غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم.
غريبٌ أمرُ السيد حسن نصرالله..حين يتكلمُ يلفِتُ الانتباه.. وحين يصمُتُ يلفت الانتباه.. حين يحضُرُ يلفت الانتباه،، وحين يغيب يلفت الانتباه.. حين يتحدث في جمهورٍ حاشدٍ، يلفت الانتباهَ ويعبئ بقوةِ نبضه، وحين يتحدث في جلسةٍ ضيقةٍ، يلفت الانتباه ويُقنِعُ بقوةِ هدوئه..
غريب امر السيد نصرالله..حين يوجه كلامه لعدوه، يلفت انتباه السياسيين والمعلقين،، وقبلهم، رجالَ العسكر والامنِ لديهم، وتبدأ التحليلاتُ ولا تتوقف..واليوم بتنا في زمن التغريدات.. بعضها جديٌ يحلل ماذا قال وماذا عنى.. ويُبنى عليه.. وبعضها شكلي، يلامس البلادة احياناً، يتساءل كيف كان يحرك يديه وشفتيه ونظارتيه ويرفع اصبعه..ويَبني عليه..
غريب امر السيد نصرالله..حين يُحذِّرُ قادةَ الاحتلالِ من مغبة المغامرة،يلفت الانتباه، ويسارعون الى الرد برسائلَ طمأنةٍ عبر وسطاء..حصَل هذا مراراً بقطع النظر عن انكار الاحتلال، ورداءةِ حروبه النفسية..وحين يُعلنُ الرجلُ الاخطرُ عليهم، انه لا يريد حرباً لكنه جاهزٌ للرد على اي عدوان، يلفت الانتباه، ويصدقه الرأيُ العامُ الاسرائيلي اكثرَ مما يصدق قيادتَه ومسؤوليه، ايضاً بقطع النظر عن مكابرة الاحتلال وهُزالِ جيوشه الالكترونية، هزالِ تلك الحاملةِ جنسياتٍ محليةً وعربية..
غريب امر السيد نصرالله..بعضُ حكامٍ عربٍ يتهمون مقاومتَه بالارهاب، ويقولون ان الرجلَ مُقاد لا قائدٌ..حزبُه تنظيم هشٌّ رغم ظاهره الحديدي..وجماهيرُه مضلّلةٌ معلوبٌ على أمرها بالتكليف الشرعي..طيٌبْ..اذا كان الامر كذلك..لماذا كلُ هذه الحروبِ المُعلَنةِ والخفية، السياسيةِ والامنية، الاعلاميةِ والاعلانيةِ على شخصٍ، هو في الاوهام ليس قائداً..ولماذا كل هذه العقوباتِ على حزبٍ هو في الايهام لاشيء،، ولماذا كل هذا الحصار والتخذيل على جماهير هي في الابهام لاشيء..واذا كان لنا من قولٍ هنا، وبأمانةٍ تاريخيةٍ لكل منصف: ان جماهير وبيئةَ المقاومةِ هذه تكاد ان تكون استثنائيةً في تاريخنا المعاصر وفاء وانتماء وعطاء وايماناً وشهامة وصبراً.. هنا نزيد متساءلين: اذا كان السيد نصرالله وحزبه ومقاومته وجماهيره وحلفاؤه وانصاره في لبنان وفلسطين والوطن العربي ومناضلي العالم واحراره هم لاشيء، أَلا يلفت الانتباهَ ان مجردَ التزامِ الرجلِ صمتاً واثقاً بدا انه اختاره بعناية، يحرِّكُ الاحتلالَ واجهزتهُ الاستخباريةَ واعوانه ايضاً في بلادنا، نبشاً في الاسباب وقلقاً من الخلفيات وهلعاً من الآثار ان قرر الفعل؟ لماذا؟ الا يلفت الانتباه، انه حين قرر السيد نصرالله الخروج عن صمته في هذا الوقت بالذات، في توقيتٍ هو اختاره بعنايةٍ وذكاء، اثار ايضاً سيلاً من التساؤلاتِ ومساحةً هائلةً من الانتظاراتِ الآملةِ، والتوقعاتِ المستفهِمة؟..
غريبٌ امر السيد نصرالله..يلفت الانتباه، أنّ له في فلسطينَ المقاومةِ بصماتٍ عملية..وله في اليمن الشامخٍ العنيدِ برجولةٍ، تأثيرٌ عملي..وله في العراق العائدِ بريادةِ الدورِ في التحريرِ، حضورٌ عملي..وله في سوريا المنتصرةِ على التكفير والارهاب ومشاريعِ التقسيم والتفتيت، وفاءٌ عملي..وله في بلاد العُرْبِ وعالَمِ الجنوب رمزيةٌ مؤثرةٌ عملية..وله اساساً في محور المقاومة قيادةٌ جوهريةٌ وعمليةٌ، تحتاج كثيرَ كلامٍ يوماً ما..ربما لهذا يلفت السيد نصر الله الانتباه ايضاً، حين نضع وسماً، مجردَ وسمٍ (هاشتاغ) حول حوار العام، وقد اختار السيد نصرالله أن يكسرَ صمته ويتحدثَ بتوقيته وليس على توقيت اسرائيل، يتفاعل الملايين الملايين مشكورين ومقدرين، مساهمةً ومشاركة..كل الشكر لحضراتهم جميعاً فرداً فرداً..
نقولها الليلة بتواضع وهدوء، وايضاً بوضوح وثقة.. حوارُ العامِ هذه المرة في العام الفين وتسعة عشر، سيشكل باذن الله مساحةً هامةً، توضيحاً وشرحاً وموقفاً ومعلومةً ورسالةً.. قد يمثل حوار العام ايضاً صدمةً لكلٍ من شكك وروج الاكاذيبَ وتلذذ بساديةٍ كريهةٍ، في اختلاقِ اخبارٍ زائفة.. ينبغي ان يشعرُ البعضٰ بالخجل، سيما الذين جزموا ان الحوار مسجلٌ منذ مدة، وانه كان حوار مرتباً من ألفه الى يائه.. من يردد هذا، يتكلم في الواقعِ وهو ينظرُ الى نفسِه في المرآة، ويعكِسُها على غيره.
نحن هنا اليوم مباشرةً علي الهواء في مكانٍ ما من لبنان مريحٍ وجميل. مساء الخير سيّد جسن نصرالله. شكراً لكم على تلبيتكم هذه الدعوة، شكراً لكم على وقتكم في منحنا حوار العام هذا.
السيّد نصرالله: أهلاً وسهلاً بكم.
غسان بن جدو: سماحة السيّد نحن وصلنا مئات الآلاف من الأسئلة لسماحتكم ولكن أبدأ بملاحظة لأبو النور، نصحني في الواقع لا تنسَ أن تبدأ حوارك بسم الله الرحمن الرحيم في اللقاء الرقم 19 مع سماحتكم لي وفي العام 2019، بسم الله الرحمن الرحيم ونتوكّل على الله.
هذا أيضاً سؤالٌ من الآلاف، لماذا التزمتم الصمت منذ العاشر من نوفمبر الماضي وقررتم الآن أن تتحدّثوا؟
السيّد نصرالله: بسم الله الرحمن الرحيم. بالتأكيد ليس السكوت الذي حصل أو الإنكفاء الإعلامي الذي حصل أي صلة بالأوضاع الصحيّة، وسأعود الى هذا الأمر بعد قليل، لأنني سُئلت كثيراً هذه الفترة عن الوضع الصحي، أؤكّد أن كل ما قيل هو أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فدماغي وقلبي وجسدي وقبل ذلك إن شاء الله روحي وعقلي وعاطفتي كلها بخير، وأنا لا أعاني من أي مشكلة صحيّة ولم أتعرّض لأي مشكلة صحيّة على الإطلاق.
غسان بن جدو: ألم تذهب الى شيراز؟
السيّد نصرالله: يا ليت. فهذا شيء لم يحصل على الإطلاق، بالعكس في نفي سابق قلت للذين روّجوا لهذه الإشاعات أنني أساساً لا أعاني من أي مشكل صحية والحمد لله رغم أنني دخلت في الأسابيع الماضية في عامي الستين، فأنا الحمد لله بنعمة من الله سبحانه وتعالى لا أعاني من أي مشكلة صحيّة على الإطلاق وكل ما قيل أكاذيب. من المضحك أن تسمع بعض الكتاب وبعض المواقع لا يتحدّثون فقط عن مرض، يقولون أنه مات، وأنه موجود في الثلاجة منذ أيام وأن قيادة حزب الله مجتمعة في وضع إستثنائي. على كل حال أنا أصرت هذا الموضوع من أجل أن أدعو الناس أننا نعيش في زمن سجب أن يكون شعاره فتبيّنوا، أنا أقول أكثر من فتبيّنوا، لأنه تبيّنوا عندما يحتمل الخبر الصدق والكذب، أمّا عندما يأتيك الخبر من كاذبٍ مخادعٍ معادٍ حاقدٍ يجب ألّا تهتمّ به أصلاً ولا تكترث به ولا تبني عليه.
أمّا الأسباب الحقيقة أولاً أنا لستُ كثير الكلام والخاطبات كما تعرفون، عندما يكون هناك مناسبة أنا ملزَم أن أتكلّم بها، نتكلّم هذا كقواعد للأمام، في بعض المناسبات أنا معني أن أتصدّى وأتكلّم وأخطب، مثلاً في ذكرى الشهداء القادة في 16 شباط، أنا ملزَم وهذا جزء من تقليدنا في حزب الله. هناك مناسبات طبيعية أنا مُلزَم أن أُطلّ بها، هناك أحياناً أحداث وتطوّرات تحصل ندرس، هل أتكلّم أن يتكلّم غيري من الأخوة، إذاً نحن ليس لدينا هواية أن نتكلّم لمجرّد أن نتكلّم. حقيقة الأمر أنّ في شهر كانون الأول وكانون الثاني ليس لدينا مناسبات، من المصادف أن مناسباتنا المركزية مثل يوم الشهيد ويوم الشهداء القادة، مثل يوم عاشوراء، مثل يوم القدس مثلاً، غالباً، خصوصاً المناسبات الهجرية ليست في كانون الأول ولا في كانون الثاني، إذاً لم يكن هناك مناسبة للإطلالة.
ثانياً حصلت أحداث، الحدث المهم الذي حصل هو موضوع ما سُمّي بدرع الشمال، أو درع شمالي إن شاء الله نتحدّث عنه الليلة، فبعد أن أعلن نتنياهو في مؤتمر صحفي عظيم وأوقف الى جانبه رئيس الأركان السابق أيزنكوت، وأعلن شيء أعلى من تدابير عسكرية وأقلّ من حرب، سمّاها عملية درع الشمال، ودخل في عملية إعلامية ضخمة، فحقيقة الأمر بصدق أنا اجتمعت بالأخوة وقيّمنا، كان لدينا مجموعة أفكار يمكن أن أتكلّم في اليوم الثاني أو الثالث لإعلان نتنياهو، لكن في نتيجة المناقشات وصلنا الى الإستنتاج التالي الأفضل أن نترك نتنياهو وأيزنكوت والإسرائيليين يتكلّموا ما شاؤوا حتى إنتهاء العملية، لأنه كان من الواضح أنّ كلّاً من نتنياهو وأيزنكوت كانوا بحاجة الى هذه العملية الإعلامية الضخمة كما سيردّ لاحقاً إن شاء الله، فنحن أحببنا ألّا نساعدهم وألّا نكون جزءاً من عمليّتهم الإعلامية الضخمة، فقررنا أنا وأخواني في كل حزب الله ألّا نعلّق على عملية درع الشمالي حتى إنتهائها.
وللملاحظة وتأكيد هذه الفكرة أن أيزنكوت انتهت ولايته، من أجل أن يأخذ معه إنجازاً، سأقيّم هذا الإنجاز، أعلنوا عن انتهاء عملية درع الشمال وهي لم تنته بالمناسبة، حتى أمس الحفارات كانت ما زالت تبحث عن أنفاق، أمس الجمعة، واليوم السبت، أنا قبل أن أدخل الى هنا اتّصلت بالأخوة قلت لهم تقريركم أمس قلتم لي بأنّ الحفارات ما زالت تعمل على الحدود، اليوم ماذا؟ قالوا لي اليوم عطلة لأن اليوم سبت، أنا لست منتبهاً أنهم يأخذون إجازة يوم السبت وأعتقد أن العسكر يعمل نهار السبت. فلاحظ أن أيزينكوت أعلن انتهاء العملية التي لم تنته فقط ليحتسبها في عداد إنجازاته. إذاً نحن أخذنا قراراً أن نصمت الى انتهاء العملية.
في هذا المناخ أيضاً قبل أسابيع بدأ الحديث عن الوضع الصحي والوفاة والموت والذهاب الى شيراز، والمستشفى في دمشق والأطباء الإيرانيين، وحالة استنفار.. بالحقيقة أنا أيضاً تشاورت مع الأخوة، توصّلنا أنه ربّما هؤلاء يريدون استدراجي الى الإعلام لأتكلّم في توقيتهم، أنا لا أريد أن أتكلّم في توقيتهم، نحن نختار التوقيت.
ثانياً لا نريد أن نكرّس قاعدة اسمها كلّما صدر من موقعٍ تافه أو من كاتبٍ سخيف أخبار أو تحاليل تتحدّث عن مرضي أو وفاتي يجب عليّ أن أظهر الى التلفزيون وأقول أيّها الناس أنا والله بخير وبصحة، يعني كل يوم سأخرج الى التلفزيون. لذلك أنا أقول لكل المحبّين وللعدو أيضاً، نحن لسنا ملزمين بذلك، ننفي أو لا ننفي، ليس لدينا قاعدة ثابتة وهذا الأمر يعود إلينا، لكن في هذه المرة قررنا أيضاً أن نسكت حتى لا نُلزم أنفسنا لأننا في المرات السابقة نحن نفينا، إذا الآن نفينا يعني أننا نضع قاعدة عندما يصدر خبر أو موقع أو صحيفة أو إعلام ويقول فلان مريض ولم ننفِ يعني هو مرض، لا نريد أن نُلزم أنفسنا بهذا.
أمر إضافي أنني مع جنابك في العام الماضي كنّا في نهاية ال2018 التقينا واتّفقنا على حوار العام وفي كانون الثاني، أنا قلت الآن أخطب مرّة وإثنين سيكون لقاءنا فيه شيء من التكرار أو المطالب المملة للناس وأنا لا أحبّ أن يملّ الناس منّي، هذه هي كل القصة.
على كل حال شهر شباط آتٍ وعندنا ثلاث مناسبات عليّ أن أخطب فيها إن شاء الله.
غسان بن جدو: كل الصحة والعافية وطول العمر ولكن مع ذلك ملاحظة بين قوسين سماحة السيّد، كل ما تفضّلتَ به كأنك تخاطب فيه العدو، العدو الإسرائيلي ولكن ما كان من هناك من إمكانية لطمأنة البيئة والجمهور؟ في النهاية هؤلاء هم أيضاً كانوا قلقين، الأنصار والأصدقاء كانوا قلقين والمحبون كانوا قلقين أيضاً.
السيّد نصرالله: لا، م اطمأنّوا بشكل أو بآخر، حصلت بعض الإتّصالات الداخلية، بعض الأسئلة الداخلية، بعض الإشارات من بعض الأصدقاء كنت كافية لكن المهم حتى البيئة الداخلية بدأت تتفهّم ويجب أن تتحصّن أيضاً حتى لا يبقوا "يشتغلوا فينا" في هذا الموضوع.
غسان بن جدو: ندخل في موضوع الدرع الشمالي سماحة السيّد وملفّ الأنفاق، بلا شكّ كان حدثاً كبيراً على كل حال الإسرائيلي أراده أن يكون حدثاً كبيراً جداً، وليس حدثاً إعامياً، حتى أنه ذهب به الى مجلس الأمن الدولي، وإسرائيل قالت أنها اكتشفت أنفاقاً للحزب ودمّرتها من الجانب الفلسطيني المحتلّ، سؤالي بوضوح أولاً ما هو تعليقكم الأوّل حول موضوع الأنفاق، وبصراحة هل فاجأكم اكتشاف إسرائيل لهذه الأنفاق؟
السيّد نصرالله: أولاً أنا سأبني كل حديثي حول موضوع الأنفاق وسأتحدّث بالتفصيل وكما تحبّ، لأن الإسرائليين ينتظرون ذلك وأنا سألبيّ رغبتهم، وأيضاً الأصدقاء ينتظرون ذلك، لكن دعني في البداية أن أبني على قاعدة تقول أنا لستُ ملزماً بأن أتقبّل أو أقول أنا أو حزب الله هو مَن قام بحفر هذه الأنفاق، بمعزَل عمَّن قام بحفر هذه الأنفاق، لأنه نحن نفضّل دائماً ما نسمّيه الغموض البنّاء، لا أحد يجب أن يعمل عند الإسرائيلي ويقدّم له معلومات بالمجّان، حتى الآن الإسرائيلي يدّعي أنّ الجهة الفلانية هي التي حفرت هذه الأنفاق لكنه حتى الآن لن يقدّم دليلاً حقيقياً لماذا أنا أحلّ له هذه المشكلة؟ بكل الأحوال لستُ معنياً بأن أقول ما لا ينبغي أن أقوله، أي الشفافية هنا في المعركة لا يعني أنها في كل شيء، لكن نقول الحقائق.
غسان بن جدو: لكن هناك أنفاق؟
السيّد نصرالله: طبعاً، هناك أنفاق وتمّ اكتشافها هذا حقيقة، فلننطلق من الواقع الخارجي ونعقّب، نعم هناك أنفاق كانت موجودة في الجنوب اللبناني بمعزَل أنها قديمة أم جديدة حُفرَت بعد 1701 أو قبل ذلك، أي قبل حرب تموز أو بعد حرب تموز بمعزَل عمَّن حفرها، بمعزَل عن عددها، بمعزل عن أهميّتها وقيمتها، نعم هناك أنفاق، والإسرائيلي بعد سنوات طويلة اكتشف عدداً من هذه الأنفاق، هذا الأمر لم يكن مفاجئاً بل المفاجئ أنّ هذه الأنفق طال وقتها حتى اكتشفها الإسرائيلي، تعرف الحدود عندنا مختلفة حتى عن الحدود في غزة، الحدود عندنا هي أرض صخرية وجبلية، أي جهة تحفر نفقاً أو تضرب مطرقةً عند الحدود ليس الأمر سهل ويمكن أن يمعه كثيرون. أودّ هنا أن أقول أنه لا الأمر لم يُفاجئنا وهو طبيعي أن يحصل عند الحدود لأن الإسرائيليون وبالتحديد منذ الخطاب الذي تحدّثت فيه تعليقاً، لأن هذا يجب أن أتحدّث به وله علاقة قوية في مسألة الدرع الشمالي وما يجري في الشمال، قبل سنوات عندما كان باراك وزيراً للدفاع في حكومة نتنياهو، لم يكن رئيساً للوزراء في ذلك الحين، وزيراً للحرب في حكومة نتنياهو وكان "يعنتر" فجاء الى الحدود شمال فلسطين وجنوب لبنان وخاطب العسكريين الإسرائيليين وقال لهم استعدوا لليوم الذي ستأمركم فيه حكومتكم باجتياح جنوب لبنان. في اليوم الثاني كان لي خطاب، فأنا قلت يا مجاهدي المقاومة الإسلامية استعدوا ليومٍ الذي قد تطلب فيه قيادة المقاومة منكم السيطرة على الجليل. من ذلك الخطاب الى اليوم عندنا ملفّ اسمه ملفّ الجليل وملف حزب الله والجليل، وهذا له صلة قوية في ما جرى في الأسابيع القليلة الماضية.
غسان بن جدو: لكن ملاحظة سماحة السيّد بعد اذنك، أشرتم الآن الى أنفاق قديمة وجديدة، هل هناك من أنفاق قديمة قبل 1701 بحسب معلوماتكم.
السيّد نصرالله: طبعاً هناك، وهذا يؤكّد فشل الإستخبارات الإسرائيلية، هذا ما وددت أن أذكره الليلة أيضاً، أنا بحسب معلوماتي في الحدّ الأدنى أحد الأنفاق التي تمّ اكتشافها في الأسابيع القليلة الماضية نفق يعود عمره الى 13 عاماً أو 14 عاماً، وهو موجود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعني الإستخبارات الإسرائيلية ولجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلية وكل التقنيات الإسرائيلية خلال 14 عاماً لم تكتشف وجود هذا النفق داخل أرضهم، طبعاً بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدّثت أن أحد الأنفاق، ربّما أعطته عمر13 عام، وهذه مقاربة دقيقة أي قريبة من الصحة. لكن أنا أؤكّد نعم أن بعض هذه الأنفاق هو أقدم من حرب تموز ومن 1701 وهذا يدلّ على فشل إستخباري عمره 13 عاماً.
غسان بن جدو: بحسب معلوماتكم هل تمّ كشف كل الأنفاق؟
السيّد نصرالله: هذا ما يجب أن يبقى غامضاً. أنا أريد أن أطرح سؤالآً في الحقيقة، أنا طبعاً سأجيب على أسئلتك وإن بقي شيء لم أقله ولم تسألني عنه سأقوله لوحدي. من جملة الأمور المهمة في هذا السياق أنه رئيس أركان سابق ووزير دفاع سابق يعلون قال أثناء عملية الدرع الشمالي للمستوطنين في الشمال نحن كنّا نعلم بوجود هذه الأنفاق منذ سنتين، لأن المستوطنين قالوا نحن منذ سنتين قلنا للجيش يوجد مؤشرات على عمليات حفر أنفاق عند الحدود أو في الشمال، فالجيش نفى ذلك بشكل قاطع. يعلون ماذا يقول؟ يقول نعم كان يوجد أنفاق، كان يوجد حفر أنفاق ولكن نحن من أجل تضليل العدو كذبنا على المستوطنين، سؤالي لكل المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، هل أنتم الآن متأكّدون أن نتنياهو وأيزنكوت ورئيس الأركان الجديد يكذبون عليكم بأنه لم تعد هناك أنفاق في الشمال أو يقولون لكم الصدق؟ يجب أن تدققوا في هذه المسألة.
غسان بن جدو: هل يعني هذا أنّ التهديد للسيطرة على الجليل قد انتهى؟ لأن نتنياهو عندما أنهى ما سمّاه بدرع الشمالي واليوم أنتم تفاجئوننا بأن العملية لم تنته، اليوم هذه المعلومات بأنهم ما يزالون يبحثون أي أنها لم تنته، مع ذلك هو كان قد عقد مؤتمراً صحافياً وتفاخر وقال أنهينا كل شيء وأنهينا هاذ الخطر بشكل أساسي. هل يعني هذا بأن التهديد للجليل قد انتهى؟
السيّد نصرالله: هو يعد شعبه بذلك ليقدّم إنجازاً كاذباً، أساساً هنا أريد أن أدخل من هذه النقطة بالذات، عندما عقد المؤتمر الصحفي والى جانبه أيزنكوت وقال أننا سنبدأ عملية في الشمال وسنكشف عن الأنفاق وهو الذي قال أن هذه الأنفاق من جملة وظافها وأهدافها التحضير لعملية الجليل التي يتوعّد بها حزب الله. أولاً هو قدّم لنا خدمة إعلامية جميلة جداً وهذه أحد أسباب السكوت، أولاً نتنياهو وأيزنكوت وكل الطاقم الذي معهما دائماً يتعاطون مع تهديدات العرب عموماً والدول العربية والجيوش العربية وحتى مع حركات المقاومة العربية بنوع من الإستخفاف أو الإستهزاء، نتنياهو إذاً من خلال هذا التصريح يقول لكل المجتمع الإسرائيلي أن ما قاله حزب الله عن عملية الجليل هو أمر جدي وحقيقي وأن إسرائيل تأخذ الأمر على نحو بالغ الأهمية وتخطط على هذا الأساس وتعلن عمليات درع شمالي لأجل إحباط هذه العملية، ونزيدك أكثر من ذلك كل ما نراه اليوم من تشييد للجدران ووضع لأحجار الإسمنت الضخمة وحتى التغيير في جغرافية المنطقة الحدودية وحتى النزاع مع لبنان على بعض التلال، سببه الحقيقي هو الخشية الإسرائيلية من عملية الجليل المحتملة، لأنني قلت قد، أنا قلت قد وهم خائفون لهذا المستوى فكيف لو قلت قطعاً؟ لم نصل الى مرحلة نقول فيها قطعاً، هذا سيحين وقته. إذاً كل الإجراءات الحدودية تؤكّد أنهم ينظرون الى لبنان بثقة، نعم هؤلاء قالوا نحن في الحرب المقبلة قد ندخل الى الجليل إذاً هم قد يدخلون الى الجليل، لم يقولوا هذا أمر إعلامي وحرب نفسية ودعائية وهذا يخطب كما عادةً بعض العرب يخطبون، وبالتالي لا أهمية لهذا الأمر، كل المال الذي يُنفَق الآن على الحدود كما قلت للجدران والإجراءات وتغيير الجغرافيا حتى، أكثر من ذلك، أضخم مناورة في تاريخ إسرائيل حصلت في آخر العام 2017، في المناورة أجرى أسبوع دفاع، أسبوع دفاعاً عن الجليل والشمال، هذا ممتاز بالنسبة لنا، أنا إذا أردتُ أن أُقنع الإسرائيليين والمجتمع الإسرائيلي والجيش أنه يا جماعة إذا أخذنا في يوم من الأيام قرار جدي بأن ندخل الجليل فسندخل، ربّما نحتاج الى جهد كبير، هو وأيزنكوت أراحاني من هذا الجهد. طبعاً لأسبابهم الشخصية، هم لا يقصدون أن يقدّموا لنا خدمة في هذا الموضوع.
ثانياً، الخدمة الأخرى التي قدّمها هي أنه أدخل الرعب والخوف والهلع الى قلوب كل المستوطنين في الشمال بلا مقابل، وهذا قاله الإسرائيليون أيضاً، بعضهم أخصامه قالوا له ذلك، وأنا شاهدت بعض المستوطنين في الشمال على بعض شاشات التلفزة الأجنبية قالوا قبل عملية درع شمالي كنّا مطمئنين أنه لا يوجد أنفاق فكل ما كنّا نخشاه هو سقوط الصواريخ على رؤوسنا إذا حصلت حرب، رتّبنا وضعنا في غرف آمنة وملاجئ، ولكن إذا لم نكن نعلم من أين سيدخلون إلينا وكيف سيخرجون علينا فالى أين نهرب؟ نتنياهو أيضاً من أجل أهدافه الشخصية وأعود إليها بعد قليل، أدخل من خلال التضخيم الإعلامي الكبير لعملية الأنفاق وهي في الحقيقة لا تحتاج الى هذا المستوى من الضخامة الإعلامية، قدّم إلينا خدمة في الحرب النفسية وأدخل الرعب والوحشة والهلع الى قلوب كل المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة.
يجب أن تكون واثقاً أستاذ غسان أنه من عملية درع شمالي وصاعداً عندما يسمع أي مستوطن في المستوطنات الشمالية ضربة مطرقة، "شاكوش" سيتّصل بالجيش الإسرائيلي ويقول أنا أسمع ضرب شاكوش، هذه قدّمها نتنياهو لذلك نحن سكتنا وقلنا جيّد قدّم لنا كل هذه الخدمات فلماذا نقاطعه؟ فليتكلم.
غسان بن جدو: أخشى بين قوسين، أن أعطيت كلمة سرّ لأنصارك الآن في الجنوب أو يدقوا شاكوش في بيوتهم.
السيّد نصرالله: ثالثاً هو وأيضاً أيزنكوت، لن نتكلّم عن الجديد ليأخذ وقته قليلاً، خادعوا الشعب الإسرائيلي، عندما يقول بأن عملية الجليل انتهت لأننا اكتشفنا الأنفاق وفجّرناها وأغلقناها، نتنياهو ليس جنرالاً لكن أيزنكوت يعتبر نفسه جنرالاً ومفكّر إستراتيجي ومنظّر، هل يوجد جنرال يفهم بالعمل العسكري يصل الى نتيجة أنه في منطقة حدودية واسعة حولى 100 كيلومتر أن حزب الله إذا أراد أن يدخل الى الجليل هو يحشر نفسه في أربعة أو خمسة أنفاق ويزج بآلاف المقاتلين ليدخل من خلال هذه الأنفاق للسيطرة على الجليل؟ أي عقل عسكري هذا؟
غسان بن جدو: كيف تتمّ السيطرة على الجليل؟
السيّد نصرالله: اسألهم هم يقولون، مَن يفهم من جنرالاتهم، كلهم يفهمون أنا أعترف للعدو ولكن تطغى أحياناً مصالحهم الشخصية على عقولهم ويكذبون حتى وينكرون الحقائق، لكن الجنالات الذين يفهمون في إسرائيل قالوا أن حزب الله ليدخل الى الجليل لا يحتاج الى أنفاق، طبيعة الحدود عندنا، الجغرافيا الموجودة عندنا، حتى الديموغرافيا الموجودة عندنا مختلفة تماماً ومساعدة وهذه إحدى المشكلات التي كان دائماً يتحدّث عنها اسحاق رابين وهو قائد عسكري تاريخي في هذا الكيان. لتدخل الى الجليل أنت لا تحتاج الى أنفاق، نعم الأنفاق قد تكون عاملاً مساعداً بشكل محدود وجزئي، لكن عملية بهذه السرعة إذا تقرّرت أن تحصل في يوم من الأيام فهي تحتاج الى كل الحدود، الى الوديان، الى التلال، الى الجبال، وأنا أقول لهم أنتم لا تعرفون من أين، إذا قررنا، لو نحن نقرر الدخول الى الجليل في حال حصول حرب الى لبنان حينئذٍ نقول ندخل أو لا ندخل، لا نتكلّم عن عمل ابتدائي حتى لا ندفع بالتهم وغداً يظهر مَن يقول السيّدد يريد إشعال حرب ويهدد بالحرب، لا، هذا كله في السياق الدفاعي، لا يعرفون كيف سندخل، فوق الأرض، تحت الأرض، ننزل عليهم من السماء، من علو أمتار، قبل قليل إحدى المحطات اللبنانية كانت أجرت تقريراً عن الدراجات النارية الذي يطير مترين وثلاثة وأربعة أمتار وأن حزب الله عندهم خبرة بالطيران عن الدراجات النارية.
بكل الأحوال أنا شخصياً ضحكت كثيراً عندما استمعت الى نتنياهو وأيزنكوت يقولون أن عملي الجليل وأن تهديد عملية الجليل قد انتهت بمجرّد اكتشاف الأنفاق، يوجد أولاً ثغرة جوهرية في هذا التفكير لأن عملية الجليل لا تتوقّف على الأنفاق، ويوجد أيضاً ثغرة تفصيلية في هذا التقييم وهو أنه من أين له أن يعلم أن حقيقةً تمّ اكتشاف كل الأنفاق.
غسان بن جدو: إذا أردتُ أن ألخّص الآن أولاً أنتم ليس في استراتيجيتكم بالضرورة أن تدخلوا الى الجليل والسيطرة عليها، ولكنكم قد تضطرون لهذا الأمر إذا اعتدى عليكم الإسرائيلي وهاجم لبنان وشنّ عدواناً شاملاً أي حرب شاملة، فقد تكون في خطّتكم العسكرية السيطرة على الجليل، والسيطرة على الجليل إن اتّخذتم هذا القرار، هذا للإسرائيلي، فقد تتم بأشكال متعددة ربّما عب الأنفاق، ربّما عبر الدراجات النارية، آلاف من المقاتلين كما تفضّلتم الآن، من الجو، من السماء، الى غير ذلك. هل هذا الحاجز الإسمنتي العريض والطويل لا يعيقكم سماحة السيّد؟ خصوصاً وإنه في منطقة متنازَع عليها، هي أرض لبنانية ولكن متنازَع عليها بينكن وبين فلسطين المحتلة.
السيّد نصرالله: نعم هذا في خطتنا، نحن من أجل أن ندافع عن بلدنا من حقّنا أن نتّخذ كل الإجراءات الدفاعية، هكذا نعتقد، هناك مَن لا يعتقد ذلك هذا شأنهم. فليأتِ مَن يقوم بكل الإجراءات الدفاعية المطلوبة لحماية البلد بشكل مضمون نحن ننكفئ، لكن طالما أن البديل ليس جاهزاً حتى الآن نحن نعتبر أنفسنا معنيين بالدفاع عن بلدنا. أمام الحرب التي يهدّد بها الإسرائيلي، حرب التدمير، والتهجير والتفجير، تسمع ما يقولون، أيضاً نحن من حقّنا أن نلجأ الى كل عناصر القوّة. جزء من خطّتنا أنا أقول لك بصراحة نعم، نحن في خطّتنا الورقية والميدانية والتي نتدرّب عليها ونناور عليها ونجهّز لها ونرتّب لها ورتّبنا لها، ليس نجهّز لها، هي جاهزة، نعم جزء من خطّتنا في الحرب المقبلة هو الدخول الى الجليل، لكن الخطط تتفعّل على ضوء مجريات الحرب، في الحرب نحن نقرر ندخل أو لا ندخل، أنا لا أريد أيضاً أن أعطي للإسرائيلي معلومة قاطعة على هذا الصعيد، ولكن أنا أريد أن أؤكّد له نعم هذا جزء من خطّتنا كما هو يخطط، ونحن قادرون على فعل ذلك إن شاء الله، المهم أن نملك القدرة، عندما نملك القدرة القرار يعود الى الظوف والمعطيات والمصالح.
غسان بن جدو: امتلكتم القدرة؟
السيّد نصرالله: نحن نمتلك هذه القدرة نعم بلا شكّ ومنذ سنوات نمتلكها، وبعد تجربة سوريا أصبح الأمر بالنسبة لنا أسهل بكثير مما كنّا نعتقد أو نظنّ، أمّا هذه الجدر التي يضعونها وحدّثنا عنها القرآن قبل 1400 عام، لا يقاتلونكم إلّا في قرىً مخصّنة أو من وراء جدر، هؤلاء الجبناء الذين يختفون خلف الحدر حتى هذه الجدر نحن وجدنا لها حلاً إن شاء الله.
غسان بن جدو: كيف ذلك؟
السيّد نصرالله: لن أقول لك طبعاً.
غسان بن جدو: لا تعطنا خطة عسكرية لكن كيف ذلك؟
السيّد نصرالله: لا شيء لا حلّ له، عندهم عقول ولدينا عقول وعقولنا أهمّ من عقولهم. المهم أن نفعّل عقولنا.
غسان بن جدو: أكثر مرّة سماحة السيّد تتوعّدون الإسرائيلي بأنه إذا هاجم واعتدى فإنه سيتلقّى رداً صاعقاً، وفي آخر كلمتكم في العاشر من نوفمبر أكّدتم هذا الأمر ولكنكم استخدمتم كلمة لافتة "سنردّ وستندمون"، ماذا يعني أن يندموا؟
السيّد نصرالله: عندما يحصل هذا الأمر سيعرف الجميع ماذا يعني يندمون.
غسان بن جدو: أكرر، لا تعطنا خططاً عسكرية سماحة السيّد، ولكن ماذا يعني أن يندم الإسرائيلي بأنه إذا اعتدى سيرى رداً صاعقاً؟
السيّد نصرالله: بمعنى أن يعرف أن عليه ألّا يكرر إعتداءً من هذا النوع، لأن ثمن الإعتداء سيكون أكثر بكثير مما يتوقّعه هو. على كل حال واحدة من نقاشاتنا هذه الليلة هي الدعوة لنتنياهو ولرئيس الأركان الجديد وأيضاً لمَن حولهم في كيان العدو من عدم ارتكاب أخطاء في التقدير لما يجري في المنطقة وخصوصاً عندما نصل الى مسألة سوريا، لكن دعنا نكم في الأنفاق ونعود الى هذه النقطة العامة.
غسان بن جدو: من فضلك، فيما يتعلّق بالندم هل هو ندمٌ شامل، هل هو ندمٌ يتعلّق بالمدن، هل هو يتعلّق بالمنشآت والمؤسسات، منجزاتهم، هل يعني هذا بأنهم سيندمون من الجليل الى آخر حدودهم مع غزة؟
السيّد نصرالله: أنا سأمشي معك، افتحها قدم ما تريد.. في النهاية نحن خياراتنا مفتوحة. على كل حال من أدبيات الغطرسة الأميركية والإسرائيلية يقولون لك دائماً كل الخيارات على الطاولة، اليوم المقاومة، أقول لك محور المقاومة في كل الجبهات في موقع يقول كل خياراتنا على الطاولة وكل خياراتنا مفتوحة، وكل ما يستلزمه وبعقلٍ وحكمة وشجاعة أيضاً، لأن أحياناً البعض يحاول أن يُخفي جبنه بالحكمة، بعقلٍ وحكمة وشجاعة، ككل ما يستلزم الصمود والإنتصار وتعزيز الردع في هذه المعركة نحن نقدم علي بلا تردد.
غسان بن جدو: أيضاً بعد اذنك، ذكرتَ عبارتين الآن، الصمود والانتصار، هل الصمود يعني أن تردع العدوان الإسرائيلي من أن يحقق أدافه وهي في الحد الأدنى استئصالكم وردعكم بشكل كامل؟ وهل الإنتصار يعني أن ينكفئ الإسرائيلي نهائياً عن أي عدوان؟
السيّد نصرالله: هنا بات النقاش كبير في التفاصيل، تارةً نحن نتحدّث عن عدوان شامل، عن حرب، فتأتي وتقول حسناً إذا أردتم أن تواجهوا هذه الحرب ما هي أهدافكم في مواجهة هذه الحرب؟ تارةً أحرى نحن لا نتحدّث في خيار آخر عن حربٍ شاملة وإنّما نتحدّث عن محاوة تغيير قواعد اشتباك، عن ضربة محددة معيّنة لتغيير قواعد إشتباك، نحن لن نسمح، الموضوع الأول كبير ولوحده يتطلّب حديث، لكن إن كان سؤالك في الموضوع الآخر نحن لن نسمح للعدو بتغيير قواعد الإشتباك أو بفرض قواعد إشتباك علينا، نحن في تراكم عمل المقاومة وصلنا الى مسترى معيّن من الردع بالحدّ الأدنى يجب أن نحافظ عليه بل يجب أن نعمل على تعزيزه عندما يبادر العدو الى محاولة تغيير قواعد إشتباك. طبعاً أنا هنا أتحدّث عن الجبهة اللبنانية، موضوع غزّة الأمر يعود الى الأخوة في غزة، في موضوع سوريا نتكلّم به في سوريا.
غسان بن جدو: ماذا الآن إذا فعل الإسرائيلي يقول للسيّد حسن نصرالله إنّه غيّر من إحدى قواعد الإشتباك، ما الذي يمكن أن يفعله الإسرائيلي الآن وتعتبرونه تغييراً فلي قواعد الإشتباك؟ هل مثلاً الجدار الآن الذي هو داخل الحدود اللبنانية، لأن هذه الحدود هي أراضٍ متنازَع عليها أليس كذلك سماحة السيّد؟ في رأيكم أو في رأي لبنان أنها أرض لبنانية، هل هذا يُعتبَر تغييراً في قواعد الإشتباك؟
السيّد نصرالله: هذه مسألة أخى وهي ليست لها علاقة بقواعد إشتباك، هي مسألة أخري. مثلاً في موضوع الحدود منذ البداية، أنا أذكر في عام ألفين عشية الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان أي في 23، 24، 25 أيار أنا خطبت، وهذا السؤال الكبير في البلد ماذا سيفعل حزب الله عند الحدود؟ أنا قلت نحن معنيون بالدرج الأولى بتحرير الأرض اللبنانية، فسئلت ما هي الأرض اللبنانية عندكم؟ قلت ليست المقاومة هي التي تحدد الأرض اللبنانية بل الدولة اللبنانية، وقلت الدولة وليس الحكومة لأن هذا شأن سيادي أي هذا أمر معني به البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية والدولة كدولة. عندما تقول الدولة هذه الأرض لبناني نحن كمقاومة لبنانية معنيون بتحرير هذه الأرض اللبنانية. في ذلك الوقت كان فخامة الرئيس إميل لحد، كان رئيس الحكومة دولة الرئيس سليم الحصّ، الحكومة والمجلس النيابي في ذلك الوقت اعتبرا مزارع شبع وتلال كفرشوبا أرضاً لبنانية فاعتبرناها أرضاً لبنانية، ولذلك إذا تلاحظ لم تكن هي جزء من أدبياتنا السابقة لأننا كنّا نقول الشريط الحدودي دون التكلّم عن تفاصيل، كذلك الحدود، ذهب ضباط من الجيش اللبنانية ومكلّفين بشكل رسمي من الدولة اللبنانية، والمقاومة لم تتدخّل لا من قريب ولا من بعيد في مسألة ترسيم الحدود، طبعاً نحن خلفيتنا في هذه النقاط جزء منها فكرية وجزء منها أيديولوجية وجزء منها قانونية دستورية سياسية كما تريد. مسألة الحدود وأن هذه أرض لبنانية أو غير لبنانية هذا شأن للدولة ولذلك هي تقبل أو لا تقبل وترسّم ولا ترسّم، وفي كل هذا الملفّ قلنا لهم أنتم تحمّلوا المسؤولية وأنتم مسؤولون أمام الشعب اللبناني.
ولذلك في موضوع الجدار نحن نقف كمال خلف: الدولة، والمقاومة تقف كمال خلف: الجيش، وأنا أعلنت هذا سابقاً وهذا ليس كلاماً جديداً، وبالتالي علينا جميعاً أن ننتظر كيف تتصرف الدولة وكيف تتابع هذا الملفّ ويُبنى لاحقاً على الشيء مقتضاه، لذلك هذه مسألة مختلفة.
أنا أتحدّث مثلاً إذا قام العدو الإسرائيلي بقصف أهداف داخل أرض لبنانية، إذ قام بعملية أمنية داخل أرض لبنانية، إذا قام بعملية إغتيال داخل أرض لبنانية.
غسان بن جدو: إغتيال لمَن؟
السيّد نصرالله: اغتيال لأي شخص.
غسان بن جدو: اغتيال للمقاومة أو..؟
السيّد نصرالله: اغتيال يستهدفنا نحن بشكل مباشر، بل نحن كنّا قد توسّعنا قليلاً إذا قام بقتل أيّاً من أخواننا في حزب الله تحديداً في سوريا، نحن وسّعنا هذا الأمر بعد حادثة القنيطرة، نعم نحن ستنعتبر هذا اعتداءً وسنردّ. نعم، الإعتداء عندما أقول اعتداء قصف جوي ليس شرطاً أن يكون على هدف من حزب الله، المسألة تعني كل لبنان، كل أمن لبنان واستقرار لبنان وسيادة لبنان.
في كل الأحوال لهذه المسألة مصاديق كثيرة، هذه التي ذكرتها هي أمثلة وليست على سبيل حصر، حتى لا يظهر لاحقاً أنّ إذا فعل شيئاً لم تذكره فهذا ليس خارقاً لقواعد الإشتباك..
غسان بن جدو: متى تعتبرون بأنّ إسرائيل هي في صدد شنّ حربٍ وليست عملية اعتداء محصورة؟
السيّد نصرالله: هذا لا يحتاج الى اعتبار، يومها كلنا سنشعر بذلك، الحرب لها معالمها الواضحة البديهية.
غسان بن جدو: أي حرب بمعنى القصف الشامل والدخول البري الشامل؟ مثلاً إذا الإسرائيلي قرر اليوم أن يقصف مواقع أساسية لحزب الله يعتبرها مواقع عسكرية، مصانع كما يقول هو، هذه ماذا ستعتبرونها؟
السيّد نصرالله: أنا أقول لك أي عملية ضرب أهداف محددة قليلة هي محاولة تغيير قواعد إشتباك وتغيير ميزان ردع سنتعاطي معه على هذا الأساس، لكن أي عملية واسعة وإن كان العدو يعتبروها محددة نحن سنتصرّف معها على أنها حرب وإعلان حرب، لا يوجد فاصل دقيق بين العملية الواسعة وإعلان حرب، هو يدفع الأمر الى حرب.
غسان بن جدو: هذا هو المقصود أي أن الإسرائيلي قد يُخطئ التقدير أحياناً بأنه يستهدف نقطةً معيّنة داخل الأراضي اللبنانية وتستهدفكم كمقاومة، وقد يعتبرها مجرّد اعتداء تتطلّب منكم رداً بسيطاً ولكنه قد يُخطئ التقدير وتعتبرونها جرباً واعتداءً شاملاً فتردون عليه.
السيّد نصرالله: على كل حال هذا إن شاء الله سيأتي في التقييم بعد قليل، واحدة من مشاكل 2019 أنّ الخشية من خطأ التقدير عند رئيس الحكومة مأزوم، مأزوم أخلاقياً، مُتَّهَم بالفساد، وهو يريد أن يهرب الى أي مكان، أي في موضوع الأنفاق هو جاء متزامناً مع الإتّهاات الموجّهة له، إذاً هو ليس لديه مشكلة ليقدّم نفسه بطلاً كاذباً على شعبه وعلى أهل الشمال وأن يُدخل الرعب الى كل أهل الشمال، فقط من أجل أن يحصّن نفسه في مقابل القضاء الأسرائيلي الفاسد أيضاً، فضائح الفساد تتآكله، وليس لديه مشكلة أن يأخذ الأمور في سوريا حتى الى مستوى قد يؤدي الى مواجهة كبرى وشاملة من أجل أن يحسّن شروطه الإنتخابية، أو من أجل أن يُثبت أنه وزير دفاع صلب وقوي ومقتدر. أنا أحذّر الإسرائيليين، لا أريد أن أتدخّل في انتخاباتهم لأنه بالنسبة لنا نتنياهو، باراك، وفلان، ومَن مات ومَن هو على قيد الحياج، لا يختلفون في شيء، لكن بالنسبة إليهم قديختلفون، أنتم عليكم أن تنتهبوا أن هذا الرجل وخصوصاً في هذه الأسابيع والأشهر الى يوم الإنتخابات، قد يرتكب الأخطاء في التقدير نتيجة أزماته ونتيجة طموحاته، وهو رجل حاضر أن يضحّي بكل شيء من أجل أن يبقى رئيس الوزراء أو يبقى خارج السجن.
غسان بن جدو: وإذا أخطأ التقدير فأنتم جاهزون للرد؟
السيّد نصرالله: نحن وكل المحور جاهز للردّ، طلبعاً هذا يعود الى قرار المحور لكن هذه الأمور نتحدّث عندها لاحقاً عندما ندخل الى كل بلد لوحده، بالنسبة لنا في لبنان أنا كنت واضح وقلت ليس الآن بل قبل شهرين، قبل الصمت، قلت في ذلك الخطاب أنه كان هناك معطيات ومعلومات وتهديدات وأن الإسرائيليين سيقصفون في هذا المكان وفي ذاك، لذلك أنا قلت إذا قمتم بقصف هذا المكان أو ذاك كما تفكّرون نحن سنردّ قطعاً قطعاً.
غسان بن جدو: سأتحدّث عن المحور ولكن أنا سؤلي من وحي عدد كبير جداً من الذين اتّصلوا بنا أو أرسلوا ويسألون، هل تعتبرون سماحة السيّد أنه من هنا الى الإنتخابات الإسرائيلية قد يخطئ نتنياهو ومَن معه التقدير ويشنّ عدواناً هو يعتبره مجرّد اعتداء وتعتبره عدواناً وقد يؤدّى الى تصعيداً عسكرياً كبيراً؟ بقطع النظر الآن عن المحور، هنا في لبنان ولا أتحدّث عن سوريا.
السيّد نصرالله: في لبنان أستبعد ذلك ولكن لا أنفيه، المكان الذي يمكن أن يُخطئ فيه التقدير هو في سوريا، وقد يخطئ التقدير في غزة أيضاً. لبنان سيكون منتبهاً أكثر.
غسان بن جدو: ولماذا؟
السيّد نصرالله: بسبب اختلاف الظروف.
غسان بن جدو: وإذا أخطأ التقدير في غزّة ماذا يعني أخطأ التقدير في غزّة سماحة السيّد؟
السيّد نصرالله: الآن مثلاً المزيد من الضغط على غزة، غزة لن تقبل أن تموت جوعاً، غزة لن تقبل بهذا الحصار، غزة لن تقبل بأي استباحة وعمليات قتل لشعبها أو لكوادرها أو لقياداتها، الجهوزية النفسية في غزة خصوصاً بعد الإنتصار الأخير الحقيقي، الذي حصل معنوي وسياسي وعسكري وميداني في المواجهة الأخيرة، أهل غزة لن يتسامحوا وسقفهم ليس منخفضاً في التعاطي مع الإعتداءات الإسرائيلية.
غسان بن جدو: ماذا سيفعلون؟
السيّد نصرالله: كما فعلوا في الماضي بل أكثر من ذلك. هو سقط صاروخ واحد على عسقلان حين شاهد الإسرائيليون أن هذا الصاروخ خرق أول سقف وثاني سقف كل دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي قالوا تعالوا يا أخي لنُعيد النظر في هذا الموضوع.
غسان بن جدو: أي ردّ عسكري من غزة؟
السيّد نصرالله: طبعاً.
غسان بن جدو: هذه معلومات أو تحليل سماحة السيّد؟
السيّد نصرالله: لا تحتاج لا الى معلومات ولا تحليل، هذه معرفة حقيقية بالقادة وبالمجاهدين وحتى بشعب غزة وبأهل غزة.
غسان بن جدو: أنا أعرف ولكن أتحدّث الى ركن أساسي من محور المقاومة وله علاقات أساسية مع المقاومة الفلسطينية.
السيّد نصرالله: أؤكّد لكأنهم لن يتسامحوا ولن يتسامحوا وهو في ظروف مختلفة.
غسان بن جدو: وردتنا أسئلة بعد إذنك سماحة السيّد، إذا تمّ الإعتداء بهذا الشكل على غزة..
السيّد نصرالله: أولاً انتهِ من الأنفاق لأنني قد بُرمجت بهذه الطريقة، أخذتني مباشرةً الى غزة. في الأنفاق إذا بقي لدينا شيء نتكلّم به فليكن، أنا عندي إضافات قليلة في موضوع الأنفاق.
في موضوع الأنفاق كنتُ أتكلّم عن أيزنكوت أنه أيضاً شارك في إرعاب الإسرائيليين، ماذا قال لهم؟ لم يقل أن هذه الأنفاق لها صلة بالحرب، بل قال لهم أن هذه الأنفاق أعدّها حزب الله بزعمه، من أجل القيام بعمل إبتدائي وإدخال ألف و1500 مقاتل وإرتكاب أعمال إرهابية ضخمة كانت ستؤدي الى هزّ إسرائيل، هو يقول ذلك، 1500 مقاتل يدخل من أنفاق وفي عمل إبتدائي ولا نتكلّم بحرب وقصف جوي وجهوزية إسرائيلية عالية لا، أن في غفلة من الزمن العالم نيام فتحت الأنفاق، هذا المشهد الذي يقدّمه أيزنكوت، ودخل 1500 مقاتل من حزب الله الى الشمال وقاموا بتعبيره بأعمال إرهابية كانت ستؤدي الى هز كيان العدو. أي حالة رعب يجدها هذا الرجل في مجتمعه؟ أنت اليم تدّعي أنك أقفلت الأنفاق، ربّما تُفتح أنفاق من جديد، ماذا تقول لهؤلاء؟
للأسف الشديد أن أيزنكوت كان كل الذي يراه في موضوع إنجاز الأنفاق كيف يخرج من رئاسة الأركان وفي سجله إنجاز كبير وهمي ولو على حساب أمن وطمأنينة ومشاعر المستعمرين والمستوطنين ، الذين يسميهم أخواننا الفلسطينيون القطعان المستوطنة في الشمال، وهذا انتهى ورحل، لكن المصيبة أن نتنياهو مستمر بهذا الموضوع.
لذلك أنا أريد أن أقول في كل ملفّ الأنفاق، أُعطي الأمر أكثر من حجمه بكثير، هو لا يستحقّ اسم عملية درع شمالي، هي مجموعة تدابير وإجراءات، أحياناً قد تكتشف أن هناك إشكالاً ما، خرقاً ما، تطوّراً ما، ترسل عسكرك ليعالجه مثلاً، هذا هو حجم الموضوع، عملية الأنفاق لا تلغي عملية الجليل المُحضَر لها، لا تؤثّر عليها حتى بنسبة عشرة بالمئة لا تؤثّر عليها، وأيضاً الفشل السياسي في العملية، لعله كان أحد أهداف العملية أن يُحدثوا ضجيجاً في لبنان وانقسام في لبنان، وتعرف اللبنانيون يختلفون في كثير من الأمور، من نعَم الله عزّ وجلّ أنه بالتعاطي مع هذا الحادث كان هناك انسجام على مستوى الدولة اللبنانية، فخامة رئيس الجمهورية رئيس مجلس النيابي، رئيس مجلس الوزراءو مؤسسات الدولة، عموماً الرأي العام اللبناني كان هناك حالة إنسجام ولم يُفتَح الباب لنتنياهو ولا لأصواته الإعلامية وأدواته الفاشلة أن تُحدث أي تأثير أو إنشقاق أو صراع مثلاً في الوضع الداخلي اللبناني، ربّما سكوتنا عن الموضوع ساعد في الحفاظ على هذا الجو. إذاً يوجد فشل إذا كان هناك إستهدف سياسي إعلامي ما في لبنان. أيضاً كان نتنياهو يتوقّع أنه عندما يأخذ هذا الأمر الي مجلس الأمن الدولي فهناك سوف يُثير المجتمع الدولي كما يُقال ويحاول أن يأخذ قراراً بتعديل صلاحيات قوات اليونيفل لتتحوّل الى قوات تخدم، أي شرطة عند الإسرائيلي في جنوب لبنان وهذا فشلوا فيه في 2006 وما قبل ذلك، وفشلوا به العام الماضي، هو حاول من خلال تضخيم عملية الأنفاق أن يدفع في هذا الإتّجاه لكن أيضاً لم يُوفَّق، أحد الأسباب الموقف اللبناني الرسمي بكل مكوّناته، وأنا أريد أن أكون منصفاً، دائماً نحن في لبنان إمّا صفر على مئة إما مئة على مئة يتعاطون، سواء حلفاءنا أو حتى مَن هم غير حلفاءنا، أحياناً حين نتفاهم علي موقف أو منسجمون أو متقاطعون في موقف يكون هناك موقف ممتاز، الموقف الرسمي اللبناني في مجلس الأمن كان صوت واحد وموقف واحد وهنا يجب أن نسجّل بإيجابية موقف دولة الكويت في هذه المسألة بما أنها تمثل المجموعة العربية، أيضاً الموقف الفرنسي كان متميّزاً عن الموقف الأميركي، وفي نهاية المطاف أيضاً فشل في مجلس الأمن، أي وضع نتنياهو مجموعة أهداف، أنا برأيي كل الأهداف التي وضعها نتنياهو لعملية درع شمالي فشلت، قدّم لنا خدمات إعلامية ونفسية ومعنوية جليلة، نعم هو حقق إنجازاً وحيداً وهو أنه هناك عدد من الأنفاق تمّ كشفها، وهذه الأنفاق ليس معلوماً أنها كل الأنفاق وهي ليست نهاية الدنيا والسلام.
غسان بن جدو: وليست جديد، هناك أيضاً ما هو قديم. لكن هل نستطيع القول أيضاً أن أيزنكوت الذي خرج الآن من رئاسة الأركان وهو يقول، أصلاً وُصف أنه واحد من أهمّ رؤساء الأركان وقد حقق إنجازات كبرى إن كان في لبنان أو في سوريا، هل نستطيع القول وقد ختم ولايته بدرع شمالي، أنه خرج خائباً؟
السيّد نصرالله: خرج وقد سجّل إنجازاً كبيراً بالأوهام، هذا لا يسمّى أصلاً، إذا أرادوا إجراء تدقيق كبير في إسرائيل، وبعض الجنرالات ناقشوا هذا الأمر، تسمية ما جرى في مسألة الأنفاق عملية عسكرية أو عملية درع شمالي هي تسمية مخادعة.
غسان بن جدو: طبعاً هي عملية أقلّ من حرب، هي بالحد الأقصى إجراءات وليست عملية.
السيّد نصرالله: هي أقلّ بعملية بكثير.
غسان بن جدو: مثل عملية الليطاني مثلاً التي سمّونها.
السيّد نصرالله: ولمّا سمعوه يقول عملية وكذا توقّعنا أن يكتشف حوالى 20 أو 30 نفق مثلاً، لم يظهر معهم شيء.
غسان بن جدو: يوجد هكذا عدد؟
السيّد نصرالله: الله أعلم.
غسان بن جدو: سماحة السيّد كنّا نتحدّث عن هذا الجدار الذي بناه الإسرائيليون ومجلس الدفاع هنا في لبنان اجتمع وناقش هذا الأمر وربّما بعد حينٍ أيضاً قد تُضطرون الى مناقشة من جديد الإستراتيجية الدفاعية، سؤالي أولاً هل إنّ لبنان موقفه بكل هذه الإيجابيات التي تفضّلت بها تعتبرون أيضاً موقفه الذي لم يتحرّك كثيراً فيما يتعلّق بهذا الجدار هو موقف طبيعي؟ وثانياً هل أنتم مستعدون للعودة لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية في ضوء ما حصل؟
السيّد نصرالله: في السابق عندما قيل بأنه سيبني جداراً على أرض متنازع عليها، هي ليست متنازع عليها، بالنسبة للدولة اللبنانية وليست بالنسبة لي فقط كلبناني هي تعتبرها أرضاً لبنانية، الإسرائيلية يعتبرها أرضاً له كفلسطين، اليونيفل يعتبرها متنازع عليها. اجتمع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة فخامة الرئيس وحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين وقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية المعنية واتُخذ قرار في ذلك الوقت أن يُمنَع الإسرائيليون من بناء هذا الجدار، والجيش مفوَّض حت ىلو استلزم الأمر إطلاق النار، هذا قبل أشهر. طبعًا لأننا موجودون ومعادلة ذهبية جيش وشعب ومقاومة ونحن المقاومة وجزء من الشعب، فأخذنا علماً أن هناك هكذا توجحّه رسمي ونحن موجودون في الحكومة فمن الطبيعي أن يأخذ وزراءنا علم بكذا توجّه، نحن قررنا أن نكون كمال خلف: الجيش ولذلك قلنا لأخواننا فقط كونوا معنا على السمع ولا نريد أن نقوم بأي عمل حتى لا يتّهمنا أحد أننا نريد أن نوتّر الأجواء أو نجر لبنان الي معركة أو صدام أو ما شاكل. الحمد لله الدولة اللبناية، مؤسسات الدولة اللبنانية أخذت قراراً قوياً على هذا الصعيد ووضعنا نفسنا بتصرّف قيادة الجيش في تلك المنطقة. طبعاً الجيش خرج وأعن استعداده وتمّ تبليغ هذا الموقف للأميركيين والفرنسيين والإسرائيليين واليونيفل وغيرهم، بناءً عليه توقّف الإسرائيلي واعتُبر هذا إنجازاً.
الآن عندما جدّ جديد اجتمع مجلس الدفاع الأعلى من جديد، معلوماتي أنا أنه تمّ التأكيد على هذا القرار، يمكن أن تكون هناك تفاصيل سمعت اليوم أنها متداولة، حقيقةً لم تسنح لي الفرصة من التأكد منها، لكن ما أعرفه أن القرار اللبناني ما زال قائماً والى جانبه كما في السابق القيام بالإتّصالات مع الأميركيين الفرنسيين والروس وجهات أخرى لتحذير الإسرائيليين من مغبّة الإقدام على هذه الخطوة.
الآن هذه نقطة إشكالية، هناك محاولات، الإسرائيلي اليوم يضع حجارة وفي اليوم التالي يتوقّف، ثمّ يأتي بالحفارات، أي أن هناك وضع ملتبس الآن على الحدود، أنا برأيي هذا الأمر يستحقّ التوقّف أي مسؤولية الدولة. المسؤولون في الدولة بالدرجة الأولى هم معنيون أن يراجعوا ما الذي يجري حالياً عند الحدود، هل يصحّ أن نترك الإسرائيلي أن يُكمل البناء على راحته؟ وهذه خطوة ستُسجَّل بشكل سلبي على كل لبنان، هو لا يُسجَّل علي طرف دون طرف إنّما هي للبناني نقطة سلبية، أو علينا أن نعالج الموضوع بطريقة معيّنة إذا كان لدينا أفكار أو إقتاراحات سنقدّمها من خلال قنواتنا المباشرة مع المسؤولين في الدولة وليس من خلال وسائل الإعلام.
غسان بن جدو: هل أنتم مستعدون للعودة لمناقشة إستراتيجية دفاعية؟
السيّد نصرالله: نحن دائماً كنّا جاهزين لنناقش الإستراتيجية الدفاعية، وعندما نوقش هذا الأمر في هيئة الوار الوطني في عام 2006 أنا طرحت بشكل كامل ولم يناقشني أحد وحدثت الحرب لاحقاً، وكل الجلسات التي قاربت هذا الموضوع لم تقاربه بالجدّية المطلوبة.
على كل حال البعض يتصوّر أننا قلقون أن نخشى، بالعكس، نحن لدينا منطق قوي، لدينا حجج قوية، نستند الى العلم والتجربة والوقائع، والى الإنجازات، نحن نذهب الى جلسة الإستراتيجية الدفاعية حقيبتنا قوية مملوءة وليس ورقة واحدة، الورقة الواحدة تقول أن الحل هو أن تسلّموا سلاحكم للجيش اللبناني، هل هذه إستراتيجية دفاعي؟ بالخلاصة نحن بلا شروط وفي أي زمان وفي أي مكان نُدعى فيه لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية الوطنية نحن جاهزون بل نحن كنّا سبّاقين للدعوة لوضع إستراتيجية دفاعية وطنية وهذا ما ورد في التفاهم في 6 شباط 2006 بين حزب الله والتيار الوطني الحر ووقّعنا عليه.
غسان بن جدو: قبل دخول الفاصل سماحة السيّد ما تفسيركم لهذا التصعيد الخطابي المبرمج والممنهج والمستمر والمتواصل والمتصاعد لنتنياهو وأركانه في الأونة الأخيرة، وخروجهم من مرحلة الغموض الى مرحلة الإعلان عن كل ما يقومون به؟
السيّد نصرالله: أحد الأسباب تطوّرات سوريا، تطوّر سوريا ضخم جداً ومهم جداً، ومخاوف إسرائيل في سوريا هي مخاوف كبيرة، لماذا؟ عندما ندخل الى سوريا، لأن هناك فشل إستراتيجي إسرائيلي في سوريا، ما راهنت عليه إسرائيل من 2011 الى اليوم فشل فشلاً ذريعاً، الآن يحاول نتنياهو بهذا الضجيج العسكري والإعلامي أن يغطي عليه نتكلّم عنه بالتفصيل، لكن علينا أن نتوقّع من الآن الى الإنتخابات صوتاً مرتفعاً وأداءً قد يكون غير حكيم من نتنياهو لأنه يوجد إنتخابات، وتعلم أن ليبرمان تسبب له بمشكلة وقت غزة، هناك محاولة لتقديمه كرئيس حكومة ضعيف هزيل جبان، لا يمتّ الى الجنرالات، ليس من جيل الجنرالات، هو يريد أن يُثبت نفسه ولو على حساب الإسرائيليين هذه المرة وليس فقط على حساب الشعوب العربية، دائماً كانوا ينتخبون ويقترعون بدمائنا، لكن مآزقهم أوصلتهم الى مرحلة يقترعون حتى بدمائهم هم.
غسان بن جدو: لكن عام 1996 بيريز فكّر بالتفكير ذاته وكان ضعياً وهاجم لبنان في عناقيد الغضب حُسباناً منه بأن هذا سيُفيده.
السيّد نصرالله: مستنداً الى شرم الشيخ أن العالم كله معه.
غسان بن جدو: ولكنه خسر في الإنتخابات وقتذاك.
السيّد نصرالله: هذا لأنهم حمقى.
غسان بن جدو: قبل الفاصل، لا بأس سماحة السيّد، الإسرائيلي يعتبر وهو لا يزال يكرر بأن الخط الأحمر الآن هو أن تصنعوا في داخل لبنان أو على الحدود صواريخ دقيقة، أنا أذكر سماحة السيّد أظنّ عام 2006 أو 2007 بعد حرب تموز، وقتذاك فاجأتنا وصعقت الإسرائيليين وقلت لدينا صواريخ تصل الى آخر جنوب فلسطين المحتلة، الآن كأنه يكتشف أمراً جديداً اسمه الصواريخ الدقيقة، هل يمكن أن تحلّ لنا هذا اللغز؟
السيّد نصرالله: هم في مرحلة من المراحل كان عندهم مشكلة في أن يكون لدينا صواريخ تتجاوز 20 كيلومتر، عادةً حركات المقاومة كاتيوشا، 19 الى 21 كيلومتر. امتلكت المقاومة صواريخ مداها 40 كيلومتر وباتت تطال حيفا، حاولوا أن يوقفوا هذا الموضوع ولم يتوقف، امتلكت المقاومة صواريخ تطال ما بعد حيفا، لاحقاً كما قلنا في حرب تموز ما بعد ما بعد حيفا، أي تل أبيب، هذا الذي كان مقصوداً في ما بعد ما بعد حيفاب الدرجة الأولى. نحن في حرب تموز ضربنا حيفا وضربنا الوسط وبقيت تل أبيب.
غسان بن جدو: في ذلك الوقت كنتم تقصدون، تعرف سماحة السيّد لأوّل مرة تفسّر هذا الأمر، يعني ما بعد ما بعد حيفا كنت تقصد بها في عام 2006 تل أبيب.
السيّد نصرالله: أكيد، هي أهم مصداق بارز لما بعد ما بعد حيفا، ولذلك تتذكّر في الحرب حين هددوا بقصف بيروت هدّدت بقصف تل أبيب، لا يمكن أن أهدد بشيء لا أستطيع أن يقوم به المجاهدون. مع الوقت مع كل المحاولات الإسرائيلية الإسرائيلي يئس من إمكانية منع حزب الله من إمتلاك صواريخ ذات مديات بعيدة أي بقياسات لبنان وفلسطين، وقوية ومدمّرة، هذا لا حلّ له، الآن هو يقول أعداد قليلة، كثيرة، آلاف، مئات، هذا أصبح تفصيل، صاروخ واحد سقط في عسقلان شاهدت ماذا حدث، تصوّر أنت مثلاً أن أحد هذه الصواريخ الضخمة والكبيرة يسقط عدد من الصواريخ في وقت واحد في تل أبيب، فليسألوا أهل تل أبيب. يوجد أمر يقوله بعض جنرالاتهم بصدق، هؤلا صادقون مع مجتمعهم، عندما يقولون لهم أن الحرب المقبلة إذا حصلت لن تكون كالحروب السابقة نقاتل عند الحدود وأنتم تحتسون الشاي في مقاهي تل أبيب، لا، هذا انتهى، أي حرب ستحصل ستكون كل فلسطين المحتلة هي ميدان قتال وحرب. جئنا بالصواريخ البعيدة، غير الدقيق، ولكن هل يعني أنها لا تصيب مدينة تل أبيب؟ بلى تصيبها، تصيب مدن ومعسكرات واسعة، لكن لا تذهب الى هدف نقطوي، وزارة الدفاع مثلاً، المطار، القاعدة الجوية الفلانية مبنى قائد القوة الجوية على سبيل المثال، صاروخ غير الدقيق لأن عنده هامش خطأ واسع لا يستطيع. الصاروخ الدقيق لا يملك هامش خطأ واسع، عندك الخطأ بين خمسة أمتار، عشرة أمتار، 15، خمسين متراً يا أخي، خمسين متر وأنت تتكلّم عن قاعدة جوية أر مبنى كبير وكذا..
هو عملياً سلّم بالصواريخ غير الدقيقة، كل أدبياته الآن يتكلّم عن الصواريخ الدقيقة، تقبل أن تمرر مزحة للإسرائيليين؟
غسان بن جدو: تفضّل.
السيّد نصرالله: أنا أقول للشعب الإسرائيلي أنتم مصلحتكم أن تقولوا لنتنياهو دع حزب الله يمتلك صواريخ دقيقة أفضل، لأنه إذا جاء يوم علينا أن نردّ به علي تل أبيب إذا عندي صاروخ دقيق أضرب سكنة عسكرية، إذا لم يكن عندي سأضرب السكنة العسكرية لكن سأُخطئ ب500 متر أو 1000 متر، أي سينزل على الناس، الناس كناس مصلحتهم أن تكون عندهم صواريخ دقيقة.
غسان بن جدو: هذه مزحة أو تهديد؟
السيّد نصرالله: كما تريد.
غسان بن جدو: هذا تهديد في قالب مزحة.
السيّد نصرالله: مزحة أو تهديد كما تريده. على كل حال الآن أصبحت معضلته الصواريخ الدقيقة. بقي بقول نحن نضرب في سوريا، هنا نعود الى الفشل في سوريا، نضرب في سوريا لمنع وصول الصواريخ الدقيقة الى لبنان، أو لمنع امتلاك حزب الله لصواريخ دقيقة، أنا يوم العاشر من محرم أي قبل أشهر قلت له أن هذا الأمر انتهى، أنت تشرب في سوريا بلا هدف، هذا تحصيل حاصل وانتهى.
غسان بن جدو: انتهى يعني تمتلكون صواريخ دقيقة.
السيّد نصرالله: طبعاً، نمتلك صواريخ دقيقة بالعدد الكافي وهو لا يحتاج أن يقصف في سوريا لتحقيق هذا الهدف، هذا الهدف انتهى وتجاوزه الزمن.
غسان بن جدو: العدد الكافي لماذا؟
السيّد نصرالله: العدد الكافي للمواجهة في أي حرب مقبلة.
غسان بن جدو: عفواً، والعدد الكافي ليضرب ماذا؟
السيّد نصرالله: ليضرب أي هدف نحن نريده ضمن خطتنا في الحرب، هو يخفف الموضوع يقول عددهم قليل، لا بأس، يخفف عن نفسه فهذا جيّد ويخفف الحرج عن نفسه والتوتر في المنطقة، أنا لا أريد أن أناقشه بالعدد وإنّما أريد أن أقول هذا الأمر انتهى وأُنجز، طبعاً هو أيضاً يجري به ضجيج إعلامي، على سبيل المثال عندما ذهب للأمم المتّحدة وأخرج هذه الخريطة وقال هنا يوجد مصنع صواريخ، وهنا كذا، ملعب العهد وكذا، يومها على طريقتنا بسياسة الغموض البنّاء لا نفينا ولم نؤكّد، جاء وزير الخارجية اللبنانية مشكوراً الأستاذ جبران باسيل قام بمبادرة مهمة جداً لأن كل السفارات اتّصلت بوزارة الخارجية تريد التأكّد، هو حدد أماكن، وزارات الخارجية في العالم طلبت من وزرائها التأكّد من المعطيات التي أعلنها نتنياهو، وزير الخارجية حمل السفراء وذهب بهم الى هذه الأماكن، ويوجد هنغارات في الأوزاعي فُتحَت بناءً علي طلب إعلاميين يعملون مع شبكات إعلامية معيّنة، فُتحَت ولم يجدوا شيئاً. إذا كان نتنياهو يدّعي ويقول هنا يوجد كذا، إذا نحن خلال 24 ساعة نقلناها لا يوجد عنده أفلام وصور وأقمار صناعية والطائرات المسيّرة لا تغادر سماء الضاحية، كان يمكن أن يقول تفضّلوا وهم نقلوا، إذا معلوماته كانت كاذبة، كانت خاطئة وكاذبة في موضوع الصواريخ، حاول أن يقوم بشيء وتعاطى بشيء قريب من موضوع الأنفاق.
بالنسبة إلينا نحن نمتلك الصواريخ الدقيقة، ما نحتاجه نمتلكه، ما نحتاجه لم نعد بحاجة الى نقله، ما نحتاجه نمتلكه في مواجهة أي معركة قد تُفرَض على لبنان، وفي هذه المسألة لا نعاني من أي نقص على الإطلاق. ربّما هو يعتبره قليل فلا بأس ليُرح أعصابه لا مشكلة، أنا لستُ مصرّاً اليوم لأن أقول له كثير كي أُحرج نتنياهو، لا، أنا يهمّني أيضاً أن يهدأ قليلاً.
غسان بن جدو: إذا أردنا أن نلخّص الآن نستطيع أن نقول عملية الأنفاق التي تحدّث عنها الإسرائيلي أقام النيا ولم يُقعدها ولكن في النهاية لم تُربككم.
ثانياً ما يتحدثوا فيه عن إنجاز عسكري وسياسي كبير يبدو بأنه واهمٌ ووهمي، حتى الجنرال أيزنكوت.
ثالثاً إنّ المستوطنين الإسرائيليون في شمال فلسطين المحتلة وفي الجليل منذ لحظة كشف الأنفاق بدل أن تكون عاملاً مساعداً لهم أصبحت عاملاً مربكاً ومخيفاً لهم.
رابعاً أنتم تحذّرون الإسرائلييين إيّاه، لنتنياهو، أن يبالغ كثيراً في توتّراته وتهوّره لأنه قد يُخطئ التقدير وإذا أخطأ التقدير فإنّ ردّكم سيكون عنيفاً وسيندم.
خامساً أنتم تمتلكون القدرات العسكرية وأساساً منها الصواريخ الدقيقة التي تستهدف كلّ نقطة هي جزء من خطّتكم العسكرية.
وسادساً أين هو المشهد في سوريا بعد الفاصل سماحة السيّد إذا سمحتم.
فاصل
غسان بن جدو: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام الى حوار العام مع السيّد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.
سماحة السيّد أولاً في الفاصل أُبلغنا بأن عدد من القنوات الإسرائيلية ينقل هذه المقابلة على الهواء مباشرةً، وبعض القنوات بدأت حتى في التعليق، وهذا أمر لافت بلا شكّ. في المشهد العام والإستراتيجيا للملفّ السوري، بدقّة ووضح هل نحن نتّجه الى إنتصارٍ ناجزٍ وحاسمٍ ونهائي وشامل في سوريا أم أنّ الحل لا يزال معقّداً وبالتالي لا يجوز لنا أن نقول الحرب تتّجه للإنتهاء ومحور المقاومة، أو سوريا بشكل أساسي لا يحقّ لها الآن أن تتحدّث عن انتصارٍ قريب؟
السيّد نصرالله: في سوريا نستطيع أن نتحدّث عن انتصار عظيم جداً وكبير جداً، وأننا أصبحنا في المرحلة الأخيرة. طبعاً من غير الواقعي قبل معالجة موضوع الشمال أي ادلب وشمال حلب، وقبل معالجة وضع شرق الفرات مع اخلاف الوضعين، الوضع مختلف في المنطقتين، لا نستطيع أن نقول أن الملفّ قد أُغلق وأن النصر أصبح ناجزاً بالكامل، كي نكون دقيقين، لكن كل المخاطر التي كانت تترتّب أو كنّا نخشاها في عام 2011 أى منذ بدء الأحداث وعلى مدى الأعوام هذه تمّ تجاوزها بحمد الله عزّ وجلّ. اليوم الوضع في سوريا في أفضل حال على الإطلاق نسبةً لبدء الحرب قبل 2011.
حتى فيما يتعلّق بالملفات المتبقّية وهذا أمر مهم جداً، أن القيادة السورية هي في موقع القوّة والإقتدار وموقع المرتاح على وضعه، الآن المشكلة في شرق الفرات هي مشكلة تعني الدولة والقيادة لأنها أرض سورية، لكن المأزق هو مأزق تركي، كردي، أميركي بالدرجة الأولى، هذا فيما يعني شرق الفرات. ومأزق داخلي أيضاً كردي عربي، كذلك فيما يعني موضوع إدلب ومنطقة الشمال. القيادة السورية، الدولة السورية، الجيش السوري وبمساعدة حلفائه قطعاً هو قادرٌ علي حسم المعركة فس شمال سوريا، وكان قادراً على ذلك، وكان التوجّه لذلك بعد تحرير جنوب سوريا، ولكن في ذلك الحين المداخلات الدولية والإقليمية ودول أستانة والجهد التركي الخاص والمباشر مع الدولة الروسية، وأيضاً في لقاءات أستانة حتى إيران لم تكن بعيدة عن هذا النقاش، أنه فلنذهب الى أشكال أخرى لمعالجة الوضع في الشمال لأسباب إنسانية لها علاقة بملايين المهجّرين، لها علاقة بحقن الدماء مثلاً وما شاكل، وذهبوا الى الصيغة التي لم يُسجَّل لها النجاح حتى الآن والتي ما زالت موضع تقييم وموضع التباس وارتباك في العلاقة الوسية التركية.
إذاً يوجد ملفّين أنا أعتقد حتى الآن، إذا تكلّمنا في الميدان، في الميدان اليوم في كل مناطق سيطرة الدولة السورية الدولة لها سيطرة واسعة وكاملة.
في موضوع شرق الفرات إذا اتّجه الأمر الى تسوية ما بين، طبعاً قبل أن نقول اذا اتّجه الأمر، ما كان المسار؟ المسار كان أن الوحدات الكردية والأحزاب الكقرية وبدعم أميركي وفرنسي وبريطاني وغربي، لكن في الحقيقة هو دعم أميركي، ومن خلال تواجد الأميركي المباشر كان يثبّت سيطرته في كامل منطقة شرق الفرات وصولاً الى الحدود السورية التركية، وهو في موقع القوّة، وكان يريد أن يفاوض النظام من هذا الموقع، أننا لا مشكلة لدينا ونحن مرتاحون، وحصلت محاولت للتفاوض مع النظام، أنا لا مشكلة عندي أن أقول النظام، في سوريا بعض الناس تعتبر هذه العبارة غير صحيحة، أنا أعتبر كلمة النظام تقابل فوضى لكن في الأدبيات القديمة العربية أصبحت النظام كلمة سيّئة. على كل حال، الدولة النظام، الأحزاب والجهات الكردية مستندةً الى لادعم الأميركي والتواجد الأميركي في شرق الفرات، هي مرتاحة على وضعها، تضع شروط عالية لا أعتقد أن الدولة في سوريا تستطيع أن تتحمّل تسويات أو معالجات من هذا النوع، هذا تفصيل قد لا نحتاج إليه. من جهة أخرى الأتراك لديهم مشكلة، هذه الحلول التي يقدّمونها، هم لا يزالون يطلبون واحدة من الحلول هي الحفاظ على قوات كردية ولو كانت جزءاً من الجيش السوري، هذا الموضوع بالنسبة لتركيا مشكلة كبيرة، طبعاً أنا أستبعد بعل الدولة السورية أن تقبل بأن الجيش السوري يتشكّل من تكوينات لها لون طائفي معيّن أو لون عرقي معيّ، أي الثقافة والعقلية والأيديولوجي في سوريا لا تسمح بذلك. بكل الأحوال، التركي ينظر الى الأكراد والأحزاب الكردية على أنها نسخة سورية للبي كي كي، وبالتالي هي منظّمات إرهابية وهي تهدد تركيا والأمن القومي في تركيا لأنّ على طرفي الحدود يوجد أكراد، إذاً هو التركي عنده مشكلة رغم أنه حليف الأميركي، والكردي حليف الأميركي، ولكن بينهما مشكلة، الكردي يعتبر أن التركي يستهدفه وجودياً، والتركي يعتبر أن الكردي يشكّل تهديداً لأمنه القومي، إذاً هنا يوجد مشكلة قائمة.
هنا السوري بالعكس، الدولة والنظام لاحقاً قد يكون هو الحلّ، لماذا قلت في موقع المقتدر والقوي، لماذا يكون هو الحل؟ ما السيناريوهات المحتملة؟ كادت أن تصل الأمور بين أردوغان وترامب الى صدام والقطيعة بسبب ملفّ شرق الفرات، أنت يا ترامب تحمي منظّمات إرهابية وأحزاب إرهابية وهذا يهدد الأمن القومي التركي ونحن حلفاءك، الخ. جاء ترامب أخذ قرار الإنسحا وهذه قصة لوحدها نتكلّم بها، وقال له سوريا لك، أرعب الأحزاب الكردية وأرعب حلفاء أميركا في المنطقة وأيضاً هذا له علاقة بوضع المنطقة ونتكلّم بعد قليل. التركي بات عنده استعداد أكبر للإيغال في معركة عسكرية يعني قتالٌ بين حلفاء الولايات المتّحدة الأميركية، بين الجيش التركي مستخدماً فصائل المعارضة السورية وبين الوحدات الكردية المدعومة أميركياً وأوروبياً والمموّلة خليجيًا، لا تزال مموّلة خليجياً.
غسان بن جدو: معذرةً، القوات الكردية الحليفة لأميركا في سوريا مموّلة خليجياً؟
السيّد نصرالله: طبعاً من السعودية ومن الإمارات وبقرار أميركي وقناعة سعودية إماراتية، ونعود الى هذا الموضوع حين نتكلّم عن العرب وسوريا.
اليوم التركي حين يريد أن يغزو الأراضي السورية عنده مشكلة مع الأميركان والأوروبيين، وأيضاً هو يعتدي علي السيادة اسلورية وغير معلوم نتيجة هذه المعركة الى أين. الروسي غير موافق علي هذه الخطوة التركية وتُحدث توتّراً في العلاقة الروسية التركية. الحل المنطقي، حين عاد أردوغان من موسكو، أنا شخصياً لم أطّلع حتى الآن على محادثات موسكو الأخيرة، المحادثات السابقة أي حين ذهب وزير الخارجية ووزير الدفاع ومسؤول مخابرات الأترام والتقوا مع الروس قبل فترة من الزمن حول إدلب وحول شرق الفرات، لم يصلوا الي أي نتيجة، وكانت نتيجة فاشلة لكن أُعلن كلام عام، هذه معلومات. لاحقاً حين ذهب أردوغان ذهب ليناقش هذا الموضوع ويجد الحل له، حين عاد أردوغان عمّاذا تكلّم؟ عن اتّفاق أضنة. حين نعود الى اتّفاق أضنة الذي وُقّع سنة 1998 أي في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد لتنظيم الوضع على الحدود ومعالجة مشكلة البي كي كي، وضع ضوابط معيّنة بموافقة سورية تركية.
غسان بن جدو: في عهد الرئيس ديميريل وقتذاك.
السيّد نصرالله: إذاً هو عندما يقول يجب أن نعود الي اتّفاق أضنة هذا يعني أنه يجب التسليم بأن الحل الوحيد في شرق الفرات هو انتشار الجيش السوري الرسمي الشرعي على طول الحدود، وحيئذٍ عندمنا يصبح الجيش السوري والقيادة السورية والنظام في سوريا مسؤولين عن الحدود مع تركيا، وهم المتواجدون في منطقة شرق الفرات، هم يستطيعون أن ينفّذوا اتّفاقية أضنة، واليوم قبل قليل، لأؤكّد لك أن الحوار مباشر، قبل قليل أعلنت وزارة الخارجية السورية أن سوريا ملتزمة باتّفاقية أضنة ولكن المشكلة أن التركي هو غير الملتزم لأنه يخترق الحدود ويدعم الإرهابيين ويسلّحهم وكذا، إئاً هذا هو الحلّ.
غسان بن جدو: لأن هناك فهماً بعد إذنك سماحة السيّد، أن الأتراك يريدون تعديل اتّفاق أضنة بحيث ألّا ينتشر الجيش السوري فقط على الحدود ولكن أيضاً اتّفاق جديد يسمح للجيش التركي بأن ينتشر على الحدود داخل الأراضي السورية.
السيّد نصرالله: نفس أن سرجع الرئيس أردوغان الي اتّفاق أضنة ولو كمرجعية للنقاش، مرّة يقول هذا الإتّفاق نريد أن نطبّقه ممتاز ، ومرّة نقول لا يا أخي يوجد هذا الإتّفاق تعالوا لنعود مناقشته وهذا برأيي تطوّر جيّد.
غسان بن جدو: وهو مضطر أن يناقشه مع الدولة السورية حيث كان يرفض أن يناقشها.
السيّد نصرالله: وأنا أفترض وأقدّر أن القيادة في سوريا غير مستعجلة على معالجة هذا الموضوع، على مهلهم، الوحدات الكردية والأكراد على مهلهم في هذا الموضوع. إذاً هذا ملفّ.
طبعاً فلي شرق الفرات إضافة صغيرة، أنا أعتقد أنه خلال فترة وجيزة سيتمّ الإنتهاء من داعش في الجيب الصغير مقابل البوكمال من قبَل الوحدات الكردية المدعومة من التحالف الدولي، المساحة التي يسيطرون عليها باتت ضيّقة جداً، طول 7 كيلومتر، عرض 10 كيلومتر، ربّما بلدتان متوسّطتا الحال، وأغلبهم بدأ يستسلم، العائلات تخرج، يقومون بتسويات، وأعتقد كالعادة يصمد المقاتلون الأجانب وفي النهاية يستسلمون ويأخذونهم، يوجد آلاف الداعشيين موجودين في معسكرات الوحدات الكردية وهم عرضوا هؤلاء المعتقلين على دول تعالوا خذوهم، أولادكم خذوهم من عندنا ونحن نُطعمهم.
داعش أنا أعتقد تنتهي في هذا الجيش، إذاً هذا ملفّ مفتوح، وفي هذا الملفّ المفتوح الآن عندما يتم الإنتهاء من داعش نحن سنكون مرتاحين، الدولة في سوريا، الجيش السوري، تعرف التواجد اليوم في البوكمال ودير الزور كله بسبب التهديد الذي كان يمثّله داعش، ليس هناك مناخ حرب أو قتال بين الجيش السوري وبين الوحدات الكردية المناخ هو مناخ تفاوض، حوار، البحث عن حلول، لأن الخطوط مفتوحة، الخط العسكري مفتوح، والأمني مفتوح والسياسي مفتوح. هذا سيُريح الجيش العربي السوري وسيُريح الدولة وأيضاً نحن سنرتاح جميعاً في هذه الجبهة. في الصيف الماضي عندما تمّ تحرير دير الزور والبوكمال الذي منع الجيش السوري والحلفاء ومنعنا من أن نُكمل معركة وإنهاء داعش، كانت يمكن أن تنتهي في الصيف الماضي، هي الولايات المتّحدة الأمريكية، وهم أبلغوا الروس أنه أي تقدهم في القوات ستقصف الطائرات الأميركية، ولذلك وقفت القوات عند نهر الفرات وبقيت المهمّة على عاتق الوحدات الكردية مدعومة، وهو جيب صغير بات لهم سبعة الى ثمانية أشهر، وهذا يعني تسييس الأمر، لماذا استعجلوا الآن؟ لأن السيّد ترامب يريد الإنسحاب من سوريا وبقاء هذا الجيب متزامناً مع الإنسحاب لا تستطيع أن يقول أنا انتصرت على داعش في سوريا وأنا سأخرج من سوريا.
غسان بن جدو: في ما يتعلّق بإدلب؟
السيّد نصرالله: موضوع إدلب علينا أن نتابع النقاشات بين الروسي والتركي.
غسان بن جدو: عفواً لأنك فاجأتنا الآن بالقول، طبعاً كان تردد هذا الأمر في الإعلام ولكن أن يقوله الأمين العام لحزب الله فهو قولٌ نهائي، قلتم العام الماضي الجيش السوري والحلفاء كانا على وشك الدخول في مواجهة عسكرية من أجل تحرير إدلب، هل فهمي دقيق؟
السيّد نصرالله: صحيح.
غسان بن جدو: تحريرها بالكامل.
السيّد نصرالله: وتمّ نقل الكثير من الوحدات والفرق العسكرية من الجنوب ومن محيط دمشق الى المنطقة هناك وتمّ التحضير ولاحقاً جاءت الإتّصالات الدولية والتركي والروسي وأستانة..
غسان بن جدو: في ذلك الوقت كان الروسي أيضاً موافقاً؟ بقطع النظر عن التدخّل التركي.
السيّد نصرالله: بالعكس، في الحدّ الأدنى ما أعرفه أنا أنه عى المستوى القيادة العسكرية كان مستعجلا، وهو الذي كان يحثّ القوات السورية وبقية الحلفاء على الإستعجال بنقل القوات الى منطقة الشمال، لاحقاً دخلت السياسية وقاموا بهذه التسوية الأخيرة.
غسان بن جدو: وفي المستقبل ما الذي يمكن أن يحصل؟ الآن تعرف سماحة السيّد بأن جبهة النصرة أو ما تُسمى بهيئة تحرير الشام تقريباً سيطرت على كل المناطق هناك..
السيّد نصرالله: سيطرت على إدلب، هم عندهم تسميات، إدلب وغرب حلب وجنوب حلب، عندنا مثلاً منطقة درع الفرات، عندنا منطقة غصن الزيتون، عندنا ،..
غسان بن جدو: أنا أتحدّث عن إدلب، الآن جبهة النصرة هيئة تحرير الشام والسيطرة على كل تلك المنطقة، هل هي ورقة في يد التركي ليفاوض بها ويساوم بها وربّما يبتزّ بها، أم يمكن أن تتّجهوا في النهاية الى حلّ عسكري ضده؟
السيّد نصرالله: الخيارات في الحقيقة مفتوحة. طبعاً الكل الآن يعطي أولوية للمعالجة السياسية، حتي الآن، على كل حال من باب التوصيف الواقعي تأجيل المواجهة في إدلب كان هذا الأمر متوقّعاً، أنه سوف تدخل فصائل في قتال بشع فيما بينها وهذا الذي حصل، وهي واحدة من مشكلات هؤلاء في سوريا عموماً. القتال الذي نشهده خلال الأسابيع الماضية كان قتالاً قاسياً وبشعاً وخارج كل الضوابط، هم يقولون اسلاميين، حتى ضوابط شرعية وضموابط أخلاقية وإنسانية تجاوزوها في هذه المعركة، أنا كنت متابع لهم. عملياً جبهة النصرة قامت بتصفية بقية الفصائل الأقرب الى تركيا، هل تركيا كانت موافقة على هذه العملية؟ هذا سؤال محيّر، هل تريكا مانت عاجزة عن منع وقوع هذه العملية؟ هل تركيا تتعاطى مع نتيجة هذه العملية وكأنه أمر واقع وتوظّفها في السياسة؟ هذه أسئلة محيّرة تحتاج لمعطيات ومعلومات، لكن بكل الأحوال أنا أعتقد أن سيطرة جبهة النصرة على هذه المنطقة الواسعة هذا يُحرج تركيا أكثر، لأن جبهة النصرة مصنَّفة في مجلس الأمن ودولياً وعند جميع دول العالم، إلّا القليل منها أنها منظّمة إرهابية، إذاً هي ليست فصيل سوري معارض إسلامي أو وطني يمكن للسيد أردوغان أن يقوم بحمايته ويقول له مطالب مشروعة ويجب أن يكون جزءاً من الحل السياسي في سوريا. إذا هناك قوة كبيرة في منطقة إدلب مصنَّفة إرهابياً ومعترف بها أنها إرهابية، وروسيا تتعاطى على أنها قوة إرهابية تسيطر على هذه المنطقة ولا تستطيع أن تكون جزء من الحل السياسي، كيف يُعالَة هذا الموضوع؟ لذلك أنا أعتقد أن هذا موضوع هو إشكالياً والحل السياسي فيه صعب. كان هناك محاولات لإقناع هيذة تحرير الشام أن تدخل مع الجبهات الأخرى في إطار جديد لكن تذوب فيه ويُقال يا أخي هذه حركة جديدة وطنية إسلامية سوريا لا علاقة لها بتنظيم القاعدة ولا بجبهة النصرة، أي أن تستحيل أو تتحوّل وتفقد هيئتها السابقة وماهيّتها السابقة وتندمج ضمن هيكلية جديدة وماهية جديدة لها بعد حركة وطنية أو إسلامية سورية وتصبح جزءاً من الحل السوري لأن هذه قصة إسقاط النظام وتغيير النظام والعودة الى دمشق انتهينا منها، هذا الأمر جيبهة النصرة غير مؤهّلة له، وهذا ليس في قدرة لا أبو محمد الجولاني ولا أم محمد الجولاني، هذا له علاقة في مشكلة جوهرية داخل ثقافة وأيديولوجية وتركيبة هؤلاء المقاتلين وجزء منهم جيء بهم من كل أنحاء العالم، منهم جنسيات أجنبية.
أنا أعتقد موضوع إدلب لا وضوح كبير فيه الى أين يذهب، والتركي مُحرَج في هذا الأمر لذلك التصريح من أوساط تركية، ربّما أردوغان قد تكلّم، أنه اتّفقنا على أهمية مواجهة الإرهاب في إدلب.
غسان بن جدو: جاويش أوغلو.
السيّد نصرالله: جاويش أوغلو، يعني حتى على الطاولة عند الروسي هذا الموضوع التركي لا يستطيع أن يدافع عنه ويقول هؤلاء سوف يكونون جزء من الحل السياسي. لذلك إمّا أن تجد تركيا حلاً لموضوع إدلب أو في نهاية المطاف، ليس شرطاً الآن، شهر شهرين الى ثلاثة، لا نعرف الأمور كيف تتطوّر، أو في نهاية المطاف منطقة إدلب هي منطقة سورية عزيزة وأنا أعرف الرئيس بشار الأسد وأعرف القيادة اسلورية، لا أعتقد أن القيادة السورية في وارد أن تترك أي جزء من الأرض السورية للجماعات المسلّحة خصوصاً لهذا النوع من الجماعات التكفيرية والإرهابية.
غسان بن جدو: الخلاصة في هذا الشمال أن تركيا وأميركا والكرد، القوات المسلّحة هناك، كلها في أزمة في تلك المنطقة، فيما يتعلّق بإدلب التي باتت تسيطر عليها جبهة النصرة الحل السياسي غير ممكن أولًا بسبب أن جبهة النصرة مصنّفة إرهابية، ثانياً ذهنيتها بشكل أساسي أصلاً لا تستطيع أن تعود الى دمشق والحل في النهاية سيكون حلاً من أجل تحرير تلك المنطقة لأن القيادة السورية لا يمكن أن تقبل بجيبٍ لهؤلاء التكفيريين هناك حتى لو كانوا تحت إشراف دولة أخرى. وثالثاً تضع علامات إستفهام والتباس حول الموقف التركي والدولة التركية.
ولكن أنا سأعود الى الولايات المتّحدة الأميركية لأنه أمر أساسي هنا سماحة السيّد في المشهد العام والإستراتيجي، الآن ترامب أعلن بأنه سينسحب من سوريا، ووصف بأن سوريا هي رمالٌ وموت، سؤالي بدقّة هل هو انسحابٌ تكتيكي وهو جزءٌ من القوة الأميركية المتعاظمة ولكنه يريد أن يضعكم في مأزق كلكم في ما بينكم؟ أم هو خروجٌ جدّي وبالتالي هي هزيمة لأميركا؟
السيّد نصرالله: أنا رأيي أن ترامب في كل الأماكن التي يتحدّث عن نيّته بسحب القوات الأميركية هو جاد وصادق، صادق مع نفسه. هو أطلق وعود إنتخابية في حملته الإنتخابية وهو بعد عامين عنده انتخابات، وكل ما قاله في وعوده الإنتخابية يريد تحقيقه، وبالفعل هو حقق جزء من وعوده الإنتخابية حتى الآن. واحدة من وعوده الإنتخابية كانت أنه لماذا نرسل أولادنا الى الخارج ليموتوا في هذه المنطقة وتلك وندافع ونُقتَل وننفق الأموال؟ ويقول نحن أنفقنا 7000 مليار دولار، ومع ذلك قبل أيام يقول أنفقنا سبعة آلاف وأرسلنا جيوشنا وقدّمنا تضحيات وأنا أذهب بالسر الى العراق وأعود بالسر، هذا تعبير على أننا فاشلون. إذاً هو في كل الأماكن التي تحدّث عنها، حتى عندما كان يقول إذا كنّا نريد أن نبقى لندافع عن السعودية أو دول الخليج يجب أن يدفعوا، إذا كنّا نريد أن ندافع عن أوروبا يجب أن تدفع، إذا كنّا نريد أن ندافع عن اليابان يجب أن تدفع، أمر جميل، أوباما تستمع إليه يتكلّم عن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الإنتخابات، بأدبياته يوجد الكثير من النفاق، ترامب منذ اليوم الأول تسمع منه بليونات ومليونات، دولارات، ويجب أن يدفعوا وكذا، ولذلك هو باللغة لم يحترم أحد، اللغة التي استخدمها ضد السعودية مهينة جداً، ضد دول الخليج عموماً، ضد حلفائه، حتى ضد الأوروبيين، حتى اليابان وكوريا الجنوبية، كما وكأنه "أزعر الحيّ"، هو يريد أن يدفع الناس مالاً بحق أو باطل، لكنه ينهب خيراتهم ونفطهم ومعادنهم ويتسلط على قرارهم السياسي، هذا كله لا يراه، هو فقط يرى أنا أحميكم وعليكم أن تدفعوا مليارات الدولارات مقابل هذه الحماية.
إذاً هو التزم بإخراج القوات، ماذا يحدث الآن في أفغانستان؟ أيضاً اليوم لنؤكّد، ولا حاجة للتأكيد يكفي أن تقول أنت مباشر وانتهى الموضوع، اليوم طالبان أعلنوا، نحن والوفد الأميركي برئاسة خليل زاد جلسنا في الدوحة واتّفقنا، اتّفقنا على مسودّة اتّفاق، علينا أن نراجع وهم يراجعوا، في مسودة الإتّفاق يوجد خروج كل القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 18 شهراً، هذا ترامب، هذا يجب أن نبني عليه ونخاطب به اللبنانيين وشعوب المنطقة ودول المنطقة، أن أميركا الى أين في منطقتنا.
هو في سوريا أنا برأيي منذ اليوم الأول جاء رئيساً للجمهورية كان يريد سحب هذا العدد المتواضع للقوات الأميركية الموجودة في سوريا تحت عنوان أن الذين كانوا متواجدون ضمن التحالف الدولي في زمن أوباما، لكن جاء فريقه وقال له على مهلك وهذا يخدم إيران وروسيا والرئيس الأسد وكذا ونحن جدد، فالرجل أطال باله، دخل بالتجربة مع الوقت وجد أنه لا فائدة، لذلك قبل 7 أشهر على ما أظن كان يخطب في محفل وإرتجالياً وقال نحن سننسحب من سوريا قريباً، قريباً جداً. نحن بتنا في زمن يتطلّب التدقيق في الترجمة، فأنا قلت لأحد الأخوان يا أخي عندك النص الإنكليزي؟ قال نعم، قلت له أرسله لي وأشر إلى هذه العبارة قريباً وقريباً جداً، وجدت أن الإعلام دقيق بالنقل. قامت قيامة ماتيس وزير الدفاع السابق وجهات أخرى، كيف تنسحب وكذا، هذا انتصار مجاني لإيران، أولاً إيران، هذا انتصار مجاني لروسيا والرئيس الأسد، هذا قرار خاطئ إنفعالي والى آخره.. هنا يوجد قصة مهمة يجب قولها، معلومات وأقول لك مصادرها أيضاً، ذهبوا إليه قالوا له أعطنا مهلة، إذا أنت مصرّ على الخروج من سوريا لنحصّل مكسب مقابل هذا الخروج، لا مشكلة كم تحتاجون من اوقت؟ ستة أشهر، رسمياً لم يُعلَن عن الستة أشهر لكن السي أن أن وبعض وسائل الإعلام الأميركية سرّبت أن ترامب أمهل وزير دفاعه مدة ستة أشهر لترتيب الإنسحاب من سوريا.
ذهب الأميركان وتكلّموا مع الروس قالوا لهم نحن مستعدون لأن نخرج من كل سوريا ولا يبقى أي جندي واحد، وحتى مستعدون للخروج من التنف لأن لها خصوصيتها، أمس أحد المسؤولين الأميركان من اليوم الأول يقول نحن سننسحب من سوريا ولكن باقون في التنف، يومها قالوا لهم حتى من التنف لكن هذا شرطه هو خروج القوات الإيرانية من سوريا وطبعاً حزب الله. إذا ذهبتم للتكلم مع الإيرانيين والرئيس الأسد أن نقوم بهذه الصفقة، خروج إيراني متزامن مع خروج أميركي كامل من سوريا فنحن جاهزون. هو أصلاً يريد أن يخرج بدون هذا الثمن، هم قالوا له يا أخي على مهلك لنأخذ هذا الثمن.
في ذلك الوقت الروس أبلغوا الأخوة الإيرانيين والرئيس بوتين أبلغ هذا المضمون للرئيس روحاني، وأرسل لي الرئيس روحاني وأبلغني بهذا الأمر، وأيضاً الروس أرسلوا وفداً رفيع المستوى الى دمشق والتقوا بالرئيس الأسد وأبلغوه هذا الأمر وانتظروا جواباً من الإيرانيين ومن السوري.
بالتداول مع الإيرانيين، وأنا من جملة الجهات التي تمّ سؤالي عن هذا الأمر من باب التشاور، أنا قلت لهم الأميركيون سيخرجون بقيتم أم خرجتم، هم يبحثون عن ثمن ليحفظوا ماء وجههم وتغطية خروجهم وليقولوا خرجنا بانتصار عظيم، لأن داعش كانت لم تنتهِ بعد، نحن خرجنا واستطعنا أن نُخرج الإيرانيين من سوريا، وهذا طبعاً في أميركا يجعله ترامب إنجاز عظيم، ونتنياهو يجعله إنجاز أعظم في الكيان الإسرائيلي.
جواب الإيراني كان الرفض، نحن أصلاً موجودون بطلب من الحكومة السورية، نحن أتينا الى سوريا نقاتل الإرهاب والجماعات التكيفيرية وهي لا زالت موجودة في سوريا، فلم ينتف السبب لوجودنا فلا معنى لخروجنا، نقطة على أول السلطر وانتهى الموضوع.
الرئيس الأسد أيضاً أعطى نفس الإجابة وقال أنا أرفض أن يخرج الإيرانيون، ربّما تعبير القوات لا يكون دقيقاً، يوجد جنرالات، ضباط، مستشارين، ولوجستيين، قال أنا أرفض، أصلاً مساواة الإيرانيين بالأميركيين، هؤلاء جهة جاؤوا بطلب منّا، وهؤلاء محتلون، هؤلاء أصدقاء وهؤلاء يدعمون أعدائي، والمعركة هنا لم تنته وإذا أرادوا هم أن أخرجوا سأقول لهم أنا لست راضياً ويجب أن تبقوا. فأُسقط في يد الأميركيين.
طبعاً الروسي أيضاً للإنصاف لم يمارس ضغطاً، كان ناقل رسالة، تعرف في الجو الإعلامي يوجد شغل على الموضوع الروسي الإيراني، أحياناً الروس يثقلون الأمر ولكن للإنصاف في ذلك الحين الروسي نقل الرسالة وبشكل مؤدّب وقال يوجد هذا العرض، فعندما قيل لا أعاد الجواب بالرفض للأمريكيين وانتهى الموضوع. أخذ علم ترامب أن هذه المحاولة غير مجدية، "شدّوا الهمّة" على داعش لأن عندهم مهلة ستة أشهر لذلك تلاحظ في الآونة الأخيرة ازدادت العمليات والقصف الجوي وارتكبوا مجازر أيضاً من أجل القضاء على داعش في منطقة دير الزور.
انتهى الوقت وترامب لم يُفاجئ أحداً، ميتيس وزير الدفاع والمسؤولون الآخرون في الولايات المتّحدة الأميركية يعرفون من سبعة أشهر أن المهلة المعطاة لهم هي ستة أشهر، لم تستطيعوا فعل شيء ولم تحصلوا ثمن فأخذ الرجل قرار بالخروج.
لماذا يريد الخروج؟ قو قال رمالٌ وموت، أصلاً لا الشعب السوري يعني له شيئاً ولا مستقبل سوريا يعني له شيئاً، وبالبُعد الإيجابي لا الإنتخابات ولا الحرية ولا الديمقراطية، لا شيء، هو في نهاية المطاف تعنيه إسرائيل ويعنيه ربّما بعض الخطوط الحمر وبعض الضوابط وبعض الجماعات، يقول أنا يمكن أن أخدم هؤلاء من خلال الهيمنة السياسية والحل السياسي والضغط، هو قال أن سلاح الجو يبقي مسلّطاً، يعني حين قصفوا دمشق في فيلم الكيماوي من أين أتوا؟ من قطر ومن البحر المتوسط قاعدة العديد، فهو لا يحتاج أن يكون له قواعد في سوريا ليواصل الضغط العسكري على سوريا، هو يستطيع أن يفعل ذلك. فإذاً هو يخرج من شرق الفرات ويفي بأحد وعوده الإنتخابية والذي يعبّر أيضاً عن فشل. أصل فكرة سحب القوات من سوريا وأفغانستان والعراق وتخفيف القوات وإعادة النظر هو بالحقيقة إستراتيجية جديدة، هذا ما أسمّيه أنا النسخة الترامبية في المشروع الأميركي.
غسان بن جدو: إذاً هو لا يناور وليس تكتيكاً، هو جادٌ في هذا الأمر وكما وصفته بالصادق، ولكنه في النهاية هو تعبير عن إخفاق حتى لا أقول هزيمة، وليس بالضرورة هزيمة لترامب، بل هزيمة للمسار الأميركي ككل.
السيّد نصرالله: هو فشل وإخفاق وهزيمة أىضاً، الآن حالة التردد التي نشأت عنده سببها أن عادوا الأميركان قالوا له يا أخي الأكراد حلفاءنا، سأقول لك لماذا جرى هذا التردد الأخير. التردد الأخير حين أعلن ترامب أنا سأنسحب هو قال أن سوريا رمال وموت، لكن يوجد أمر أهم من ذلك قاله، الى متى سوف نبقى شرطي الشرق الأوسط؟ أعطى أكثر من إشارة أن هذه القوات الموجودة في هذه المنطقة لا داعٍ لأن تبقى، مع الوقت أنا أريد أن أخرج من هذه المنطقة، هذا ماذا أحدث في المنطقة أستاذ غسان؟ سأترك إسرائيل لبعد قليل، أحدث لدى النظام في السعودية، العديد من دول الخليج المعادية لسوريا، كل حلفاء أميركا في المنطقة سواء كانوا جماعات أو أحزاب أو شخصيات فضلاً عن دول، أحدث حالة من الإحباط الكبير والخوف الشديد، هو يعرفهم، هو حين يقول لهم لولا نحن ما صمدتم أسبوع، لولانا طائراتكم تحلق في السماء ولا تنزل الأرض، لولانا يا سعودية تتكلّمين الفارسية، هو يقول لهم لولانا نحن ونحن لن نبقى شرطياً فسنذهب. هذا أوجد حالة من الإرباك والوهن والخوف في المنطقة، هذا واحد. لذلك أصبحت هذه الدول والجماعات كلها، من الأحزاب الكردية نزلوا الى بيروت طلبوا لقاء مع حزب الله والتقوا معنا، ومن هنا سافروا، الجهات المعنية بالتفاوض من الوحدات الكردية، ومن هنا ذهبوا الى موسكو والى العراق وطلبوا وساطة عراقية مع الرئيس بشار الأسد.
غسان بن جدو: تقصد مَن بالتحديد؟ قوات سوريا الديمقراطية؟
السيّد نصرالله: قوات سوريا الديمقراطية، أي الجهات المعنية بالتفاوض السياسي، بسرعة الى موسكو، الى العراق، الى لبنان، لماذا؟ لأنهم شعروا أنه خانهم، هذا من ناحية شرق الفرات.
من ناحية الدول الكل أصبح يفكّر بتعزيز العلاقة مع روسيا، هذا يريد إعادة النظر بالعلاقة مع إيران، ناس باتت ترتّب وتريد الأولويات في سوريا، وهنا قصة الموضوع العربي في سوريا، الآن أولاحقاً؟
غسان بن جدو: أكمل في هذه النقطة بالتحديد.
السيّد نصرالله: أنا معلوماتي، هذا المشهد الذي رأيناه في الأسابيع الماضية أن الإمارات فتحت سفارتها في سوريا.
غسان بن جدو: قبل ذلك البشير، الرئيس حسن البشير.
السيّد نصرالله: أحسنت، الرئيس البشير جاء الى سوريا، جاء لوحده؟
غيسان بن جدو: ما هي معلوماتكم؟
السيّد نصرالله: بضوء أخضر سعودي.
غسان بن جدو: معلومات.
السيّد نصرالله: نعم، أخضر سعودي خليجي، بالنهاية الرئيس البشير في المدة الأخيرة ذهب الى ذاك الفريق، ومسألة المجيء للرئيس بشار الأسد هي مسألة تعني لهم كثيراً.
غسان بن جدو: عفواً ليس ترتيباً روسياً أغضب السعودية والإمارات.
السيّد نصرالله: المشكلة بين الرئيس البشير الآن والسعودية لا علاقة لها بمجيئه الى سوريا بل بعدم وفاء السعودية مع الرئيس البشير بالوعود والإلتزامات المالية التي قُدّمَت له للأسف الشديد إزاء إرسال كتائب من الاجيش السوداني للقتال في اليمن، هذه المشكلة لا علاقة لها في سوريا.
على كل حال مجيء الرئيس البشير، السفارة الإماراتية، إعلان وزير خارجية البحرين بالسفارة، بالمناسبة كان يكذب، قال أصلاً نحن سفارتنا في دمشق بقيت مفتوحة وكذا، غير صحيح، على كل حال بدأنا نرى جو عربي وتسريبات سعودية واللواء على المملوك ذهب الى القاهرة وصار كلام أنه ربّما الرئيس السيسي يأتي الى دمشق، وكان هناك كلام أن الرئيس الموريتاني يأتي الى دمشق وكذا، ما السبب؟ أيضاً هنا معلومات من أكثر من جهة ومصدر، على ضوء قرار ترامب بالإنسحاب واستقالة ماتيس الذي كان يشكّل عنصر إطمئنان للكثيرين، والقلق الموجود في الإدارة الأميركية، بات هناك حالة خوف كبير جداً عند جاعة السعودية والإمارات، بالتحديد هاتين الدولتين الثنائي السعودي الإماراتي. عقدوا جلسة تقييم في أبو ظبي على مستوى عالٍ جداً، نحن أين أصبحنا في سوريا؟ المعركة مع الرئيس الأسد انتهت، جماعتهم فشلت، كل الذين موّلناهم أصبحوا الآن عند السيّد أردوغان، تمام؟ أي كل الذين خرجوا من سوريا وكانت تموّلهم السعودية أو خرجوا من جنوب سوريا وكانت تموّلهم السعودية والإمارات وإسرائيل، كله أصبح الآن في الشمال أي عند الرئيس أردوغان. المعركة مع الرئيس الأسد انتهت بالنسبة لهم، فصائلنا وأحزابنا وجماعاتنا وعوامل نفوذنا فشلوا وانتهى هذا الموضوع. الرئيس الأسد حقيقة قائمة والدولة انتصرت، المحور الآخر انتصر في سوريا، لا يزال هناك مكان خطير اسمه أنّ ترامب أخذ القرار أن ينسحب، الأكراد ليس لهم ملاذ إلّا الرئيس الأسد، دمشق، أو دخول تركي الى شرق الفرات، ترامب قال لأدوغان سوريا لك، سوريا لك يعني إذا تركيا أرادت الدخول الى سوريا هذا مشروع خطير بالنسبة للسعودية والإمارات، تصوّر أنّ التقييم وصل الى الإستنتاج التالي، أن الخطر الأول في سوريا ليس إيران، تركيا هي الخطر الأوّل، إيران هي رقم إثنان، الرئيس الأسد لأنه أثبت وضعه في المعادلة ربّما وضعوه رقم ثلاثة كي نتعامل مع الرجل، روسيا لا ممكن أن نتفاهم معها وتشكّل لنا نوع من الضمانة وما شاكل، أي أن النظرة لروسيا أقلّ تشنّجاً. اعتبروا أن الخطر هو تركيا. تعرف هم يفكّرون دائماً طائفياً، إيران في نهاية المطاف، لا تؤاخذني عليّ أن أتكلّم بهذه الصراحة، إيران في نهاية المطاف دولة شيعية الى أي حدّ سيكون لها نفوذ في سوريا وكذا؟ بينما تركيا دولة سنّية ولها أرضية في سوريا وتاريخ علاقات ودولة جوار ودولة حدود، ثمّ أنّ تركيا إذا دخلت الى سوريا مَن يُخرجها من سوريا؟ هنا قلبهم يحترق على سوريا فقط؟ لا، ليس فقط ولا غير فقط، قلبهم ليس محترق على سوريا، هم ينظرون أنّ تقدّم المشروع التركي في سوريا هو تقدّم لمحور بتصنيفهم هم هذا المحور هو تركي قطري إخوان مسلمين، وهذا سيُعيد إحياء هذا المشروع الذي يستهدف باعتقادهم النظام السعودي والنظام الإماراتي والنظام المصري والنظام الفلاني وكذا. إذاً يجب أن نذهب الى سوريا وننفتح على الرئيس الأسد وننفتح على الدولة في سوريا، نبقي على خصومتنا مع إيران، نحاول أن نتفاهم مع روسيا، ونضع حاجزاً وحداً أمام أي تقدّم لمشروع أردوغان في سوريا وبالتالي في المنطقة.
غسان بن جدو: ما الذي حصل حتى يتراجعوا عن الانتفتاح على دمشق؟
السيّد نصرالله: بدأ الإنفتاح، وبدأ الكلام عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، والرئيس البشير ذهب الى الرئيس الأسد وفاتحه بالموضوع وموقف الرئيس الأسد بالنسبة لي لم يكن مفاجئاً.
غسان بن جدو: فاتحه بماذا؟ ما المعلومات؟
السيّد نصرالله: سوريا هي تطلب، ترسل كتاب أن الوضع تغيّر في المنطقة وحريصون على الجو العربي والوحدة العربية والإنسجام العربي، نحن نريد العودة للجامعة العربية، هذا مضمون الرسالي. الردّ، نحن لم نخرج من الجامعة حتى نطلب العودة إليها، لم نستقل منها حتى نتراجع عن الإستقالة، مَن أخرجنا يجب عليه أن يطلب منّا أن نعود، وهذا موقف عزيز وكريم ومتوقّع وغير مفاجئ. وإذا الأنظمة العربية يتوقّعون أنهم حين يقولون للرئيس الأسد وسوريا ها هي أبوابنا مفتوحة وتفضلوا ويشيرون بأصابعهم أن سوريا ستذهب إليهم بالأحضان، فهم مشتبهون، سوريا ستعود للعالم العربي ومصلحتها أن تعود للعالم العربي لكن بكرامتها.
الجديد الذي حدث أنهم أجروا تقييم في أميركا يا سيّد ترامب ماذا فعلت؟ أين حلفاءنا؟ هذا أصبح عن روسيا، وهذا أصبح عند الرئيس بشار الأسد، هذا أصبح يعتبر التهديد في سوريا هو تركي قبل أن يكون إيراني ونحن نريد أن يبقى عدوهم إيران، ماذا نفعل؟ طبعاً في لبنان تفصيل كبير أن أقول القوى السياسية اللبنانية التي كانت تراهن على سقوط الدولة والنظام في سوريا ما كان حالها حين سمعت أن السيد ترامب سينسحب من سوريا. فأخدوا قرار يا سيّد بومبيو اذهب الى المنطقة بجولة، هدف زيارة بومبيو هو أن الناس التي وقعت في الأرض أُحبطَت وانهارت معنوياتها وبدأت تُعيد النظر في خياراتها وعلاقاتها ومستقبلها ومصيرها وبدأت تضع يديها على عروشها، عد وأوقفهم على أقدامهم وقل لهم نحن معكم ولن نتخلّى عنكم ونحن لا نريد أن نخرج من المنطقة والدليل اذهبوا معنا سوياً سنعقد مؤتمراً في وارسو لمواجهة إيران ونفوذها وتهديدها، أي نعود ونأخذهم الى إيران. هذا في ظاهر الحال، وأرسل ديفيد هيل الى لبنان لأن مومبيو كبير على أن يأتي الى لبنان، هيل حمل نفس المضمون والرسالة لطمأنة الخائفين والمخبطين والحذرين والضائعين من السياسة الأميركية في المنطقة.
لكن، بما أننا وصلنا الى هنا في النقاش، أنا أريد أن أختم حول هذه النقطة بالكلمة التالية، الأميركيون لن يستطيعوا أن يفعلوا أكثر مما فعلوا، أنا أقول لحكومات المنطقة ولحكّامها ولشعوبها ولحركاتها ولإسرائيل، في النهاية نعود الى إسرائيل، الأميركيون سيذهبون من المنطقة، سيذهبون من سوريا، يتأخرون شهرين أو أكثر أو أقل، لكن هو أخذ قرار، يا أخي من أفغانستان يرحل، تعرف لمَن ترك أفغانستان؟ تركها لطالبان، لأن في الإتّفاق أخذ التزام من طالبان يقول بعدم السماح بعودة القاعدة وداعش الى أفغانستان، أي أنه يتصرّف كأنّ طالبان هي حكومة المستقبل التي تقدّم ضمانات للولايات المتّحدة الأميركية، أليست هذه هزيمة مدوّية للولايات المتّحدة الأميركية في أفغانستان؟ وطالبان مصنَّفة عندهم على أنها منظّمة إرهابية..
الأميركان يرحلون، الجيوش يمكن أن تقيم حرباً؟ لن يقوم ترامب حرباً بحرب لا لعيون محمد بن سلمان ولا لعيون محمد بن زايد ولا لعيون نتنياهو حتى، أكيد عيونه أغلى عند ترامب، حتى لعيون نتنياهو، ترامب والولايات المتّحدة الأميركية وما تعيشه داخلياً وإقتصادياً وغير ذلك، ليست في واقع ووضعية تمكّنها أن تشنّ حرباً جديدة في منطقتنا، لا حرب أميركية في المنطقة. إذاً ماذا سيفعل؟ من كيسكم أيّتها الحكومات والقوى والأنظمة الموجودة، من أموالكم، من إعلامكم، من دمائكم، يريد أن يجمّعكم من جديد ليضعكم في وجه إيران وإلّا في وضع إيران أربعين سنة، الآن نحن ندخل في ذكرى الأربعين، أربعين سنة، قل لي ماذا تستطيع أن تفعل الولايات المتّحدة الأميركية بل كل طواغيت العالم ولم يفعلوه لإسقاط هذا النظام وهذه الجمهورية الإسلامية المباركة؟
غسان بن جدو: لكن نسبياً إذا، الآن كشفت لنا معلومة هامّة جداً ومهمة جداً بأن الثنائي السعودي الإماراتي اجتمع وتقديره الكبير، ربّما على مستوى سياسي أمني كبير واستراتيجي، بأنّ الخلاصة التي تفضّلتم بها، ولكن مع ذلك يبدو بأنه نجح، أولاً هو لجم الدول العربية على العودة الى دمشق وانفتاحها، ثانياً الآن نحن نسمع خطاب آخر جديد.
السيّد نصرالله: قصة لجمهم هذا أمر طبيعي، هم يُلجَمون بسرعة، أنت تفترض أن هذه دول شجاعة ومستقلة وذات إرادة حقيقية وتستطيع أن تتمرّد على سيّدها الأميركي لا..
غسان بن جدو: المقصود أنه عاد ليس فقط أن يعبئَهم ولكن كأنه عاد الأميركي بهذه الطريقة التي تفضلت بها ليصبح هو المحور من جديد، أي عادت السعودية والإمارات وكل الدول، ما توصَف بالدول المعتدلة..
السيّد نصرالله: هذا لا يُسمّى نجح، هذا اسمه منع الإنهيار السريع، في حالة إنهيار للمحور الآخر..
غسان بن جدو: هل أبطأ أم أوقف الإنفتاح على سوريا بهذه الحالة؟
السيّد نصرالله: اللغة التي سمعناها نحن ونُقلَت إلينا أنّهم "يا واش يا واش" ، ليس واضحاً الى الآن القرار بالبقاء على الإنقطاع أو السلبية الكاملة. أعطيك مؤشّراً، من يومين كان هناك لقاء بين وفد إقتصادي إماراتي وسوري، التبس عليّ اللقاء في دمشق أو في الإمارات، أي بمستوى معيّن أعتقد أنهم سيكملون. في مستوى معيّن في اللقاءات السرّية سيتّضح لاحقاً أن هناك زوّاراً جاؤوا الى سوريا، وشخصيات مهمة من بعض هذه الدول العربية ولم يُعلَن عنهم، ولكن هذا الأمر بيد القيادة السورية قد تعلن لاحقاً، مستويات عالية، أمنية بالحدّ الأدنى.
غسان بن جدو: رؤساء وأجهزة مخابرات مثلاً؟
السيّد نصرالله: مثلاً.
سان بن جدو: أصحاب قرار؟
السيّد نصرالله: نعم.
غسان بن جدو: في هذه الدول الخليجية الفاعلة؟
السيّد نصرالله: دعنا الآن نقول في الدول العربية لا تضيّق لي الدائرة وتقول لي شيخ أو سيّد، أستاذ أو حاج، دكتور أو مهندس. يكفي هذا المقدار. طبعاً نافذة.
الآن الأميركيون يحاولون أن يشدوا بالدول العربية هذه الى الخلف لكن طبعاً لم يقدّموا لهم حتى الآن ما يُقنعهم أو يطمئنهم بأننا لن نترك سوريا لتركيا، لأن هذا ما تريد السعودية والإمارات والرئيس السيسي مصر والآخرون أن يسمعوه بشكل واضح، لذلك نحن قد نشهد في الموضوع العربي تباطؤ أو برودة في الإندفاع تجاه سوريا، أنا لا أجزم بأن هذا الموضوع سينتهي بالكامل، إذاً أختم هذه النقطة لأقول أنّ الأميركي فشل في سوريا. طبعاً المحبَط الأكبر في هذا الفشل هو نتنياهو.
غسان بن جدو: نقطة فقط سماحة السيّد حول ما يتعلّق بالرئيس بشار الأسد، لأن أشرتَ قبل قليل عندما نقل الروسي رسالةً أميركيةً بضرورة أن ينسحب الحليف الإيراني والحلفاء الآخرون هو رفض هذه المسألة، أنا أودّ أن أعود بك الى آخر خطاب قبل أشهر وذكر فيه بالحرف وقتذاك الحلفاء، شكرهم وحياهم بإشارات إيجابية بالغة، الحليف الروسي، الحليف الإيراني وسمّى الإمام الخامنئي، وسمّى المقاومة في لبنان. سؤالي ما يلي سماحة السيّد، هل هذه التحية هي من باب الوفاء الأخلاقي المعروف عن الرئيس بشار الأسد، معروف أن هذا الرجل وفيّ أخلاقياً مع جميع حلفائه وعلى مدى تاريخ وجوده، هل هي كنم باب الوفاء الأخلاقي أم هي رسالة إستراتيجية في العمق؟ هؤلاء هم حلفائي خلال الحرب والصمود وبالتالي هم حلفائي في اللاحق من مراحل؟
السيّد نصرالله: الإثنان معاً، يمكن الجمع بينما، هذا موقف أخلاقي وإستراتيجي أيضاً، هو يفكّر في هذه الطريقة، وكل الذين زاروه حتى الآن وحاولوا أن يقتربوا من هذه النقطقة يُيبهم بوضوح وصراحة، الذين وقفوا معي خلال هذه السنوات، الى جانب الجيش السوري والشعب السوري وسوريا وساعدوني في منعها من السقوط في يد الإرهابيين والتقسيم وكذا، هؤلاء أنا لا يمكن أن أتخلّى عنهم أو أقطع علاقتي معهم مهما كانت..
غسان بن جدو: أنا لا أتحدّث عن قطع العلاقات، أنا أتحدّث عن الأبعاد الإستراتيجية، سوريا في مرحلة المقبلة ما بعد الحل النهائي والسياسي هي أين بالتحديد؟ هل هي ضمن هذا الخيار الإستراتيجي مع الإبقاء على العلاقات المفتوحة مع الغرب أم نعود الى المربع الأول الذي خرجنا منه عام 2011؟
السيّد نصرالله: هي في هذا الموقع، في هذا الخيار الإستراتيجي، يمكن أن تفتح علاقات أوسع مع الغرب ممكن، الرئيس بشار حاول ،قبل الرئيس حافظ حاول، لكن دائماً المشكلة كانت أن الغرب يريد مقابل العلاقات المزيد من التنازلات والخضوع مثلاً، وهذا ما ترفضه القيادة السورية سابقاً وحالياً.
غسان بن جدو: أنا أذهب بك الى الجانب الإسرائيلي، هل في هذه المعادلة، السوري أين هو من إسرائيل وإسرائيل أين هي من سوريا الآن خصوصاً بعد القرار الأميركي؟
السيّد نصرالله: باعتبار أنه يوجد معركة بيننا وبين نتنياهو، نتنياهو الذي يقدّم نفسه الآن أنه يقود انتصارات عل ىجبهات متعددة ويوظّف في زيارته الى سلطنة عمان وزيارته الى تشاد، ورأينا في الأنفاق كيف تصرّف، ألستَ أنت الذي كنتَ رئيس وزراء من عام 2011 الى اليوم؟ أين هو مشروعك في سوريا؟ لماذا لا تصارح شعبك بأنك خسرتَ كل رهاناتك حتي الآن في سوريا؟ هو راه على سقوط النظام وسقوط الرئيس الأسد، راهن على انهيار الجيش السوري، راهن على سيطرة الجماعات الإرهابية والتكفيرية على سوريا، قدّم لهم المساعدة، أيزنكوت قبل أن يخرج لأوّل مرّة يعترف أنهم قدّموا السلاح والذخيرة للجماعات المسلّحة، الدواء والإستشفاء كان علنيّاً، لكن اعتراف رسمي أنت قدّمت لهم السلاح والذخائر وكان هذا الأمر مفاجئاً، أنت قاتلت معهم في جنوب سوريا وكنتَ تستهدف الجيش السوري ومواقعه ومدافعه في كثير من العمليات عندما تشعر هذه الجماعات بالضيق، وأنت كنتَ جزء من هذه الحرب الكونية الإعلامية الدبلوماسية السياسية الأمنية العسكرية على سوريا وكان هدفك أن يرحل الرئيس بشار وأن يسقط النظام وينهار الجيش العربي السوري، ماذا حققت؟ أين هم جماعتك الآن في سوريا الذين سلّحتهم ودافعت عنهم؟ هذا أولاً.
اليوم عاد نتنياهو ليقول نحن ضمانتنا جيشنا وحدودنا وكياننا لكن أنت لم تمارس هذا على مدى سبعة أعوام، هذا الفشل الأول. الفشل الثاني، أنت وضعت هدفاً لاعتداءاتك في سوريا أنك تقوم بأعمال قصف لأهداف لوجستية لمنع وصول الإمكانات الى حزب اله في لبنان والأسلحة النوعية والصواريخ الدقيقة ولذلك هم كانوا غامضون لا يعترفون، لكن هو وأيزنكوت، لماذا أُصرّ على هذا الموضوع؟ لأقول أن هناك توظيف إعلامي سياسي له علاقة بالبُعد الشخصي لكليهما وبالإنتخابات، عندما يقول نحن قمنا بمئتي عملية قصف، تارة يقول مئتين وتارةً أخرى يقول 400، النتيجة؟ أنت لم تتمكّن من أن تمنع من وصول الإمكانات المطلوبة الى لبنان وأنت فشلت أيضاً في سوريا، تخرج وتقصف لكن هذا لا يعني أنك تحقق الهدف، أيٍّ كان يمكنه أن يقصف.
الهدف الثالث الذي أعلنته إخراج إيران من سوريا، ولم تترك طريق الي موسكو إلا وسلكته ذهاباً وإياباً، وعملت بكل نفوذك في أميركا، الى حدّ أن الأميركيين وضعوا ورقة إنسحابهم من سوريا مقابل خروج إيران من سوريا، وفشلت، قل لي أين إنجازه الذي يفاخر به في سوريا؟
نعم، الآن يوجد شيء في سوريا، إذا أردت أن أقوم بتقييم سريع في هذه النقطة أقول الإسرائيلي خابت كل آماله في سوريا وخسرت كل خيراته وما قام به من 2011 الى اليوم لم يؤدِّ الى نتيجة، وهذه سوريا تعود من جديد وينهض جيشها وبالعكس دفاعها الجوي بات أقوى وأفضل وجيشها أصبح عنده خبرة أعلى وستتعافى وتُبنى وتُعمَّر سوريا وتعود أفضل ما كانت إن شاء الله، ولن تتخلّى رغم كل الآلام والجراح التي لحقضت بها، لن تتخلّى عن مسؤوليتها القومية والعربية.
بقي موضوع، هو آتٍ ويقول أنا من خلال القوّة العسكرية أريد أن أفرض إخراج إيران من سوريا، وهذا هدف ليس بجديد، هذا بات له عدة سنوات يعمل عليه وفشل به، حتى الآن فشل سياسياً في إخراج إيران وفشل عسكرياً في إخراج إيران من خلال كل القصف التي كان يقوم به تحت عناوين وذرائع ولم يكن يتبنّى. الى أين يريد أن يذهب نتنياهو في هذا الأمر؟ الذي حصل في الأيام الأخيرة في السماء السورية، طبعاً هو تطوّر كبير لا شكّ فيه، ولذلك أنا حين قلت في بداية الكلام عليه أن ينتبه جيّداً وألّا يخطئ في التقدير، في أي لحظة يمكن أن يُتّخَذ قرار، لأنني لا أريد أن أقول أنه اتُّخذ قرار، في أي لحظة قد يُتَّخَذ قرار بتعاطي مختلف مع الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا من قبَل سوريا، من قبَل القيادة السورية ومن قبَل محور المقاومة أيضاً. لماذا أقول له لا تُخطئ التقدير؟ تقول لي ما الذي تغيّر؟ هو بات له شهرين وأكثر وسنتين وأكثر يقصف والأمر على حاله، طبعاً مع العلم أنه يقصف وهو في مكان ما ينتبه لبعض قواعد الإشتباك حتى اللحظة، فيما يعني حزب الله مثلاً، فيما يعني الإيرانيين، في اليوم الذي قتل فيه أخواننا في القنيطرة استُشهد عميد إيراني كان معهم، خرج الإسرائلييون قالوا يا أخي نحن لم نكن نعرف أنه يوجد إيراني، أي يقولون نحن لا نريد أن نقتل إيرانياً، قتلنا شباب حزب الله وجاء الردّ في لبنان. هو منتبه ألّا يقتل من شبابنا لأننا ملتزمون بالردّ في لبنان، حتى عندما يكون هناك استهداف للسوريين يحاول ألّا يقتل، حتى يكون المرء منصفاً، أحياناً حين يسقط شهداء سوريين يكونون من ضباط وجنود الدفاع الجوي الذين يتصدّون بشكل مباشر. حتى من الإيرانيين على ما أذكر في T4 حين سقط شهداء وجرى الذي جرى. يومذاك، ربّما تقول لي ما الفرق؟ أنا أقول لك أولاً الفرق خلال الفترة الماضية كانت الأولوية عند الجميع هي ليس الذهاب الى مشكل كبير مع الإسرائيلي في سوريا بل الأولوية لإنهاء المعركة الداخلية، المعركة الداخلية صحيح لم تنته لكن أصبحنا في أحسن حال، هذا متغيّر ويجب على نتنياهو ومجموعته أن ينتبهوا له، هذا متغيّر كبير ومهم جداً، وأنا أعرف ما هو في سوريا، أعرف الوضع النفسي والوضع المعنوي واللوجستي والميداني والإمكانات والظروف، وضع مختلف تماماً عمّا كنّا عليه في عام 2018 فضلاً عن 2017 و2016. المتغيّر الثاني المهمّ أنه حتى الجيش السوري لملم نفسه بدرجة كبيرة جداً. المتغيّر الثالث والمهم هو الدفاع السوري وقدرته على المواجهة التي تحسنّت بدرجة كبيرة جداً. حتى العامل الروسي يمكن للبعض أن ينظر إليه من زاوية سلبية ولكن ممكن النظر إليه من زاوية إيجابية لأن العامل الروسي قد يعطي هامشاً ما للإسرائيلي ولكن لا يستطيع أن يفتح له كل الهوامش وأن يذهب بعيداً.
حتى محورنا في العراق الآن مرتاح، داعش انتهت، حتى في إيران ما كان ينتظره ترامب في 14-11 حين يُدخل العقوبات حيّز التنفيذ هو كان يقول ستنزل الملايين الى الشارع والنظام سيسقط، إيران استوعبت الموضوع حتى اعتصام صغير لم يحدث، إذاً إيران رغم العقوبات متماسكة ومرتاحة، وضعنا في العراق مرتاح، وضعنا في سوريا مرتاح، وضعنا في لبنان مرتاح بشكل عام من زاوية إستراتيجية.
إذاً يوجد متغيّرات مهمة، ولذلك كل التقديرات التي تُقدَّم الآن عند الكيان الإسرائيلي من كبار الجنرالات والمعاهد المحترمة لديهم البيئة الإستراتيجية في المنطقة مختلفة عمّا كانت عليه في العام الماضي وقبله وقبله وقبله، ويقولون الحرب خطرة ولن تكون مع جبهة واحدة أو جهة واحدة وإنّما قد تُفتَح علينا كل الجبهات وما سيلحق الجبهة الداخلية سكيون كبيراً وخطيراً جداً، كل هاذ المتغيّر في البيئة الإستراتيجحية يجب أن يأخذوه في عين الإعتبار. طبعاً نحن محونا أيضاً يأخذه في عين الإعتبار.
الخلاصة التي أودّ قولها، لأن الوقت بدأ يضيق جداً، الخلاصة التي أودّ أن أقولها هذه الليلة هي رسالة لنتنياهو أنّ عليك أن تكون حذراً في التمادي فيما تقوم به في سوريا، لا تخطذ التقدير ولا تأخذ المنطقة الى حرب أو الى مواجهة كبرى.
غسان بن جدو: هل نفهم من ذلك بأن كل الإعتداءات الإسرائيلية على مدى الفترة الماضية والتي بكل صراحة سماحة السيّد وكما وصلنا في الآلاف من الأسئلة، باتت مهينةً بكل صراحة، هل نفهم من ذلك أن عدم ردّ المحور بشكل عام، هي سوريا تدافع، أي عندما تعتدي إسرائيل دائماً نسمع بأنها تدافع، الرد الفعل هناك، هل هو قرار سياسي أم عجز عسكري؟ وثانياً في الوقت نفسه بعد إذنك، عندما نتحدّث عن القرار السياسي هل هو قرار سياسي ذاتي أم أنه بسبب أيضاً، لا أقول النفوذ ولا الضغط، ولكن التمنّي الروسي بعدم الرد؟
السيّد نصرالله: هو رؤية سياسية، قرار سياسي منطلق من تنظيم الأولويات في تلك المرحلة، ليست عجز عسكري أبداً، قرار سياسي ينظّم الألويات.
غسان بن جدو: قرار سياسي ذاتي.
السيّد نصرالله: نعم.
غسان بن جدو: الآن عندما تقول على نتنياهو أن ينتبه بأن المحور قد يردّ، المحور أليس كذلك؟ هل فهمي دقيق؟ المحور وليست دمشق، المحور قد يردّ.
السيّد نصرالله: لكن في مقدّمه دمشق، دمشق هي صاحبة القرار الأول.
غسان بن جدو: إذا تمادى نتنياهو بهذا الشكل فإنّ المحور قد يردّ، يردّ الى أي مدى؟ هل يصدق كلام الدكتور بشار الجعفري في مجلس الأمن، وطبعاً كان يتحدّث باسم عاصمته وقيادته وليس من عندياته قطعاً، هل تنتظرون منّا مثلاً أن نردّ على تل أبيب؟
السيّد نصرالله: كل شيء ممكن، في لحظة من اللحظات كل شىء ممكن.
غسان بن جدو: هل محور المقاومة يدرس بتقدير استراتيجي هذا الأمر الآن؟
السيّد نصرالله: بالتأكيد، دائماً عندما تحدث أحداث من هذا النوع يحصل تواصل وتقييم.
غسان بن جدو: الآن تتواصلون وتتشاورون وتقيّمون في هذا الأمر.
السيّد نصرالله: يحصل تواصل وتقييم ودراسة وتدقيق وأخذ عبَر وإعادة تقدير للموقف.
غسان بن جدو: وما تفضّلتم به قبل قليل من أن على نتنياهو بأن المحور قد يردّ هو أنت تتحدّث باسم المحور وليس فقط كأمين عام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.
السيّد نصرالله: طبعاً.
غسان بن جدو: إذا نتنياهو تبلّغ رسالةً واضحةً اليوم، والرأي العام أيضاً الذي تساءل أعتقد أنه تلقى إجابة دقيقة أيضاً بهذا الشأن.
طبعاً الوقت ضاق كثيراً، نحن كنّا نتوقّع أن ننتهي حوار العام في هذه اللحظات، إذاً أستميحك عذراً سماحة السيّد في نصف ساعةٍ إضافية وأستميح سادتنا المشاهدين في نصف ساعة إضافية، سنتحدّث بعجالة وخلاصة وبإجاباتٍ نتمنى أن تكون مختصرة حول لبنان، حول البحرين، حول اليمن وحول جزء من العراق، بعد إذنك، نتمنى ذلك سماحة السيّد ونحن نثق كثيراً في تكثيفك وتركيزك.
فاصل
غسان بن جدو: سماحة السيّد حول فلسطين هل يمكن القول إن صفقة القرن تجمّدت أم انتهت؟
السيّد نصرالله: لا نستطيع القول أنها انتهت لكن اهتزّت بشكل كبير جداً، قد تكون تجمّدت، أنا أريد أن أكرر كلام قديم، قلت أن هذه الصفقة لها ثلاثة أضلاع، ترامب، نتنياهو، محمد بن سلمان، نتنياهو تشاهدون وضعه، ترامب تشاهدون وضعه، لكن أنا أعتقد أن الضلع الأهم في صفقة القرن كان هو الأمير محمد بن سلمان، أن الصفقة كانت تحتاج الى جهة عربية، دولة عربية لها موقع قيادي كبير ولها قداسة دينية معيّنة، خادم الحرمين الشريفين، ولديها آلاف المليارات من الدولارات، لديها الإعلام والدين والأموال والدينار وكل شيء. هو يحمل هذا المشروع وهو يفرضه ويسوّقه، طبعاً في مقابل العرش لخمسين عاماً، هذه هي صفقة القرن الحقيقية.
على كل حال اليوم الأمير محمد بن سلمان هو في وضع صعب، هو يحتاج لقارب نجاة، هم لم يعد عموداً يمكن أن تبني عليه مشروعاً بهذا الحجم في المنطقة، هو بحاجة لمَن ينقذه في داخل السعودية وفي المنطقة والعالم العربي وحتى في داخل الولايات المتّحدة الأميركية وداخل الكونغريس أيضاً. لذلك نتيجة فشله في اليمن، نتيحجة فشله الداخلي، نتيجة ما تعانيه السعودية اليوم وهي تمرّ في أسوأ مراحل حياتها على كل صعيد، وأيضاً الجريمة التي ارتُكبَت في القنصلية السعودية في حقّ الصحافي الخاشقجي، وكل هذه المجريات، أنا أعتقد اليوم هاذ الضلع لم يعد في المعادلة، أي أن محمد بن سلمان لا يستطيع أن يفعل شيئاً لصفقة القرن، هذا واحد، إذاً السند العربي سقط، وأنا معلوماتي أن كوشنير في بدايات 2018 التقى مع الأردنيين والمصريين والعديد من الدول الخليجية ودول إفريقيا، وكلهم قالوا له وحتى المصريين، نحن لا نستطيع أن نحمل هذا المشروع على كتفنا ونحتاج الى كتف قوي، الكتف العربي القوي الوحيد حالياً الذي يستطيع أن يحمل هذا المشروع هو الصعودي ومحمد بن سلمان، كان، وهذا سقط.
يُضاف الى ذلك أن هناك مشكلة حقيقية في موضوع صفقة القرن أنهم لم يجدوا، حتى لو بقي محمد بن سلمان، هذه مشكلة على كل حال كانت موجودة وهي تُسجَّل لكل الفلسطينيين، لن تجد فلسطينياً مهما كان موقعه في أي فصيل فلسطيني، في أي تنظيم فلسطيني، في أي موقع فلسطيني يمكن أن يوقّع، هم مثلاً وقّعوا أوسلو، نحن عندنا منقف واضح من أوسلو، ممكن أن تفترض أن يساوم أحد على اللاجئين، على الحدود، أحداً يقبل بدولة منزوعة السلاح، أحداً يقايض أراضي، لكن لن تجد فلسطينياً حاضراً أن يوقّع على صفقة لا يوجد فيها القدس الشرقية بالحدّ الأدنى، هذا من أين يأتون به؟ وكل مشروع صفقة القرن مبني على هذا الأساس، لذلك هذا مشروع أصلاً يحمل فشله في داخله، بحد ذاته غير قابل للحياة.
غسان بن جدو: طالما أشرتَ بإيجابية الى الجانب الفلسطيني بما فيهم الرسمي والفتحاوي الى هذه النقطة، يُحسَب لمحور المقاومة وبشكل أساسي لإيران وحزب الله أنه حتى في مرحلة الفتور بينكم وين فصيل مقاومة رئيسي وهو حماس خلال السنوات الماضية، أن العلاقات كانت جيّدة على الأقلّ مع الجناح العسكري القسام..
السيّد نصرالله: حتى مع الجناح السياسي.
غسان بن جدو: الآن تقول لنا حتى مع الحناح السياسي، يُحسَب أنها كانت لديكم علاقات ممتازة مع الفصائل المقاومة ومع الفصائل الوطنية الأخرى وليس فقط حماس والجهاد، حتى الفصائل الوطنية الأخرى بشكل أساسي. وردتنا أسئلة سماحة السّء تعيب عليكم بأنكم لا تُقيمون علاقة، أنا أتحدّث عن المحور، لا تقيمون علاقاتٍ مع كل الفلسطينيين، بمعنى لا تنظرون للفلسطينيين ككل، تنظرون له ققطع، وبشكل أساسي لرام الله والسلطة وفتح.
السيّد نصرالله: نحن لدينا علاقة مع الجميع، مع حركة فتح لدينا علاقة، السفارة الفلسطينية تمثّل السلطة ولا تمثّل حركة فتح، وعلاقتنا معها جيّدة ونستقبلهم بشكل دائم، على ضوء نقل السفارة الى القدس أنا استقبلت كل الفصائل الفلسطينية، أيضاً جاء وفد من فتح من رام الله والتقيت بهم أيضاً أنا شخصياً وهم يلتقون بشكل دائم مع أخواني. إذاً نحن حزب الله علاقتنا مع كل الفصائل دون استثناء.
سوريا كانت أيضاً علاقتها مع الجميع، الآن إذا كان هناك مشكلة في العلاقة هي مع حماس فقط، مع فتح، مع الجبهة الشعبية وبقية التنظيمات موجودة في سوريا وخارجها. بالنسبة للجمهورية الإسلامية الآن سفارة فلسطين في الجمهورية الإسلامية لمَن تتبع؟ للسلطة الفلسطينية، هي لا تتبع لحماس ولا لفصائل مقاومة ولا لقوى التحالف، نعم، بطبيعة الحال العلاقة ليست بالدفء والبرودة والمستوى العالي والمستوى التنسيق والتواصل يتفاوت هذا أمر طبيعي لأننا نخلف في الرؤى والبرامج ولأولويات، لكن حتى محورنا هو حريص في العلاقة مع الكل.
غسان بن جدو: تحدّثتَ قبل قليل عن ضعف محمد بن سلمان ولي العهد، هل تعتقد أن هذا الضعف قد ينعكس إيجابياً على حلّ الملفّين البحريني واليمني؟
السيّد نصرالله: بطبيعة الحال.
غسان بن جدو: كيف؟
السيّد نصرالله: أولاً في البحرين أنا أعتقد، أنا دائماً كنت أقول هذا حتى في الإعلام، أنّ المشكلة أن القرار لو ان في يد نظام آل خليفة وحكامهم يمكن لو ذهبوا الى حوار وكانت دائماً المعارضة البحرينية تؤيّد الحوار والذهاب الى حوار، لكن أنا شخصياً في صورة هذا المشهد وأعرف أن المعارضة البحرينية طلبت وساطات عدد من الدول وقطر دخلت في الوساطة ولاحقاً اتّهموا الشيخ سلمان بالتخابر مع قطر، تركيا دخلت في الوساطة، وزير خارجية تركيا في ذلك الحين أوغلو ذهب الى البحرين بطلب الوساطة لحلّ المشكلة البحرينية، أمير الكويت دخل في الوساطة، أي عدة دول دخلوا في الوساطة ولكل عندما عادوا كان الإستنتاج، أنا لا أريد أن أحمّلهم في النصّ، لكن الإستنتاج أن المسألة عند السعودية.
غسان بن جدو: الآن السعودية كيف؟ هل يمكن أن ينعكس إيجاباً أم لا؟
السيّد نصرالله: حتى الآن لم ينعكس إيجاباً.
غسان بن جدو: لأن الحكم على بن سلمان بالمؤبّد يُشير الى التشدد وليس العكس.
السيّد نصرالله: حتى الآن لم ينعكس إيجاباً لكن قد سنعكس إيجاباً، إذا استمرّ الوضع عما هو عليه قد ينعكس إيجاباً.
كذلك الحال في اليمن، إئاً في البحرين في الحقيقة الذي يحول دون وصول الحوار في البحرين، أو يمنع حتى إنطلاق حوار في البحرين، هي السعودية. غداً يستطيع أي أح في النظام في البحرين أن يردّ عليّ هذا شأنه يمكنه ذلك لكن هذه هي الحقيقة التي يعرفه كل أهل البحرين.
بالنسبة لليمن السعودية ذهبت الى أبعد مدى هي والإمارات، بفضل صمود اليمنيين وبطولاتهم، وأنا أعتبر صمودهم أسطوري ولا أتكلّم عافياً بل حتى إذا أردنا أن نتكلّم علم وعسكر وميدان، واحد زائد واحد يساوي إثنين، كيف كان يُقال عن تجربة المقاومة في فلسطين ولبنان أنه يجب أن تُدرَس في الأكاديميات العسكرية في العالم، الأجدى والأحقّ أن يُدرَس في الأكاديميات العسكرية في العالم هي التجربة اليمنية، شيء مذهل.
على كل حال، الجماعة صمدوا وصبروا واستُخدم في حقّهم أبشع أنواع الحروب، الإقتصادية، التجويع، الأمراض، الحصار الإقتصادي، التخوين، التحريض المذهبي، التحريض الطافي، القصف الجوي، التدمير، ولكنهم صمدوا.
اليوم السعودي وصل الى نقطة هو والإماراتي لا يستطيعان أن يكملا الحرب، وحتى ما يُسمى بالمجتمع الدولي تعب، يا أخي الى أين تستمرون؟ أصبح الأمر محرجاً. أنا أعتقد، وعلى كل حال أعتقد أن أخواننا في اليمن يفكّرون بهذه الطريقة،ي جب أن نبقى حذرين لكن على الأقوى أنه بُني سقفاً اسمه يجب الذهاب الى الحلّ، يجب انتهاء الحرب، لماذا يجب انتهاء الحرب؟ ليس كرم أخلاق من ترامب ولا من محمد بن سلمان ولا من كل المتورّطين في هذه الجريمة التاريخية بحقّ شعب اليمن وحضارة اليمن، بل بسبب الفشل العسكري الميداني، هو لم يترك مرتزقة في العالم إلا وأحضرهم من كل أنحاء العالم وفشل. السقف هو الحل السياسي، أي إنهاء الحرب والذهاب الى حل سياسي، تحت إنهاء الحرب والحل السيسي معك هامش والآن هو يلعب في هذا الهامش. المدى الزمني المُعطى في هذا الهامش ليس واضحاً لكن في كل الأحوال أنا أعرف أن الأخوة في اليمن هم حذرون جداً ويجب أن يكونوا كذلك لأن الطرف الآخر فرضت عليه الوقائع والوضع الدولي أن يذهب الى معالجة هاذ الأمر، لكن إذا وجد غفلةً أو نسياناً أو نوماً أو وهناً فهو بالتأكيد أولويته تغيير المعادلة والعودة الى خياراته القديمة.
غسان بن جدو: بلا شكّ ما تفضّلتَ به حول أسطورة الشعب اليمني عسكرياً وفي صموده يدرَّس في كل العالم، ولكن للأمانة أيضاً إضافة لهذا الشعب اليمني أثبت أنه جبّار يتعلّم ويتثقّف، عنده فنون، عنده تعليم، عنده موسيقى، عنده حب، شعب يعلّمنا بشكل.. لكل أحرار العالم.
السيّد نصرالله: أنا لم أكن في السابق أتابع ملفّ اليمن والسعودية كثيراً، لكن مع بداية الأحداث، يوجد مشكلة هي عقلية الإستعلاء على اليمني، أنا أعرف أن محمد بن سلمان التقى في بعض الشخصيات وقال لهم الآن تريدون إقناعي أن اليمني يصنّع صاروخ؟ اليمني يصنّع طائرة مسيّرة؟ نعم يا محمد بن سلمان هذا اليمني الذي أنت تستخفّ به أنت تبقى مئة عام لا تصنّع لا صاروخ ولا طائرة مسيّرة، لكن اليمني المحاصَر الجائع الذي يُقتَل في الليل والنهار هو الذي يصنّع الآن الصاروخ وصنّع الطاذرة المسيّرة، وإذا كانت إيران حقيقةً تستطيع أن توصل هذه الصواريخ الى اليمن، وكل ما هو يوجد من أقمار صناعية أميركية وأوروبية وغربية وخليجية وسعودية وحصار في البحر وحصار في البر يعني أنتم عندكم كارثة.
غسان بن جدو: حول لبنان سماحة السيّد قبل أن ندخل للملفّ الحكومة، كيف نظرتم الى القمّة الإقتصادية التي احتضنها لبنان، الى أداء رئيس الجمهورية وأداء وزير الخارجية جبران باسيل؟ بوضوح وبشكل مباشر.
السيّد نصرالله: بشكل مباشر نفس الإصرار على عقد القمّة، بمعزل عن الملاحظات التي أُثيرت حول بعض الجهات المدعوّة في إشكالية ليبيا مثلاً، وعقد القمة وإدارتها وأيضاً الكلام الذي قيل في القمّة خصوصاً الكلام السياسي، ولكن هي عملياً قمة إقتصادية، هم أصدروا توقّعات كبيرة عن القمة أساساً خاطئة، لو أتى الملوك والرؤساء العرب كانت القيمة معنوية سياسية لكن في الإقتصاد لا شيء، وهي قمة قُرّرَت من 2013 وربّما عندما قرروها في 2013 في لبنان كانوا يعتقدون أن الشام قد سقطت ولا يتوقّعون أن الشام وضعها مختلف.
على كل حال النتائج الإقتصادية للقمّة لا علاقة لها بمستوى الحضور، أصلاً ها هم العرب وهذا الذي توصّلوا إليه إقتصادياً، لكن إنعقاد القمّة واللغة السياسية التي حُكيَت والتثبيت في هذه المرحلة، شيء له علاقة باللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، شيء له علاقة بالقدس وكان الكلام ممتاز جداً حوله، شيء له علاقة بالموقف اللبناني الجريء والذي قاله فخامة الرئيس قاله أيضاً وزير الخارجية حول الطلب في أن تعود سوريا وأننا العرب يجب أن نطلب من سوريا أن تعود، هذا موقف مهم جداً، والجرأة التي أعجبتني شخصياً هي أنّه عاراً أن نطلب إذناً من أحد أو ننتظر إذناً من أحد، طبعاً أكيد انزعج الموجودون، يعني قيل لهم أنتم تنتظرون إذن أميركي؟
غسان بن جدو: تقصد الوزير جبران باسيل.
السيّد نصرالله: طبعاً الوزير باسيل قال لهم هذا الكلام. فأيضاً اللغة التي قيلت من قبَل الوزير جبران والجو حول موضوع سماحة الإمام السيّد موسى الصدر ومطالبة الدولة الليبية أن تتحمّل مسؤولية حقيقية في هذا الموضوع، وهي قادرة وأنا أوجّه لهم نداءً، أنتم قادرون أن تساعدوا في هذه القضية، صحيح أنتم غير مسؤولون عمّا حصل ولم تكونوا أنتم الحكام في ذلك الحين ولكن أنتم لم تقوموا بالمطلوب الحقيقي وأنتم قادرون واليوم قبل الغد، وهذا كما قيل في القمّة أيضاً ليس قضية شيعية بل هي قضية وطنية قضية لبنانية، بل قضية عربية، بل قضية إسلامية وتعني الكثير من مسلمي العالم. لذلك أنا أعتقد أن القمّة من حيث المجموع وبمعزل عن بعض الملاحظات والإلتباسات التي حصلت كانت قمّة معقولة موفّقة والمهم فيها هو الجانب الإداري والمضمون السياسي.
أمّا فيما يعني بموضوع النازحين طبعاً كان هناك تطوّر في الموقف، ربّما لم نصل الى الموقف الأعلى الذي يطمح إليه لبنان، تعرف اللبنانيون هم أصلاً مختلفون على الموقف فيما بينهم، لكن أيضاً هذا كان تطوّر وإنجاز.
غسان بن جدو: طبعاً ربّما الرئيس عون تصرّف كرجل دولة بوقار يليق به ولكن أمس واليوم وردتنا في هذه الأسئلة مئات، أنا لا أبالغ وأقول أكثر، كلها تقريباً مبعنىً واحد، كيف ينظر سماحة السيّد حسن نصرالله حتى الآن الى الرئيس ميشان عون حليفه السابق كزعيم التيار الوطني الحر وكيف ينظر الى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وكيف ينظر الى العلاقات المستقبلية بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
السيّد نصرالله: أولاً مع العماد عون، باعتبار أن جنابك قسّمتهم، مع فخامة الرئيس نحن عل ىما نحن عليه ولم يتغيّر شيء، في العلاقة، في المودّة، في التواصل، في تفهّم بعضنا البعض، وأيضاً في القضايا الإستراتيجية، مثلاً في كل قصة الأنفاق هذه أنا ذكرت أن الكل كان منسجماً بما فيهم العماد عون. الآن تقول لي الرئيس بري كان منسجماً فهذا طبيعي جداً، نحن في حرب تموز كنّا شركاء مع الرئيس بري. اليوم فخامة الرئيس ليس رئيس التيار الوطني الحر، اليوم هو رئيس الجمهورية اللبنانية، أداءه، موقفه، صلابته، لم يتغيّر به شيء. العلاقة القائمة بيننا وبينه الثقة لم يتزعزع منها شيء على الإطلاق، بالتفاصيل التي تحصل أحياناً بيننا وبين التيار هي كانت تحدث في السابق، بال2006 و2007 و2008 ولاحقاً ولاحقاً وفي الإنتخابات وغيرها، وفي الإنتخابات الطلابية والنقابية والمهنية، يحصل ذلك. نحن مع فخامة الرئيس أصلاً منذ زمن نفصل بين القضايا الإجرائية التفصيلية، نحن حزبين وليس حزب واحد كما عندما نتكلّم نحن وأمل حزبين ولسنا حزب واحد، لكن العلاقة مع فخامة الرئيس لم تشبها أي شائبة، وبالعكس ما بيني وبينه إذا جرى أي التباس يرسل ويرسألني وأنا أرسل لأسأله ونوضّح لبعضنا، والحرض على هذه العلاقة هو حرص شديد، والأهم عندما تبقى الثقة والمودة بقية الأمور كلها تصبح قابلة للعلاج.
موضوع التيار ورئيس التيار، معروف في لبنان أن في العاقة الشخصية يوجد مَن يعتبر أن العلاقة الشخصية بيني وبين الأستاذ جبران باسيل ربما مميّزة، يوجد مَن يذهب الى حدّ المزاح، تعرف منهم مَن يتثاقل من جبران ويقولون السيّد ما شاء اله يتحمّله. أنا حقيقةً يوجد صداقة بيني وبين الرجل ونشأت من بداية العلاقة التي كانت بين الحزب والتيار، وعلاقة فيها إحترام وصداقة وصدقية، أنا بصراحة أقول الليلة الذي عزز هذه الصداقة مع شخص العماد عون ومع نفس الأستاذ جبران باسيل هو 2006 وما بعدها في ويكيليكس، في ويكيليكس يوجد ناس في العلن تكلّموا بشيء وفي الجلسات الداخلية مع الأميركان تكلّموا شيء آخر، لكن العماد عون الذي قاله في الحلسات الداخلية وفي العلن كان نفس الشيء، وجبران باسيل نفس الشيء، طبعاً ليس كل الأخوان في التيار تكلّم هكذا، يوجد أحداً في التيار علناً تكلّم بشيء وفي الجلسات الداخلية مع الأميركان أو غيره تكلّم بشيء آخر.
غسان بن جدو: وفي الأداء خلال الفترة الأخيرة؟ بشكل عام.
السيّد نصرالله: لكن عن رئيس التيار جبران بالتحديد أنا شخصياً، كثيرون مَن يناقشونني وأقول لهم أنا تجربتي في 2006 أبني عليها كثيراً في المصداقية في هذا الموضوع.
في العلاقة القائمة بيننا ربّما نختلف، مثلاً في قانون الإنتخاب تناقشنا كثيراً، في التحالفات الإنتخابية تناقشنا وتعبنا سوياً وهذا طبيعي، نحن حلفاء وكل واحد له حساباته، النقطة التي أودّ الوصول إليها هنا وهي في الحقيقة أريد أن أخاطب بها قواعد التيار وأيضاً جمهور المقاومة وليس قواعد حزب الله فقط، دائماً يوجد إشكالية اسمها، وهي أيضاً نسخة عن الوضع نحن وأمل أو نحن وقوى سياسية أخرى، عندما نكون حلفاء لا يعني أننا أصبحنا واحداً، لو أصبحنا واحداً لا نعود حلفاء بل حزباً واحداً أو تيار واحد، نحن إثنان، حين نقول إثنين يعني ربّما ثقافتان مختلفتان، مشروعان ربّما يف بعض الآفاق مختلفان، أدبيات مختلفة، رؤى مختلفة، موجود وإلا ما كنّا إثنين ولكن يوجد تقاطعات كبيرة استراتيجية وتكتيكية ومرحلية بيننا وبالتالي لا يفترض أحد أن يسمع مثلاً، حتى في موضوع نحن وأمل، أن يسمع من الرئيس بري المنطق نفسه الذي يسمعه مني أنا في كل شيء، الرئيس بري بالنهاية رئيس مجلس نواب، هو لا يستطيع أن يتكلّم في الموضوع السعودي كما أتكلّم أنا، بمعزل إن كنّا متّفقين في القناعة أو مختلفين، حتى لو كنّا متّفقين في القناعة، الآن نحن لا ربّما تكون قناعتنا متفاوتة لكن الرئيس بري حتى لو اتّفقت معه بالقناعة في الموضوع السعودي أو الموضوع اليمني هو له خطابه وعنده قناعاته، لكن نحن في كثير قضايا منسجمون ومتّفقون. لا أحد يتوقّع من الأستاذ جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر أو من أصدقائنا في التيار الوطني الحر لأن الإشكالية ليست فقط أحياناً تكون مع جبران، أنهم نفس أدبياتنا ونفس لغتنا ونفس رؤيتنا الإستراتيجية ونفس رؤيتنا التي لها علاقة بالوضع الإقليمي والوضع القومي، هنا أتكلّم بالعموميات حتى لا أغوص في التفاصيل.
غسان بن جدو: التحالف الأصلي لا يزال ثابتاً؟
السيّد نصرالله: التحالف قائم، التفاهم قائم، العلاقة قائمة، التواصل قائم، في أكثر المسائل تعقيداً وصعوبة نكلّم بعضنا ونتواصل مع بعضنا لا مشكلة في هذا الموضوع. الأمر نفسه الذي أقوله لجمهورنا أيضاً أخاطب به جمهور التيار الوطني الحر.
سأقول لك أمراً، واحدة من الجلسات التي عقدها ديفيد هيل في لبنان قال أمنام مجموعة من الناس نحن يجب أن نراهن ويجب أن نعمل على إيجاد الفراق بين حزب الله والتيار الوطني الحر، هذه الجلسات الأخيرة التي جاء وزار بها لبنان، ويوجد شغل على هذا الموضوع.
أيضاً أخواننا وأصدقاءنا من التيار الوطني الحر عليهم أيضاً بالهدوء، حزب الله ليس التيار الوطني الحر، حزب الله هو حزب الله، والتيار الوطني الحر هو التيار الوطني الحر. يعني ذلك إذا رئيس التيار قال شيء لا يعني أن نوافق عليه جميعاً، إذا أنا غير موافق وعندي ملاحظة أو أحداً من حزب الله ومحيط حزب الله عقّب، تقوم الدنيا ولا تقعد عندهم أو عندنا، وهذه مشكلة مواقع التواصل الإجتماعي التي أحياناً، بل غالباً، تبدأ من غيرنا وننجرّ إليها، وربّما غيرنا ليس اللبناني فربّما تبدأ من تل أبيب لأن هناك أعدّوا جيش إلكتروني وفي السعودية يوجد جيش إلكتروني، الآن في العراق يوجد جيوش إلكترونية هائلة يحطّمون في العالم وبالعلماء والمرجعيات، تشعر لكأنهم لن يتركوا حجراً على حجر هذه الجيوش الإلكترونية. في لبنان تبدأ هكذا تأتي وتجد جماعة أمل، جماعة حزب الله، جماعة التيار، جماعة المستقبل، الإشتراكي، كل العالم دخلت على بعضها.
علينا أن نتريّث على بعضنا البعض ونهدأ، يصادف أننا في 6 شباط عندنا إحتفال الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية واخترناه في 6 شباط لنترك فاصل عن 16 شباط، أي يكون فاصلاً بين الخطابين بعض الأخوان قالوا لي لكن6 شباط كذا، قلت لهم جيّد هذا أفضل، نتكلّم عن الإقليمي وعن المحلّي.
هذه العلاقة قائمة وأنا أتمنى علي اللبنانيين أن يطيلوا بالهم على بعضهم، الحلفاء يطيلوا بالهم على بعضهم، يا أخي نحن حتى على غير حلفاءنا نطيل بالنا وحريصون أن نأخذ ونعطي ونناقش.
غسان بن جدو: سليمان فرنجية لا يزال في هذه العين؟
السيّد نصرالله: لا يزال مكانه سليمان فرنجية ولم يتغيّر.
غسان بن جدو: مع ذلك كل هذه الإيجاب الذي تتفضّل به، أن نُطيل بالنا، ولكن هناك أيضاً اتّهامات عادت النغمة قبل أيام، بأن حزب الله في الجوهر يريد تغيير الطائف والذهاب الى المثالثة. إجابتكم بوضوح سماحة السيّد.
السيّد نصرالله: بوضوح هذا الكلام ليس له أي أساس، لأكن شفافاً. بعض الأوساط المسيحية تتحدّث بهذا الأمر، يقولون المثالثة أي مصلحة المسلمين، بعض الأوساط الأخرى تحرّضهم على هذا الكلام، رغم أن المثالثة هي مصلحة السنّة والشيعة أي المسلمين بشكل أساسي والشيعة والسنة خصوصاً، أي يصبح للشيعة الثلث والسنّة الثلث والمسيحيون الثلث، والدروز يحددون مكانهم لاحقاً. لكن هذا الموضوع ليس له أي أساس، أولاً أنا أنفي ليس له أساس، نحن الشيعة هنا أتكلّم عنّي وعن الرئيس بري وعن حزب الله وحركة أمل والمجلس الشيعي والعلماء الشيعة ونساء الشيعة وأطفال الشيعة في لبنان، لأن الأتّهام الأكبر للشيعة في هذا الموضوع، لم نتكلّم هذا الكلام لا في مجلس عام ولا في مجلس خاص بل أستطيع أن أدّعي أنه لم يخطر في بالنا. وأوّل مرّة سمعنا بهذا الكلام أنا قلت هذا في وسائل الإعلام، نقله لي الإيراني وأنا أخبرت الرئيس بري، نقله لي الإيرانيون نقلاً عن الفرنسيين، تعرف لبنان في مشكلة 2005-2006 مأزوم البلد فهم يريدون الذهاب الى حل سياسي، جاء الفرنسيون هم الذين عرضوا هذه الفكرة على الإيرانيين في وزارة الخارجية الإيرانية، وحتى لا أتّهم الفرنسيين، لم يعرضوها كمشروع وإنّما عرضوها كتفكير بصوت عالٍ، يعني كبحث خبروي إن صحّ التعبير، والإيرانيون سألوني في هذا الأمر وأنا أرسلت في ذلك الحين للرئيس بري هذا الموضوع، ونحن قلنا لهم هذا خطأ وليس صحيح وليس وارداً بالنسبة إلينا وانتهى الموضوع. ثمّ تمّ تسريبه في لبنا من تلة الجهة.
اليوم هذا الأمر لم نطرحه، وأنا أتحدّى، حتى الذي يخاف أو قلق يُحضر إليّ شيخ شيعي، ليس من حزب الله ولا أمل، أو صحفي شيعي، واحد له عللاقة بالشيعة أو بجهة القرار الموجودة الآن في شيعة لبنان ويقول أنه طرح هذه الفكرة.
هذا ليس له أي أساس من الصحة وإنّما هذا من باب دائماً إثارة المخاوف والقلق بين اللبنانيين حتى الناس لا نهدأ على بعضها.
انظر العماد عون يوجد تعبير له أنا معجب به كثيراً، كان يقول بنتيجة التفاهم، الزمن جيّد موجود أمن في البلد، التفاهم صنع السلام الداخلي، نحن نحتاج الى سلام داخلي، ماذا يعني سلام داخلي؟ يعني أن تكون الناس مرتاحة مع بعضها ومطمئنة مع بعضها، ليس على أقلّ مشكل تجد الخنادق عادت والناس حملت العصا ومن ثمّ السلاح، نحن نحتاج الى سلام داخلي، مَن يتحدّث عن المثالثة هو يريد منع الوصول الي سلام داخلي لأنه يريد أن يبقى الخوف والقلق مسيطراً عند شريحة كبيرة من اللبنانيين وبالتحديد هم المسيحيون، كما الحال مثلاً لإثارة مخاوف السنّة في لبنان في موضوع الطائف. تعرف أخواننا السنة في لبنان يعتبرون الطائف مكسب تاريخي، عظيم لا مشكلة، كل فترة حزب الله والشيعة وفلان، هنا يتّهمون المسيحيين معنا، يريدون تغيير الطائف ونسف الطائف، حتى أنا في إحدى المرات مزحت وقلت كأنه مطلوب منّا نحن لدفع التهمة أنه حين نقف للأذان بعد أن نقول أشهد أنّ لا إله إلا الله أن نقول أشهر أنّ الطائف مثلاً كتاب الله، الى هذا الحد وصلوا.
يا أخي لا نريد تغيير الطائف ولا نسفه، في يوم من الأيام البطريرك الراعي تكلم أنه يجب تطوير سدّ الثغرات وتطوير الطائف، وأنا جئت وتكلّمت بنفس اللغة قامت الدنيا عليّ. في يوم من أيام الربيع العربي أنا تكلّمت عن فكرة مؤتمر تأسيسي لكن في الوقت نفسه ماذا قلت؟ مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف وليس لنسف الطائف، قامت القيامة، واحد غيري يعاند ربّما، أنا انسحبت، قلت يا أخوان على مهلكم فأنا أقصد تطوير الطائف ولم أقصد بناء ديستور من أوله، الآن يا أخي ها نحن سحبناه.
نحن لا نفكّر بالمثالثة ولا بتغيير الطائف، وحتى تطوير الطائف أو سدّ الثغرات فيه نحن نقول أنه يجب أن تيمّ بالإجماع اللبناني والتوافق اللبناني وليس بالغلبة، وبالتالي على هذا الصعيد لا داعي لأن يكون هناك قلق لكن يوجد جهات معنية دائماً تُثير القلق بين الكوّنات الشعبية والسياسية اللبنانية لأنها لا تريد سلاماً داخلياً.
غسان بن جدو: ربّما آخر خمس دقائق بعد إذنك سماحة السيّد، فيما يتعلّق بالحكومة، الى أ مدى أنتم مستعدون للإنتظار حتى تؤلَّف الحكومة؟ ثانياً هل أنتم نستعدون للإنتظار الى أجل غير مسمّى بشرط أن تتمسّكوا بطلبكم فيما يتعلّق باللقاء التشاوري أو توزير مَن يُعرَف بالوزير السنّي من محور العروبة والمقاومة الوطنية؟
السيّد نصرالله: نحن أولا مصرّون على تشكيل حكومة، نريد تشكيل حكومة، مصلحة الشعب اللبناني كله أن تُشكَّل حكومة بأسرع وقت ممكن وهذا قلناه من اليوم الأول.
غسان بن جدو: لا علاقة لإيران بالموضوع؟ ولا علاقة للمشكلة الأميركية بإيران في الموضوع؟
السيّد نصرالله: وقدّمنا كل التسهيلات منذ اليوم الأوّل، عندما أنا قلت العدّ في الخطاب الأخير قبل الصمت، لم يكن قصدي أن نعد طائفياً في لبنان، كان قصدي أن نعد الإنتخابات والنواب والكتل، بعض الناس راحوا بعيداً، لم نقف عند العدّ، لم نقل أننا كتلتي الوفاء والتنمية والتحرير 30 نائباً ونريد 8 وزراء، كنّا أخذنا الستة وفوقهم السني والمسيحي أيضاً أو درزي أو علوي. كان يمكننا أن نفعل أكثر من هذا، يمكن أن نأتي في كتلة الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير وأخواننا القوميين وأخواننا السنّة اليوم في اللقاء التشاوري وتيار المردة وغيرهم والميزر طلال وآخرين، ونؤسس كتلة من 40 الى 45 نائب ونقول نحن الكتلة الأعظم في لبنان ونريد عشرة وزراء.
غسان بن جدو: لماذا لم تفعلوا؟ يصبح توجّ سياسي وطني وليس توجّهاً طائفياً مذهبياً.
السيّد نصرالله: لم نفعل ذلك لأننا لم نرد أن نعطّل الموضوع لأننا أردنا أن نُسرع ونسهّل ولا نصعّب المسألة وألّا نكبّر الحجم.
غسان بن جدو: لكن فُهمتم خطأً.
السيّد نصرالله: هذا الذي قلته في المرة الأخيرة حين تكلّمت عن التواضع، حين تكلّمت عن طيبة القلق، أنا أعترف كان يجب أن نفعل ذلك، وأنا قلت في الخطاب أنه كان يجب أن نفعل ذلك لكن أحسنّا الظنّ، أنا مثلاً لم أتوقّع أن يتعاطوا مع حلفائنا بهذه الطريقة لأنه كانوا يقولون حكومة وحدة وطنية والكل ونتائج الإنتخابات، هذه نتائج الإنتخابات.
غسان بن جدو: لا زلتم متمسّكين بهذا الأمر؟
السيّد نصرالله: متمسّكون لكن لأكمل في شيء إضافي. ولا يوم من الأيام إيران لها علاقة بتشكيل الحكومة من ثمانية أشهر أو تسعة أشهر الى اليوم، ولا يوم من الأيام سوريا لها علاقة بتشكيل الحكومة، بالنسبة لفريقنا لا يوجد أي مؤثّر خارجي، عادةً في لبنان يُقال هم ينتظرون ترامب الذي يريد أن ينسحب من الإتّفاق النووي أو لا، انسحب ولم تتشكّل الحكومة، هم ينتظرون 14-11 تاريخ بدء العقوبات الأميركية على إيران، لم تتشكّل، إذاً ماذا ننتظر؟ الآن النغمة الجديدة أهم ينتظرون مؤتمر وارسو، الآن حزب الله يعطّل الحكومة.. والله لا تخطر في بال أحد يا غسان، أنا لا تخطر في بالي، أنا واحد من حزب الله يا أخي أريد تعطيل حكومة ولكن بالي ليس في مؤتمر وارسو ولا كان عندنا علم أنه سيكون، هذه السخافة والتفاهة الموجودة عندنا في البلد.
نحن لا يوجد عندنا أي اعتبار خارجي، نحن جئنا وقلنا لهم يا أخي نتائج الإنتخابات عظيم هؤلاء يحقّ لهم بوزير والسلام، أعطوهم وزير، من أول يوم قلنا، وأنا في مكان نحن والتيار زعلنا لأننا هذا الموضوع لم نفاجئ به لا فخامة الرئيس ولا الأستاذ جبران ولا التيار ولا الرئيس سعد الحريري ولا أحد من المعنيين بالتشكيل، نحن من اليوم الأوّل أو بالحد الأدنى قبل شهرين أو ثلاثة من الإشكال الذي جرى، كنّا نقول يا أخي هؤلاء من حقّهم أن يتمثّلوا كذا وكذا.
اليوم نحن نقول يجب أن تتشكّل حكومة ولا خيار غير هذا.
غسان بن جدو: معلوماتكم هل يوجد انفراج قريب أو لا؟
السيّد نصرالله: حتى لا أكون متفائلاً ولا متشائماً، يوجد مساعٍ جدّية، عمل ليل نهار، هو لا يزال هنالك عقدتين، أحداً ما يقول لك العقدة فقط في الحقائب، لا، يوجد توزير الوزير من اللقاء التشاوري ويوجد توزيع الحقائب، العقدتان ما زالتا موجودتين لكن خلال الأيام القليلة الماضية وليلة أمس واليوم وهذه الأيام التي نحن بها يوجد جهد إستثنائي، يوجد محاولة لإيجاد حلول لهاتين العقدتين، هل نصل الى نتيجة أم لا؟ يتطلّب دعاء.
غسان بن جدو: آخر سؤال سماحة السيّد وهو بصراحة أكثر سؤال تلقّينا فيه إشارات من هنا من الجانب اللبناني. الوضع الإقتصادي صعب، الوضع الإجتماعي أصعب، ومكافحة الفساد حتى الآن لم تنطلق بالشكل المطلوب كما وعدتم. ماذا تقولون؟
السيّد نصرالله: انظر يوجد تشكيك يحصل أحياناً أن هذا الموضوع نحن جادّون به أو لا، نحن جادون به، طبعاً الوضع الإقتصادي في لبنان هو ليس نتيجة سنة وسنتين وثلاث، عشرات السنين، سياسات خاطئة، فساد مستشري في الإدارات وغير ذلك. بالتالي عندما نذهب الى هذه المواجهة أولًا أردت أن أقول لكل المتابعين نحن نحتاج الى الزمن، لا أحد يتوقّع أن مكافحة الفساد في لبنان بعد ستة الى سبعة أشهر تأتي وتسألني أين أصبحت، مثلاً، يمكن أن تقول لي أين أصبحت لكن لا يمكنك أن تقول لي لماذا لم تقض على الفساد في لبنان، هذه معركة طويلة وصعبة ومعقّدة وخطيرة وحساسة ولكن نحن مصرّون على خوضها، لم لم نتزعزع ولا نزلزلنا ولا ترددنا رغم أننا حين دخلنا الى الملفات تبيّن معنا كم هي ملفات صعبة لكن نح سرنا. سأضرب مثالاً في دقيقتين، في يوم من الأيام حين أعلنت هذا الموضوع، أحد كبار القوم في لبنان دون أن نذكر اسمه، خبير وهو يحبّني، قال السيّد حسن وأخوانه غداً سيدخلون الى الملفات سيجدون فساداً ولن يجدوا فاسدين ليحاسبوهم أو يحاكموهم، طبعاً الرجل خبير وعنده تجربة وأعتق منّا في السياسة، اذهبوا يا شباب لندخل، تبيّن أن أهمّ مشكلة في لبنان أن الفساد في ظلّ القانون، أي أوّل طريق لمواجهة الفساد هو إيجاد تغييرات جوهرية في بعض القوانين، أضرب مثلاً واحداً وهو التلزيم بالتراضي، هذا الطريق يكلّف خمسين مليون دولار، أُحضر شركة وأقول له أنا أُلزمك إياها بستين مليون دولار، عشرة مليون لي وخمسين لك، لكن يوجد وثيقة تثبت أنني أخذت عشرة ميلون لآخذها الى القضاء؟ لا وثيقة، بارعون قدر ما تريد، والقانون يفتح له باب يمكنه أن يلزّم. لذلك نحن أوّل خطوة ونعتربها خطوة جبّارة وننتظر مجلس النواب وكل القوى السياسية في البلد، أن تلزيم بالتراضي لا يوجد وعلينا أن نذهب الى مناقصات، طبعاً أنا لا أدّعي وحزب الله لا يدّعي أنّ المناقصات يعني ستقطع الطريق مئة بالمئة على الفساد المالي، وإنّما ستعقّد، أي 90% يا أخي سوف تجعل المسألة معقّدة جداً وصعبة جداً ويسهل كشفها، ليس كالتلزيم في التراضي يكون في عتمة الليل.
نحن وقّعنا، كتلة التنمية والتحرير وقّعت، الآن يوجد نقاش بيننا وبين تكتّل لبنان القوي مع كتل نيابية أخرى نناقش هذا الموضوع، إذا صدر قانون من مجلس النواب، نحن طبعاً مع أن يذهب كل شيء للمناقصات، توسيع هذه الإدارة، تسهيل عمل هذا القانون ليستطيع تنفيذ كل المشاريع ولا نعطّل البلد، هنا أول خطوة مطلوبة في مكافحة الفساد أيّها اللبنانيون، ليس فقط يا أستاذ غسان، هو سدّ باب الفساد. يوجد الفساد القديم هذا يتطلّب حلاً، لكن لا أريد مواجهة الفساد القديم وأبواب الفساد لا تزال مفتوحة. سدّ باب الفساد يبدأ من تشريعات وقوانين وضوابط وآليات عمل تقطع الطريق عن اللصوص والفاسدين والسارقين أن يستغلوا مال الدولة والقانون في لبنان حتى ينهبوا أموال الدولة بهذه الطريقة. نحن سنُكمل الى النهاية.
طبعاً لأنه لا يوجد حكومة هذا أثّر على وضعنا، واحدة من مشاكل مكافحة الفساد التي ظهرت أمامنا وستكبر أمامنا ولكن سوف نواجهها أيضاً هو التدخّل السياسي في القضاء والتغطية السياسية على الفاسدين، هذا كله نحن درسناه وواجهناه وملفاتنا جاهزة وطاقمنا حاهز وسنسير إن شاء الله. وأنا أعتقد أن مكافحة الفساد يمكنها أن تحصّن البلد وكل القوى السياسية تقول أنها مستعدة للتعاون في هذا الأمر.
الموضوع الإقتصادي والمالي والإجتماعي والمعيشي يُفترَض أنه أولوية الحكومة المقبلة، وأنا قلت حتى في الخطاب الأخير الذي كان خطاباً غاضباً أننا نريد حكومة بجدّ إذا أرادت أن تأتي بالأموال من سيدر أن تنفقهم على الشعب اللبناني، وعندنا هذه المعركة، أكبر معركة الآن تنتصر حزب الله وكل القوى الصادقة في لبنان في مكافحة الفساد أنه عندنا تجربة جديدة، سيأتي مالاً أغلبه قروض وليس هبات، هذا المال هل سيُنفَق في مشاريع ذات جدوى؟ هل سيُمنَع نهبه وسلبه؟ هذه المعركة الحقيقية التي ذاهبون بها.
غسان بن جدو: بكل صراحة أنا سألت عن الجميع هنا في لبنان ولكن دقيقة إضافية سماحة السيّد، كان في الحسبان أنّ علاقاتكم مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل ستدخل منعرجاً جديداً كله إيجابية بعد تجربه إحتجازه في السعودية، هذا الأمر لم يحصل، طبعاً للأمانة، الرجل هادئ معكم ولكن لم يحصل نقلة نوعية كانت مبتغاة ولا تزال مبتغاة، السبب؟
السيّد نصرالله: هذا ظروف إقليمية وداخلية وصعوبات. هو لا يستطيع ألا يراعي السعودية في هذا الموضوع، أنا أتفهّم وضعه. ضمناً الرئيس سعد الحريري ليس معنا، أنا أشهد أنه يحاول تدوير الزوايا مع كل القوى السياسية في لبنان بمعزل عن تقييمه السابق لما جرى معه، مَن وقف معه ومَن تآمر عليه، سكيون إيجابي، يحاول تدوير الزوايا، يحاول لعب دوراً على هذا الصعيد لكن في النهاية يوجد الوضع الإقليمي والمعسكرات وإختلاف المحاور وبعض الرؤى والحساسيات الداخلية، أظن لا تسمح، لكن ما نحن فيه..
غسان بن جدو: أنتم الى أي حد منفتحون؟
السيّد نصرالله: نحن حريصون على الإنفتاح والتعاون والإيجابية مع الرئيس الحريري. نحن نهاجم تيار المستقبل؟ ولا كلمة، لا أنا، لا نوابنا ولا وزراءنا ولا مشكايخنا ولا شيء، لكن هم في التيار ليلاً نهاراً يهاجموننا وبعبارات قاسية جداً، فأخواني يقولون لي وأقول لهم يبدو لا شيء عندهم إلا مهاجمتنا، طبعاً أنا لا أطلب من الرئيس الحريري أن يُسكتهم لأنه ربّما هم لا شيء يقولونه غير الهجوم على حزب الله، لكن نحن لا نبادلهم ذلك لأن ما فائدة هذا الأرم غير إثارة الحساسيات والضوضاء والشحنة والبغضاء في البلد؟ لا قيمة له، في السياسة نجلس، في الحكومة السابقة كنّا متعاونون جداً وهو يشهد أن أكثر تعاوناً كان وأكثر إيجابية وتعاطي إيجابي كان مع وزراء حزب الله.
نحن إيجابيون في هذا الموضوع ولا حسابات نصفّيها مع أحد في لبنان، حريصون على البلد، أيضاً أودّ أن أختم وأقول لكل الذين يقولون، غداً يخرج أحد ويقول، مثلاً واحدة من إنتظارات الميادين عن الليلة أن المرشد العام للجمهورية اللبنانية كلكم تنتظرون ماذا سيقول، هذا فيه سخافة.
اليوم حقيقةً لا نحكم لبنان، وحياة عيونك نحن في كثير من التعيينات لا علاقة لنا ولا مونة لنا وفي كثير من المشاريع لا علاقة لنا ولا مونة، وفي كثير مما يحدث في البلد لا علاقة لنا ولا مونة. الآن تقول لي إذا أردتم أن تمونوا، نعم نستطيع خوض معركة داخلية لكن نحن لا نخوض هذه المعارك، يوجد معركة داخلية نريد خوضه صحيح وهي معركة الفساد القادمون عليها. نحن لا نكم البلد ولا نريد أن نحكم البلد وأعود وأكرر للمرة الألف إذا الآن يأتي اللبنانيون ويقولون بالإجماع بكل طوائفهم يا سيّد نحن نقبل بكم وأنتم حزب الله شكّلوا الحكومة كلّها من حزب الله، لا نختلف على وزير وإثنين، أقول لهم أقيلوني أقال الله عثرتكم، حزب الله ليس في هذا الوارد على الإطلاق، يعرف حجمه وحدوده ويعرف صعوبات البلد وهو واقعي جداً ويؤمن بأن لبنان لا يمكن أن يُدار إلّا من خلال تفاهم جميع مكوّناته، هذه خصوصية لبنان التي إذا تجاهلناها نخسر أنفسنا ونخسر البلد.
غسان بن جدو: حوار العام كان حوار العام سماحة السيّد حسن نصرالله، شكراً جزيلاً لكم على رحابة صدركم وعلى وقتكم الطويل، وإذا كان لي فقط من كلمة يجب ألا نقولها ولكنك مررت مسألة وقلت نحن التقينا قبل فترة فيما يتعلّق بهذا التحضير، أكتفي بالقول أنا شاهد وإثبات أمام الرأي العام العربي والعالمي على أن السيّد حسن نصرالله على مدى الأشهر الماضية حيث كان صامتاً كان بخير وأكثر من خير.
السيّد نصرالله: وكنتُ نشيط جداً، وخففت من وزني أيضاً.
غسان بن جدو: كل الصحة وطول العمر سماحة السيّد، شكراً لكم.
شكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة والى اللقاء في لقاءٍ آخر وفي حوار العام آخر في العام المقبل بإذن الله؟
السيّد نصرالله: إذا أبقانا الله على قيد الحياة.
غسان بن جدو: في أمان الله