ليست المرّة الاولى التي تستهدف فيها طائرات العدو الصهيوني طرابلس. ففي العام 1984 وتحديداً في مثل هذه الأيام أغارت الطائرات المعادية على كوكبة من الشباب المؤمن الذين كانوا في مهمة ما على جزيرة الأرانب فاستشهدت تلك الكوكبة الطاهرة.
نقتطف أبيات قصيدة نثرية بعنوان "الى شهداء الاسلام في جزيرة الأرانب". يومها زف إعلام المقاومة تلك الثلة المجاهدة ونشرت القصيدة في تأبينهم. نعيد نشرها من أوراق جريدة "العهد" الناطقة باسم المقاومة الإسلامية:
"كائناً من كنتم، تحية لكم..
عرفنا هويتكم حين عرفنا عدوكم..
والضد يظهر حسنه الضد..
كشافة كنتم او مقاتلون، لا ضير..
فالأمر عندنا سيّان..
اسرائيل قصفت فيكم المضمون، والمضمون إسلام..
بحراً كنتم أم براً..
فعداؤهم ليس له مكان..
امتهنوا الحقد فروعوا الأطفال والنساء
وهالهم طفل رضيع يكبّر بالأصبع..
فذبحوه من الوريد الى الوريد..
من دير ياسين الى صبرا وشاتيلا..
ثم جنتا فالجزيرة..
الشهود على الجريمة حاضرون..
ينطقون دون لسان..
الحجر والشجر والنهر والبحر
ناهيك عن الثكالى والأرامل والأيتام
الكل يشهد الا الضمير العالمي.. خسئ الضمير العالمي
تعساً له وترحاً.. نبحث عنه فلا نرى له صورة..
الا عند مافيا السلاح وتجار الرقيق الأبيض،
فيا شهداء الاسلام في جزيرة الأرانب.
في ارض الله كنتم.. وفي سبيل الله قضيتم
وعلى جرم الدول الكبرى شهدتم..
فهنيئاً لكم.. والتحية لكم.. والجنة والرضوان لكم..
لقد فزتم والله فوزاً عظيماً.. ونعم عقبى الدار..
جزى الله اهلكم واخوانكم كل خير..
والسلام عليكم..".
هذه طرابلس التي عرفناها والتي ما زالت تردد حكاية ذاك البائع الذي أعجب بذاك الشيخ الشيعي ذي العمامة السوداء الذي ألقى خطبة صلاة الجمعة في مسجدها وترضى على الصحابة، سيد شهداء المقاومة الاسلامية الشهيد السيد عباس الموسوي(قده).