المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الشيخ قاسم لـ’العهد’: لن نرد على التحريض الطائفي.. وتدخّل السفارات المباشر سببه عجز الوكلاء عن تنفيذ المطلوب

لطالما شكّلت "الأخلاقيات" معياراً أساسياً لدى حزب الله في التعاطي مع الكثير من الملفات. المتتبع لسلوك الحزب منذ انطلاقته حتى اليوم لا يتكبّد عناء ليكتشف تلك الحقيقة الثابتة التي يعرفها الخصوم قبل الحلفاء. مقاربة الاستحقاق الإنتخابي، كانت واحدة من المحطات التي أرسى فيها حزب الله تجربة نموذجية رائدة عمادها بناء الوطن وحمايته. هذا في وقت تبدو فيه "الأخلاق" والانتخابات خطين متوازيين لا يلتقيان في قاموس البعض، الذي لا يجد حرجاً في استخدام شتى أنواع الترهيب والمال الإنتخابي لسلب الأصوات. وهذا تصرف اليائس والخائب، وفق ما يؤكّد نائب الأمين العام لحزب الله والمنسق العام للماكينة الانتخابية لحزب الله لعام 2018 سماحة الشيخ نعيم قاسم.
 
بثقة عالية، وهدوء يوحي بارتياح تام لمسار الانتخابات النيابية، يشدد الشيخ قاسم لموقع "العهد الإخباري" على أنّ حزب الله أقدم على الانتخابات بروحية المعالجة لبعض الملفات وليس بروحية الانتخاب المجرد عن المشروع. يُعرب عن ثقته بحجم التمثيل الشعبي، ويؤكد أنه لم يعد هناك حاجة لذهاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الى بعلبك الهرمل. "الأجواء انقلبت بشكل كبير والمزاج الشعبي تبدّل، فالأمين العام عندما تحدث بهذه الصيغة كان في مواجهة ضخ إعلامي وسياسي معاد يحاول أن يظهّر وجود خلاف بين جمهور المقاومة وقيادتها، ومن يجول في بعلبك الهرمل يسمع تماماً أين هو اتجاه الصوت في صناديق الاقتراع". 

يُعلّق الشيخ قاسم على ما شهدناه من اعتداء على مرشحين منافسين للائحة "المستقبل". يؤكد أن" هذا التيار لم يتحمّل أن يكون لديه معارضون لسياساته في المنطقة، الناس تريد التغيير وهذا ما جعل التوتر يزداد عند سعد الحريري وآخرين، واصفاً في سياق متصّل تدخل بعض السفارات العربية والأجنبية بالعمل اليائس، فالأمور انكشفت أمام الناس وأصبحوا يعلمون تماماً من الذي يعمل بتوجيهات خارجية، ومن الذي يعمل بقرارات وطنية". 

وفيما يُحاول البعض الإصطياد بالماء العكر لناحية علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحر، يؤكّد سماحته أن العلاقة مع التيار من الناحية السياسية والاستراتيجية لا زالت كما هي ثابتة وراسخة رغم الاختلاف الانتخابي في بعض الدوائر، مستبعداً في سياق آخر حصول حرب إقليمية، ومرجحاً حصول الانتخابات في موعدها. 
 
وهنا نص المقابلة: 
  
س. البداية من شعار "نحمي ونبني". لماذا اختار حزب الله هذا الشعار؟

*رفعنا شعار نحمي ونبني لنؤكّد الاتجاه الذي يعمل عليه حزب الله في المرحلة القادمة. نحمي تحمل كل معاني المقاومة لتحرير الأرض والدفاع عنها، ونبني تحمل كل معاني بناء الدولة والتنمية وخدمة الناس ورفع الاحتياجات التي يتطلبها مجتمعنا. لماذا نحمي ونبني معاً؟. لأنه لا يصح أن يكون هناك مقاومة بلا بناء للدولة، ولا يمكن أن تُبنى الدولة بلا حماية المقاومة والمواجهة للعدو "الاسرائيلي". وان شاء الله يكون الاهتمام والتركيز على دور هذين العنوانين في المرحلة القادمة بشكل لصيق أكثر من المراحل السابقة التي كنا فيها نحمي ونبني لكن نريد الآن أن نجدول الأمور بطريقة أدق ونعرضها للجمهور بين حين وآخر. 

س. يأخذ البعض على حزب الله بأنه ذهب بعيداً في التواضع، ولم يُظهّر إنجازات وزرائه ونوابه. ما تعليقكم على هذا الموضوع؟ 

*نحن ارتكبنا خطأ في عدم إظهار نتائج عملنا على الساحة اللبنانية في خدمة الناس لأننا كنا ننظر أنّ هذه الخدمة هي طبيعية وجزء من مهامنا ولا نريد أن نبرّزها كي لا يبرز بأننا نعمل لنظهر أمام الناس أو لنمنّن الناس، لكن تبين أن الأعداء حشرونا في الزاوية في هذا الأمر وحاولوا اثارة القلاقل عند جمهورنا. فرأينا أنفسنا مضطرين أن نعلن كل المنجزات دفعة واحدة في هذه المرحلة لكن تعلمنا أن نعلن منجزاتنا في المراحل القادمة ان شاء الله بشكل تدريجي وفي وقتها.


س. أخلاقيات حزب الله في الحملات الإعلامية يؤخذ عليها "سلميتها" في حين نشهد الاستباحة لشوارع بيروت بالرصاص والتكسير وتتزايد حوادث الاعتداء على مرشحين ومكاتب انتخابية منافسة للائحة حزب "المستقبل". ما تعليقكم على هذا الأمر؟

*تيار "المستقبل" لم يتحمّل أن يكون لديه معارضون لسياساته في المنطقة التي يؤثر فيها في بيروت، وقسم من اللوائح هم في الواقع من أعضاء "المستقبل" سابقا وهذا يدل على صرخة عالية تشير الى حزب "المستقبل" بأنه مقصر ولم يقم بواجباته وأن الناس تريد التغيير وهذا ما جعل التوتر يزداد عند سعد الحريري وآخرين من تيار "المستقبل". لكن مع كل الخطاب التحريضي وكل المحاولات لإثارة العصبية لم يتغير الواقع الميداني في أن هناك لوائح تريد أن تأخذ محلها ودورها وتنافس "المستقبل" من بيئتها. لذا لجأوا الى أسلوب الضرب وتمزيق الصور واستخدام القوى الأمنية وكل هذا الجو الذي صنعوه. أنا أعتبر أن هذا تصرف العاجز وتصرف الذي أدرك بأن الناس تؤاخذه ولا تقبل به كمكان وأن هناك تغيرات حصلت في هذه الساحة وفي هذه البيئة ستبرز نتائجها في الانتخابات النيابية. 

س. ما الذي يدفع برأيكم الى استخدام الخطابات التحريضية من بعض القوى السياسية؟

*قررنا أن لا نرد على الخطابات التحريضية. كان ردنا الكبير والمؤثر أننا عرضنا للناس برنامجاً انتخابيا متكاملاً، بينما "المستقبل" ليس لديه برنامج انتخابي ولديه تحريض. على كل حال، على الناس أن تقارن وترى الخيار الصحيح. 

س. كيف تقرأون تدخل بعض السفارات بعدد من دوائر الانتخابات، والزيارات التي يقومون بها لبعض المناطق، وسط الحديث عن مال انتخابي يُدفع؟

*قرأنا تدخل بعض السفارات العربية والأجنبية كعمل يائس لأنّ "جماعتهم" في لبنان، والذين يقتدون بقراراتهم وأوامرهم لم يحققوا المطالب التي تريدها هذه السفارات. لذا لجأوا الى التدخلات المباشرة، وهذه نقطة سلبية لمن يأتمر بأوامر السفارات، والحمدلله أن الأمور انكشفت أمام الناس وأصبحوا يعلمون تماماً من الذي يعمل بتوجيهات خارجية، ومن الذي يعمل بقرارات وطنية. هذه الأمور أصبحت مكشوفة أمام الناس، وأقول من الآن لن يؤثر هذا التدخل من قبل السفارات في نتائج الانتخابات لأنّ النتائج مرتبطة برأي الناس وقرار الناس والقرار محسوم لديهم بصرف النظر عن تدخلاتهم. 

س.المتتبع لسلسلة خطابات الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله يستنتج أن ما قبل الإنتخابات ليس كما بعده. هناك قرار واضح وصريح بمحاربة كل أوجه الفساد. من المسلم به أن حزب الله هو أصلا منذ انطلاقته وقف في وجه الفساد، لكن البعض يقول أن هذه المهمة صعبة، وقد ترهق حزب الله خصوصاً في بلد كلبنان حيث الفساد ينخر الكثير من مؤسساته. كيف تردون؟

*من المؤشرات الايجابية على حركة حزب الله الانتخابية هو أنه أقدم على هذه الانتخابات بروحية المعالجة لبعض الملفات وليس بروحية الانتخاب المجرد عن المشروع. وقد قدرت قيادة حزب الله أن هذه المرحلة تتطلب اهتماماً بمواجهة الفساد بشكل أكثر مما كانت عليه سابقاً، لذا كان بارزاً في البرنامج الانتخابي الذي أعلنه الأمين العام هو مواجهة الفساد وعندما نريد المواجهة ستكون هناك آليات عمل وسنضع خطة تفصيلية. سنواكب هذا الامر وعلى كل حال سيرى الناس كيف سيكون الاهتمام أكبر مما كان سابقا ولا أعتقد أنه سيغير من اهتماماتنا المختلفة. بالعكس هذا سيلقي علينا عبئا اضافيا لكن ان شاء الله تكون هناك بعض النتائج لأن هناك نتائج أخرى قد لا تحصل بسبب تركبية الوضع اللبناني وظروفه، لكن علينا أن نعمل بطريقة صحيحة وأن نبذل جهدنا وعلى الله الاتكال.

س. شكّلت السرعة التي أعلن فيها حزب الله وحركة "أمل" قوائمهما الانتخابية، نموذجاً يُحتذى به، مقابل لوائح أُعلنت في ربع الساعة الأخير وفقاً لمنطق الحسابات الشخصية. ماذا تحدثنا في هذا الإطار؟

*نحن بدأنا التحضير للانتخابات النيابية بعد القانون مباشرة. تقريباً من شهر آب، كانت نقاشاتنا حول سيناريوهات الانتخابات والاستعداد لها، قائمة من قبل مجموعات تدرس وتهيئ وترتب لنعلم كيف نعمل. إضافة الى ذلك، وضعنا قواعد في كيفية التحالف. قلنا مثلاً أننا سنتحالف مع حركل "أمل" في كل الدوئر ولن نختلف معهم في أية دائرة انتخابية، هذه قاعدة. وقلنا بأننا سنقبل أن يتحالف بعض الحلفاء معنا أو مع غيرنا من دون تأثير سياسي ومن دون توتر سياسي. وقلنا أيضاً بأنّ بعض الدوائر فيها دعائم انتخابية لها حيثية يجب أن نلتف حولها، وأن نرى ماذا تريد لنعطيها كحلفاء لنا. عندما رسمنا هذه القواعد ارتحنا في كيفية عقد التحالفات، لأننا انطلقنا من رؤية واضحة. بينما ارتبكت بعض القوى في لبنان لأنّ تحالفاتهم بُنيت على حسابات انتخابية ضيقة. نحن بُنيت تحالفاتنا على قواعد وحافظنا على هذه القواعد. والآن نحن في لبنان كحزب الله لم نتحالف انتخابياً الا مع حلفائنا السياسيين بينما الكثير من القوى تجاوزت هذا الأمر لاعتبارات ضيقة وهذا رأيهم. كنا مرتاحين لأننا سرنا على قواعد واضحة.

س. ما المعيار الذي بنى حزب الله على أساسه التحالفات؟

*مصلحة بناء لبنان وحمايته. اؤكد مرة جديدة "نحمي ونبني"، هذا  الشعار كان حاضرا في كل برنامجنا الانتخابي، وفي كل حركتنا الميدانية وفي كل تحالفاتنا ولذلك كنا منسجمين مع أنفسنا فيما فعلناه. 

س. يأخذون عليكم بأنكم تستبقون نتائج الانتخابات وتتحدثون عن ارتياح بعيداً عن القلق. على أي أساس بُنيت هذه الثقة؟.

*نحن نعرف تأييدنا الشعبي وحجمه، ونعرف أن الناس معنا. هؤلاء الناس الذين أعطوا دماء أبنائهم، وهؤلاء الناس الذين بذلوا معنا في كل هذه المراحل من سنة 1982 أعطيناهم وأعطونا، وكنا معاً في الخندق الواحد لا يمكن أن يخذلونا وهم يعبرون عن ذلك من خلال لقاءاتنا معهم، ومن خلال تصريحاتهم المختلفة. لذا نحن واثقون بشرائحنا الشعبية أنها ستؤيدنا وتدعمنا. ومن خلال تواصلنا معهم خلال هذه الفترة يتبين أن الاقبال يتحسن يوماً بعد يوم، وبكل صراحة نحن لا نبحث في هذه الانتخابات عن نجاح للنواب فقط، نحن نبحث عن حجم الاستفتاء الشعبي. نريد للنائب أن ينجح بأصوات أعلى ونريد لمجموع النواب أن يحصلوا على مجموعة أصوات أعلى، فالأصوات هي التي نريدها وليس مسألة النجاح فقط الذي نعتقد أنه تحصيل حاصل إن شاء الله.  

س. هل لا زال هناك حاجة لذهاب سماحة السيد نصرالله الى بعلبك؟

*لم يعد هناك حاجة لذهاب سماحة السيد الأمين العام الى بعلبك الهرمل، فقد انقلبت الأجواء بشكل كبير وهبّ أهالي بعلبك الهرمل، مؤكدين أنهم مع الحزب ومع إعطاء الأصوات لهذا النهج ولهذا المشروع، وقد أثرت فيهم كثيراً أن يطرح سماحة الامين العام إمكانية حضوره المباشر. وهو في الواقع عندما تحدث بهذه الصيغة كان في مواجهة ضخ إعلامي وسياسي معاد يحاول أن يظهّر وجود خلاف بين جمهور المقاومة وقيادة المقاومة. لكن الحمدلله سرعان ما استجاب الناس ووضحّوا الصورة، والآن من يجول في بعلبك الهرمل يسمع تماماً أين هو اتجاه الصوت في صناديق الاقتراع. 

س. ذكرتم سماحتكم أن الكثير من التحالفات بدلّت معالمها الانتخابات النيابية. سنسألكم عن علاقة حزب الله ببعض الأفرقاء السياسيين قبيل الانتخابات: 

*"التيار الوطني الحر"

العلاقة مع "التيار الوطني الحر" من الناحية السياسية والاستراتيجية لا زالت كما هي ثابتة وراسخة ان شاء الله رغم الاختلاف الانتخابي في بعض الدوائر.

*تيار "المردة"

هناك اتفاق تام ولا توجد خلافات بيننا وبينهم في أية دائرة من الدوائر

* النائب وليد جنبلاط

كانت له تحالفاته الخاصة ونحن لم نكن معه في التحالف

*المستقبل

لم نتحالف في أية دائرة.

س. يتخوف البعض من حرب اقليمية تؤثر على الانتخابات في ظل الحديث عن رد إيراني محتمل على العدوان الذي استهدف سوريا. هل هناك قلق على الانتخابات؟

*من الناحية السياسية أستبعد حرباً إقليمية لكن لا أحد يضمن ما الذي يمكن أن يحصل. هذا أمر من الغيب. أتمنى أن تسير الانتخابات على وضعها، وفي موعدها وهذا هو الارجح. تبقى هل يحصل مفاجآت أم لا؟. هذا ما لا نعلم به.

18-نيسان-2018

تعليقات الزوار

استبيان