بطاقة الشهيد:
الاسم: حسين تحسين مكي
الاسم الجهادي: ابو رامي
تاريخ الاستشهاد: 03/04/1989
مكان الولادة: بنت جبيل / بنت جبيل
الوضع العائلي: خاطب
وصية الشهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )... صدق الله العليّ العظيم.
الفاتحة لروح شهداء الإسلام.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد عليه الصلاة والسلام.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).
(وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ).
في هذه الآيات الكريمة، يكلّمنا الله لنعرف ما هي المرتبة العليا التي ينالها الشهيد في سبيله، ويحدّثنا ويعطينا الفكرة عما سيحدث بعد موت هؤلاء الشهداء، ويقول: "أحياء ولكن لا تشعرون".
هم أحياء مثلنا، نحن أهل الدنيا، ويعيشون في ضيافة الله سبحانه وتعالى؛ فبعضنا يعتقد أن الذي يموت قد مضى أثره من الدنيا، وعاش في عالم المنسي... لا، فإن الإنسان بعد الموت يعيش الحياة الحقيقة إذا كان مؤمناً، أو حتى إذا كان كافراً، فللمؤمنين جنات وعدهم الله بها، وللكافرين نار كبيرة وعذاب أليم؛ فنحن أيها الأخوة نعرف جميعاً ماذا سيحلّ بنا بعد موتنا، فلنهيئ لأنفسنا الموقف الذي نرتاحه، والآخرة التي نراها لنا مناسبة، وهي آخرة رضا الله سبحانه وتعالى عنّا، وكيف ذلك؟ هو العمل في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا، والابتعاد عن محارم الله، والتقرّب بالأعمال التي يرضاها الله لنا، ونعمل كما عمل إخواننا الذين سبقونا لهذه الجنات، كأمثال الشهداء الأحباء عندنا: يوسف حدرج، خضر جوني، محمد حدرج، علي حرب، رفيق ناصر، سمير مطوط، غسان علوية، أحمد مهدي، وجميع الشهداء، ولا أنسى أخي وقرّة عيني الشهيد حسن حدرج، والشهيد شوقي محسن.
أيها الإخوة: ونحن أمام شهيد نقرأ وصيته، فلنعش حياة هؤلاء الشهداء، ولنحاسب أنفسنا قبل أن يقف حولنا الناس ونحن أموات، والحمد لله رب العالمين.
أبي العزيز: أرجو منك المسامحة والتصبّر والتحلّي بالأخلاق الإسلامية، وأن تكون أنت الذي يتابع الطريق بعدي، طريق الحق ضد الباطل، وتكون أنت المرشد الروحي لإخواني جميعاً، أرجو منك يا أبي المسامحة، إذا رحلت عنك، لأنني كنت مقصراً بحقك.
أمي العزيزة: يا من تعلّمت منها الرحمة والمحبة، أرجو منكِ المسامحة، أكتب إليكِ وأنا خجلٌ منكِ، أرجو أن لا تبكي ولا تحزني، بالعكس، بل افرحي وافتخري بأن ابنك إن شاء الله لم يمت في طريق باطل بل مات في طريق الحق، طريق أبي عبد الله الحسين (ع)، طريق الشهداء الذين أحبّهم الله، ولا تنسي يا أمي أن تسامحيني، ولا تنسي يا أمي السيدة فاطمة الزهراء(ع)، ولا تنسي يا أمي أنني ذهبت إلى إخوتي الذين عشت معهم في الدنيا، كحسن حدرج، ويوسف، لأعيش معهم بقرب السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وولدها الإمام الحسين (ع).
أخي العزيز: أقول لك أن تميّز الحق من الباطل، والخير من الشر، وأن تسير في الخط الذي مشيت أنا عليه، وأن تحفظ دمائي، وأن تفكر بالآخرة بلا أي شيء، لأن الدنيا تغرّ ولكن لا تنفع، فكن يا أخي الشاب الواعي الذي يعرف الحق فيسير معه، ويعرف الشر فيثور عليه.
أما أنتم يا إخوتي المجاهدين في سبيل الله، الذين عشت معهم: أطلب منكم السماح والمغفرة إذا كنت أخطأت معكم، وأطلب منكم أن تبقوا على هذا الخط، خط الرسول (ص) وخط الحسين (ع)، وأن تبقوا على هذه الولاية، ولاية الإمام الخميني(حفظه الله)، وأن تكونوا متحابين فيما بينكم، وأن تبعدوا كل حقد وأنانية من نفوسكم، وأن تكونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً.
أما كلماتي الأخيرة، فهي إلى أمي الثانية: الحاجة مريم طباجة، أم علي وأولادها: أرجو منكم المسامحة والدعاء لي، فأنا إذا استشهدت فهو فخر لي أن ألتحق بإخوتي الثلاثة، أرجو من الحاجة الصابرة أن تسامحني.
أرجو منكم أن يكون دفني في الروضة، بين قبر الشهيد علي عيّاش، والشهيد محمد عواضة، وهكذا أكون قريباً من إخوتي الثلاثة.
خادمكم وأخوكم الشهيد إن شاء الله
حسين مكي (أبو رامي)