محمد مهدي رحیمي
عُقد مؤتمر عام 2011 في العاصمة الايرانية طهران، استضاف جمعا غفيرا من الشباب المؤمن من مختلف أنحاء العالم الاسلامي، فكان لهذا المؤتمر الكثير من الجوانب التي تستحق الحديث عنها، إلا أن الجانب الأكثر روعة في ذاك المؤتمر وفعالياته هو استقبال قائد الثورة أولئك الشباب الذي قصدوا إيران من مختلف الدول والبلدان.
ففي اليوم الثاني للمؤتمر، استضاف قائد الثورة هؤلاء الشباب في حسينية الإمام الخميني وتحدّث عن قضايا عدة، تهم الشارعين العربي والاسلامي.
وكانت اللحظة الأكثر تأثيرًا في قلوب الحاضرين هيلحظات الترقب التي عاشها المشاركون للحصول على كوفية قائد الثورة التي يلفها حول عنقه، لكن ونظرا إلى كثرة الحشود المشاركة والراغبة في الحصول على هذه الكوفية وتحقيق أمنية من أماني حياتهم، فان إهداء قائد الثورة هذه الكوفية لشاب دون سائر الشباب لم يكن بالأمر المناسب والممكن في ذلك الاجتماع .
ولحسن حظ هؤلاء الشباب وكرم الإخوة في قسم العلاقات العامة لمكتب قائد الثورة، أحضر القائمون على المؤتمر عددا من الكوفيات التي كان قائد الثورة الاسلامية قد استخدمها في السابق وقرروا توزيعها على المشاركين من الشباب والشابات.
لكن كانت هناك مشكلة تواجه الموزعين حيث أنهم احتاروا في كيفية توزيع هذه الكوفيات ومن يقوم بهذا العمل.
وقد اقترح أحد الافراد أن تقوم "السيده فاطمة مغنية" بنت الشهيد عماد مغنية بتوزيع الكوفيات على الشابات فيما تولى توزيعها بين الشباب جهاد مغنية وذلك نظرا إلى نسبة هذين الشابين إلى الأب الشهيد عماد مغنية ومعرفة الجميع بهما وبتاريخهما البطولي المقاوم.
وبالفعل قد حدث هذا الأمر وقام جهاد مغنية وأخته فاطمة بتوزيع الكوفيات على عدد كبير من المشاركين في المؤتمر وقد كان شوق الشباب المسلمين من جميع الطوائف والمذاهب ومن مختلف الألوان والقوميات شوقا كبيرا لا يمكن للقائل وصفه والتعبير عنه.
والغريب في الأمر أن ذاك الذي وزع هذه الكوفيات، وهو جهاد مغنية، التحق بقافلة الشهداء بعد ثلاث سنوات من ذلك المؤتمر ما جعل الشباب الآخرين يشعرون بأن مسؤولياتهم تجاه المقاومة ازدادت أكثر من ذي قبل.