عماد 4 هو عنوان الفيديو الذي عرضه الإعلام الحربي في المقاومة الاسلامية اليوم. المقطع المُعلن استثنائي من حيث المضمون والتوقيت وما يورد.
عند الغوص في تفاصيله، يتبيّن أنه عبارة عن عرضٍ لمنشأة عماد 4 العسكرية الواقعة بحسب ما كُشف في الجبال، حيث الآليات العسكرية والصواريخ الدقيقة تظهر بشكل واضح.
المشاهد تُشير الى أكثر من دلالة أرادت المقاومة الاسلامية لفت أنظار العدو إليها:
- مدى السرية العالية التي تحيط بمكان تموضع هذه القدرات، فمن الجليّ أن المنشأة الموجودة في عمق الأرض ليست فقط بعيدة عن القدرات الاستعلامية المعادية، بل أيضًا توفّر الحماية اللازمة والكافية حيال الاستهدافات المُعادية.
- خصوصية المكان وحصانته يُتيحان تحييد هذه القدرات عن أيّة ضربات استباقية من العدو ويضمنان توفر استخدامها المؤكد في أيّ استحقاق عملياتي للمقاومة، كما يؤكد أن أيّ ضربة استباقية للمقاومة ستكون فاشلة، وسيكون لدى المجاهدين دائمًا كامل القدرة للردّ القاسي والمدمّر، وهي قدرة "الضربة الثانية" كما تُسمى في العلوم الإستراتيجية.
- تقول المقاومة في المقطع، إن المنشأة تحمل الرقم "4"، ممّا يشي بأنها واحدة من سلسلة منشآت، قد تكشف لاحقًا عن حلقات أخرى منها.
- يُظهر الفيلم مدى الراحة العملياتية التي يعمل فيها المجاهدون تحت الأرض في المنشأة، والتي هي بحجم مدينة، وليس معلومًا أين تبدأ وأين تنتهي وبماذا تتصل.
وبلغةٍ مباشرة، تعلن المقاومة من خلال فيلم عماد 4 أن:
- قدراتها ولا سيما الصاروخية في أتمّ الجهوزية للدفاع عن لبنان
- لا تخشى الذهاب إلى الحرب، بل هي مستعدّة لها إذا ما قرر العدو الذهاب بعيدًا في التصعيد والعدوان
ما كُشف هو جزء بسيط من قدراتها وإمكاناتها وخصوصًا على صعيد الصواريخ الدقيقة.
على صعيد التوقيت، يتزامن عرض هذا الشريط مع المفاوضات الجارية حاليًا في الدوحة، ويعقب زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت.
وفي خلاصة ما تقدّم، الرسالة الأهمّ وما ينتظره ويترقّبه كيان العدو من كلّ مستوياته: الردّ. يقول الفيلم حتى لو تأخر الرد لاعتبارات ميدانية أو سياسية على استهداف الضاحية واغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر وقتل مدنيين، فإنه آتٍ حتمًا وبيننا الليالي والأيام والميدان كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهذا يعني شيئًا أساسيًا، إبقاء المبادرة في يد المقاومة ومنع العدو من وضع قواعد الاشتباك حسب رؤيته ومصلحته.