انطلقت معركة تحرير جرود عرسال اللبنانية في ظل تنسيق تام بين الجيش اللبناني والمقاومة الاسلامية فجر الجمعة 21 تموز/ يوليو 2017. وحقق مجاهدو المقاومة الاسلامية انجازات عسكرية هامة تمكّنوا خلالها من تطهير الأراضي اللبنانية من الارهاب التكفيري الذي عاث قتلاً وارهاباً حيث وصلت يده في الداخل اللبناني.
وحفظاً للإنجازات نسجل يوميات معركة تحرير الجرود، في هذه المقالة:

* الجمعة 21 تموز/ يوليو: استهداف كثيف لنقاط انتشار "النصرة" وتحصيناتها

في اليوم الأول للعملية، استهدف الجيش السوري ومجاهدو المقاومة بالقصف المدفعي والصاروخي تجمعات ونقاط انتشار المسلحين في مرتفعات "الضليل" و"تلة الكرة" و"تلة العلم" في جرود فليطة في القلمون الغربي. كما استهدفوا تجمعات ونقاط انتشار وتحصينات ومواقع "جبهة النصرة" في "ضهر الهوى" وموقع "القنزح" ومرتفعات "عقاب" ووادي "الخيل" و"شعبة النحلة" في جرود عرسال اللبنانية.

من جهتها اعلنت قيادة العمليات انه "لا وقت محدد للعملية وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقاً لمراحل تم التخطيط لها". وأشار الاعلام الحربي الى ان الهجوم انطلق من محورين باتجاهات متعددة لكل محور، الاول من بلدة فليطة السورية باتجاه مواقع "جبهة النصرة" في جردها في القلمون الغربي والثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرد عرسال (مسيطر عليه منذ 2015) باتجاه مرتفعات وتحصينات ارهابيي "النصرة" شمال وشرق جرد عرسال.

* السبت 22 تموز/ يوليو: تحرير مناطق واسعة في الجرود.. و"النصرة" ترفع الرايات البيض

وصباح السبت، سيطر مجاهدو المقاومة على مناطق جوار الشيخ ووادي كريدي والضليل الأبيض وسرج قويصف، وعلى قرنة وادي الخيل ومرتفع قرنة القنزح في جرود عرسال. كما أحزر المجاهدون تقدماً شرق جرود عرسال وسيطروا على مرتفع ضهر الصفا ومرتفع ضليل الخيل والازابة.

ويعدّ موقع ضهرة الهوة أهم المواقع في جرد عرسال، وتأتي أهميته لجهة فتح الطريق للتقدم باتجاه وادي الخيل ووادي الدب. ويشار الى أن المرتفع المذكور يضم 3 مواقع لـ "جبهة النصرة" وهي الطائف والفتح والراية، وتتميز بتحصينات قوية.

واعترفت تنسيقيات المسلحين بسقوط 17 مسلحاً من "جبهة النصرة" في جرود عرسال يوم امس من بينهم مسؤول موقع ضهرة الهوة واثنين من مرافقيه.

وفي سياق الانجازات الميدانية لمجاهدي المقاومة المتسارعة، فقد تمكنوا من السيطرة على وادي دقيق ووادي زعرور الذي يضم 3 مواقع لـ "جبهة النصرة" وهي "رعد 1.2.3" جنوب شرق عرسال، بالتوازي مع السيطرة على موقع تفتناز في جبل القنزح جنوب جرد عرسال وسط اشتباكات مع مسلحي "النصرة" وقصف يستهدف نقاط انتشارهم في المنطقة.

وفي جرد فليطة في القلمون الغربي، سيطر الجيش السوري ومجاهدو المقاومة على "تلة البركان" ومرتفع الكرة الأول ومرتفع ضليل الحاج ومرتفع حرف الصعبة موقعين قتلى وجرحى بصفوف "جبهة النصرة".

في سياق متصل، استهدف مجاهدو المقاومة آليتين لـ "جبهة النصرة" على طريق فرعي جنوب وادي حميد بجرود عرسال ما أدى لتدميرهما ومقتل من بداخلهما.

كذلك، استهدفت الوحدة الصاروخية لمجاهدي المقاومة بصاروخ ثقيل قصير المدى خطوط امداد ارهابيي "جبهة النصرة" في مثلث وادي العويني ووادي الخيل بجرد عرسال ما أدى لدمار كبير في المكان المستهدف ووقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.

في السياق نفسه، دمر مجاهدو المقاومة بصاروخ موجه آلية للنصرة على طريق وادي حميد خلال توجهها لجرد عرسال لتقدم الدعم للمسلحين، كما دمر المجاهدون  بصاروخ موجه آلية لـ ’’النصرة’’ وأوقعوا من فيها قتلى في حقاب وادي الخيل بجرد عرسال.

وفي تعبير عن استسلامهم امام ضربات المقاومة رفع مسلحو "جبهة النصرة" 6 رايات بيضاء في عقاب الدب بالقرب من وادي الخيل، فيما ظهر تخبط كبير بصفوف "النصرة" على خلفية فرار المسلحين وتركهم السلاح في مرتفع قرنة القنزح في جرد عرسال.

يشار الى أن المرصد السوري للمسلحين أقرّ بتقدم الجيش السوري والمقاومة بجرود فليطة بالقلمون والسيطرة على تلة ونقاط بالمنطقة.‎

* الأحد 23 تموز/ يوليو: السيطرة على وادي العويني ومرتفع شعبة القلعة

ونهار الأحد 23 تموز/ يوليو 2017، انكفأت "جبهة النصرة"، وتقلصت المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها التنظيم، وبحسب خريطة وضعية المقاومة التي نشرها الإعلام الحربي، فقد حررت المقاومة 66% من مساحة جرد فليطة، وحصرت "جبهة النصرة" بمساحة حوالي 34%.

وكانت "النصرة" تسيطر قبل بدء العملية العسكرية في جرد عرسال على حوالي 90 كم مربع، وفي جرود فليطة ما يقارب 35 كم مربع.

إلى ذلك أعلن الاعلام الحربي أن جرود فليطة في القلمون الغربي آمنة بشكل كامل وخالية من ارهابيي "جبهة النصرة"، وذلك بعد أن تمكن المقاومون والجيش السوري من تحريرها.

ميدانيا، أحرز مجاهدو المقاومة تقدما جديدا ضد "جبهة النصرة" في جرود عرسال، حيث بسط المقاومون سيطرتهم على وادي العويني الذي يعد مركزا هاما لإرهابيي "النصرة"، كما سيطروا على مرتفع شعبة القلعة شرق جرد عرسال، الذي يعد أعلى مرتفع في المنطقة حيث يرتفع 2350 مترًا عن سطح البحر، ويشرف على وادي الدب، ووادي الريحان، الذين أصبحا تحت السيطرة النارية، وساقطين عسكريًا.

وأفاد الإعلام الحربي في المقاومة عن تكبيد إرهابيي "جبهة النصرة" 46 قتيلا فضلا عن عشرات الجرحى في الجرود، فيما قتل بالتوازي 23 إرهابيًا في جرد فليطة في القلمون الغربي.

وفي سياق متصل، أعلنت "سرايا أهل الشام - الجيش الحر" وقف إطلاق النار في الجرود، تمهيدا للمفاوضات.

تجدر الإشارة إلى انسحاب 200 مسلح من "سرايا أهل الشام" من المعارك في جرود عرسال، وتوجههم إلى مخيمات النازحين في منطقة وادي حميد والملاهي، بعد التنسيق مع قيادة المقاومة.

* الاثنين 24 تموز/ يوليو: تطهير وادي المعيصرة ومرتفع قلعة الحصن

وفي رابع أيام المواجهات بين مجاهدي المقاومة وإرهابيي جبهة "النصرة" في جرود عرسال، سُجّل تقدّم واسع للمقاومين الذين شنوا هجوما واسعا من عدة جهات باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة في شرق عرسال اللبنانية.

وسيطر مجاهدو المقاومة على كامل وادي المعيصرة في جرد عرسال وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلث معبر الزمراني شرق الجرد، وعلى وادي الخيل أهم معاقل جبهة "النصرة" الارهابية في جرد عرسال وسط حالة من الانهيار بصفوف الارهابيين.

كما سيطر المقاومون على مواقع جبهة "النصرة" في وادي معروف - وادي كحيل - وادي زعرور - وادي الدم - وادي الدقايق في جرود عرسال.