لطيفة الحسيني
الحدث اليوم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. العملية دقيقة ومُؤلمة. قافلةٌ عسكرية مؤلّلة تابعة للعدو قرب موقع "رويسات العلم" تقصفها المقاومة الإسلامية بأسلحتها الموجّهة وصواريخها المضادّة. أوساط الكيان ووسائل إعلامه انشغلت منذ لحظة تنفيذ العملية بتحليل ما جرى، فالضربة قاضية وقاسية على أكثر من مستوى.
في توقيت العملية؛ يتّضح أن المقاومة قادرة على نسْف مواقع العدو وتجمّعاته بالزخم نفسه في كلّ الساعات، بينما ظنّ الاسرائيلي أنه يستطيع التحصّن بالظلام كي يتحرّك بحريّة.
بعدما تخطّت الساعة الحادية عشر، قبيل منتصف ليل 25/4/2024، باغتت المقاومة القوّة المُعادية التي كانت تعمل على إقامة عوائق أو إنشاء بنى تحتية لصالح جيش الاحتلال، كما قال إعلام العدو. لكن محاولة تضليل مجاهدي المقاومة فشلت سريعًا؛ بل كانت صواريخهم الموجّهة أسرع؛ فانقضّت على الهدف وقتلت أحد أفراده ودمّرت آليتيْن له، باعتراف الإعلام الإسرائيلي.
الإصابة جسيمة في صفوف العدو، لكنّ إحباط ما كان يُحاك لتضليل المقاومة كان خسارةً مباشرة. حزب الله يقول هنا بعمليّته هذه: لن تستطيع "إسرائيل" أن تنعم بالراحة والسكينة أو أن تفكّر بالمراوغة. سيخيب رهانها على ساعات الليل، تمامًا كما خابت في النهار.
في الحسابات العسكرية؛ تُعدّ العملية نوعية وغير عادية. لقد تمكّن حزب الله من التحكّم بالميدان طويلًا في أثناء تنفيذ الخطّة. القوة المُعادية ارتبكت لساعات. إجلاءُ القتيل والتصدّي لكمين المقاومة المُركّب استغرق وقتًا طويلًا. هذا ما أكده إعلام العدو، ما يجزم بأن حزب الله يملك الأرض، وهو القادر على حسم المُعادلة فيها. يرصد عدوّه وأنشطته، يعرقلها ويكسر تقدّمه وتفوّقه المزعوم.