زار رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي، يرافقه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي والوفد النيابي المرافق، روضة شهداء المقاومة الإسلامية في الغبيري، حيث وضع إكليلا من الزهر على ضريح الشهيد عماد مغنية ونجله، وتلوا الفاتحة على أضرحة الشهداء.
وقال بروجردي في تصريح: "لا يمكن للمرء أن يأتي إلى لبنان دون أن يتشرف وأن يأخذ البركة من زيارة هذه البقعة المقدسة والشريفة، روضة الشهداء، لأن هذه البقعة تضم في جنباتها ثلة مباركة من القادة والمجاهدين والمقاومين الذين أسسوا وزرعوا غرسة المقاومة والصمود في هذا البلد الشقيق، وأسسوا لروح المقاومة والصمود والبطولة على مستوى الأمتين العربية والإسلامية".
وأضاف: "عندما نرى أن لبنان الشقيق يعيش في هذه المرحلة حالة من الطمأنينة والهدوء والأمن والإستقرار، على الرغم من هذه الأمواج المتلاطمة من الأعمال الإرهابية التي تجري من حوله على مستوى ربوع هذه المنطقة، وأن الفضل الأساسي في هذا المجال يعود إلى أرواح هؤلاء المقاومين والمجاهدين والأبطال الذين رسخوا الوحدة والإستقرار والأمن في ربوع لبنان".
وأكد بروجردي "أننا ماضون على عهد هؤلاء الشهداء وسائرون في دربهم حتى تحقيق الإنتصار الكامل لهذه الأمة. ونحن على ثقة تامة بأن الأجيال القادمة والأبناء البررة لهؤلاء الشهداء العظام، سوف يستمرون قدما في هذا النهج المقاوم وسوف ينتقمون لأرواح هؤلاء الشهداء من كل أعداء هذه الأمة".
وردا على سؤال عن التصريحات التي أطلقها بالأمس، قال: "نحن نعتبر أن القاصي والداني يعرف تماما من هي الأطراف التي ذهبت إلى الجمهورية العربية السورية بطلب رسمي من الحكومة السورية، كي تدافع عن وحدة هذا البلد واستقراره وأمنه وهدوئه، سواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو روسيا أو حتى المقاومة في حزب الله، هذه الأطراف ذهبت إلى سوريا ووقفت إلى جانب الشعب السوري والحكومة السورية والجيش السوري ودافعت عن وحدة التراب في سوريا، أما الأطراف الأخرى والتي أتت عنوة عن إرادة الجمهورية العربية السورية وساهمت بشكل أو بآخر في زعزعة الإستقرار والوحدة والتماسك في هذا البلد الشقيق، فنحن نعتبر أن هذا الأمر يعتبر في مفهوم المواثيق والقرارات الدولية على أنه مخالف للقانون الدولي ونوع من انواع الإنتهاك للسيادة السورية. لذلك فإن كل الأطراف التي لم تأت بطلب رسمي من الحكومة السورية وتدخلت في أوضاع سورية الشقيقة ينبغي عليها أن تغادر الأرض السورية فورا".
وعن إعادة تطوير العلاقات الإيرانية مع لبنان في أعقاب إنتخاب رئيس للجمهورية، قال بروجردي: "الموقف الدائم والثابت والراسخ للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة حكومة وشعبا، لذلك نؤكد مرة أخرى أن النية الراسخة الموجودة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال تسليح الجيش اللبناني وهذا الأمر طرح بشكل جدي أثناء زيارة وزير الدفاع السابق سمير مقبل إلى إيران، لذلك نحن نعتقد أن هذا الأمر هو بتصرف الحكومة اللبنانية إن شاءت أن تفعل هذا الموضوع".
وتقدم بروجردي بالتهنئة والتبريك إلى الشعب اللبناني والدولة اللبنانية وكافة الأحزاب والنخب السياسية "التي استطاعت في نهاية المطاف أن تتجاوز الشغور الرئاسي الذي استمر لأكثر من سنتين في لبنان حيث شهدنا اخيرا إنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة، وهذا الأمر يستحق التهنئة والتنويه، ونحن نعتقد أنه في ظل هذا العهد الجديد بإمكاننا أن نعمل سوية على تمتين وتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي بين إيران ولبنان في مختلف المجالات لا سيما الإقتصادية والتجارية.