نفذت فصائل المقاومة خلال شهر كانون الأول 166 عملية استهدفت الاحتلال والعملاء في الجنوب والبقاع الغربي، بزيادة 5 عمليات عن الشهر السابق، وكان للمقاومة الإسلامية منها 141 عملية، ونفذت حركة أمل 19 عملية، والسرايا اللبنانية 3 عمليات ومنظمة الزوبعة عملية واحدة، وأدت العمليات إلى إصابة 3 جنود للاحتلال و16 مستوطناً بجروح، ومقتل وجرح 3 عناصر من الميليشيات اللحدية العميلة وفق اعتراف العدو، كما اعترفت مصادر عسكرية صهيونية بمقتل رقيب أول وجرح 4 جنود إسرائيليين وجرح عنصر لحدي من جراء حوادث متفرقة، وبالمقابل ارتفع للمقاومة الإسلامية 3 مجاهدين.
شهد شهر كانون الأول حادثتين بين دوريات تابعة لجيش الاحتلال وعملائه بفعل تدهور المعنويات في صفوف جنود العدو وعملائه، حيث بتاريخ 4/12/1998 اصطدمت قوة صهيونية بقوة تابعة لميليشيا العميل لحد في منطقة المجيدية وأطلق عناصر القوتين النار بعضهما على بعض مما أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين وعنصر لحدي. وفي التفاصيل أن أحد الرعاة من بلدة حلتا – قضاء حاصبيا لاحظ وجود قوة لإسرائيلية تقوم بتدريبات في أسفل جبل الشيخ لجهة المجيدية فأسرع إلى البلدة وأبلغ العملاء بما رأى فأسرع العناصر إلى المكان واصطدموا مع القوة الصهيونية، وحاولت مصادر العملاء التخفيف من وقع الحادث مشيرة إلى أن اللحديين ظنوا أنهم رصدوا عناصر من المقاومة فاشتبكوا معهم.
وبتاريخ 29/12/1998 اصطدمت قوة صهيونية بقوة صهيونية أخرى وهما تابعتان للواء "غولاني"، واشتبكتا عن طريق الخطأ عندما كانتا تكمنان قرب موقع الطيبة مما أدى إلى مقتل رقيب أول وإصابة اثنين آخرين بجروح وأحدهما بحال الخطر. وذكرت وكالة "عيتيم" الإسرائيلية أن الجنود كانوا عائدين منتصف الليل إلى موقعهم عندما رأوا مجموعة جنود آخرين ظنوا أنها تابعة للمقاومة، وفتحوا النار عليها وأدى تبادل إطلاق النار إلى مقتل أحد الجنود، وقد اضطر قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال إلى تشكيل لجنة تحقيق برئاسة ضابط برتبة كولونيل للتقصي عن أسباب الحادث،وقال قائد ما يسمى فرق الجليل "آفي إيتان" أنه تبين من التحقيقات الأولية أن السبب الرئيس للحادث هو سلسلة أخطاء مهنية وفي تقدير قائد القوة، وعزا مراسل تلفزيون العدو حصول هذا النوع من الحوادث إلى التوتر الكبير بين الجنود والضباط الذين يتواجدون في جنوب لبنان.
برز خلال هذا الشهر خطوة مهمة تمثلت بانسحاب عناصر الميليشيات اللحدية العميلة عن بوابة معبر ضهر المشنقة في صفاريه – كفرفالوس وعن حاجز في خلة أنان – جزين إلى الجهة الشرقية من كفرفالوس في أول بلدة روم، وقالت مصادر العملاء إن هذه الخطوة تأتي في إطار إخلاء تكتيكي، في حين تبين أن الانسحاب جاء بعد حصول تمرد في صفوف العملاء ورفضهم الخدمة في موقع أنان خوفاً من عمليات المقاومة.
وأوضحت مصادر أمنية أن خطوة الانسحاب تؤكد مسلسل الانهيارات المتلاحقة في صفوف الميليشيات اللحدية، مع العلم أن هذا الانسحاب شمل مساحة تقدر بنحو 5 كيلومترات مربعة وتمتد من الحد الفاصل بين بوابة ضهر المشنقة في صفاريه – كفرفالوس حتى أول بلدة روم، حيث أعيد التموضع مروراً ببلدة أنان التي أخليت من عناصر العملاء، وترافقت عملية الإخلاء مع تمرد من جانب أبناء بلدة أنان الذين تم تجنيدهم في صفوف الميليشيات اللحدية.