في اليوم التاسع للعدوان الاسرائيلي عام 96 أرخت صور مجزرة قانا الدموية التي ارتكبتها الايدي الصهيونية المجرمة بظلالها على العالم مولدة الكثير من ردود الفعل العالمية المستنكرة والمتعاطفة. وأبرق في اليوم التالي للمجزرة ولي امر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الى الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حيث استنكر ودان الأحداث الدموية التي ارتكبها العدو الاسرائيلي بدعم من الادارة الامريكية.
وبما ان العدو الإسرائيلي لا تلجمه استنكارات ولا يحد أي شيء عدوانيته، كان الرد من المقاومة ومجاهديها الذين ثأروا لشهداء قانا والنبطية بوابل من صواريخ الكاتيوشا على المستعمرات من ليل الثامن عشر من نيسان حتى صباح التاسع عشر منه.
وقد قصفت مجموعتا شهداء النبطية وقانا مستعمرات كريات شمونة، كفربرعم، المطلة، وغيرها، فيما منع الاحتلال بث أي معلومات حول وضع المستعمرات التي كانت تشتعل تحت وقع الكاتيوشا.
على الخط الدبلوماسي فتحت مجزرة قانا الباب على مصراعيه امام جهات دولية للتفلت من الاحراج الأمريكي إذ أظهرت المجزرة بما لا يستدعي الشك أن عملية "عناقيد الغضب" تستهدف المدنيين. وبموازاة ردود الفعل عجت دمشق بالدبلوماسيين ووزراء الخارجية وكانت العبارة المشتركة "وقف اطلاق النار".
وكان حضور حزب الله في دمشق من خلال وفد ترأسه الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله كحضوره الميداني في الجنوب والبقاع الغربي، حيث كان الهدف تفويت الفرصة على "اسرائيل" لاستثمار عدوانها سياسياً.
وفيما كانت المبادرة الفرنسية تلقى الترحيب والتأييد كانت الولايات المتحدة تصطدم بحائط مسدود، خصوصاً وأن الحركة الدبلوماسية اللبنانية بالتنسيق مع سوريا لم توفر أحداً وأعطت دوراً كبيراً للأوروبيين فيما أدارت الظهر للمبادرة الأمريكية.
مع استمرار القصف الإسرائيلي على القرى والبلدات استمر رد المقاومة.
ويوماً بعد يوم كانت ملامح الصورة تظهر شيئاً فشيئاً، صورة اكتملت تفاصيلها يوم قلبت المقاومة ميزان المعادلات الاسرائيلية لتفرض معادلة جديدة قائمة على "توازن الرعب".