المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

نزع الألغام.. مقاومة أُخرى

لا تمرُّ ساعات على الجنوب اللبناني إلّا وتنطلق فيه أبواق سيارات الإسعاف في طريقها إلى طوارئ إحدى المسشفيات، لتحمل قتيلًا أو جريحًا من ضحايا الألغام والقنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة التي خلَّفها العدو الصهيوني في أرضنا. فمنذ اجتياحه لبنان في 1982 إلى تحرير العام 2000، ترك أوديتنا وحقولنا مزروعة بالألغام والقنابل العنقودية، ثم كان عدوان تموز عام 2006 الأكثر عدوانية، من حيث إلقاء العدو على مدى ثلاثة وثلاثين يومًا عشرات الآلاف من القنابل العنقودية على المدن والقرى الجنوبية.

وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام ومناصرة الضحايا، أقامت جمعية "أجيال السلام" لنزع الألغام لقاءً تضامنيًا مع ضحايا الألغام والقنابل العنقودية برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض واتحاد بلديات جبل عامل في محمية وادي الحجير الطبيعية.

 وفي كلمة له خلال اللقاء، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن ما ينجز في موضوع نزع الألغام هو جهد وطني جليل ويندرج في صلب الموقف المقاوم.

وشدد فياض على أن امتناع العدو الصهيوني عن تزويد الأمم المتحدة بخرائط الألغام يعكس العقلية الوحشية للكيان الغاصب، داعيًا الى الاستعداد الدائم لمواجهة أيّ اعتداء صهيوني.

وعلى هامش اللقاء، أكد رئيس جمعية "أجيال السلام" محمود رحال لموقع "العهد الإخباري" على أهمية تطهير كافة حقول الألغام، مضيفًا أن" من المهم جدًا تثقيف السكان المحليين والأطفال المعرضين بشكل خاص لمخاطر الألغام".

وقال رحال إن "التوعية تتمثّل في تقليل المخاطر إلى المستوى الذي يمكن عنده للناس أن يعيشوا بسلام وإعادة توفير بيئة يمكن فيها تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية دون عوائق يفرضها التلوث بالألغام الأرضية".

وشدد رحال على أن الجمعية تعمل بجهد لحل مشكلة الألغام في لبنان، مؤكدا مواصلة تلك الجهود الحثيثة لتحقيق الأهداف والوصول لجنوب خالٍ من تأثير الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة.

من جهته، يروي الجريح غالب نعمة لـ"العهد"  كيف أن لم يخطر بباله يومًا أن تكون نزهته على قدميه هي الأخيرة، فالإصابة التي تعرض لها أثناء وجوده في أرض الجنوب أفقدته رجله اليمنى وأصابت رجله اليسرى إصابة بالغة، كما سببت بالضرر لأنحاء جسده.

وأكد نعمة أن إصابته هي جزء من الجهاد والصمود أمام المحتل، معتبرًا أنها لم تمنعه يومًا من أعماله ولم تحبط من عزيمته أبدًا.. هو يتحدّث عن الحادثة بفخر ممزوج بالصبر؛ مؤكدًا أن العدوّ الغاصب لن يثني عزيمة شعب المقاومة وصموده مهما فعل.

18-نيسان-2018

تعليقات الزوار

استبيان