خاص ـ الإعلام الحربي
تعدّدت رؤوس الحربة للفصائل المسلحة والفشل واحد، هو فشل في الميدان والإعلام والتنسيق وكذلك التخطيط، تجلّت أبرز صوره بإعلان الفصائل بدء الجولة (الثالثة) من المعركة اليوم الجمعة (5-8-2016) عند الساعة الثالثة والنصف عصراً، علما أنهم أعلنوا يوم أمس الخميس انطلاق الجولة (الرابعة) والأخيرة من المعركة للسيطرة على نقاط الجيش السوري في العامرية ومنطقة الجمعيات وتلّة المحروقات.
"جيش الفتح" وبعد فشل معظم فصائله في إدارة المعركة، قدّم "حركة أحرار الشام" لتكون رأس الرمح في إعلانها عن بدء الجولة الجديدة والتي نسيت ترتيبها، وذلك بمساندة فصائل عدّة أبرزها "الحزب الإسلامي التركستاني، فيلق الشام، جبهة النصرة وجيش السنّة"، الجولة المنْسِيّة الرقم بدأت انطلاقاً من محور قرية الشرفة جنوب غرب كلّية المدفعية ومن محور مشروع 1070 شمال غرب الكلّية في الزاوية الجنوبية الغربية لحلب، وكعادة الخطط العسكرية المُتَّبعة من قبل ما تُسمى "غرفة عمليات جيش الفتح" أُرسلت الآليةُ المفخخة الأولى باتجاه الهدف المحدّد لكنّها هذه المرّة لم تتخطّ محيط مكان الانطلاق حيث تمّ تدميرها بصاروخ موجّه شمال قرية الشرفة لتبدأ بعدها الفصائل المسلحة بالتقدّم مستخدمةً الدبابات وآليات الـ ”bmp” باتجاه كلية المدفعية.
هجومُ الفصائل قابلته كثافة نارية من قِبل قوات الجيش السوري وحلفائه بمختلف الوسائط النارية المناسبة ما أعاق تقدّم المهاجمين وشتّت نسقهم، بالتزامن مع غارات للطيران الحربي السوري استهدفت تجمّعاتهم ونقاط انتشارهم في محوري الهجوم. المجموعات المسلحة حاولت استعادة تموضعها سعياَ منها للضغط على محور كلية المدفعية وفتح محور إلهاء من جهة مشروع 1070، ساعاتٌ قليلةٌ على المعركة لتبدأ تنسيقيات المسلحين بتداول صورٍ قالت إنها لمستودعات أسلحة وذخائر داخل كلية المدفعية ليتبين بعدها أنّ الصور تعود لأواخر العام 2013 وهي من مستودعات مَهين في ريف حمص، الأمر الذي يُظهرُ واقع التخبط المرير الذي تعيشه الفصائل المسلحة في الهجوم خصوصاً مع حالة التهويل لقنواتهم الفضائية لخبر السيطرة على كلية المدفعية دون نشر أي صورة حقيقية تظهر صحة ادعاءاتهم.
مع انجلاء غبار المعركة كانت المجموعات المسلّحة ومناصريها أمام هزيمة خامسة مدوّية جنوب غرب حلب تكبدت خلالها هذه المجموعات عشرات القتلى والجرحى بينهم مسؤولون ميدانيون وعسكريون فضلاً عن تدمير دبابة و4 آليات محمّلة بالعناصر و3 آليات مفخّخة في محوري الهجوم.
فشل الهجوم أثّر على المسلحين المتواجدين في أحياء حلب الشرقية ليعلنوا بدورهم عن بدء معركة من داخل الأحياء المحاصرة والتي لم يكتب لها النجاح أيضاً بعد عجز المجموعات المهاجمة جنوب غرب حلب، ليسود بعدها هدوء حذر يوضح حجم الخسائر الكبيرة التي كسرت رأس الرمح للفصائل المسلحة. فأي الرؤوس سيأتي بعدها؟