في كل مرة يكون فيها خطاب المقاومة مفصلياً، وحاسماً وواضحاً، ينبرى البعض ممن تصيبه أسهم الخطاب في المقتل لمحاولة استدراجها إلى سجال ظاهري واستخباري معلوماتي في الباطن، وفي حالة الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله لجهة حيازة المقاومة للصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، كان رئيس وزراء الكيان الغاصب هو المتصدي ومن على منبر الامم المتحدة، حاملاً خرائطه، ومحاولاً تقديم الرد بصورة تهديدات.
وهو لم يكن شيئاً جديداً على بنيامين نتنياهو، حيث سبق له ان هدد وزعم وجود مستودعات عسكرية ضمن المناطق السكنية فيها صواريخ يزرعها حزب الله، وانه يوجد بنى تحتية للمقاومة في اكثر من ٢٠٠ قرية جنوبية ويومها نشر خريطة مماثلة لتلك التي حملها إعلام العدو تحمل نقاطاً وإشارات..
هذه الرسالة هي نوع من الحرب النفسية والتحريضية، وهي محاولة للتأثير على الرأي العام والشعب اللبناني وحتى الوسائل الاعلامية اللبنانية وغيرها وذلك للقول ان هنالك استهداف للسيادة اللبنانية ومحاولة تعريض السكان الآمنين للاخطار، والرد المعتاد بل والطبيعي من المقاومة هو عدم الإنجرار لمثل هذه الترهات الساعية في أكثر من مناسبة لزرع الاشواك والفتن بين المقاومة وبيئتها. فضلاً عن أن لعبة كشف المعلومات التي يحاول الإسرائيلي اللعب على اوتارها وهي محاولة لاستدراج ما لا يعرفه العدو، وذلك عبر أكثر من طريق ومنها الإعلام..أو من خلال ردة فعل الاجهزة المعنية، فإن تم النفي يحصل على معلومة جديدة يصحح بها بنك معلوماته وان لم يتم السماح للاعلام بالتصوير فهذا سيعتبره تأكيداً على اتهاماته.
بطبيعة الحال قيادة المقاومة تتميز بحكمتها ودرايتها بالموضوع، فكل شيء مدروس بل حتى هكذا اخبار يتم احتسابها كأي معركة عسكرية تخوضها المقاومة لها تكتيكاتها، فالموضوع مرتبط بسياسة الحرب النفسية والاعلامية التي تتبعها المقاومة مع العدو الصهيوني.
وفي حين لا يُستبعد ان يكرر العدو تجربته في اكثر من اتهام وعلى اكثر من اتجاه، فالطبيعي ان رد المقاومة سيكون بنفس الطريقة، لا نفي ولا تأكيد.. مجريات الميدان وحدها هي الرد ولكل مقام مقال.