بطاقة الشهيد:
الاسم: محمد عبد الله فياض
الاسم الجهادي: ولاء
تاريخ الاستشهاد: 22/03/1993
الوضع العائلي: اعزب
وصية الشهيد:
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ).
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا يوم القيامة أبي القاسم محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليكَ مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ )([3]) صدق الله العليّ العظيم.
من هذا الباب، شعرت في نفسي أنه لا بد من ترك بعض الكلمات البسيطة، بعد أن أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً (ص) خاتم الأنبياء هو رسول الله، وأشهد أن علياً (ع) وأبناءه المعصومين (ع) حتى قائمهم هم أولياء الله، وهم حجة الله على خلقه، وبعد الشهادة أحمده على نعمه كلها وأشكر الله الذي أماتني على دين محمد (ص) وعلي (ع)، وعلى ولاية الأئمة الأطهار، وعلى هداية القرآن. وأشكر الله الذي جعلني من ركاب سفينة النجاة التي قادها أنبياء، ثم أوصياء الله، ثم تابع قيادتها روح الله الموسوي الخميني(قدّس الله سرّه)، والذي سيكملها آية الله السيد علي خامنئي(حفظه الله)، والذي سينهج نهج روح الله الخميني، ويكمل هذه المسيرة الحسينية الخمينية لإزالة كل قوى الكفر في بلادنا، وتحرير القدس الشريف الذي أوصانا بها الإمام الراحل، ومن ثم تسليم الراية إلى الحجّة المنتظر(عج) لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، يجب أن نعد أنفسنا إعداداً كاملاً، فيقول الله في كتابه المجيد: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ...) صدق الله العليّ العظيم.
الإعداد النفسي: مهما كان هذا الإعداد، فهو مهم جداً لكي نصبح من جنود الحجّة المنتظر(عج)، ونسلك هذا النهج الذي رسمه لنا الإمام روح الله الموسوي الخميني(قدّس الله سرّه)، ونريد أن نعلن إلى جميع العالم بأن نهج الإمام الخميني باقٍ في قلوبنا وقلوبِ المؤمنين جميعاً، فإن كان قد استشهد الحسين (ع) فكلنا حسينيون، وإن كان قد مات الخميني فكلنا خمينيون، ولكننا ليس نُعنى بجسد الخميني أو بجسد الحسين (ع)، ولكن نعنى بنهجه وفكره ومسلكه، الذي رسماه لنا لكي نكمل طريق الحق.
وأعود لكي أكتب ولو بعض الكلمات التي لا بد للمؤمن من أن يقف أمامها وهي وصيتنا إلى إخواننا في المقاومة الإسلامية، وفي حزب الله: نريد منكم أن تنتبهوا إلى أنفسكم لأن الشيطان لا يرحم أحداً فحاسِبوا أنفسكم وهذبوها، وأحسنوا تأديبها كما قال رسول الله (ص): "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا".
أمي الحنون: طريقنا كما تعلمين طريق ذات الشوكة، وهذا الطريق لا يسلكه إلاّ من أتاه الله بقلبٍ سليم، وطريقنا طريق طويل وشاق، يحتاج إلى الكثير الكثير من التضحيات، وشجرة الإسلام لا ترويها إلاّ دماء الشهداء.
حاولي أن تتذكري ذلك اليوم الحار الذي وقف فيه الإمام الحسين (ع) وحيداً بين الأعداء؛ وقف ينادي: "ألا من ناصر ينصرنا، ألا من معين يعيننا، ألا من يحامي عن نسائنا"، تذكري أم المصائب زينب (ع) وهي تودّع أخاها، تذكريها وهي تقدِّم له جواد الموت، تذكري ذلك الموقف العظيم الذي أبت على ولدها إلاّ أن يُستشهد بين يدي أبي عبد الله الحسين (ع).
أهلي: ما أسعدكم يوم القيامة عندما تقابلوا الإمام الحسين (ع)، ويقول لكم أهلاً بمحبينا ادخلوها بسلام آمنين.
أهلي الأحبة: كل ما أتمناه منكم أن تستعينوا بالصبر والصلاة، وأرجو منكم أن ترضوا عني وتسامحوني.
أمي: لا تلبسي عليّ السواد فهذه وصيتي لك.
أختي: حجابك أفضل من دمي، أختي: التزمي بحجابك وبدين الله.
إخواني: سامحوني وترحموا عليّ، هذا كل ما أتمناه منكم يا أهلي ويا إخوتي.
إخواني الثائرين في نهج آية الله السيد علي خامنئي(حفظه المولى): السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم، وإنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم.
أوصيكم يا إخوتي وإخواني بالسيد علي خامنئي فإن طاعته من طاعة الخميني، وإطاعة الخميني من طاعة الرسول (ص)، وطاعة الرسول (ص) من طاعة الله، وطبقوا ولاية الفقيه وافعلوا ما تأمرون، وإن الله على نصركم لقدير، (... أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ...) صدق الله العليّ العظيم.
هذه هي الوصية التي كتبتها قبل أن يدركني الموت، وأطلب مرة ثانية من أهلي أن يسامحوني ويرضوا عني، كما أطلب من إخواني وأحبائي أن يسامحوني جميعاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .