بطاقة الشهيد:
الاسم: ايهاب حيدر مدلج
الاسم الجهادي: عروج
تاريخ الاستشهاد: 25/02/1999
مكان الولادة: تمنين التحتا / بعلبك
رقم السجل: 157
الوضع العائلي: اعزب
نبذة عن حياة الشهيد:
يسبقه عبق طيبه كفراشات الأمل ترفرف حول وجهه الجميل، وترفعُ أمه ناظريها ما أن يصل صوته الرنان الى أذنيها، ويطل شخصه كطيفٍ شفاف لا تكاد الأنظار تلامسه إلا وتنكسر الرؤيا لتحلق الروح في عالم رائع بين واقع وخيال.
كان الجميع يلومها على اهتمامها الشديد به وحرصها المبالغ به، خصوصاً بعد أن كبر وأصبح شاباً يُعتمد عليه، غير أن ذلك الشعور الذي كان يقبض على قلبها كلما رأته بقي ملازماً لها، واشتد في لحظة استشهاده حتى قبل إبلاغها بالنبأ.
لم تكن منطقة الطيونة مجرد مكان انتمى إليه إيهاب وتربّى في أحيائه، بل كانت منطلقاً لعروجه في طريق المجاهدين، هناك نظر ببصيرته الصافية إلى الدروب الممتدة أمامه، لينتقي أوضحها، وأقصرها نحو الآخرة، وعندما أيقن أن طريقه ستكون قصيرة، ما عاد ينظر إلى الغد نظرة منتظرٍ، بل تحول الوقت عنده لمطيّة تعينه على الوصول السريع ...
في كشافة الإمام المهدي (عج) كانت البداية، التي غيّرت فيه الكثير الكثير، وكلما كبر تحول الهدوء المسيطر على طبيعته إلى شعلة من حماس واندفاع.
في الرابعة عشرة من عمره التحق بالدورة العسكرية الأولى.
عندما وقع عن الطابق الرابع وهو في عمر الخامسة عشرة، كان بقاؤه على قيد الحياة أعجوبة أدهشت الجميع، سر لم يعرف أحد مكنونه إلا عند استشهاده وأن اللَّه العلي القدير قد انتخبه لأمر عظيم، وليس ثمة أعظم من الشهادة ...
كان والده الرافد الأول له في تشجيعه لمساعدة المقاومين. سعى لتأمين مصاريفه التي غالباً ما كان يقدمها لصالح العمل في شعبة الطيونة التي تحولت بوجوده إلى منطقة تزخر بنشاطٍ متميز، فكان إيهاب لا يهدأ وهو يتنقل من مكانٍ لآخر ليل نهار.
وفي يومٍ لم يكن ببعيد عن يوم استشهاد إيهاب، توفي والده، تاركاً ولده الشاب الذي كان يستندُ عليه في دائرةٍ من حزن عميق، لم يخرج منها إلا وقد تسلح بعزيمة جديدة لمواجهة الحياة ...
بعد وفاة والده ورحيل رفاقه واحداً بعد آخر، كان ايهاب لاخوته الصدر الحنون الذي يذرفون أحزانهم عليه، واليد التي تشاركهم أفراحهم، والمعين لهم حين تضيق الدنيا عليهم.
كان ايهاب في المرابطة ويهم بالرجوع هو وثلاثة أخوة إلى بيروت عندما طلبت قيادة المقاومة اثنين أن يبقيا للمشاركة في إحدى المهمات، تاركة لهم خيار الانتقاء، فصار الأخوة يتسابقون لنيل فرصة المشاركة، وقد منّ اللَّه على إيهاب أن يكون أحدهما، والتحق في المهمة داخل الشريط المحتل مع مجموعة من المجاهدين، وقد كانت مهمتهم مكللة بالنجاح لولا وقوعهم في كمين صهيوني تشابكوا معه وجهاً لوجه، ولم يهدأ رصاصهم إلا عندما حلّق الطيران الحربي وبدأ بتمشيط المنطقة ما أدى إلى استشهاد إيهاب واحد رفاقه ...