الشيخ حسن البغدادي
في ذكرى أربعين العزيز الحاج أسد الصغير..
.. كلّ يوم يمرّ علينا وطيفُك ما زال حاضراً فينا، نراك في عيون أصدقائك وأحبائك وكلّ الذين عملت معهم في سوح الجهاد والكفاح والدفاع عن الوطن بكلّ أشكاله.
أنت ورفاق الدرب من الشهداء ينطبق عليكم قولُ أمير المؤمنين (عليه السلام) حول علماء هذه الأمة: *"أعيانُهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة"*.
لقد اختار الله تعالى لكم داراً هي محلّ للراحة الأبدية، حيث لا عناء ولا تعب ولا ضغينة، هناك مع إخوانك الذين سبقوك إلى ذلك العالم ليثيبكم الله على جهودكم وجهادكم وصبركم وعدم مبالاتكم بما يقول الآخرون عنكم، وعدم اهتمامكم بجهل الناس بأعمالكم، فالأساس عندكم كان الحصول على مرضاة الله تعالى، فكنتم كما قال (ع) في وصف المتقين: *"عظُم الخالق في أنفسم فصغر مادونه في أعينهم"*، فلم يعد يُعنيكم الرضا والسخط ولا شيء من هذا الحطام، فكنتم القدوة الصالحة لكلّ من يُريد الإنتساب إلى هذا الخط الجهادي الذي يبدأ بالتضحية وغالباً ما ينتهي بالشهادة.
*في ذكرى أربعينك أقول لك ياعزيزي*: "نم قرير العين فالمقاومة التي كنت حريصاً عليها، وفي نفس الوقت كنت قلقاً أن يصيبها سوء- لا سمح الله في يوم من الأيام - ها هي بألف خير، والأحداث الأخيرة أظهرت تماسكاً ووحدةً في الساحات، كما أظهرت ذلّ وحقارة قادة العدو. وكان المقاومون ومجتمعاتهم في أحلى وأبهى تجلّياتهم، وكان يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني (قدسره).
"في هذا العام - يا حاج صالح- اكتملت الجهوزية والإستعداد على مستوى* محور المقاومة، وبات المحور ينتظر إشارة سيد المقاومة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله) والذي عشقته وأحببته وكنت دائم القلق عليه، إنه بخير، فالله هو الحافظ والمسدّد، ونحن جميعاً خلفه ننتظر الفرج والنصر القادم المؤزّر لندخل المسجد كما دخلوه أول مرة بإذن الله بقيادة ولي الأمر في زمن الغيبة المسدّد الإمام السيد الخامنئي (مد الله في عمره الشريف)، وبدوره سماحته أيضاً في مقدمة المنتظرين لمولانا صاحب العصر والزمان(عج) حيث سيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً".
إطمئن أيها الحبيب*! لن أنساك مادمتُ حياً من الدعاء والزيارة والصدقات، وسوف أذكرك في كل المناسبات.
(*) عضو المجلس المركزي في حزب الله