لطيفة الحسيني
للمرة الأولى منذ كانون الأول 2023، دوّت صفارات الإنذار في عكا، شمال فلسطين. هجومٌ مركّب للمقاومة الإسلامية على مقرّيْ قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة "شراغا" في عكا. العملية نوعية غير اعتيادية باعتراف إعلام العدو، لماذا؟
الضربة كما أوضحت قيادة المقاومة في بيانها تأتي ردًا على اغتيال أحد مجاهديها، ولأجل ذلك القرار متّخذٌ بإيلام العدوّ عبر الذهاب إلى تكتيكات مُباغتة لم يألفها في حربه المستمرّة منذ 6 أشهر وأكثر.
على صعيد التنفيذ، لجأت المقاومة إلى الأسلوب المُزدوج في الهجوم، باستخدام نوعيْن من الطائرات من دون طيّار، مُسيّرات إشغالية وأُخرى انقضاضية لتضمن إصابة الأهداف بدقّة وتحقيق التدمير فيها.
على صعيد اختيار الهدف وخصائصه، يقرّ إعلام العدوّ بأن الضربة قاسية جدًّا لأن الخسائر باهظة الثمن. مُسيّرات المقاومة وصلت إلى عمق متقّدم على مشارف حيفا والى ساحل فلسطين للمرة الأولى منذ بدء المواجهة العسكرية في تشرين الأول/أكتوبر، وقصفت قاعدتيْن عسكريتيْن إسرائيليتيْن في صفد وعكا بشكل متوازٍ، وهذا توسيع لنطاق حرب الإسناد إلى الآن، بعد مضيّ 200 يوم عليها.
حجم الهلع في أوساط المستوطنين الذي رافق العملية حين أطلقت صفارات الإنذار ومرّت المسيّرات في أجواء عكا، يبيّن أيضًا تأثير الهجوم المركّب، ولا سيّما مع وضع 200 ألف مستوطن في الملاجئ أثناء العملية، في ما ارتبكت صواريخ "القبة الحديدية" وسقطت في البحر بدلًا من أن تعترض الأهداف القادمة، ما يعني أن العملية تمّت بنجاح وبلا تعقيدات.
بالمحصّلة، تجاوز طيران المقاومة المسيّر نهاريا وعكا وصفد وحيفا، مرّ ونفّذ ما أراد، ورمى رميته القاضية.