في صباح يوم الخميس 18 نيسان/أبريل 1996، فتح العدو الصهيوني جعبته المحملة بالحمم، وأسقطها على مدينة النبطية لتحصد أسرة آل العابد وهم نيام في منزل احد الجيران.
حولت الطائرات الصهيونية المنزل المؤلف من 3 طبقات الى ركام اختلطت احجاره بجثث الام واولادها السبعة الذين كانو في هذه الاثناء ما زالو نيامً في الطابق الاول.
"نور" العابد صغيرة العائلة أبنة الايام الثلاث.. لم يرف جفن الامم المتحدة لجسدها الغض الطري، ولكننا قوماً لا ننسى..
قرابة الثانية بعد ظهر يوم الخميس 18 نيسان/أبريل 1996 كان مركز القوات الفيديجية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان في قرية قانا يغص بعشرات العائلات التي قصدته للاحتماء من القصف الصهيوني، من كل القرى المحيطة وصلوا ، من جبال البطم وقانا ورشكنانيه وصديقين وقرى عديدة في قضاء صور.
قدر عدد اللاجئين الى مركز الطوارىء بـ 500 نسمة لحظة وقوع المجزرة.
توزع اللاجئون على هنغارين (عنبرين) لا يبعد احدهما عن الاخر سوى عشرات الامتار.
وعند الساعة الثانية وخمس دقائق سقطت بالقرب من العنبر قذيفة اولى .. ثم قذيفة ثانية، عندها حاول الاهالي الخروج من العنبرين، فإذا بقذيفة ثالثة تصيب العنبر الاول.. وتبدأ .. المجزرة.
وانهالت القذائف المدفعية على المركز وتحديداً على العنبرين حيث عشرات اللاجئين يحتمون فيهما.
رصدت العيون مصادر القذائف، وسجلت مواقع "حميد" و"رشاف" اعلى نسبة إطلاق للقذائف.وكان الدليل الجوي "طائرات التجسس" يصحح مكان الهدف.. ليبيد من كان في العنبرين.
أكثر من مائة شهيد.. في خمسة دقائق على مراى ومسمع و"عويل" عامل اللاسلكي في مركز القوات الفيديجية الذي كان يطلب من قيادته وقف القصف المجنون.. ولكن لا من مجيب.
بلغ عدد شهداء مجزرة قانا حتى آخر شهر نيسان/أبريل 106 شهداء، وحتى 18 جثة شهيد لم يتم التعرف الى اسمائهم، ومن بين الشهداء مسيحيتان وافقت المراجع المسيحية على دفنهما مع بقية شهداء قانا .. لتبقى قانا شمعة الوحدة الوطنية .. حتى الشهادة.