مع حلول اليوم الثاني من عدوان نيسان 1996 أي في الثاني عشر من الشهر، واصلت آلة الحرب الصهيونية عدوانها فراحت المدفعية الصهيونية تقصف القرى والبلدات في الجنوب والبقاع الغربي كما استمر القصف لليوم الثاني على الضاحية الجنوبية حيث استشهد ضابط سوري في القصف الذي طال موقعاً للجيش السوري في منطقة الرمل العالي القريبة من طريق المطار.
أما المحطة الأبرز في ذلك اليوم فكانت أولى مجازر عناقيد الغضب التي استهدفت بلدة سحمر الجنوبية. ورغم أن الأهالي كانوا يهمون بمغادرة البلدة حيث كانوا يشترون حاجياتهم قبل انتهاء مهلة الإنذار التي أعطاها الاحتلال لهم، إلا أن الإسرائيلي المتعطش دائماً للدماء لم يستطع إمهالهم فقصف البلدة ليسقط تسعة شهداء من بينهم طفل وثلاث فتيات فيما أصيب تسعة آخرون بجراح.
وفيما راحت المقاومة الإسلامية ترد على العدوان لتمطر مستعمرات العدو بصواريخ الكاتيوشا لا سيما مستعمرتي كريات شمونة والمطلة، كانت الرسائل السياسية لقادة المقاومة تذهب في الاتجاه عينه حيث أكد حزب الله استمرار الرد والتصدي للعدوان والمحافظة على عنفوان وعزة وكرامة اللبنانيين.
ومع إمعان العدوان في همجيته واستهدافه المدنيين العزل توالت ردود الفعل اللبنانية والاقليمية والدولية التي استنكرت وشجبت الممارسات الصهيونية والعملية العسكرية، فيما كانت المقاومة الإسلامية بصمودها ومواجهتها للعدوان تحصد المزيد من التأييد الشعبي لتبدأ منذ ذلك الحين أولى الخطوات باتجاه قلب المعادلة ودفة الموازين التي مالت دوماً باتجاه الإسرائيلي يوم لم تكن هناك قوة ردع ومواجهة في لبنان اسمها "مقاومة".