تعدى ضجيج الانتخابات الاسرائيلية فضاء الكيان الصهيوني، فاقتحم حصون البيت الأبيض عبر نافذة البرنامج النووي الايراني، عندما حاول رئيس الحكومة الصهيونية إدخال الولايات المتحدة في معركته الانتخابية، بعدما لمس ضيقاً انتخابياً في الشارع الانتخابي. نتنياهو الذي ذهب الى واشنطن لشرح مخاوفه من البرنامج النووي الايراني، حاول قدر المستطاع استعطاف الرئيس الاميركي باراك أوباما في معركته الانتخابية .
رئيس الحكومة الصهيوينة الذي يقف عند مفترق طرق حتى 17 آذار الجاري لم يوفق في كسب ود الرئيس الاميركي الذي رد ببرودة على خطابه ولم يرَ فيه جديداً، كما أنه تلقى رداً مناسباً من الإمام السيد علي الخامنئي حيث وصفه بالمهرج الصهيوني.
وبعدما شعر نتنياهو أن انتخابات الكنيست تسحب من تحت قدميه، استدار نحو الداخل "الاسرائيلي" عله يجد حليفاً قوياً يقف الى جانبه يكون سنداً له في مقارعة خصومه الذين بيّنت آخر استطلاعات الرأي تقدمهم عليه بفارق أربعة مقاعد. فبدأ يتسول ولو مقعداً انتخابياً من هذا الزعيم أو ذاك ويغدق الوعود الوزارية على من يتحالف معه.
ومن اجل إكمال معركته الانتخابية شخص نتنياهو ببصره نحو منافسيه افغيدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا ويائير لابيد زعيم حزب بيش عتيد لاستدرار عطفهما الانتخابي، متناسياً ان الأخير صرح في اكثر من مناسبة بأنه سيفعل ما بوسعه لمنع عودة نتنياهو الى الحكم، لأنه لا يعمل لمصلحة الإسرائيليين إنما لمصلحته.
اللافت ان نتياهو المتهم بالفساد يعمل على إقامة حلف من الفاسدين، فالى جانب تحالفه المزمع مع ليبرمان دعمت حركة شاس نتنياهو في معركته الانتخابية.
بالنسبة الى ليبرمان فهو متورط مع عدد من أعضاء حزبه في قضية فساد كبرى، عرفت بأنها أكبر قضية فساد في إسرائيل.
الدعم العلني الذي حصل عليه نتنياهو جاء من حركة شاس عبر رئيسها وعضو الكنيست آرييه ادرعي عندما أعلن أن حزبه سيوصي الرئيس الاسرائيلي بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات. واللافت أيضاً ان شاس متهم أيضاً بالفساد إذ نشرت وزارة المالية الصهيونية مؤخراً نتائج التحقيقات حول شبكة "التعليم التوراتي" التابعة لشاس، والتي أظهرت وجود الكثير من مظاهر الفساد، وهذه الشبكة تدار من عضو الكنيست يوآف بن تسور المرشح للانتخابات. ومن بين هذه المخالفات إدارتها مدارس من دو ترخيص وتمويلها بشكل مخالف للقوانين.
نتنياهو المستميت للبقاء في منصبه دعا الناخبين الى التصويت له لكي يتفوق ويحصل على أكبر عدد من مقاعد الكنيست.
وقبيل أيام قليلة على الانتخابات دارت معارك كلامية بين نتنياهو وهرتزوغ، إذ وصف نتنياهو خصمه بأنه لن يصمد لثانية واحدة ولا يملك الصفات اللازمة للقيادة، وسيستسلم أمام أي ضغط، مشيرا الى ان خسارة الليكود الانتخابات تعني ان الامن "الاسرائيلي في خطر حقيقي، وأنه الضامن الوحيد لأمن "اسرئيل". الا أن هرتزوغ اتهم نتنياهو بنشر الذعر، معتبراً أن خطابه يعود خطاب الجبن والتهديدات.
وآظهرت غالبية استطلاعات الرأي تقدماً واضحاً للمعسكر الصهيوني على حزب الليكود. ففي استطلاع نشره موقع "واينيت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يظهر ان المعسكر الصهيوني الذي يجمع تحالف رئيس حزب العمال إسحاق هيرتزوغ وزعيمة حزب الحركة تسيبي ليفني سيحصل على 26 مقعداً مقابل 22 لحزب الليكود. فيما أعطى استطلاع موقع "جيروزاليم بوست" المعسكر الصهيوني 25 مقعداً مقابل 21 مقعداً لليكود.
ولم تبتعد نتيجة استطلاع موقع "والا" عن الاستطلاعين المذكورين ومنح التقدم للمعسكر الصهيوني لكن بفارق أقل عن حزب الليكود، 25 مقعداً مقابل 23.