دمشق محمد عيد
كان مشهد استهداف جميع قواعد قوات الاحتلال الأمريكية على امتداد مناطق شرق الفرات من قبل قوات المقاومة الشعبية السورية وداعميها في محور المقاومة لافتا، للغاية وينطوي على رسائل نارية وسياسية فيها من التحدي الكثير، سيما وأن البيانات التي أعقبتها حملت تبنيا غير مسبوق لفعل المقاومة هذا، واستعدادا لتصعيد لم يصل بعد إلى مداه الأقصى المتمثل في إجبار قوات الاحتلال الأمريكي في سوريا على الرحيل وإخلاء مواقعها في أكثر المناطق السورية الغنية بالنفط والتي تمثل سلة الغذاء السورية.
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد قاسم قنبر بأن خروج قوات الاحتلال الأمريكية من سورية بات غاية تتقاطع لأجلها مصلحة روسيا مع مصلحة كل بلدان محور المقاومة وباتت الظروف اليوم مهيأة لتحويلها إلى واقع ملموس على اعتبار أن الانكفاء السياسي الأمريكي في المنطقة لا بد من أن يعقبه انكفاء عسكري ارتباطا بصيرورة التاريخ.
تنسيق روسي مع محور المقاومة
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت العميد قنبر إلى أن ما سمي بلحظة الاشتعال الكبرى في قواعد قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة شرق الفرات، وسقوط خسائر بشرية لهذه القوات، كان قد سبقه وباعتراف قوات الاحتلال الأمريكية اختراق المقاتلات الروسية لمرات عديدة الأجواء فوق قاعدة " التنف " وهو أمر عدته واشنطن في حينه خرقا لاتفاق غير معلن بين البلدين في سوريا، تلا ذلك تعرض قاعدة "التحالف الدولي" في خراب الجير في ريف الحسكة الشمالي الشرقي لاستهداف صاروخي تمخض عنه وقوع خسائر بشرية وإصابات في صفوف القوات الأمريكية منذ العام ٢٠٢١ تاريخ إعلان "المقاومة الشعبية" ضد قوات قواعد قوات الاحتلال الأمريكي المتواجدة بشكل غير شرعي ضمن الأراضي السورية.
وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على وجود نوع من "تقاسم الأدوار" بين كل الشركاء في محور المقاومة، فيما نجحت الطائرات المسيرة التابعة للمقاومة الشعبية في انتزاع اعتراف أمريكي صريح بوقوع خسائر بشرية بعدما استهدفت "قاعدة ومطار خراب الجير" في ريف اليعربية، وهو ما يشير إلى أن دور محور المقاومة في التنسيق مع الجانب الروسي ركز على مراقبة واستهداف القواعد الأمريكية في محافظتي الحسكة ودير الزور.
فشل تقني واستخباراتي أمريكي
وأشار الدكتور قنبر إلى أن الانتكاسة التقنية الكبرى بالنسبة لقوات الاحتلال الامريكي في شمال شرق سورية تتمثل في نجاح المسيرة التابعة للمقاومة الشعبية في اختراق كل أنظمة المراقبة الخاصة التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قواعدها في سوريا، وحصولها على معلومات دقيقة حول أماكن منامة الجنود والمتعاقدين الأمريكيين، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر في صفوفهم، مشيرا إلى أن اللغز الذي يستنزف تفكير فوات الاحتلال الأمريكي اليوم يتركز حول فشلهم في معرفة الموقع أو المنطقة التي انطلقت منها المسيرات، حيث إن كل احتمال منها سواء تعلق الأمر بمناطق سيطرة الحكومة السورية أو المناطق المجاورة للمواقع المستهدفة أو حتى من ضمن الأراضي العراقية يشكل عجزا استخباراتيا أمريكيا.