فلسطين المحتلة
في كُلّ مرة يُطلّ فيها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله؛ ينكّب المراقبون والمعلقون على تتبع الرسائل الهامة التي تحملها خطاباته، وآخرها ما قدّمه سيد المقاومة في ذكرى العاشر من مُحرّم هذا العام.
ويرجع هذا الاهتمام الكبير إلى قدرة سماحة السيد على التأثير في الرأي العام "الإسرائيلي" من جهة، وكذلك وسائل إعلام العدو من جهة ثانية، وفق ما يشير المتابع للشأن الصهيوني محمد مصالحة.
وفي حديث لمراسل "العهد" الإخباري، قال "مصالحة": "السيد نصر الله ما زال يعرف كيف يخترق القبة الواقية للحالة النفسية الرديئة للشارع الإسرائيلي، وهذا مرتبط تحديداً بوعوده الصادقة السابقة؛ إن في زمن الحرب، أو في مرحلة مفاوضات تبادل الأسرى، وحتى بعد انسحاب الاحتلال المذل من لبنان في زمن وزير الجيش إيهود باراك (..) الإسرائيليون وغيرهم شاهدوا عن قرب كيف أنه أوفى بكل ما أطلقه من تصريحات، وهم يعرفون جيداً أن ما يطرحه اليوم بشأن الحرب القادمة دقيق، وليس من باب المبالغة".
ونبّه المتابع الفلسطيني إلى أن المعلقين الصهاينة يضعون هذه التهديدات القوية في إطار الرد المباشر على التدريبات العسكرية الأضخم التي أنهتها القيادة الشمالية في جيش الاحتلال مؤخراً، والتي جرى طرحها ضمن الاستعدادات المتسارعة للمواجهة المقبلة مع حزب الله.
وذكّر بأن جيش العدو طرح في بداية التدريبات ما أسماه حرب "الضربة القاضية"، ثم عاد وأقرّ بأن الحرب ستكون مدمرة على العمق "الإسرائيلي".
وأكد "مصالحة" أن هناك خشية صهيونية متنامية من تطور قدرات وإمكانات وخبرة مقاتلي حزب الله، قائلاً: "هذا التطور يقض مضجع إسرائيل، وهي لا تستطيع تجاهل النجاحات الكبيرة التي حققها الحزب في المعارك الأخيرة داخل جرود عرسال، وغيرها من المناطق على الأرض السورية، كما أنها قلقة جداً من انقلاب الموازين حال امتلك الحزب أسلحة متطورة تتجاوز الحدود الموضوعة افتراضاً من جانب إسرائيل".
وخلص للقول إن "القلق الأعظم في تل أبيب كذلك من التصريحات المتكررة للأمين العام لحزب الله عن أن مئات آلاف المقاتلين سيشاركون عبر عدة جبهات في الحرب القادمة".