المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

مَذاقُ الإنتصارِ وطَعمُهُ الطيِّبُ في دمشق الأبيَّة

بقلم د. جمال شهاب المحسن (*)
مع الصُّبحِ البارد من يوم أمس الأول الأحد الواقع في السابع من كانون الثاني عام 2018 توجَّهتْ أجسادُنا مع قلوبِنا وأرواحِنا العامرةِ بدفئِها وشَغَفِها للقاء الأحبة في دمشق الأبية ، لنَذوقَ ونتذوَّق الطعمَ الطيِّبَ للإنتصار على المخطط الصهيوني الأميركي الأعرابي الذي تتعرَّض له سوريا منذ سبع سنوات والذي حقَّقَهُ رجالُ الله في الجيش العربي السوري  والمقاومة والقوات الرديفة والحلفاء .
ذهبنا كوفدٍ من فعالياتِ إقليم الخرّوب وفعاليات وعلماء دين من بعضِ المناطق اللبنانية بتنظيمٍ مشكور من الأخوة الأعزاء في سرايا المقاومة لنؤكِّدَ على عمقِ ومتانةِ العلاقات الأخويةِ الطبيعيةِ والتاريخيةِ للشعبِ الواحدِ في البلدين الشقيقين سوريا ولبنان وعلى أنَّنا نعيشُ في ظِلِّ موقف العِزَّة والكرامة الذي يعبِّر عنه بعنفوانٍ واقتدار سيِّدا الإنتصارات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وسماحة السيد حسن نصرالله حفظهما الله بإسم كلِّ محور المقاومة الذي لن يؤثِّر عليه تشويشُ المهزومين وإجرامهم الجبان .
وكانت محطّتُنا الأولى على ضريحِ شهيدِ الإسلام والمسلمين شهيد المحراب العلّامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي فقرأنا سورةَ الفاتحة لروحه الطاهرة .. وكان لنا لقاءٌ حميمٌ مع إبنِ الشهيد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام العلاّمة الدكتور توفيق البوطي في رِحابِ الجامع الأموي الكبير حيثُ ألقى الدكتور البوطي كلمةً طيبةً مُفعمةً بالإيمانِ والثقةِ بالله ونصرهِ للمؤمنين ، مُرحِّباً بالوفد ومُنوّهاً برمزية هذه الزيارة الأخوية ومُركِّزاً على إستمرار مسيرة النصر حتى تحرير القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومشدِّداً على التمسُّك بالنهج الإسلامي السليم والأصيل الذي سار على هَدْيِهِ واستُشهِد من أجلهِ الشهيد البوطي ..
بعد ذلك كانت لفتةٌ كريمةٌ من سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية العلامة الدكتور أحمد بدرالدين حسّون الذي استقبلنا في منزله وعبَّر بلسانه العربي الناطق بنبض قلبه ومحبته ورجحان عقله وحكمته البالغة فتحدَّث عن زيْفِ وهشاشة الحدود التي صنعها الإستعمار بين أبناء الشعب الواحد في البلدين الشقيقين سوريا ولبنان ..
وكان المفتي حسون رائعاً جداً في بلاغته حين ركَّز على  المفاهيم الإسلامية الأصيلة وضرورة بثِّها عن طريق الحُبِّ والتعاطفِ والودّ متمثّلاً بذلك بأخلاق الرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم الذي أرسله الله رحمةً للعالَمين ..
وحمَّلَنا المفتي حسون رسالةَ حُبٍّ وتقديرٍ  لفخامة الرئيس العماد ميشال عون وإلى الشعب اللبناني بكل طوائفه ، كما حَمَّلْناهُ رسالةَ حُبٍّ وتقديرٍ إلى سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد وإلى كل الشعب السوري الشقيق .
إن كلمةَ الحُب التي بثَّها في قلوبنا وعقولنا المفتي حسُّون هي ترجمةٌ لأناقةِ روحِهِ وإسلامه وإيمانه ..
ومِسكُ الختام في رحلة الشام كانت زيارة مقام الحوراء زينب عليها السلام حيثُ تنشَّقْنا عَبَقَ الدوحة الهاشمية الشريفة وأجوائها المُحمَّديةِ العَلِيَِّة الحُسينيةِ المقدّسةِ المُنعِشة  .. وكان السلامُ على أبرز أعلام  النساء في تاريخ العرب والمسلمين رمزِ الصبر والبطولة سلاماً شاملًا لكل آل بيت النُبوّة الطيبين الطاهرين عليهم السلام ..
ونحوَ النَّصرِ دائماً وأبداً ..
(*) إعلاميٌ وباحثٌ في علمِ الإجتماعِ السياسي

09-كانون الثاني-2018

تعليقات الزوار

استبيان