مجدداً يفعل اسم "نصرالله" فعله في عقول العدو المنهارة، لكن في هذه المرة لم يكن اسيراً، بل شهيداً في مجمع الإمام الحسن(ع).. فالوقت لم يكن ليسمح بعملية خطف.. فجاء القرار بالقتل..
مع بداية العدوان على الضاحية استقبل مجمع الإمام الحسن (ع) في محلة الرويس اعداد كبيرة من النازحين من مناطق الاستهداف، او ممن دمرت بيوتهم، فسكنوا عند اقرباء لهم في المجمع..ولكن حماوة المعركة وفقدان العدو لبنك أهدافه.. جعل كل مكان في الضاحية الجنوبية لبيروت هدفاً محتملاً، ففضل قاطنو المجمع هجر بيوتهم والبحث عن اماكن أخرى.. على امل العودة.
لكن قرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الاحد 13 آب/ اغسطس 2006 سمعت الضاحية الجنوبية ومدينة بيروت متوالية انفجارات كان يمكن عدها بالتسلسل..هول الضربات شوش اذهان الكثيرين، حتى الإعلام لم يتمكن من تحديد المكان المستهدف بسرعة ودقة، وحدها "إذاعة النور" التي كان مراسلها يجول في المنطقة تمكنت من بث رسالة مباشرة وتحديد الهدف.
ماذا جرى في هذا اليوم:
الضربة
يومها كانت الاعمال الحربية قد بدأت تنحسر لان صباح اليوم التالي هو يوم وقف الاعمال الحربية.. من هنا باشر سكان الضاحية بالعودة الى ما تبقى منها ليجهزوها لليوم التالي..
يقول شاهد عيان من سكان المجمع: كنت برفقة زميل لي نتجول على دراجة نارية، ومررنا امام المجمع، هممت بالصعود لاتفقد منزلي لكني تراجعت ولا ادري ما الذي منعني من ذلك، اجتزنا الشارع واتجهنا صوب "الكفاءات"، وفجاة كأنما أصابنا الصمم من قوة صوت الانفجارات.. اختبأنا في مدخل احد الابنية حتى انتهت الضربة ثم خرجنا نبحث عن مكانها.. وكانت المفاجآة.. الدخان والغبار يحجب منظر المجمع كلياً ولم نتمكن من رؤية شيء.. لفترة من الزمن لم نكن ندرك حجم الضربة وبعد نقاء الجو قليلاً اكتشفنا هول ما جرى..
ركام منتشر في كل مكان، دخان الحرائق ينبعث من الردم..
من المفترض ان المجمع كان فارغاً نظراً لمعرفة الجميع بشراسة وعدوانية العدو، لكن القضاء حتم على المجمع تقديم ما يجب عليه في هذا اليوم من زكاة ليكون بحق شريك الانتصار..
أفراد من عوائل اهل المجمع رغبوا بقضاء الليلة في بيتهم تمهيدا لعودة العائلة في صباح اليوم التالي، كثيرون رغبوا بذلك لكن القضاء قضى لهؤلاء فقط.. بنيل الشهادة.
لماذا المجمع؟
كانوا هناك.. يلعبون.. بين حديقة يعتني بها ابو احمد ـ الشهيد عيسى التيراني ـ كما لو انها قطعة منه، يتشاور مع "الحاج" ـ الشهيد علي نور الدين ـ حول رشها بالادوية المناسبة.. وبين بوابة السور المقفلة حرصاً عليهم.
كانوا هناك.. اطفالاً ـ رجال بعمر المقاومة.. وصورة سيدها..
وكانوا رجالا على درب المقاومة..
241 شقة سكنية مدنية تقطنها اسر تمكنت من تأمين أقساط مسكنها بفضل الله وبنعمته، يعيشون كانهم في بيت واحد، قلب واحد.. لا يمكن للراغبين بالحصول على شقة ولو بالايجارالعثور عليها بسهولة ..فالخارج من "المجمع" يوصي بصديق له ليحل محله.. قبل الانتقال، ومن يريد البيع، فإن حق الشفعة للاقربين سكناً..
241 أسرة كانت تقطن هذا البيت الكبير، يمكن اعتباره قرية نموذجية، فكل احتياجات القاطنين مؤمنة فيه.. ويدار بحكمة من قبل كل السكان، متمثلين بلجنة تعتني بشؤونهم..
8 أبنية متناسقة مرتبة على صفين، كل واحدة منها مؤلفة من عشر طوابق، في كل طابق 3 شقق..، موقف سفلي يتسع لاكثر من مئة سيارة، كان كافياً لقضاء حاجة الشقق للمواقف، مولدان للكهرباء تكفي حاجة كل الشقق بالاضافة الى آبار مياه.
ضم المجمع بين حناياه مستوصفاً، يلبي حاجة المجمع والمنطقة المحيطة.
باختصار انه نموذج مجتمع المقاومة الذي لا يريد له العدو ان يبقى صامداً..
كثرت الاسئلة، لماذا ضرب المجمع اليوم وليس في أول ايام العدوان، أو خلاله..
الجواب جاء من الصهاينة، عبر راوية نقلها موقع الالكتروني لمعارض سوري في باريس، حيث يقول المصدر الصهيوني: كنا نبحث عن هدف اخير نعيد به ترتيب معنويات الجيش المنهارة، وجاءت المعلومة عن وجود "السيد" في المجمع، فكان لا بد من الضربة الحاسمة.. وهكذا كان.
أصل الرواية لن نناقشه، نتركه لمن تحدى من قيل بانه السبب في "الدس"، برفع دعوة عليه لدى القضاء الفرنسي.. ولم يفعل حتى اليوم.. ونظنه لن يفعل.. وبالامس أعاد الكرة والمرة كل العالم سمعه.. في "دسيسة" جديدة ..
فليفعلها العدو.. وسيجد شهداء مجمع الإمام الحسن (ع) قبل الاحياء منهم.. بالمرصاد..
شهداء مجمّع الإمام الامام الحسن(ع):
آل نور الدين:
الحاج علي إبراهيم نور الدين، الحاجة رندة رعد نور الدين، إبراهيم علي نور الدين ، حسين علي نور الدين ، ياسر علي نور الدين .
آل مكي:
حسّان حسين مكّي ، أسمهان محمد فقيه مكّي ، سارة حسّان مكّي ، علي حسّان مكّي ، مريم حسّان مكّي .
آل غدار:
ـ نانسي أحمد غدّار
ـ يحيى أحمد غدّار.
آل مونّس:
ـ محمد عبد الرسول مونّس
ـ حسّان محمد مونّس
آل فرحات:
ـ محمد حسن فرحات.
ـ محمد علي فرحات.
ـ محمود محمد فرحات.
والشهداء:
ـ عيسى أحمد تيراني ـ محمد علي هاني شرارة ـ علي حسن حسين ـ محمد حبيب حرب ـ محمد حيدر درويش ـ محمد شبيب محمود ـ يوسف عبد الله الحاج ـ حسين أحمد قاسم ترحيني ـ رفعت ناصيف نصر الله ـ ليلى رشيد شحرور ـ أحمد مزوق ـ هشام عبد الرزّاق ـ وفاطمة محمود الشامي.