علي الدرواني
تزامنا مع المجزرة الوحشية التي ارتكبها طيران العدوان السعودي بحق النازحين في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة والتي حصدت أكثر من ثلاثين مدنيا بينهم 20 شهيدا من الاطفال كانت كاميرا الاعلام الحربي توثق لحظة تزويد طائرة أميريكية لطيران الإجرام السعودي والإماراتي بالوقود في الجو في سماء الساحل الغربي.
المشاهد التي أظهرت لحظة تزويد الطائرة الامريكية لطائرتين سعوديتين بالوقود تسلط الضوء مجددا على حقيقتين رئيسيتين متلازمتين الأولى لا يختلف عليها اثنان وهي أن السعودية أعجز ما تكون عن الاستمرار في حربها على الشعب اليمني دون الدعم الأمريكي المتواصل، الحقيقة الثانية هي ما تؤكده المشاهد عن طبيعة الدور الأمريكي المحوري والهام في العدوان على اليمن وضلوع الولايات المتحدة في كل الجرائم المتوحشة المرتكبة بحق المدنيين والنساء والأطفال كشريك رئيسي على مدى أربعة أعوام.
إن عملية التزويد بالوقود تستخدم في العمليات العسكرية من أجل إطالة أمد تحليق الطيران الحربي في الجو وتمكنه من تنفيذ الأهداف الموكلة إليه، وفي اليمن تكون العملية من أجل قتل المزيد من النساء والأطفال كما حصل في المجزرة المتوحشة في الدريهمي وقبله في ضحيان صعدة.
الدعم الأمريكي المعلن للعدوان على اليمن ليس مقتصرا على التزويد بالوقود بل يشمل كل أشكال الدعم اللوجستي والسياسي إلى جانب الغطاء الذي توفره الولايات المتحدة لجرائم العدوان على مستوى مجلس الأمن ومجلس حقوق الأنسان واعاقة ومنع التوصل إلى أي حلول سياسية .
وفي وقت سابق مع نهاية العام الماضي نقل موقع المونيتور عن مصدر في البنتاغون أن وزارة الدفاع الأمريكية قد زادت حجم دعمها لعمليات العدوان على اليمن بمقدار يزيد على الضعف، لا سيما على صعيد توفير خدمات التزود بالوقود جواً، والتي وصلت في العام 2017 حسب المصدر إلى 480 ألف غالون من وقود الطيران، بكلفة تزيد على مليون دولار أمريكي، في زيادة تقدر بـ 140 في المئة من مستويات العام الذي سبقه.
ومن جدير بالذكر هنا ان الموقع لفت أيضا إلى أن طائرات الصهريج الأمريكية نفذت 2363 مهمة تتعلق بنقل الوقود جواً في أجواء منطقة القرن الأفريقي منذ بدء العدوان على اليمن، دون توضيح هوية البلدان المعنية بتلك المهام، إلا انه من المرجح ان يكون ذلك في اليمن، لأنه لا يوجد أي عمليات عسكرية أخرى في المنطقة.
وبهذا فإن أركان المشهد تبدو أكثر وضوحا وتظهر الولايات المتحدة الأمريكية أمام كل اليمنيين والعالم الراعي الأول والرسمي لكل ما تقترفه آلة القتل السعودي والإماراتي من إجرام، ولعل مثل هذا المشهد يجيب على تساؤلات الكثيرين ممن لا يزالون يبحثون عن أسباب الاستمرار السعودي في هذا المستنقع من الدماء والاسراف في القتل دون رادع .