ولد الشهيد السيد مرتضى آويني عام 1326هـ ش (1947) في مدينة ري من عائلة جليلة ومؤمنة.
بعد إكمال المرحلة الابتدائية والثانوية، التحق بالجامعة ونال شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية من كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران. وكانت له بحوث ودراسات في الأدب الفارسي.
بعد انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس مؤسسة جهاد البناء، عُيّن بأمر من الإمام الخميني عام 1358هـ ش
(1979) في هذه المؤسسة، لرفع الحرمان والبؤس عن القرى والأرياف.
توجه نحو انتاج الأفلام التلفزيونية في مؤسسة جهاد البناء ليعكس هذا البؤس والحرمان، وعرض أول نتاج له في المسلسل التلفزيوني "خان گريدهها" أي "المغضوب عليهم". في العام التالي التحق بفريق عمل المسلسل التلفزيوني (رواية الفتح) والذي عكس جانباً من بطولات واستبسال المجاهدين الإيرانيين أيام الحرب المفروضة مع العراق الذي كان يحكمه الرئيس المخلوع صدام حسين. وقد تركت هذه الأفلام آثاراً إيجابية كثيرة على معنويات الشعب خاصة أنها سجلت بشكل درامي حقيقي لحظات استشهاد العديد من المجاهدين في حالة الذوبان مع المعشوق والتفاني في تقديم دروس العشق على مذبح الشهادة. وحتى التاريخ الحالي ما تزال هذه الأفلام هي الشريان الحيوي الذي يربط ما بين الشعب وبين الحرب التي مر عليها أكثر من ثلاثين سنة، ولكنها ما تزال حية في أذهان الإيرانيين خاصة أن أرض الجبهة قد تحولت الى مسرح يصور عالم الشهادة حيث يزورها كل سنة أكثر من مليوني زائر من الشباب الإيراني فيما عرف براويان نور، حيث يتم التعريف الى كافة مراحل الحرب والجبهة بالإضافة الى قصص البطولة التي سطرها الشهداء العظماء مثل الشهيد محمد همت، الشهيد بروجردي، مهدي زين الدين، باقري، صياد شيرازي وغيرهم....
كانت جعبة الشهيد تحوي في هذا المجال مائة فيلم وثائقي هو مخرجها مثل (سيل في خوزستان، ثواب الجهاد والشهادة، فراق الحبيب، الديار المنسية، رواية الفتح).
عمل الشهيد من عام 1367هـ ش (1988) حتى نهاية الحرب المفروضة في قسم الفنون بمنظمة الإعلام الإسلامي، وإضافة إلى رئاسته لتحرير مجلة (سورة) والنشرات التابعة لها، كان مسؤولاً عن الوحدة التلفزيونية أيضاً.عرف عنه التزامه التام بالاسلام المحمدي الأصيل وبخط الإمام (ره) حيث انعكس ذلك على كتاباته في مجال الثقافة والفن. وللشهيد تأليفات عدة، منها:
1 ـ بداية لنهاية.
2 ـ فتح الدم.
3 ـ سلسلة مقالات بعنوان (المرآة السحرية).
4 ـ سلسلة مقالات في الثقافة والفن.
5 ـ شرح غزليات الإمام الخميني (ره).
إلى جانب مقالات كثيرة أخرى في هذا المجال لا يسعنا ذكرها هنا.
في عام 1371هـ ش (1992) وبعد تأكيد سماحة السيد القائد عليه، بدأ نشاطه من جديد في انتاج مجموعة
جديدة من مسلسل (رواية الفتح) والتي تعكس بطولات قوات الإسلام خلال فترة الدفاع المقدس، وتزامناً مع بدء البحث عن رفات شهداء الحرب، بدأ تصوير لقطات من رفات الشهداء. وفي 20/1/1372هـ ش، وحين تصويره لرفاة الشهداء والمناطق الحربية وقعت رجله على لغم، فانفجر اللغم، وأصابت شظاياه بدنه، فسقط أرضاً وفاضت روحه الطاهرة، وقد سماه سماحة السيد القائد في وقتها بسيد شهداء أهل القلم.
بعد نقل جثته إلى طهران شيّع في موكب حضره ولي أمر المسلمين حيث أصر على المشاركة شخصياً مع جمع من المسؤولين والفنانين، ودفن في جنة الزهراء (ع).
الشهيد آويني يتحدث عن عمله وأفكاره..(بقلم الشهيد نفسه)
"حاولت أن أذهب جانباً وأتوكل على الله، ولله الحمد، بقيت وفياً لعهدي هذا. بالطبع ما يكتبه الإنسان يعبر
عما في داخله. جميع الفنانين هم هكذا ومن يُعد الأفلام فعمله يعبر عما في داخله. أما إذا أفنى الإنسان نفسه في سبيل الله، عندها سيظهر الله جلياً في أعماله. انا لا ادعي ذلك، لكن كانت جهودي في هذا الطريق.
مع بدء عمل مؤسسة الجهاد سنة 1979 ذهبنا إلى القُرى وعملنا في سبيل الله. بعد ذلك أجبرتنا الضرورات يوما بعد يوم على صناعة الأفلام لمؤسسة الجهاد. وسنة 1980 أتينا إلى التلفزيون كممثلين عن مؤسسة الجهاد. وعملنا في مؤسسة الجهاد التي تأسست من قبل العاملين في التلفزيون أنفسهم. لقد كان احد أصدقائنا في ذلك الوقت يُدعى حسين هاشمي والذي كان يحمل شهادة الماجستير في السينما وكان اتى يومها من كندا. هو كذلك أتى معنا إلى القُرى للعمل. وقررنا أن نضع المجرفة جانباً ونحمل آلة تصوير. وبعدها ذهب حسين هاشمي مع بداية الاعتداءات الحدودية من قبل البعث إلى جبهة تُدعى محمد رضا صراطي. ونحن تابعنا عملنا حتى اليوم برفقة بعض الإخوة. أنا لم أنجز أي عمل مستقل كي أسميه هنا. في جميع الأفلام التي صُنعت في مؤسسة الجهاد، لي حصة صغيرة فقط – إن تقبلها الله – وإن لم يتقبلها فلا شيء.
على كل حال، لم يكن لي أي نشاط تجاري. أنا مهندس معماري! لقد اعددت منذ سنة 79-80 حتى الآن
أكثر من مائة فيلم أذكر أسماء بعضها: مجموعة خان جزيدة، مجموعة ستة أيام في صحراء التركمان، فتح الدم، مجموعة الحقيقة، جمجشتان ديار النسيان (بشاجرد) مجموعة حكاية الفتح ما يقارب سبعين حلقة و كنت في الحلقات الأربع العشرة الأولى من مجموعة سراب مستشاراً فنياً ومدير المونتاج. درَست فصلاً في كلية السينما. ولأن أفكاري في التدريس لم تتطابق مع دروس الجامعة هناك فقد صرفت النظر عن متابعة التدريس. أعددت مجموعة دراسات ونشرتها بشكل مبسط وأكثر تفصيلاً في كتاب باسم مرآة السحر خاصة في مقالة حملت اسم تأملات حول السينما والتي نُشرت لأول مرة في مجلة فارابي السينمائية في انتشارات برغ".