مع إندلاع الحرب ـ حرب السنتين ـ 1975 ـ 1976، تحول لبنان إلى مسرح لعمليات القتل المنظم، واستمرت بوتيرة متصاعدة، يومها كانت السيارات المفخخة أبرز أساليبها.
ويومها أيضاً، كما في كل تاريخه كان للحاج عماد مغنية دور في فضح القطبة المخفية في هذا النسق من العمليات المتنقلة بين مختلف المناطق اللبنانية.
يومها أيضاً وأيضاً أنجز الحاج رضوان تقريره الأمني ووضعه أمام كل المعنيين، كاشفاً الدور الإسرائيلي ـ الأميركي والتمويل السعودي في كل تلك العمليات، ولا بأس أن نذّكر اللبنانيين بموجز سريع عن هذا الملف.
البداية
بعد أقل من عام على تفجير بئر العبد الشهير في 8 آذار/ مارس من العام 1985، كشف الحاج رضوان تفاصيله بالأسماء والتواريخ وكشف معها تفاصيل لأكثر من 22 تفجيراً حصلوا خلال الأعوام الأربعة التي سبقت العملية وهي:
ـ 1981 : تفجير سينما سلوى.
ـ 1982 : تفجير محلات مكتبي.
ـ 1982 : تفجير سوق الروشة.
ـ 1982 : تفجير الدار الاسلامية.
ـ 1982 : تفجير في الأوزاعي.
ـ 1982 : تفجير سينما سلوى مجدداً.
ـ 1982 : تفجير السفارة المصرية.
ـ 1982 : تفجير مطعم أبو النواس.
ـ 1982 : تفجير مكب للنفايات قرب مكتب لحركة امل في المصيطبة.
ـ 1983 : تفجير ABC .
ـ 1983 : تفجير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.
ـ 1983 : تفجير سوبر ماركت سميث.
ـ 1983 : تفجير في شارع التلفزيون.
ـ 1984 : نفجير في منطقة عائشة بكار.
ـ 1984 : تفجير محلات الشيخ موسى.
ـ 1984 : تفجير سيارة في أول شارع صبرا.
ـ 1985 : تفجير مبنى مهجور في محلة البيكاديلي.
ـ 1985 : تفجير بار كانون لايت في جان دارك.
ـ 1985 : تفجير بنك الرافدين.
ـ 1985 : تفجير أمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة.
ـ 1985 : تفجير محطة الزهيري في وطى المصيطبة.
وكذلك عاد إلى ما سبق هذه التواريخ فكشف عن سلسلة تفجيرات مرتبطة بملف الأحزاب والقيادادت والشخصيات فكانت المفاجآت بالأسماء والمراكز وهي على الشكل التالي:
في الضاحية الجنوبية في العام 1985 وبفارق أسبوع تم تفجير قاعدة الشهيد بلال فحص في الرويس، وبعد ذلك وضعت متفجرتان في منطقة حي ماضي إحداهما في سيارة مفخخة والثانية في طرد يحمل عبوة ناسفة.
في بيروت (الغربية) تفجير الجامعة العربية، ومحاولة اغتيال وليد بيك جنبلاط، وتفجير مركز الأبحاث الفلسطيني، تفجير فندق السمرلاند، تفجير جريدة السبيل، محاولة اغتيال سليم الحص و تفجير دار الطائفة الدرزية في عائشة بكار.
في طرابلس اغتيال الدكتور عصمت مراد، وتفجير مسجد الإمام علي(ع) في منطقة التل.
الملاحظ في كل تلك التفجيرات هو الهوية الطائفية للمناطق المستهدفة، سنية، شيعية ودرزية.. لزرع الفتنة بينها.
فضح الدور الاسرائيلي في لبنان
قبل أيام أعادت صحيفة "نيويورك تايمز" نشر فصول من كتاب "انهض.. واقتل أولاً: التاريخ السرّي لاغتيالات إسرائيل الموجّهة"، للكاتب "الاسرائيلي" في الشؤون الامنية "رونن بيرغمان"، والصديق الشخصي لرئيس الموساد السابق "مائير داغان"، كشف فيه تأسيس رئيس الأركان ـ في حينه ـ الجنرال رفاييل إيتان، بالتنسيق مع قائد المنطقة الشمالية الجنرال "أفيغدور بن غال"، لمنظمة سرية تدعى "جبهة تحرير لبنان من الأجانب" أوكلت مهمة قيادتها لـ "مئير داغان" الذي تولى لاحقاً منصب رئيس "الموساد".
هدف المنظمة بحسب الكاتب "خلق فوضى بين الفلسطينيين والسوريين في لبنان، دون ترك بصمات إسرائيلية، ليتولد لديهم الانطباع بأنهم مهاجمون". وقد عمد داغان لـ "تجنيد بعض اللبنانيين، الناقمين على الفلسطينيين. فقتلت الجبهة بين الـ1979 و1982 مئات الأشخاص".
فصول هذا الكتاب جاءت لتؤكد النتائج التي كشفها الحاج رضوان في تحقيقاته، سيما وأن الكاتب يؤكد ارتفاع وتيرة استخدام السيارات المفخخة بعد تعيين أرييل شارون وزيراً للحرب في 5 آب/ أغسطس من العام 1981 أي قبل الاجتياح الصهيوني للبنان بعام.. لتشكل موجة التفجيرات ضغط على المقاومة الفلسطينية فترد عليها باستهداف الأراضي المحتلة، فيأتي التبرير لشن الاجتياح.
وصية التلمود
الكتاب المكون من 750 صفحة، حمل في طياته وصية تلمودية تقول: "إذا جاء أحدهم لقتلك ، انهض واقتله أولاً". إضافة لوصية من "داغان" نفسه.. ـ كان يحتفظ في مكتبه بصورة لجده الملتحي والمؤتزر بشال الصلاة ، راكعاً أمام القوات الألمانية" ـ "يجب ألا نصل إلى هذا الوضع مرة أخرى ، نركع ، دون القدرة على القتال من أجل حياتنا".
القتل ثم القتل..هذه عادتهم والتبرير كالعادة أنهم "الأخيار".. يقتلون الاطفال والنساء والرجال ويهربون من مواجهة المقاومين
يحتلون الأرض..ويدعون أنهم أصحابها..ويعاونهم الأذناب.. مهما طال الزمن ستنتهي اسطورتهم وسيرحلون، وسنصلي في القدس التي حضّر لتحريرها قائد الفاتحين لها عماد فايز مغنية.