للعدو في منطقة معبر باتر – جزين ونقل الى معتقل أنصار ثم نقل الى معتقل عتليت داخل اراضي فلسطين المحتلة حيث استمرت مدة اِعتقاله سنة ونصف السنة خرج بعدها اِثر عملية تبادل اسرى جرت بين منظمة القيادة العامة والعدو الاسرائيلي.
داخل المعتقل كان برفقة الشيخ عباس حرب وغيره من الاخوة الناشطين في الدعوة الى الله حيث حولوا المعتقل الى خلايا ناشطة في العلم والمعرفة والثقافة الاسلامية على قاعدة ايمانية واعية تعرّف معنى الجهاد في سبيل الله .
عام 1989 هاجر قسرا" الى ألمانيا مجددا"مع عائلته التي كانت مكونة آنذاك من ستة أولاد وفي هذه المرة كان مزودا" بروح ايمانية عظيمة وثقافة عالية كانت حصيلة ما جهد من أجله في سبيل العمل في الدعوة الاسلامية وتوعية الناس وتعريفهم بدينهم، وكانت الدنيا آخر همه ولا يرى أمامه الا الله مما مكنه من استثمار هذه الامكانيات وتوظيفها في خدمة الناس والدعوة الى الله لاسيما بين محيطه في مدينة بوخولت الالمانية حيث يمكث أغلب أبناء بلدته والبلدات الاخرى، وبعد استشهاد أمين عام حزب الله السابق الشهيد السيد عباس الموسوي(قدس سره)، وبعمل دؤوب وجهد متواصل حول مناسبة استشهاده وببركة دمائه الطاهرة الى خلايا عمل للتوعية والنشاطات العبادية والثقافية حيث تمكن بفضل الله من تحويل وجهة عمل كافة الشباب من اتباع الدنيا وغرورها الى شباب مؤمن ملتزم عبر احياء المناسبات الاسلامية والشعائر الدينية والادعية والمحاضرات التي كان يرسل بطلبها من بلده لبنان عبر تسجيلات صوتية واشرطة فيديو وكتب ولم يقتصر نشاطه على الشباب فحسب بل شمل أيضا" الاخوات فأصبحن بفضل الله من الملتزمات الواعيات والكثير منهن يرتدين العباءات واللباس الشرعي، حتى أصبحوا جميعا" ككرة الثلج تكبر يوما" بعد يوم، وقد ذاع صيت الشهيد في كافة أرجاء الاغتراب في المانيا وبعض الدول الاوروبية وكان خلال كل هذه المرحلة متابعا" لشؤون الاخوة والاخوات عبر وحدة العلاقات الخارجية في حزب الله في لبنان ويطلع القيادة على المراحل التي قطعت ويتلقى التوجيهات منها للمراحل اللاحقة.
تعرض خلال مسيرته الجهادية للكثير من المتاعب والمصاعب ومحاولات كثيرة لوضع العراقيل لنشاطه خاصة في بلدته و قبل هجرته لانه كان من المداميك الاولى لحزب الله في بلدته مجدل زون مع بعض الاخوة من حوله .
في أيلول 1995 عاد مع عائلته الى لبنان بقرار ذاتي واضعا" حدا" لكل الاغراءات الدنيوية في بلد الاغتراب وكانت عودته عودة العاشق لارضه وشعبه في ساحات الجهاد فكان بكاؤه على أرض المطار مدهشا" لمن رآه، أبكى جميع من حوله وكأنه لم يصدق انه عاد الى وطنه ومنذ وصوله بدأ بالتخطيط والبحث عن سبل تنمية العمل الجهادي على المستويات الثقافية والاجتماعية والدينية انطلاقا" من بلدته ولم يترك محاولات العمل الجهادي العسكري لكنه لم يلق تجاوبا" من الجهات المعنية ونصح بمتابعة العمل الثقافي والديني وبقيت فكرة العمل العسكري حسرة في قلبه الى أن لاحت له بارقة أمل في عام 1996 في عدوان عناقيد الغضب ( حرب نيسان عندما دعى سماحة الامين العام لحزب الله للتعبئة العامة والالتحاق بالمواقع الجهادية اقتنص هذه الفرصة مع ثلة من اخوانه في تجمع الشباب المؤمن الذي كان أسسه منذ وجوده في المانيا وتابع العمل معه بعد عودته الى بلده فبينما كان الناس تتشرد وتهجر وتنزح من بيوتها وقراها في الجنوب الى بيروت والمدن الاخرى كان مع رفاقه ميمما" وجهه شطر الجنوب حيث ساحات الجهاد وقد التحق بالمجاهدين في اليوم الثالث للعدوان الذي بدأ في 12 نيسان وتمكن من المساهمة الفعالة في العمل العسكري وقام بواجبه على أكمل وجه وفي اليوم الثاني والعشرين من نيسان 1996 كان موعد اللقاء مع الله وقد تحققت أمنيته في نيل احدى الحسنيين فكانت شهادة عظيمة مباركة لها الكثير من الوقع والمعاني في نفس كل من عرفه فكانت مصداقا" لكل كلمة وشعار نطق به ومصداقا" للاية الكريمة ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) .