الشورى العليا للمجمع العالمي لأهل البيت(ع): أخطر ما تستهدفه الفتنة القائمة اليوم هو تشويه صورة الاسلام
بحضور كامل اعضائها وبمشاركة مميزة للأمين العام لحزب الله الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله، عقدت الشورى العليا الموسعة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) جلسة لها في بيروت، اصدرت عقبها بياناص ركز على مواجهة القتنة بين المسلمين، ودانت وصف حزب الله والمقاومة بالإرهاب، وهنا النص الكامل للبيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي الصادر عن جلسة الشورى العليا الموسعة للمجمع العالمي لأهل البيت المنعقد في بيروت.
"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" . صدق الله العظيم
انعقدت في بيروت عاصمة الثقافة والمقاومة يومي الاربعاء والجمعة، 4-6 أيار 2016 الموافق 26 و 28 رجب 1437، وفي ظل أجواء ذكرى المبعث النبوي الشريف الجلسة الموسعة للشورى العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، برعاية وحضور الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي دام ظله العالي سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله دام عزه وحفظه، وناقش اللقاء العديد من الموضوعات التي تهم الامة الاسلامية وشعوب المنطقة في ظل المخاطر والتحديات الكبرى التي يمر بها العالم الاسلامي وفي الختام صدر عن المجتمعين البيان الختامي التالي:
أولا: نبارك للأمة الإسلامية ولجميع أحرار العالم وللشعب اللبناني ومقاومته البطلة الذكرى العطرة للمبعث النبوي الشريف ذكرى بعثة النبي العربي محمد بن عبد الله رحمة للعالمين وهاديا للناس كافة.
ثانيا: إن انعقاد هذه الجلسة في لبنان بلد المقاومة وبجوار فلسطين والقدس المحتلتين تعد رسالة دعم وتأييد للمقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين ضد المحتل الإسرائيلي وإعادة تصويب للبوصلة في الاتجاه الصحيح في زمن السقوط في الفتنة.
ثالثا: ندين بشدة القرارات المشبوهة التي نعتت حزب الله ومقاومته الشريفة بالإرهاب لاسيما قرار مجلس دول التعاون الخليجي، أو أي قرار قد يصدر في المستقبل، ونعتبر هذه القرارات تمهيداً لعدوان قد تشنه إسرائيل على لبنان في أي وقت ونحمل تلك الدول المسؤولية عن ذلك.
رابعا: يعتبر المجتمعون أن ما تشهده الأمة الإسلامية لاسيما في المنطقة العربية من فتن دامية وحروب مدمرة يراد منها إبقاء الأمة الإسلامية في حال من الوهن الشديد لتبقى عاجزة عن الدفاع عن حقوقها من الوصول الى حالة الاقتدار والاستقلال والعزة الاسلامية والوطنية، وان من يسعر هذه الفتن ويخطط لإيجادها واستدامتها هي قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها اميركا ومعها الصهيونية العالمية مستغلة بعض الأنظمة التابعة والأفكار الإسلامية المنحرفة والمتطرفة والتي لا تمت الى الإسلام بصلة وقد أولدت عشرات المنظمات التكفيرية مستبيحة دماء المسلمين على امتداد العالم الإسلامي، ومشوهة صورة اسلام الرحمة والمحبة والتعاون.
خامسا: يعتقد المجتمعون أن الغالبية العظمى للمسلمين يرفضون هذه الفتن وينبذونها ويحبون اخوتهم المسلمين من أي مذهب كانوا بمقتضى قول رسول الله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم: مثل الجسد، اذا اشتكى منه عضو: تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" غير أن الماكنة الاعلامية الهائلة لدعاة الفتنة يحول دون سماع اصوات هذه الاغلبية.
سادساً: ندعو علماء الأمة الإسلامية من كل المذاهب ليتحملوا مسؤوليتهم الشرعية والتاريخية في إظهار تعاليم الإسلام ومفاهيم القرآن على وجهها الحقيقي بعيداً عن التأويلات الفاسدة التي يستغلها دعاة العلم هذه الأيام في الشحن المذهبي وليكونوا بذلك علماء ربانيين لا يخشون في الله لومة لائم كالآلاف من علماء السلف الصالح الذين تشهد مدوناتهم ومواقفهم على فهمهم الصحيح للاسلام ودعوتهم الى التعاون الإسلامي، بل التعاون والصداقة بين بني البشر .
سابعاً: ندعو جميع المسلمين والذين يقرؤون القرآن في ليلهم ونهارهم الا يصغوا للخناسين الوسواسين من شياطين الانس وليفتحوا آذان أسماعهم ومسامع قلوبهم لقوله تعالى : وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون.
ثامناً: ندعو جميع المسلمين من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام أن يتخذوا من أئمة أهل البيت الأطهار عليهم السلام قدوة حسنة لهم ويقتفوا أثرهم وسيرتهم العطرة حيث كانوا عليهم السلام الدعاة الى الخير والسابقين الى إفشاء السلام، والمظهرين المحبة لجميع الخلق، صناع السلم والأمن ومحط الأمل والاستقرار والاطمئنان في المجتمع وحملة العلم ورسل المحبة والتعاون على البر والمدافعين عن المظلوم من اي فئة أو دين، ومطعمي الطعام للفقير واليتيم والمسكين بلا أجر ولا ثمن.
إننا ننتظر من اتباع هؤلاء الأئمة الأطهار أن يكونوا النموذج المتلألئ بين الناس وفي أوطانهم ومجتمعاتهم المتآخين مع اقرانهم من المسلمين المتعاونين مع أتباع المذاهب الاسلامية الاخرى عملا بما اوصانا به ائمتنا من التواصل معهم والصلاة في مساجدهم وعيادة مرضاهم والاحسان اليهم بل وحسن التعامل مع اتباع الاديان الاخرى وعلى قاعدة قوله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" والحماة لديارهم وأوطانهم كما هو عهدنا بهم ونموذجهم المشرق في لبنان المقاومة الاسلامية ومجتمعها.
تاسعاً: إن أخطر ما تستهدفه الفتنة القائمة اليوم هو تشويه صورة الاسلام والقرآن وشخصية رسول الله صلى الله عليه وآله من خلال الايحاء بأن الاسلام ينتج جماعات وأفراد إرهابية أمثال القاعدة وداعش وباقي القوى التكفيرية الاخرى، ما يحتم على جميع المؤسسات والدول والحكومات والشخصيات الاسلامية عدم الاستخفاف في مواجهة هذا النموذج المنفر عن الاسلام، وعلى تلك الحكومات والدول والهيئات الاسلامية أن تتحمل المسؤولية التاريخية إزاء جريمة العصر هذه.
عاشراً: أدان المجتمعون جميع أشكال التطرف المذهبي والديني من أتباع أي مذهب أو دين معتبرين التطرف مناقضا لروح الاسلام وباقي الديانات السماوية الخالدة ، داعين الى الوسطية والاعتدال الذي أكد عليه القرآن الكريم " وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس". حادي عشر: أدان المجتمعون التصرفات الفردية الخاطئة التي تصدر عن بعض عوام المسلمين من المذاهب والفرق المختلفة، من قبيل الاساءة والاهانة لمقدسات المذاهب الاخرى ورموزها ودعوا الى الترفع عن ذلك عملا بتعاليم القرآن وأئمة أهل البيت عليهم السلام .
ثاني عشر: يدين المجتمعون بعض الدول الخليجية لإصرارها غير المنطقي وغير الاسلامي والانساني على تغذية الفتنة لا سيما في العراق وسوريا عبر التدخل السلبي في تلك الساحات وزيادة حدة القتال بين المسلمين كما ندعوها لوقف حربها الظالمة ضد الشعب اليمني المسلم الذي كانت له أياد بيضاء في تاريخ الاسلام.
ثالث عشر: شكر المجتمعون سماحة الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي دام ظله الوارف سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله دام عزه وحفظه على حسن الضيافة، ودعوا للمقاومة الاسلامية في لبنان بالنصر والحفظ معتبرين المقاومة في لبنان ومجتمعها نموذجا يحتذى لجميع المجتمعات الاسلامية والانسانية في العالم.
رابع عشر: يشكر المجتمعون قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي دام ظله على مواقفه الشجاعة والحكيمة في الوقوف الدائم الى جنب الشعوب المظلومة وفضح زيف الاعداء ومؤامراتهم وعلى رأسهم الشيطان الامريكي الاكبر ودعوته الدائمة الى التعاون الاسلامي لا سيما بين السنة والشيعة.
كما يشكر المجتمعون المرجعيات الاسلامية في قم والنجف والازهر لاسيما سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني على مواقفهم الاسلامية الوحدوية الداعية الى نبذ الفرقة، ووحدة الصف الاسلامي والوطني، والشكر موصول لجميع علماء المسلمين ونخبهم من كل المذاهب على مواقفهم المشرفة ودعوتهم الى الاخوة الاسلامية وقبول الاخر.