جمال واكيم
في الوقت الذي تستعد فيه إيران للرد على العدوان الإسرائيلي المتمثل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، قام اليمنيون بإسقاط طائرة مسيرة أميركية بسلاح دفاع جوي محلي الصنع كما اعلنت جماعة أنصار الله. وقال المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني العميد يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون اليمني إن "القوات البحرية وسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية تمكنت من إسقاط طائرة أميركية نوع "إم كيو" بصاروخ أرض جو محلي الصنع، في أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة صعدة شمال البلاد." وأوضح سريع أن تلك الطائرة "تُعد السابعة من نوعها التي يتم إسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادًا لغزة."
لا شك أن امتلاك اليمن لقدرات تصنيع سلاح دفاع جوي قادر على إسقاط مسيرات أميركية هي الأحدث تطوراً قد جاء بدعم إيراني، ما يعني أن لدى إيران أسلحة دفاع جوي متطورة جداً. في هذا الإطار تحدثت تقارير غربية عن تطوير إيران في السنوات الأخيرة لمنظومات دفاع جوي متطورة تمكنت من إسقاط مسيرات أميركية كان لي شخصياً فرصة مشاهدة حطامها في معرض الدفاع المقدس في طهران.
وتفيد آخر التقارير الغربية عن تطوير إيران لمنظومة دفاع جوي جديدة هي "أرمان" القادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية الأميركية والإسرائيلية الأكثر تطوراً. ووفقًا للمواصفات الفنية التي أصدرتها صناعة الدفاع الإيرانية، فإن "أرمان" قادرة على اكتشاف واعتراض مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك أنظمة الأسلحة والطائرات المقاتلة الإسرائيلية والأمريكية الحديثة ومن ضمنها الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والصواريخ المضادة للإشعاع والصواريخ المجنحة والقنابل الجوية الموجهة والمروحيات والطائرات المسيرة. وقد تم الإعلان عن هذه المنظومة لأول مرة في شباط/ فبراير الفائت خلال الاحتفالات بذكرى الثورة الإسلامية بحضور وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني.
وتتميز منظومة "أرمان" بمدى اشتباك أقصى يبلغ 120 كيلومترًا ويمكنها استهداف ما يصل إلى ستة تهديدات مختلفة في وقت واحد. وهي تستخدم تكنولوجيا الرادار المتقدمة لتوفير تغطية كشف بزاوية 360 درجة، مما يضمن الحماية الشاملة ضد الهجمات الجوية القادمة. كذلك فإن نظام "أرمان" مصمم لاعتراض وتدمير التهديدات الجوية الحديثة بدقة وكفاءة ملحوظة.
وتستخدم منظومة أرمان صواريخ من فئة "صياد" المصممة لمعالجة التحديات المحددة التي تفرضها أنظمة الصواريخ المتقدمة لدى العدو. وتتكون منصة الإطلاق من نظام من ثلاثة صواريخ ما يعزز قدرة النظام على الحفاظ على عمليات دفاعية مستدامة ضد أهداف متعددة، وبالتالي توفير درع هائل فوق مناطق الاشتباك المحتملة وهو ما يشكل تقدمًا كبيرًا في القدرات العسكرية الإيرانية، حيث يجمع بين الاستجابة السريعة والتغطية الشاملة وتكنولوجيا الصواريخ المتقدمة لمواجهة التهديدات الجوية الحديثة.
امتلاك إيران لمنظومات دفاع جوي متطورة، ونقلها المعرفة لإنتاج بعض من هذه المنظومات إلى حليف كاليمن يعني أن طهران يمكن أن تكون قد نقلت أيضاً المعرفة لإنتاج هذه المنظومات إلى حلفاء آخرين من ضمنهم حزب الله في لبنان. والجدير ذكره أنه في الأسابيع الماضية تم تسريب رسائل غير مباشرة من قبل الحزب عن إمكانية امتلاكه لسلاح يمكن له أن يهدد الطيران الصهيوني الذي يشكل عماد القوة العسكرية الإسرائيلية.
لكن الكثير من المشككين يلمحون إلى أنه لو كان الحزب يمتلك مثل هذه المنظومات لكان استخدمها في الصراع الدائر مع العدو على مدى الأشهر الثمانية الماضية. بيد أن من يعرف تاريخ الحزب في مقارعة العدو الصهيوني يعرف أيضاً أن الحزب يعمل على إستراتيجية النفس الطويل ويفضل دائماً الإبقاء على أوراق سرية لا يكشف عنها إلا في اللحظات الحاسمة.
فبالعودة إلى العام 2006، استهدف حزب الله البارجة الصهيونية ساعر بعد أيام عدة من بدء المواجهة العسكرية ولم يكن أحد يقدر أن الحزب يمتلك صواريخ متطورة فعالة ضد أحدث البوارج الصهيونية. كذلك فإن الحزب لم يستخدم صواريخ كورنيت ضد الدبابات الصهيونية إلا في آخر أيام المعركة حين انتقل العدو من القصف الجوي إلى التوغل البري. من هنا فإن حزب الله قد يكون يخبىء مفاجأة امتلاكه لسلاح دفاع جوي يمكن له أن يشل السلاح الجوي الإسرائيلي أو يحد من فاعليته في لحظات حاسمة من احتمال تطور المواجهات في المستقبل.