يرسم الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بكلمات صورة فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد المجاهد أحمد قصير، ومن خلاله يقدم صورة الوضع العام في زمن العملية وما هي الاجواء التي كانت سائدة وكيف غيرت العملية مجرى التاريخ المقاوم(*).
"
لقد
كذلك لعملية الشهيد أحمد قصير ميزة حجم الخسائر التي لحقت بالعدو الصهيوني، حيث اعترف الصهاينة بقرابة الـ 80 قتيلا بينهم جنرالات وضباط كبار في الموساد، وبعض الصحف الاسرائيلية تحدثت عن 141 قتيلا في تلك العملية أي ضعف العدد. هذه العملية ميزتها أن في تاريخ الصراع لم يحصل أن يستطيع شاب لم يتجاوز عمره 18 سنة أن يقتل في لحظة واحدة 80 ضابطا وجنديا من العسكريين، وهذه المحصلة لم توفق لها حتى الآن أي عملية استشهادية.
وعلى الصعيد المعنوي من يذكر تلك الأيام التي تميّزت بالتفوق الصهيوني والعلو، حتّى انّ الواحد منّا ما كان ليجرؤ أن يحلم بمواجهة الاسرائيليين وساد جو من الاحباط والضغط السائد في المنطقة وظن الاسرائيلييون أن ّوجودهم سيطول وأن المجتمع اللبناني سيكون مجتمعا خاضعا مستسلما، لكن بعد أشهر قليلة يفاجأ الصهاينة بهذا النوع الجديد من العمليات الذي لا يمكن استيراده لا من الولايات المتحدة ولا من الاتحاد السوفياتي، هذا النوع لا يمكن أن يصنع إلاّ من قيم وشرف هذه الأمّة. الشباب الاستشهاديون في لبنان أراد لهم الصهاينة أن تكون قبلتهم الملاهي لكن توجهوا إلى قبلة الجهاد والاستشهاد،
كان أحمد رسول هذه المعاني وعبّر عنها بقامته التي اقتحمت تلك القلعة وبأشلائه التي تلاشت في أنحاء صور وبروحه التي انتشر أريجها في الأمة، لقد
(*) من كلمة الامين العام لحزب الله في يوم الشهيد في العام 2001