بتاريخ 5/10/1998 نفذت المقاومة الإسلامية عملية نوعية وجريئة في عمق التواجد الأمني للاحتلال في المنطقة المحتلة، حيث فجر المجاهدون عبوتين ناسفتين في موكب قيادي صهيوني – لحدي مشترك على بعد أمتار من مركز قيادة الفوج الثلاثين التابع لميليشيا العميل لحد في زغلة، واعترف العدو بسقوط جنديين وإصابة 6 آخرين بينهم قائد الموكب وهو برتبة مقدم.
وتأخر الاعتراف الصهيوني حتى وقت متأخر من الليل، إلى حين تحدثت مصادره عن انفجار متسلسل لعبوات ناسفة استهدفت قافلة للجيش الإسرائيلي كانت في طريقها إلى موقع حاصبيا وعلى بعد 500 متر من الموقع، وكانت القافلة تضم 4 آليات محصنة تنقل جنوداً من الكتيبة 101 التابعة للواء المظليين وأفراداً من وحدة الاتصال وجنوداً من سلاح الاستخبارات، ولقي جنديان كانا في سيارة جيب مصرعهما في الانفجار، وأصيب قائد القافلة وهو برتبة مقدم، وأحدثت هذه العملية حال إرباك في صفوف قيادة وجنود الاحتلال دعت إلى تدخل قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو "غابي أشكينازي" الذي ترأس شخصياً لجنة تحقيق مع القادة العسكريين الميدانيين، وقال في تصريح له:"إن العبوات وضعت في مركزين واحتوت على عبوة فارغة وكريات معدنية، وعلى ما يبدو فإن السيطرة على العبوات كانت لاسلكية، وإن خلية من حزب الله قامت بتفجيرها عن بعد"، وأضاف أن التحقيقات تمحورت حول تعاون المواطنين مع حزب الله.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية إلى أن ضابطاً من ميليشيا العملاء لجأ إلى السلطات اللبنانية، وأن مسؤولاً آخر من هذه الميليشيات يدعى "عباس رسلان" التحق بصفوف حزب الله في شباط الماضي وقدّم معلومات واسعة عن جيش الاحتلال وميليشيا لحد بما في ذلـك أسماء لبنانيين يتعاملون مع العدو في المنطقة المحتلة، وأضافت أن حزب الله كان يمتلك معلومات دقيقة حول حركة القافلة، وأنه جرى التخطيط لها بعناية.
ونقلت الصحيفة ذاتها في اليوم التالي عن بعض المحللين إشارتهم إلى أن حزب الله اختار بشكل مقصود موقع العملية في منطقة تعتبر هادئة على وجه العموم لزرع بذور الريبة في العلاقات بين جيش الاحتلال وسكان المنطقة، ولا تستبعد المصادر الإسرائيلية أن يكون حزب الله حصل على مساعدة من بعض سكان هذه المنطقة، كما تحدثت "جيروزاليم بوست" عن أن المشكلة الأشد إلحاحاً التي تواجه قيادة الجبهة الشمالية هي كيفية التعامل مع الخطر الذي تمثله العبوات الناسفة عموماً، وترى المصادر العسكرية أن العبوات المفرغة التي استخدمها حزب الله في العملية معدة لاختراق الدروع ومن ثم الانفجار لاحقاً، وهذا ما حدث لسيارة الجيب المحصنة التي قتل فيها الجنود الذين كانوا يستقلونها، والمشكلة الثانية التي يواجهها الجيش الصهيوني في جنوب لبنان تتعلق بقدرة حزب الله على جمع المعلومات الاستخبارية.