من ميدان الإعلام بمختلف مجالاته، إلى ميدان السياسة والمجلس التشريعي. رغم أنه النائب للمرة الأولى إلى أنّ وجهه كان معروفاً وشعبيته محفوظة، تجوّل وخَبُر مختلف المناطق اللبنانية. وتحدث وعرف كافة الطوائف والمذاهب والإيديولوجيات. كان القريب من الناس وهمومهم وشجونهم. حاور ودرب سياسيين ومرشحين ونواب، أدرك اللعبة السياسية عبرهم. فتحلى بصفات النائب قبل أن يكون وارداً إسمه مرشحاً، وفوزه كان محسوماً. هو إبن حزب الله البار، واليوم نائباً في كتلته. وقبل الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد كان هذا الحوار مع النائب الحاج أنور جمعة.
حوار: هدى رحمة
- بدايةً، بين حاج أنور أو سعادة النائب، أي لقب تفضل؟
- الحاج هيي الرتبة الأعلى
- حاج أنور ردة فعلكم عند اختياركم كمرشح من قبل حزب الله، كم تعني لكم ثقة السيد الذي اختارك مرشحاً على اللائحة؟
- هذه الثقة تعني لي الكثير، هي بمثابة شهادة أعتز بها كل عمري، هي من شخص فوق الوصف، فوق كل اعتبارات، وهو فوق أكثر من أن يتصور أي إنسان. هي مسؤولية كبيرة جداً، من أكبر المسؤوليات التي يمكن أن تلقى على عاتق إنسان، وحسبي فوزاً أني حزت هذه الثقة، قبل الفوز الثاني الذي أنا رُشحت من أجله.
- رأيكم الخاص بموضوع الترشح، كنتم مع هذا الطرح؟
- رأيي الخاص كان بطبيعة الحال غير وارد، لم يكن عندي هذا الأمر طموحاً أو أني سعيت إليه. بالنسبة لي الكثير من الطموحات والآمال حققتها من الناحية المهنية، كثير من النجاحات اعتزيت بها. باع طويل في الإعلام في مختلف جوانبه، من الإعلام السياسي، أخبار، برامج، تغطية، إشراف على الإعداد، وأيضاً فوق كل ذلك تدريب إعلامي في مختلف المجالات، ثم نضيف إليها أيضاً مجال آخر أحبه كثيراً وهو الصوت الذي يبرز في البرامج الإذاعية وأيضاً في الدوبلاج، والدوبلاج بمختلف أنواعه، خضت التجربة بكل نجاح. فعلاً لدي كل هذا العالم المهني الإحترافي الذي أفخر به، وتخلصت من العمل كوظيفة، وانطلقت إلى العمل كمحبة أكثر ورغبة أكبر بمعنى أني أصبحت إعلامي حر غير مقيد وهذا كان العالم الذي كنت فرح به لدرجة كبيرة. وجاء هذا الأمر ليغير 180 درجة، ليس من حيث النوع لأن العالم الإعلامي مترابط جداً بشكل وثيق مع السياسة، ولكن يغير طبيعة المسؤولية.
قانون الإنتخاب: أفضل من قانون الستين ولكن يجب تحسينه
- ما رأيكم الشخصي بالقانون الإنتخابي الجديد لا سيّما أن الكثير من الناس لم يفهموه بشكلٍ كامل إلا بعد صدور نتيجة الإنتخابات؟
- رأيي الشخصي أنه يجب معالجته وتحسين الثغرات بشكل أن لا يبقى هناك أي لبس فيه. يجب تحسين القانون النسبي الذي طبعاً يبقى أفضل من قانون الستين الأكثري، ولكن هناك بعض الثغرات واضحة، حتى في تفسير بعض النقاط تحاج أن نذهب إلى الجهات المختصة لتفسيرها: لماذا أُعطيَ هذا المقعد للائحة الفلانية، لماذا الذي استطاع أن يحصل على حاصلين والآخر حاصل زائد كسور وأخذ الكسور بما أنه أعلى أخذ المقعد قبل الذي لديه حاصلين سلفاً، إذاً هناك الكثير من اللبس فيه. وهناك أيضاً نائب يحصل بأدنى أصوات وآخر بأعلى أصوات والثاني لا ينجح والأول ينجح ويصبح نائباً.
من الإعلام إلى النيابة والخبرة واسعة
- حاج أنور، هذه النقلة النوعية من معترك الإعلام في كافة مجالاته -حتى أنك عملت كمراسل ومذيع إخباري- هذه النقلة النوعية إلى المجلس النيابي على ماذا ستستند؟
- ستستند على الكثير، سواء في المعرفة السياسية، أو من ناحية إرسال الرسالة وإيصالها إلى المتلقي وهذه طبعاً رسالة الأنبياء والرسل، رسالة الأولياء، رسالة العلماء، رسالة من يعتلي كل المنابر، هناك رسالة يجب إيصالها. فهذا العالم -عالم الإعلام والسياسة- مرتبط بشكل وثيق، هذا ما سأستند عليه، خبرة طويلة في مجال الإعلام. وخصوصاً أني دربت سياسيين على الإطلالة الإعلامية، على كيفية مخاطبتهم للجمهور، وغيرها، على كل هذا كنت أدرب الكثير من المرشحين في عدة بلدان. وأصبحت أنا من يجب أن أقوم شخصياً بهذا الدور. فكان بالنسبة لي هذا أقرب الطرق وأسهلها، يعني عن معرفة. وفي الجولة الإنتخابية التي قمت بها على كل قضاء زحلة بمختلف قراه وفئاته وشرائحه وأفكاره ومذاهبه وسياساته، كانت اللقاءات ناجحة بشكل باهر، ولست أنا من قيّم ذلك، بل نتيجة الإنتخابات.
الإعتبار الأول لدى حزب لمرشح زحلة كان أن يتوافق مع ميزة المنطقة
- كيف تنظرون إلى قضاء زحلة والتنوع الطائفي فيه وكأنه نموذج مصغر عن التركيبة الطائفية في لبنان؟ وكيف تنظرون إلى اختيار حزب الله لمرشح منظم وليس حليف في دائرة زحلة؟
- كان الخيار في البداية أن يكون حليفاً وليس منظماً بسبب ميزة زحلة، حساسية زحلة، تميز زحلة عن الدوائر الأخرى. ولكن عندما أعيد النظر بهذا الموضوع على أساس أننا مشينا في القانون النسبي ويمكن لنا أن نسمي مرشحنا وليس بالضرورة أن نذهب إلى الحليف. مع أخذنا بعين الإعتبار أننا لا نرشح أحد لا يكون مناسب ويتوافق مع حساسية زحلة وميزة زحلة، فهل هذا ممكن؟ فوُجد أنه نعم، وأعطونا الأسماء التي ممكن أن تتوافق مع هذه المعايير الخاصة بزحلة. نريد مرشحين منظمين لنرى إن كانوا يتوافقون، ووقع الخيار عليّ لعدة إعتبارات. منها كوني مغترب كنت سابقاً، أُحسن أكثر من لغة، أتعامل بإنفتاح كبير مع الآخرين كوني مراسل صحفي، أيضاً كان لي برامج تُعنى بكل مناطق لبنان. يعني أنا متحدث مع كل اللهجات، مع كل الأطباع، مع كل الأفكار، المذاهب، الكل متحدث معهم. يوجد تجربة، هذه التجربة لها آثار إيجابية، نجاحات نسبية معينة في هذا المجال، فكان الخيار عليّ بالتسمية، وكان هناك إجماع بأن الحاج أنور مناسب ليتحدث مع كل هذه العقليات. هذه المعايير دعت حزب الله للإصرار على اختياري.
- كنت تتمنى أن يكون هناك تحالف قوي مع التيار الوطني الحر في هذه الإنتخابات؟
- حزب الله ترك الحرية للتيار.. ولكن نحن تركنا لهم الحرية كي يختاروا هم مرشحيهم. وحتماً لو كان حصل هذا التحالف كنا أحرزنا نتيجة أفضل. ومن أسباب عدم حصول هذا التحالف هو القانون الإنتخابي الجديد والغموض فيه. حتى في حساباتنا، هي نجحت لأنه لدينا جمهورنا ولدينا تحالف أمل ـحزب الله وهذا ما يجعل لنا أفضلية وأرجحية على غيرنا بسهولة. كما أنه لدينا الذين يوالون خطنا في منطقة زحلة كثر ومن مختلف الطوائف.
عن معركة بعلبك ـ الهرمل: من يعمل بصمت يتعرض للهجوم
- من الإنتقادات التي طالت حزب الله في موضوع الإنتخابات هي أن التغييرات التي أجراها على صعيد المرشحين هي تغييرات محدودة!
- كيف تكون تغييرات محدودة وهناك 6 مرشحين جدد من بينهم الحاج أمين شري الذي يعتبر جديداً كونه منذ فترة طويلة لم يترشح. نحن من أكثر الكتل أو الأحزاب التي رشحت أو أدخلت نواب جدد. لا يمكن القول أننا لم نعمل على التجديد. والمعايير التي تم اختيار المرشح على أساسها هي التي دفعتني أن أقبل بالترشح، لأنني عندما رأيت معايير فنية تقنية علمية لم أستطع أن أقول لا. فقد وجدت أن هناك واجب عليّ وليس مستحب، بل أصبح كالواجب العيني عليّ.
- حاج أنور كيف قرأت الهجوم الشرس على حزب الله قبل وقبيل الإنتخابات خصوصاً في معركة بعلبك ـ الهرمل؟
- الذي يعمل بصمت، بتواضع، مع كثرة ما يعمل، مع كثرة ما يقدم، لا بد أن يتعرض لهجمة. لم نكن كالدجاجة التي تملأ الدنيا صياح لأنها وضعت بيضة واحدة، كنا نعمل كالسمك يبيض كافيار بالمليارات ولكن لا يتحدث، كان هذا السبب الأقوى لنكون عرضة للهجوم. الأمر الثاني عندما بدأت الجولات الإنتخابية والكلمات وإيقاظ روح الحماس والمعرفة والوعي عند الناس تَعدل مزاجهم. وأصبحنا مرتاحين كثيراً ومطمئنين كلما تقدمنا بهذا الإستحقاق والجولات الإنتخابية. بطبيعة الحال حزب الله المقاوم بكل مؤسساته الإجتماعية، الإقتصادية، التربوية، الصحية، والمقاومة الجهادية والسياسية قدموا الكثير الكثير وكانوا بالمرتبة الأولى في لبنان.
سوف نحمي ظهور المجاهدين وخطهم وهذا أكبر واجب
- دخلنا في موضوع المقاومة، خصوصاً في الإنتخابات الحالية بعد الأزمة السورية وما حصدت من عدد كبير من الشهداء وعدد كبير من الجرحى وغيرها. ما هو الواجب الذي تشعر أنه يقع على عاتقك من ناحية المقاومة في المجلس النيابي؟
- أكبر واجب، بطبيعة الحال خدمة الناس هي الأَولى والأبرز، ولكن أكبر واجب هو حماية خط المقاومة، نهج المقاومة، دماء الشهداء لا يمكن أن نستهين بها، ولا يمكن أن نسمح لأحد أن يستهين بها. هذا الجهاد الكبير للمجاهدين الذين لا يزالون على ثغور الوطن، يحمون الأمة وليس فقط الوطن، مهما بعدت هذه الثغور هم متحملين لمسؤولية حمايتنا بكل أبعادها. نحن سوف نحمي هذا الخط، نحمي ظهورهم، نحمي نهجهم، نحمي حتى مستقبلهم. لأنه ليس من المعقول أن المجاهد أو من استشهد أن نسلمه بلد غير صالح وبلد لا يستحق أن نضحي لأجله. كلا، نريد وطن يستأهل أن يكون أُعطيَ هذه التضحيات، قُدِّم له هذه القرابين كي يكون وطناً يليق بأهل الوفاء، وهم كانوا أهل الوفاء. هذا دورنا وهذه مسؤوليتنا ونقوم بها برموش العيون إن شاء الله.
زيارة عوائل الشهداء هي أجمل وأولى وأفضل ما قمت به
- دائماً نحن نلاحظ حرص كبير، وحتى أن الموضوع واضحاً عند نواب ووزراء والوجوه المعروفة لدى حزب الله زياراتهم لعوائل الشهداء، وحتى حضرتك خلال جولاتك الإنتخابية كنت تدخل إلى هذه المنازل. ماذا يعني لك أن تدخل عند عائلة شهيد، تدخل بيت شهيد، وتقابل أب وأم وأولاد شهيد؟
- أجمل ما قمت به، أَولى ما قمت به، أفضل ما قمت به، أكثر ما قمت به تحفيزاً وشحذاً للهمم هي زياراتي لعوائل الشهداء، والتي في البعض منها كنت أبكي. تصوري أنا مرشح حزب الله المقاومة اقف أمام أم مقدمة ثلاثة أبناء شهداء وتحدثني بكلام معين، أقول لها أنت تقولين لي هذا الكلام؟ وتنزل دموعي، أنت؟ أنا الذي من المفترض أن أقبل قدميك.
بكيت كثيراً أمام هذا الشاب الصغير
- ماذا أخبرتك؟
- لا أقدر أن أقول، لا أستطيع، لا أستطيع أن أفي هذه الأمهات وهؤلاء آباء الشهداء. حملوني الكثير من المسؤوليات. خصوصاً أيضاً في إحدى المرات زرت عائلة أصغر شهيد في حزب الله "الشهيد مهدي بو حمدان"، هو أصغر شهيد في حزب الله. عندما ذهبت إلى منزله وكانت الصورة على الحائط أمام المنزل ولم ندخل بعد، وكأنه يحيّيني، نظرت إلى هذه التحية وما استطعت، رجفت. وقفت أمامه صعقت، لم أستطع النظر في عينيه، ووقفت للحظات أحسست أنني "انخضيت". ولكن قلت في نفسي يجب أن أدخل، فدخلت ووجدت الصور في كل مكان في الصالون وصورة كبيرة وكأنه ينظر إليّ بها، أحسست بشيء موجود في البيت، واقف جنبي، وسريعاً قلت الشهداء أحياء. ولم أستطع لا التلفظ بكلمات ولا بعبارات وصاروا يعطونني المناديل لأنني قلت لهم لا أقدر على الحديث بعد، بكيت مثل الثكالى أمام هذا الشاب الصغير ليلقي بسحره، بجمال شهادته أمام الناس. طبعاً زيارة عوائل الشهداء كانت الأَولى وأجمل ما قمت به حتى الآن.
- استطراداً، بماذا ترد على الذين يهاجمون المقاومة بقولهم أن المقاومة تأخذ الأطفال إلى الجبهات؟
- هذه ثقافة بعيدة جداً عن مفهوم وإدراك هؤلاء الذين يتهجمون، ويدعون أن لديهم ثقافة الحياة! هذه ليست ثقافة الحياة، هي ثقافة الذل. ليس لديهم ثقافة علي الأكبر، ليس لديهم ثقافة القاسم إبن الحسن، ليس لديهم ثقافة من يقول "إني والله أجد الشهادة بين يديك يا أبا عبدالله أحلى من العسل. وحتى أنهم هم إن هاجموا بهذا الجانب هل يقبلون إن كانوا شبابنا في العشرينات والثلاثينات!؟ سيبقون يقولون أنتم تقضون على شبابكم. مهما فعلنا يستعملون نفس العبارات، بينما والد هذا الشاب الصغير الفتى كنت أنظر إليه كان مزهواً فخراً بإبنه أنّ إبني شهيد، أنا قدمت ولداً وبيّض وجهي أمام الزهراء عليها السلام. هذه مفاهيم صعب إدراكها كثيراً على هؤلاء.
عن زحلة: البيئة والسياحة والإقتصاد والزراعة والصناعة
- منذ زمن بعيد تقيمون في بلدة ضمن محافظة جبل لبنان، ولكن كنت دائم التردد إلى قريتك "علي النهري"، خلال كل هذه السنوات لم يكن إسمك مطروحاً للترشح للنيابة ولم يكن هذا الموضوع واردا أصلاً، ما هي الأحلام التي كنت تتمناها لمنطقتك، لمنطقة زحلة؟
- منطقتنا كانت من أجمل المناطق، وإن شاء الله تعود كذلك. هي بجغرافيتها من أجمل المناطق، موقعيتها بين السلسلة الشرقية والسلسلة الغربية، اللون الأخضر، لون التربة، عندما أنظر إلى لون التربة الحمراء ليس هناك أجمل وأروع من ذلك. هذه هي منطقة زحلة، خضارها جميل، مربعاتها وأنت تنظرين من ضهر البيدر وتنظرين إلى هذه المنطقة وتشاهدين مربعات خضراء ملونة بمختلف الألوان. أنا أتمنى أن يعود إليها شريانها الحيوي وهو نهر الليطاني، أتمنى أن يعود لأنه هو كان محط كل الذكريات الجميلة التي لا زلت أحتفظ بها وأنا فتى صغير. كنت أتردد إلى هذه المنطقة منطقة نهر الليطاني وأشجار الحوض، فهذه الأشجار وهذه الغابات الصغيرة التي تحيط بنهر الليطاني، العصافير، الطيور، الأسماك، ألوان الأسماك التي لا زلت أذكرها. كنا نصطاد ونعود إلى القرية ونحن نحمل مختلف أنواع الأسماك الملونة التي لم نر مثلها في حياتنا. فيا ريت هذه المياه الصافية التي كانت تمشي في النهر تعود، يا ريت تعيش الأرض منها، وهذا ما نسعى إليه إن شاء الله في هذه المنطقة. هذا من ناحية الشكل والبيئة، ولكن هناك أيضاً، واليوم كنت انا في زيارة مهمة جداً لفعاليات إقتصادية صناعية وأيضاً الذي دعا إلى الإجتماع أيضاً فعاليات مهمة جداً، إن شاء الله نحن نمتن العلاقات معهم ونرى كيف يمكن أن نُثَبت الناس في أرضها عبر الصناعات التي لها علاقة وثيقة بالزراعة مثلاً، بالسياحة مثلاً. هناك الكثير من النقاط يمكن أن ننميها ونجعل الناس تثبت في منطقة البقاع الأوسط منطقة زحلة. منطقة زحلة لديها زيادة عن غيرها، فيها الزراعة، الأنهار، المطاعم، السياحة، عندها كل ما يمكن أن يكون عامل مساعد للناس أن يثبتوا في أرضهم ويعيشوا عيشة كريمة.
يجب أن نضع الأمور الحيوية في لبنان خارج أي نزاع، وممنوع المحاصصة فيها
- بشكل عام، عن حاجيات أي مواطن في لبنان في أي مكانٍ كان، حضرتك ذكرت في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة أنك عايشت ولمست الحاجيات الأساسية للمواطن. مثلاً فاتورة الهاتف هي الأعلى في العالم مع أسوأ خدمة، موضوع الكهرباء، موضوع المياه وحضرتك كنت تعاني من إنقطاع المياه وتتكلف مبلغاً مالياً كبيراً مقابل شراء المياه، أي أنك لامست معاناة المواطن عن قرب؟
- نائب الأمة ليس فقط ليهتم بمنطقته، النائب عن الأمة منطقته هي محط إهتمام نعم، ولكن ليست محط إهتمامه حصراً. نحن عندما نتحدث عن بعض الأمور العامة في لبنان تطال منطقتي. عندما نحسن خدمة الإتصالات، خدمة المياه، خدمة الإنترنت، خدمة الكهرباء، كل هذا يطال كل المناطق. وأنا أدعو، أطلق دعوة من الآن أن يكون أي مرفق عام للبنان وليس لمنطقة محددة ، أن يكون خارج أي تنازع أو تجاذب طائفي سياسي. تكون بعض الأمور خارج هذا النزاع، ممنوع نتحدث به، ممنوع أن نقول لا نستطيع حل مشكلة النفايات مثلاً دون أن نرضي فلان وفلان وتيارات سياسية، ممنوع. أي أن نضع الأمور الحيوية للبنان خارج أي نزاع ونعمل على أساسها ولا يكون لأحد ما فيها حصة، ممنوع أن يكون هناك محاصصة فيها. وتكون بيد شخص واحد نعطيه الصلاحية ليكون هو الولي على هذا الأمر وعندها نعتبر أن هناك مجال رائع جداً ومتاح أن نعمر لبنان ونعيد بناءه في أسرع وقت.
- اللقب المستجد على حضرتك، لقب سعادة النائب، والمواكبة الأمنية، كم تشعر وحضرتك كنت مرتاح بكل تحركاتك السابقة، كم تشعر أن هذا الموضوع سيقيدك؟
- في بعض المناطق هناك بعض المحاذير، ولكن كنت أنا أرضخ في بعض الأحيان لأن العنصر الأمني ليس بيدي. العنصر الأمني مثل ما قال سماحة السيد نصرالله ليس بيده، هو يتمنى لو أن هذا العنصر غير موجود كي يكون على قرب من الناس. في قريتي أنا كنت أفتح كل النوافذ جميعها، وأنزل وأسلم على الناس وحتى أنهم يقولون لي لا تنزل، بل كنت أنزل وأسلم عليهم لأنني بخدمة أعينهم، أنا خادمهم، أنا أرى النائب الآن خادم وأي شيء آخر هو خارج معتقدي. وليس تواضع مزيف، كلا بل هذا الشخص الذي أعطاني ثقته أقل ما يكن أن أعطيه أن أخدمه وأن أكون أقل مرتبة منه.
نعد اللبنانيين أننا كما حمينا سنبني
- كلمتك الأساسية أو وعدك للشعب اللبناني بعد أن أصبحت نائباً..
- نعدهم بأننا سنحمي وكما حمينا سنبني، هذا هو العنوان العام. في التفاصيل بأننا كما كنا أقوياء في الحماية في المقاومة، سنقاوم أيضاً في البناء وفي حماية الوطن إقتصادياً، إجتماعياً، تربوياً، بكل جوانب الحياة التي من شأنها أن تعيد للبنان مركزه ومقامه ودوره في المنطقة، هذا ما يخيف العدو لأنه سيفقد دوره حتماً. مع دولة مثل لبنان لا يستطيع أن يقربها، محمية تماماً من المقاومة، وهذا يعطي عنصر فاعل جداً للبنان، يعطيه دور مميز كبوابة للشرق. بطبيعة الحال هذا هو دورنا وهذه هي رغبتنا وإن شاء الله نحن سنَصدق.
- السؤال الأخير، رؤيتك للوضع في المنطقة.
- نحن عشنا الكثير من المحطات التي كان فيها تهديد مباشر وغير مباشر، مبطن وغير مبطن، وأيضاً عشنا فتن، زوابع، قاومناها وكانت أقوى بكثير من الآن. اليوم نحن وبعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه استطعنا أن ندعم ونساعد جارتنا سوريا ـ مع الحلفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا وأيضاً مع آخرين ـ وأيضاً في العراق وكنا نحمي هذه المنطقة وأصبحنا اليوم قاب قوسين أو أدنى من الإنتصار الكبير. والآن كل الكلام الذي نسمعه مجرد صراخ، صراخ ألم من الخسارة، من الهزيمة، وعلِموا الأميركان وسلّموا وقالوا أنه آن الأوان إلى أن نخرج من هذه المنطقة وإن شاء الله يخرجون ولا يكونون مرتزقة. لأنهم قالوا لهم إن كنتم تريدون أن نبقى عليكم أن تدفعوا، ماذا يعني عليكم أن تدفعوا؟ أصبحت الولايات المتحدة كلها بعظمتها جيش مرتزقة، بقيت مثل بلاك ووتر، أي تدفع المال نعطيك خدمات، يعني أنها أصبحت بلا دور. ورأينا ما حصل أخيراً، الضربة جاءتها عدة ضربات رد وكانت رسائل مهمة جداً ومن بعدها العدو قال أنه ليس لدينا هدف أن نوسع رقعة الحرب، لا نريد الحرب. لأنه لا يفهم إلا بلغة القوة عندما تأتيه الضربة قوية وقاسية يدرك تماماً بأنه لم يعد له شيء عندنا وهو ضعيف وساقط استراتيجياً وعسكرياً. فليعلموا علم اليقين ـ وكل من يسألنا ويريد الإطمئنان ـ أن الطائرات إذا أرادت أن تشن غارات وتريد أن تشن حرباً يمكن أن تطلع وكما قال سماحة السيد حسن نصرالله يمكن أن تكون العنصر الذي يبدأ بالقتال، نحن لا نبدأ بالقتال نحن نحمي أنفسنا، يمكن أن ننتقل إلى الهجوم وبالتالي هذه الطائرات إذا صعدت من المطارات لن تجد لها مكاناً للهبوط.
- كلمة اخيرة؟
- أشكر موقعكم، هذه المرة الثانية التي أجري فيها مقابلة للموقع، المرة الأولى باللغة الفرنسية والآن باللغة العربية. شكر كبير لكم وأتمنى لكم المزيد من الإزدهار والتطور وأيضاً أن يكون لديكم رسالتكم الجميلة جداً لتصل إلى الناس ما يحتاجونه للمعرفة والعلم والمعلومة، وإن شاء الله إلى الأمام وإلى الإزدهار.