بتاريخ 7/2/1998 نفذت المقاومة الإسلامية ما يقارب من 23 عملية ضد مواقع ودوريات العدو وعملائه بدأت عند الرابعة فجراً بمهاجمة دورية مشاة صهيونية، أوضحت مصادر الاحتلال أنها تابعة للواء "جفعاتي"، في محيط موقع بلاط على بعد 3 كلم من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، شمالي مستوطنة "زرعيت"، وبادر المستوطنون إلى التزام الملاجئ وبقوا فيها طيلة 24 ساعة، وفي الوقت نفسه قامت وحدة الإسناد الناري بدك موقع بلاط مانعة إياه من تقديم المساندة للدورية المستهدفة، وعمل المقاومون على رصد التعزيزات المتتالية التي توجهت لمساندة الدورية أكثر من مرة، كما هاجموا موقع القنطرة وقصفوا تعزيزات للعدو في منطقة شيحين، وعاودت المقاومة الإسلامية استهداف موقع بلاط أكثر من مرة مساء وصباح اليوم التالي، فضلاً عن مهاجمة تجمع لحدي على طريق سجد ـ الريحان وموقع سجد أثناء دخول آليات معادية إليه، ونتج عن سلسلة العمليات سقوط العديد من الإصابات في صفوف العدو الذي اعترفت مصادره بمقتل جندي وجرح 7 آخرين، حالة اثنين منهم خطرة، والقتيل برتبة رقيب ويدعى "نيكولاي راباخوف" (32 عاماً) وهو من اليهود المستقدمين من روسيا، ونقلت جثته إلى روسيا بناءً على طلب والدته التي رفضت دفنه في المقابر العسكرية الصهيونية، وتحدثت مصادر العدو وعلى لسان قائد اللواء الغربي في جيش الاحتلال عن اندلاع اشتباكات عنيفة قام خلالها المجاهدون بإمطار التعزيزات الإسرائيلية بالنيران الغزيرة التي حالت دون تمكن المروحيات من انتشال الإصابات إلا بعد مضي ساعات عدة، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أحد الجنود المصابين في محور بلاط قوله:" كنا نسير في طابور منفرد..عندما سمعنا صوت انفجار أعقبه على الفور انفجار آخر، وبعد ذلك بدأت النيران تصوب نحونا، وعندما حدث كل ذلك اعتقدت أن هذه هي النهاية، وأنني لن أخرج من هنا..كان الأمر مخيفاً جداً".
ونشرت جريدة "اللواء" معلومات مفادها أن المواجهة على تخوم موقع بلاط كانت حرباً حقيقية شبيهة بحربي تموز 1993 ونيسان 1996 على مستوى الأهداف، حيث خاضتها المقاومة ضد طائرات ومدافع ودبابات ودوريات العدو على امتداد الجبهة، وبالتالي فهي أفشلت المحاولات الإسرائيلية المتكررة لإحداث أي تغيير في المعادلة العسكرية.