اسماعيل المحاقري
قادم الأيام لا شك في أنها ستشهد تطورًا نوعيًا في زيادة الفاعلية لعمليات الطائرات المسيّرة محلية الصنع في اليمن وبالإمكانات المتاحة... وهو وعد صادق أطلقه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وحقيقة ملموسة وراسخة يصعب على تحالف العدوان استيعابها بعد ثلاثة أعوام من القتل والتدمير والحصار والتجويع.
مؤخرا وفي أعقاب قصف مطار أبها الإقليمي للمرة الثانية في ظرف زمني قصير بعدة غارات من طائرة "قاصف"، لم يجد النظام السعودي ولا داعموه الدوليون وشركاؤه الإقليميون من وسيلة للتقليل من مفاعيل هذه الضربة وتداعياتها ووقف زحف تنامي هذه القدرات إلا ترديد سيمفونية التدخل الإيراني بشكل مبتذل جعل من تصريحات ناطق العدوان تركي المالكي وترهات الأبواق السعودية مثارا للجدل ومحطا للسخرية.
وأمام كل صاروخ يضرب العمق السعودي وعملية نوعية لطائرات مسيرة يخرج عادل الجبير أحيانا والمالكي في كثير من الاحيان ولفيف من الأبواق الدعائية ليحرضوا المجتمع الدولي من خلال "بعبع" ايران شرعنة لعدوانهم وجرائمهم وأملا في الحد من هذه الصفعات المتتالية.
كذلك يجهل النظام السعودي وهو يندب ضحايا لا يسقطون واقعا ويتباكى على أهداف مدنية وهمية في عمق أراضيه ولا تميز ما يماثلها طائراته وهي تقصفها في اليمن دون هوادة يجهل تجلي حقيقة عجز منظومات دفاعاته الجوية "فخر الصناعة الأمريكية" عن اعتراض طائرات مسيرة لا ينفكون عن السخرية منها ومن قدرتها وفاعليتها.
وما يزيد الأمر غرابة دهشة ليس تباهي النظام السعودي باعتراض جميع الصواريخ الباليستية في أجواء المملكة وإسقاط الطائرات المسيرة فهذا أمر متوقع من عدو الكذب عادته كوسيلة سهلة لتحقيق الانتصار وإنما الجديد حديثه عن استهداف غرفة اطلاق الطائرة المسيرة وقتل المجموعة التي نفذت العملية في صعدة .
وعلى خلاف هذه المزاعم يشهد الواقع وقادم الأيام أن هذا النظام لم يفلح في تدمير القدرات اليمنية إلا في مؤتمراته الصحفية واستديوهات قنواته الفضائية .
وأيا كانت شطحات العدو وتبريراته لخسائره وانتكاساته، فالإصرار السعودي على تسويق التدخل والدعم الإيراني في اليمن، دليل على أن هذه السردية آخر ما يملكه من ورقة لتغطية عجزه أمام اليمنيين... والتغطية على مجازره المتواصلة بحقهم.