إخلاء موقع تومات ـ نيحا بتاريخ 16/9/1998
شهد شهر أيلول عملية إخلاء موقع تومات ـ نيحا وتفجير دشمه وتحصيناته نتيجة تعرض الموقع لسلسلة من العمليات الموجعة التي نفذتها المقاومة الإسلامية، ورفض عناصر ميليشيا العملاء التواجد داخله خاصة بعد عملية عين مجدلين ـ تومات نيحا ومقتل 4 من العملاء، وعلّق مصدر مسؤول في المقاومة الإسلامية على عملية الإخلاء بالقول "إن الضربات الموجعة والمتكررة التي وجهناها للفوج العشرين في ميليشيا لحد لا سيما في الآونة الأخيرة، وبالتحديد لموقع تومات نيحا كانت سبباً أساسياً لتداعي معنويات الجنود، خاصة أن قوات العدو الإسرائيلي قد استنفدت كل أساليب الدعم المادي والمعنوي لرفع معنويات اللحديين المنهارة دون جدوى"، وحسب معلومات نشرتها جريدة "السفير" في عددها الصادر بتاريخ 18/9/1998 أن خطة الانسحاب من الموقع بدأت قبل 48 ساعة على الشكل التالي:
ـ صباح الأربعاء 16/9 بدأت عملية تفكيك المعدات العسكرية من الدشم ومواقع المراقبة، وعصر اليوم نفسه بدأت عملية سحب الآليات على دفعات وبمعدل 3 سيارات في كل دفعة، وعند السابعة مساءً وصل إلى الموقع قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال "غابي أشكينازي" على رأس وفد عسكري ومكث في الموقع حوالي 3 ساعات وانسحب بعدها بواسطة مروحيتين وتحت غطاء من الطيران الحربي.
ـ فجر يوم الخميس 17/9 تم سحب آخر مجموعة مع آخر المعدات وأدخل إلى الموقع فريق من سلاح الهندسة عمل على تلغيم دشم الموقع من الباطون المسلح وأبراج المراقبة وتم تفجيرها عن بعد عند الساعة 3.30 عصراً، وتألف الفريق الهندسي الذي تولى التفجير من 12 عنصراً انسحبوا من محيط الموقع بعد حوالي الساعة، وسبق هذه الإجراءات تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء المنطقة.
وأفادت المعلومات أن قوات الاحتلال استحدثت موقعاً جديداً انتقلت إليه القوة المنسحبة من تومات نيحا، ويقع بالقرب من قرية عين مجدلين في قضاء جزين، وهو يبعد حوالي 4 كيلومترات جنوب موقع تومات نيحا، وتمكن عدد من مجاهدي المقاومة الإسلامية بتاريخ 17/9/1998 عصراً من الوصول إلى مسافة أمتار قليلة من الموقع الذي تم إخلاؤه دون أن تتعرض لإطلاق نار.
وكان جيش الاحتلال أنشأ الموقع في العام 1985 إثر انسحابه من البقاع، وكان الموقع الرئيسي والوحيد على جبهة البقاع الغربي ويشرف على قرى المنطقة، ولذلك شكلت عملية الانسحاب منه إلغاء العدو لخط مواجهة مباشر مع أماكن تواجد المقاومة في هذا القطاع، وبالتالي باتت بلدات السريرة والقطراني ومزرعة المحمودية في منطقة جزين خارج المنطقة المحتلة، ويبدو واضحاً أن العدو قرر إخلاء هذا الموقع بعدما رفضت قيادة الميليشيات اللحدية في جزين تولي مهمات الموقع بمفردها خاصة بعدما سقط لها خلال السنوات الخمس الماضية حوالي 50 عنصراً بين قتيل وجريح، وبات من المستحيل تأمين عناصر الخدمة في الموقع.
وقالت مصادر أمنية إن الانسحاب من تومات نيحا فتح الطريق أمام المقاومة إلى محور كفرحونة ـ عرمتى وإلى الطريق المؤدي إلى جزين عبر هذا المحور وباتت كل هذه المواقع مكشوفة أمام المقاومة وكذلك وصول المقاومين إلى تلال السريرة، ويعني أن منطقة مرجعيون وشمال فلسطين المحتلة باتت كلها مكشوفة ويمكن مراقبتها بالعين المجردة.
واعترف العدو بسقوط قتيلين و4 جرحى من جنوده زاعماً أن قتيلين وجريحين سقطا في حوادث متفرقة، ومقتل 6 وجرح 8 من عناصر العملاء اللحديين، في حين أكدت مصادر المقاومة خسائر العدو البشرية وأعلنت عن مقتل 7 لحديين وجرح 8 آخرين وأسر عميل، ولم تعترف مصادر العدو بذلك.