بطاقة الشهيد:
الاسم: سمير محمد مطوط.
الاسم الجهادي: جواد.
مكان وتاريخ الولادة: بعبدا – 4/12/1964م.
الوضع الاجتماعي: أعزب.
المستوى العلمي: ثانوي - مهني.
مكان وتاريخ الاستشهاد: موقع علي الطاهر – 6/2/1987م.
نبذة عن حياة الشهيد:
وُلد الشهيد سمير مطوط في الرابع من شهر كانون الأول عام 1964م، في منطقة حي السلم. ونشأ وسط أسرة ملتزمة دينياً. أما الأوضاع المادية فكانت متوسطة الحال إلى حدٍ ما، إذ يعمل الوالد كبائعٍ في محلٍ لبيع المواد الغذائية.
تميز الشهيد في طفولته بكثرة الهدوء، وحدَّة الذكاء، وهذه الصّفة برزت خلال المراحل الدراسية التي مرّ بها، إذ عُرِف بذكائه واجتهاده وتفوقه الدائم، وغالباً ما كان يستغل أوقات الفراغ لمراجعة دروسه. وقد تابع علومه حتى حاز على البكالوريا الفنية في اختصاص الإلكترونيك عام 1983م، ثم تفرغ كلياً للعمل الجهادي.
التزم الشهيد بأداء الواجبات الدينية قبل سن التكليف، وكان يواظب على الصلاة في المسجد وهو لم يتجاوز الثمانية أعوام، وكان يثير إعجاب إمام الصلاة، واستغراب المصلّين الكبار في العمر عندما يسأل عن فتاوى شرعية يُبتلى فيها المؤمن في الصلاة.
كذلك حرص الشهيد أن يخصص وقتاً يومياً لقراءة القرآن، وتميز بروحانيته الشديدة أثناء الصلاة، وقراءة الأدعية وهو بحالة السجود. أما صلاة الليل، فإنه كان مواظباً عليها ويؤديها وهو يعيش في حالةٍ من التذلّل، والبكاء لله عزّ وجلّ.
ولأهل البيت (ع) مكانة خاصة عند الشهيد، وخاصةً الإمام الحسين (ع) والإمام المهدي (عج) إذ كان يتمنى دائماً لو يستشهد غريب الديار والوطن كشهادة الإمام الحسين، وكان يجدد عهده للإمام المهدي (عج) كل يوم بعد أن يقرأ دعاء العهد، ويعتبر بأن عمله الجهادي هو للإمام المهدي والراية سوف تُسلّم له. وقد ظهر مدى تعلّقه بالإمام عندما خضع لعملية جراحية في إحدى المستشفيات، وخرج من غرفة العمليات وهو يناجي الإمام الحجة، وكان لا يزال تحت تأثير المخدر.
جمع الشهيد بين الشخصية العبادية والشخصية الرياضية. فكان ماهراً في السباحة والغطس. وكان يمارس رياضة الركض على شاطئ البحر، وكان خطيباً منبرياً، وذا شخصية قوية، ويتمتع بحس القيادة.
عُرف الشهيد باندفاعه وحبه للجهاد منذ انطلاقته في العمل الجهادي. وقد شارك في العديد من العمليات النوعية على تخوم الشريط الحدودي المحتل، إلى أن توّج مسيرته الجهادية بالشهادة في عملية اقتحام موقع علي الطاهر النوعية التي شارك فيها بدور الهجوم. فبعد سقوط الموقع بيد المجاهدين انهمرت القذائف الإسرائيلية بغزارة، ما أدّى إلى استشهاده مع عدد من المجاهدين. وقد أُسر جثمان الشهيد، وتم استرجاعه في عملية التبادل التي حصلت عام 1996م، حيث وُري الثرى في جبانة الأوزاعي، تلك المنطقة التي بدأت فيها انطلاقته الجهادية.
وصية الشهيد:
وصيَّة العبد الذليل الحقير سمير مطوط...
... ولأنَّ الموت حق، ولأنَّ الحياة حق، والله لألف ضربة بالسيف، أحبّ إليَّ من ميتةٍ على فراش.
والله لو تجزّأ جسدي ألف جزء وأكثر، ولو تقطّعت أوصالي ألف قطعة وأكثر، ولو تفتتت أعضائي ألف تفتيتٍ وأكثر، ولو، ولو، ولو... كان ذلك أهون عليَّ من العيش وإسرائيل باقية وجاثية فوق أرض أبي ذر الغفاري، أرض جبل عامل، أرض الشهداء، وفوق قِبلة المسلمين الثانية، القدس الشريف.
لستُ من أهل الشعر والنثر والكتابة والخطابة، ولست أهلاً لذلك، ولا لغير ذلك، ولكن يحزُّ في القلب أن يُنادي مسلمٌ في أفغانستان، أو باكستان، أو أمريكا، أو روسيا، أو في فلسطين المحتلّة، أو في أي بقعةٍ من بقاع الأرض: يا للمسلمين، ولا أُجيبه، ولا أحدٌ يُجيبه.
إخوتي في الله، إنَّ من صلّى، وصام، وزكّى، وخمَّس، وحجَّ، وعمل بأصول الدِّين، وطبَّق شيئاً من فروعه، فهو مؤمن، \استحقّ الجنّة بعد أن يكون ابتعد عن المعاصي والمحرمات؛ ولكن، هذا المؤمن ينتظر لتأتيه الجنّة وهو على فراشه، وبين أهله وأولاده وإخوانه، وإنّ من عمل كذلك المؤمن تماماً، وزاد شيئاً من فروع الدين، الذي يصبح بحالةٍ من الحالات أصلاً من أصوله - وهو الجهاد - واستعجل المنية، ولقاء الله، والحشر مع أبي عبد الله الحسين ، وأصحابه، أي رُزق بالشرف العظيم الذي لا يناله إلاَّ ذو حظٍ عظيم، وهو فخر المسلمين: الشهادة، لاستحقّ الجنَّة أيضاً، ولكنّ مرتبة الشهداء بعد مرتبة العلماء، فلذلك إخوتي - وإن لم أطل بالتعبير، وأوضح أكثر - فإني اخترتُ درباً يرضاه الله، ويفضّل به عباده، ويستخلصهم له، واستعجلت الجنَّة ورؤية الحسين ، وأصحابه والصدّيقين، والعودة للأيام الماضية مع إخوتي الشهداء الذين سبقوني في طريقٍ جعل الله به العزة والرفعة.
إخوتي، أهلي، جيراني، أقاربي، أيها العالم:
لكم أُحبُّ أن يكشف الله بصائركم، ويريكم الله صعود الروح إلى السماء، وبقاء الجسد في الأرض، ويريكم الله ويسمعكم أسئلة منكر ونكير، وعذاب القبر والبرزخ وجهنم و[سقر]، ويريكم أيضاً نعيم القبر، والبرزخ، والجنّة، والطبقات، لتستصغروا شأنكم وما ملكتم في دنياكم وجمعتم، ولتجمعوا لأخراكم قبل أن تأتي الساعة، حيث لا مال و[لا] بنون، ولا قرابة، ولا غيرهم ينفع، إلاَّ من أتى الله [بقلبٍ] سليم. ولكن، لن يكشف الله بصائركم، ولا بصيرتكم، وتذكّروا أيها الناس: الدنيا دارُ ممر، والآخرة دارُ مقر، فازرعوا في دنياكم لتحصدوا بأخراكم.
إخوتي الأعزاء: في كل مكان، وخصوصاً في الجنوب، إني في راحةٍ تامة برؤيتي إياكم، والجلوس معكم، والتحدّث إليكم، والعمل وإياكم، وخصوصاً سادتي وقادتي العلماء، وإني قد لا أستطيع الابتعاد عنكم ولو للحظات، لأنكم بعتم أنفسكم ابتغاء مرضاة الله، وهذا يكفي لمصاحبتكم، والفرح لفرحكم، والحزن لحزنكم، ومهما كان بقائي معكم يذكرني بالله، والنبي محمد (ص)، والأئمة (ع)، والإسلام، ويذكرني بالجهاد والشهداء؛ فإنّ انتقال روحي إلى السماء، لتصبح مع الشهداء أنفسهم، ومشاهدة العلماء والصلحاء، والحشر مع الأئمة والأنبياء، لا يُقدَّر بأجمل اللحظات، والذكريات التي قضيتها مع خلصائكم. إخوتي، لقد مللتم من القراءة، ومللتُ من الكتابة، فوصلت لكي أوصي وأذكِّر، إن نفعت الوصيَّة والذكرى، وأنتم أساتذتي إخوتي، ادعوا الله بإخلاصٍ وتوجّه، لكي يطيل عمر الإمام الخميني قائد الأمة الإسلامية، ومفجِّر نهضتها، وباعث الروح لدى المسلمين، وفخر الأمة، وعربون بقائها، حتى ظهور الحجة ابن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، مالئ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما مُلئت ظلماً وجوراً. ادعوا الله بإخلاص لكي تكونوا رجال الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).