بعضٌ من حكايا المقاومة الإسلامية على لسان الصهاينة
ياسر رحال
تحكي الجدات في جبل عامل حكايا قبل النوم
لأحفادهن، وتزرع في شخصيات أولئك الأحفاد قصص البطولات وأخبار الهزائم التي
ألحقتها المقاومة الإسلامية بجيش الاحتلال.
حكايا الجدات تلك لا ترسم أوهاماً أو تخيلات، بل تقدم الوقائع بحرفيتها.
وعلى
المقلب الآخر حكايا تحكى كذلك... ولكن عن الرعب والخوف والجبن والسقوط في
مستنقع جبل عامل او مستنقع الوحل اللبناني كما كان يسميه إعلام العدو.
من
هذه الحكايا نقتطف ما ورد في ندوة عقدتها الاذاعة الاسرائيلية منذ سنوات
مرت حول التورط الاسرائيلي في لبنان وما وصفته بـ "الارهاب الشيعي"
والقبضة الحديدية، تحدث فيها المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت"
الاسرائيلية "اتيان هابر" الذي رافق قوات الاحتلال في جنوب لبنان وفي لحظات
حرجة جداً كما وصفها، ومما قاله رداً على مدير الندوة الذي حاول التحفيف
من خسائر العدو: "قبل اي شيء بودي أن أبدي ملاحظة حول عبارة قلتها وهي انه
لم يكن هناك قتلى كثيرون ولكن الواقع ان القتلى كثيرون في صفوف الجيش
الاسرائيلي". وأضاف: " الجيش الاسرائيلي يعيش حالة قصوى من توتر الأعصاب
والتحفز والتشنج".
وكمثال على ذلك روى حادثة جرت معه "في الطريق
الى النبطية التي سبق لـ "حيدو" (كولونيل اسرائيلي كبير، المشرف على جيش
لحد، قتل في عملية للمقاومة الاسلامية) ان سار عليها. كنا ضمن قافلة من
السيارات وفجأة تدحرجت من جانب الطريق علبة فارغة من التنك. وهنا تلخصت
المشكلة التي نعيشها حالياً في كل لحظة في لبنان، فما الذي حدث؟ السائق
احتار في أمره وتردد فيما يفعل، هل يستدير بالسيارة الى اليسار ويهرب من
العلبة المتدحرجة، ام انه يدهسها وبالتالي ربما انفجرت، لأنها ربما كانت
ملغومة؟ اين المفر اذن؟ هل يتوقف على الفور وننزل جميعاً من السيارة، وهنا
ربما فتحت علينا النار؟ وبالإجمال بعد مرور وقت قصير سمعنا ضحك الأولاد حيث
تبين لنا أنهم هم الذين كانوا يلهون بهذه العلبة الفارغة".
وسأله
المعلق الاذاعي: "هل ترى اننا باليد القاسية التي نستخدمها، نستطيع ان نحد
او ان نكبح ولا أقول ان نجتث الارهاب وان نصل بالتالي الى فترة هدوء معينة،
بحيث تسمح للجيش الاسرائيلي الاستعداد للانسحاب في الموعد الذي تم تحديد".
فأجابه
"هابر": "الحقيقة انني فهمت خلال العام او العامين في لبنان، ان الشيعة
انما ولدوا لكي يقاسوا او يتحملوا. والحقيقة انه بالرغم من الكلام الذي قيل
عن الضربات القاصمة التي نزلت بالشيعة فلدي احساس على ضوء كل ما حصل في
هذه الدولة غير المعقولة، التي اسمها لبنان، بأن هذا كله ليس من شأنه ان
يضيق عليهم الخناق، فلا فرض حظر التجول لمدة اسبوع ولا هدم البيوت ولا غير
ذلك يمكن ان يحرفهم عن طريقهم".
من يومها والانحدار الصهيوني مستمر
حتى خرج يجر أذيال الخيبة من لبنان، فعاجلته الانتفاضة الفلسطينية بأولى
ضرباتها وصولاً إلى دك تل أبيب بصواريخها العابرة للمسافات والموجعة في
الصميم، وهي على موعد مع التحرير مهما طال ليل الانتظار.